البصرة- المنارة- علي مجيد
سمعنا عن عمليات إعمار مدارس العراق واستبشر العراقيون خيراً وها قد مضى أكثر من شهر على بدء الدوام المدرسي ولم يجرِ أي إعمار باستثناء بعض الترميمات البسيطة.وناشد آباء وأمهات التلاميذ الذين يدرسون في مدرسة البيارق في قضاء شط العرب الجهات المسؤولة في تربية البصرة على ضرورة التحرك السريع لإنقاذ أبنائهم من انهيار سقف المدرسة الذي أصبح وشيكاً جداً ومن المحتمل ان يكون ذلك مع أول زخات مطر الشتاء.وقال والد طالبة تدرس في الصف الثاني إذا بقيت المدرسة دون إعمار فأنا مضطر لمنع ابنتي من الذهاب فخير لهاان لا تتعلم من ان تموت!!وقال والد آخر ان احد المحسنين تبرع بقطعة أرض لنقل هذه المدرسة وبنائها من جديد إلا ان الجهات الرسمية لم تحرك ساكن حول هذا الموضوع وان المنظمات الإنسانية هي الأخرى لم تفعل شيئاً.. وقالت أم لطالبة : ليس من المنطق أو العدل ونحن في عام 2004 وما زال أبناؤنا يدرسون في مدارس من الطين فنحن لسنا في الأهوار ولا في الصحراء بل في اكبر قضاء في البصرة إلا وهو قضاء شط العرب الذي يعد من الأقضية المهمة والذي يزود البصرة بكل ما تحتاج له من خضروات وتمور.احد المعلمين قال: ان الإعمار لا يمكن ان يتم في هذه المدرسة لأنها أساساً بيت تبرع به احد المحسنين إلى أهالي المنطقة وتساءل هل ان التربية غير قادرة على توفير قطعة أرض صغيرة من أراضي العراق الواسعة لبناء مدرسة عليها...؟ وهل ان حياة أكثر من (200) طالباً مهددين بالخطر لا تستحق بناء مدرسة نموذجية يدرسون فيها وهم مطمئنون بأن المطر سوف لن ينزل على رؤوسهم؟ والد التلميذ علي قال: نحن بين أمرين أحلاهما مر الأمر الأول ما أن نمنع أطفالنا من الذهاب إلى المدرسة وهذا غير ممكن لأننا في هذه الحالة نحكم عليهم (بالأمية) ونحن في زمن أصبح فيه (الكمبيوتر والوسائل الأخرى مفاتيح للحياة أما الأمر الثاني هو القبول بالأمر الواقع وندعهم يدرسون في هذه المدرسة ونترك القدر يأخذ مجراه فربما نخرجهم ذات يوم من بين أنقاض جدران الطين وجذوع النخيل المتآكلة وحينها لا ينفع الندم)!."المنارة" من جانبها زارت مدرسة البيارق فهي لا تعد كونها بيتاً قديماً مهدماً يغص بالتلاميذ الذين تجاوز عددهم (200) طالباً وطالبة يدرسون في (6) صفوف لا تتجاوز مساحة الصف الواحد 3 × 4 أمتار، وهي صفوف غيرمبلطة حيث تتحول الى وحل خلال الشتاء ومن الصعب على الطلبة وهم في هذا العمر السير فيه والوصول إلى المدرسة!! والغريب في الأمر وبعد إن استطلعت المنارة آراء العديد من الناس في نفس المنطقة اجمعوا على ان العديد من المقاولين والمنظمات زاروا هذه المدرسة ووعدوا بإعمارها لكن دون جدوى وقالوا يبدو ان عملية إعمارها لا ترد عليهم بالمنفعة الكبيرة كما يحدث مع المدارس الأخرى التي تخصص لها عشرات الآلاف من الدولارات ولا ينفق عليها سوى مبالغ بسيطة لصبغ الجدران أو تزويدها بالسبورات وهذا الصبغ سرعان ما يزول عند هطول المطر.