بسمه تعالى
الناصرية بداية الصعود لحزب الفضيلة وبداية السقوط له:
أشار البعض إلى أن تشكيل الأحزاب والمنظمات لا يأتي ألا بعد عناء وجهد عظيم لغرض إظهار المشروع وهذا في الحقيقة صحيح جدا لان أي فكرة تحتاج الى من يعتنقها ويعمل بالإخلاص من اجل بنائها وتوسيعها ونشرها وجعلها تأخذ الدور الذي رسمته ودعت أليه والأحزاب الإسلامية تمتاز عن غيرها بقوتها المستمدة من الأفكار
الاسلامية التي تعتمد على المنهج الإلهي للرسالة المحمدية وتضعف الى درجة الانهيار عند بعدها عن الأسس الإسلامية لان الجماهير عندما تتعامل معها تتعامل على أساس إخلاصها وقربها من مبادئ العقيدة الإسلامية ولذلك نرى عند ظهور مثلا حزب الدعوة الإسلامية اخذ ينتشر في الأوساط المظلومة بشدة لمقدار اخلاصة وصدق دعاته ولكن وللأسف بعد فترة وعندما ابتعد عن أمل الجماهير خف تحمس المؤمنين باتجاه وكذلك بقية الأحزاب وصولا الى المجلس الاعلى وبقيت عبارة عن أحزاب تحمل الشعار الإسلامي تتخذ ابوتها كسلطة للتصدي وعلى نفس الخط سار حزب الفضيلة الإسلامي في الناصرية وبنفس المنهج ليكرر الأخطاء القديمة الجديدة
حزب الفضيلة في الناصرية بداية النشوء:
اعتمد الحزب بل مكتب الفضلاء الذين يعودان الى مرشدهما ومرجعهما سماحة الشيخ اليعقوبي (حفظه الله) على القاعدة الواسعة من ابناء السيد الشهيد الصدر الثاني ورغم انهما أي الحزب والجماعة طرحت الدعوة لاحتواء كل التوجهات الإسلامية لكنها انحصرت بعد مدة بسيطة بهذه القاعدة ولما تمتاز به اتباع هذا الخط من قوة الاندفاع نحو العمل الاصلاحي في داخل المجتمع العراقي لذا اصبحوا جنودا الى هذا الخط ولكن وهنا وقفة يحتاج الجنود الى قيادات وسطية تحقق الهدف المرسوم لذا لم يكن عند القيادات (المشايخ الموجودين في المحافظة من اتباع الشيخ )القدرة على تكوين مكتب جماعة الفضلاء أولا واكتفوا بجمعية أطلقوا عليها اسم جمعية الأمام الصادق (ع) التي تحولت بسبب سوء الإدارة الى مكتب استنساخ ثم الى دار استراحة ليعمل بكل قوة ويصدر عددا يتيما باسم مجلة كنوز الفرات ثم يتحول الى كومة من الطابوق المتناثر .رغم ان اتباعه كانوا يأملون الكثير منه ولكن لم يكن يمتلك القيادات الكفيله باستيعاب طاقة الجماهير .
وبعد قدوم سماحة الشيخ اسعد الناصري وتدخله في قضية استفتاء السيد مقتدى الصدر ومراجعته للسيد الحائري وثم الى قضية الجمعه التي زاحمتها جمعه أقامها سماحة الشيخ محمد باقر الناصري دون المسافة الشرعية ونقل الصلاة بناء على فتوى السيد الشهيد بمراعاة المسافة الشرعية والعدد انشأ مصلى أنصار المهدي(عج) وبعد ثلاثة جمع اعلن التوجه إلى الشيخ اليعقوبي ودعوته لقيادة المجتمع العراقي وليبدء بعد هذا المسير الطويل إنشاء مكتب جماعة الفضلاء وبعد اجراء انتخابات الادارة ليفوز الشيخ اسعد الناصري كمدير مكتب جماعة الفضلاء في الناصرية وتنطلق منها اقوى عمل سياسي في المحافظة وقوته التي هزت الشارع في الناصرية هو ذلك التلاحم بين القيادة والجماهير وبقدر ما لمست الجماهير من صدق قياداتها معها في المحافظة بقدر ما أعطت من إخلاص وتفاني في إطاعة هذه القيادة واستمر الحال حتى تم وبعد مظاهرة المجلس البلدي الشهيرة إلى إنشاء نواة بسيطة لحزب الفضيلة الإسلامي في ذي قار الذي هو عبارة عن شقة بسيطة لا تحمل أي لافته يرتاها مجموعة اعضاء لا يتعدون أصابع اليد بقيت بينهم التجاذبات حول قضية المرشد الروحي من علان وعدمه ونوع العلاقة بين الجماعة والحزب لتنتهي بمجموعة من الاستقالات .
