من يحمل عبء بناء الشخصية العراقية المتعلمة
تتسابق و تتفاخر حكومات دول العالم من أجل تعليم و تثقيف أفراد شعبها و تأهيلهم لكافة المراحل التعليمية و الثقافية ليقوموا هم بعدها بالعمل في وطنهم و إكمال الدرب و هم يتسلحون بالعلم و الثقافة و الخبرة حتى أن الدول المتخلفة و الفقيرة و التي تعاني من ظروف صعبة نجدها تتحرك و تتخذ خطوات لا بأس بها من أجل بناء مواطنين متعلمين و مثقفين يديروا هذا البلد و ينقلون ما تعلموه للأجيال القادمة و هكذا يصبح البلد مزدهر و متطور و نجد الشعب يعملون و يسيرون بخطوات ثابتة نحو الأمام و عندما نقارن هذه الميزات و الجهود مع الوضع التعليمي و الثقافي في العراق فنحن سوف نصاب بالذهول و الحزن في نفس الوقت لأن وطننا العزيز انتشر فيه الجهل و التخلف و أصبحت أبسط الأمور التعليمية و الثقافية مفقودة فيه فمدارسنا جزء كبير منها لا تحتوي على متطلبات التعليم المتوفرة و الموجودة في أكثرية دول العالم حتى أن عدد كبير من طلاب المدارس أجبر على البقاء في البيت بسبب تدهور الوضع الأمني و ازدياد حالات الخطف و سوء الحالة المادية عند عدد كبير من العائلات العراقية و أما مكتباتنا التي تحتوي على كنوز تاريخية و ثقافية نادرة فقد تعرضت للسرقة و التدمير و جامعاتنا تعرضت مثل مكتباتنا للسرقة و التدمير و اضطرت وزارة التعليم العالي لإغلاق القبول في العديد من الأقسام الأكاديمية العليا كمرحلة الماجستير و الدكتورة لأن جامعاتنا لا يمكنها تقديم العلم لهؤلاء الطلاب لعدم مقدرتها على ذلك و أما كوادرنا العلمية و الثقافية تعرضت للقتل من قبل جهات مجهولة و اضطرت باقي الكوادر للخروج من العراق بسبب تعرضها لتهديدات مختلفة فكل هذه الأمور تعرض لها وطننا و شعبنا العزيز و لهذا توقفت عملية بناء المجتمع العراقي المتعلم و المثقف و الشعب العراقي الآن يبحث عن جهة أو شخص يحمل على عاتقه هذه المهمة العظيمة و العريقة و يساهم في جعل شعبنا يلحق بالدول المتقدمة من الناحية التعليمية و الثقافية و تبني شخصية عراقية متكاملة تحمل رسالة العلم و الثقافة و تنشرها إلى الآخرين
حسين علي غالب
babanspp@maktoob.com
http://www.geocities.com/babanbasnaes