وتم رفد الحزب بكوادر جديدة والحقيقة حصل الانتماءات بسببين الاول :رغبة الكوادر المثقفة بجهة تعمل في الجانب الإصلاحي بإخلاص وكذلك نفورهم من عملية فرض الجهوية وشرط الانقياد للجهة
السبب الثاني ما حققه مكتب الفضلاء بإدارة الشيخ اسعد الناصري من إنجازات سعت الى خدمة المدينة بعيدا عن المصالح الشخصية سوى مصلحة المجتمع في المحافظة وما لمسته الجماهير من تعامل صادق مع القضايا التي يتبناها وكذلك العمل بالدليل ومحاربة الفساد وعدم المهادنة من اجل المكاسب .
وفي الحقيقية بعد الانتخابات الفئوية التي حصلت لمجلس المحافظة دخل حزب الفضيلة الإسلامي رغم وجود العديد من الأحزاب الأخرى وحجز مقعدا له بالقوة الجماهيرية المذكورة سابقا وهذا ما يؤكده أن فروع حزب الفضيلة الموجودة في بقية المحافظات لم تستطع تحقيق مكاسب حزب في الناصرية ؟لماذا ؟
الجواب ما ذكرناه سابقا من قوة العمل الإسلامي الإصلاحي الذي حدث في المحافظة فكانت المقاعد التالية (مقعد لمكتب جماعة الفضلاء،مقعدين من الكادر النسوي،مقعد لنقابة المهندسين ،مقعد لنقابة الأطباء،مقعد لحزب الفضيلة)عقدت بينها تحالف العمل من اجل محاربة الفساد .
وكانت قمة الانتصار القيادي الجماهيري هو انتخابات المجلس البلدي والذي حقق فية مكتب جماعة الفضلاء _ذي قار بادارة الشيخ اسعد الناصري وحزب الفضيلة ( والذي تجرأ ووضع لافته تحمل اسمه ) انتصارا فذا لم يحصل في أي عملية انتخابية وهي الفوز بالمقاعد العشرين للمجلس كاملة والأكثر هو تحدي كافة المراهنات والتهديدات التي رافقت الانتخابات وقبلها من صراع مع قوات الاحتلال والمنتفعين الذين شددوا على فشل الانتخابات وحاولوا منعها وكان الفوز صفحة من التلاحم ما بين الجماهير في المحافظة وادارة المكتب يتذكرها القريب والبعيد واختتم هذا الانتصار بخطوة جريئة رافقت الزيارة الشعبانية التي صادف تاريخها مع موعد الانتخابات عندما قام حزب الفضيلة في الناصرية بخطوة باتجاه نشر الفضيلة عندما قام بنصب مخيم على نهر العلقمي في كربلاء لمنع مظاهر التجاوز والانتهاكات التي يقوم بها مريدي ذلك المكان بحجج واهية مستغلين مناسبة الزيارة لمآربهم الشخصية حيث حاول وبكل جهده لتقليل هذه الحالة ورغم عدم نجاحها فانها كانت خطوة باتجاه تطبيق مشروعه في نشر الفضلية .
وعاد الزوار وكل الجماهير المؤمنة بعد الزيارة الشعبانية بنشوة الانتصاااار ولكن ولكن حال الرجوع كان بالانتظار اكبر عملية انقلاب وتصفية سياسية تنتظر حزب الفضيلة الاسلامي بالناصرية لتبدء عملية الانتكاسة الضخمة للحزب والتي فكت العلاقة وفقدت الثقة بالجماهير وسيكون الجزء الثاني هو عن هذه الانتكاسة