النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حرب التصريحات

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,523

    افتراضي حرب التصريحات

    بعد التصريحات التي أطلقتها الادارة الامريكية حول العراق وكلها محاولات لصب الفشل على الحكومة المنتخبة إستطاع المالكي وبتصريح واحد أن ينقل الكرة الى ملعب الادارة الامريكية لتتخذ القرارات المناسبة التي تساعد في حل الازمة (ازمة الولايات المتحدة بادارتها للوضع في العراق)
    ولم يكتف المالكي بهذا بل سرب أحد المقربين إليه القول بأنه (صديق للولايات المتحدة وليس رجلها في العراق)مما يوحي باستقلال القرار الذي يتخذه وهي خطوة مهمة في إطار نقل السلطات الى الجانب العراقي
    لقد استطاع رئيس الوزراء في زيارته الماضية للولايات المتحدة مصارحة الجانب الامريكي بان احد أسباب عرقلة الوضع في العراق هو الاجراءات الامريكية اللامبالية للجانب العراقي وقد وعد الامريكان خيرا على أمل تصحيح الاوضاع في الفترة القادمة وتم تعديل خطة بغداد وإعادة نشر للقوات الامريكية في بغداد كبادرة حسن نية من قبل الحكومة العراقية بمشاورة الجانب الامريكي واشرافه على الوضع الامني ككل حسب الاتفاقات المعقودة بين البلدين تحت إشراف الامم المتحدة ،إلا أن الملاحظ هو إزدياد العنف وكأن الخطة باتت معاكسة لما رسمته الحكومة لنفسها من برنامج لحل الملف الامني
    وانفردت الولايات المتحدة بمحادثات منفصلة مع الجماعات المسلحة لاجهاض المصالحة أو مشروع المصالحة الذي أطلقه المالكي وللايحاء بأن الامر يجب أن يتم عن طريق السفارة الامريكية
    ولم يعد خافيا أن هناك العديد من القوى داخل المؤسسات الحاكمة في الولايات المتحدة وخصوصا في الخارجية والمخابرات تعمل بطريقة تربك الوضع العراقي بشكل عام وتحاول القاء اللائمة على الحكومة المتخبة بأنها عاجزة عن اتخاذ المبادرات في كافة الصُعد
    وترافق ذلك تصعيدا إعلاميا من قبل صحف أمريكية معروفة الولاء لهذه المؤسسات كما وتدخل المنافسات الانتخابية في هذا المجال وتكون الورقة العراقية إحدى وسائل الضغط باظهار فشل إدارة الرئيس بوش خاصة والحزب الجمهوري عموما
    ولذلك نجد تضاربا واضحا بين تصريحات البيت الابيض والتسريبات المزعومة للصحف الامريكية ،وقد حاولت وسائل الاعلام الامريكية كما تبعتها وسائل الاعلام العربية الايحاء بان زيارة وزيرة الخارجية الامريكية كانت موجهة ضد الحكومة المنتخبة
    ولم يقتصر الامر على تلك الوسائل الاعلامية المعادية للوضع الجديد في العراق بل شمل كذلك بعض الاعلاميين المتشائمين من الاوضاع أو التي تحاول حصر االائتلاف في موقف معادي للويات المتحدة في مواجهة مستمرة تأتي نتائجها في صالحها لحسابات مستقبلية على حساب الشعب العراقي
    ولكن تصريح الرئيس الامريكي أعاد الوضع إلى سابقه قليلا،ولكن السفير زلماي مازال يجتهد في الشأن العراقي مستغلا الفراغ التنسيقي المباشر بين الادارتين العراقية والامريكية وعدم وجود توحد في التوجهات لدى الرئاسات الثلاث مما يجعل زلماي زاد حرا وطليقا في الكثير من التصرفات
    ولم تواجه تصريحاته المعادية للائتلاف أي رد فعل مباشر سوى مرة يتيمة أطلقها رئيس الوزراء العراقي السابق إبراهيم الجعفري خلال الازمة الانتخابية لترشيحه لولاية جديدة
    ولكننا شهدنا الايام الماضية أشبه بانتفاضة تصريحية لرئيس الوزراء بعد أن واجه تصرفات غير مدروسة من قبل السفير تجاه المناطق الشيعية لاجهاض اتفاقا وديا بينه وبين السيد مقتدى الصدر تلاه تصريحات باعطاء مهلة زمنية للحكومة بحل المليشيات
    ولعل هذه التصريحات التي قوبلت برفض من السفارة الامريكية قد هزت الجانب الامريكي بعد أن كشف رئيس الوزراء بعض جوانب الاتفاقات المعقودة بين الحكومة العراقية والجانب الامريكي باشراف الامم المتحدة قد كان نتيجتها اللقاء المباشر بين رئيس الحكومة وبين بوش وفريقه في البيت الابيض من خلال دائرة تلفزيونية عن طريق الاقمار الصناعية وسيبقى الكلام مؤجلا الى أن تكشف الايام القادمة التزام الجانب الامريكي بدعم الحكومة المنتخبة أو تستمر بعدها حرب التصريحات التي قد تأخذ منحا آخر بين السفارة الامريكية والحكومة المنتخبة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,523

    افتراضي

    طريق الآلام العراقي يودي بالجمهوريين

    في موسم الانتخابات، ينتفي الوضوح، ويدفع بالناخبين إلى التخلي عن أحكامهم الخاصة. وهذا ما فعله جورج دبليو بوش في الأيام الأخيرة، حين طلب من الأميركيين «عدم السماح بتحول سخطنا إلى وهم بشأن هدفنا» في العراق.

    والحقيقة هي أن الوهم العميق، بدأ يساور الناس، وخصوصاً أولئك الذين دعموا «هدفنا» في تغيير النظام في العراق. إدارة الحرب بأيدي بوش هي التي نشرت، على وجه التحديد، الوهم الذي سيكلف بالتأكيد (على ما يبدو) الجمهوريين خسارة في مجلس النواب، يوم السابع من نوفمبر، وربما في مجلس الشيوخ أيضا.

    وقد أوقف الاعتراف، بأن هذا هو المنطلق في بحث بوش عن طريقة جديدة لمعالجة الوضع في العراق وطريقة جديدة في التعامل مع الجمهور الأميركي، في إطار مبرر مقبول، أوقف الى حد كبير الثقة به حول العراق.

    ويبدو انه ليس هناك تقريبا منحنى يحتذى في تعامل واشنطن مع الانقسامات الاجتماعية والدينية ومع السياسيين القوميين في العراق، الذين أبعدوا جانبا أو جرى تقويضهم، بسبب عدم ثنائهم على بوش، في إطار تحريرهم، وتأكيد أولوياتهم وشرعيتهم السياسية.

    وكان وقتا عصيبا قد حل الأسبوع الماضي، عندما رد رئيس الوزراء نوري المالكي بانزعاجة على إعلان السفير زلماي خليلزاد والرئيس بوش، من أن على المالكي أن يحدد جدولا زمنيا للمهمات التي يتعين تنفيذها. ولا يبدو أن أحدا تصور أن المالكي المحاصر يمكن أن يرغب في اعلان برامج حكومته بدلا من ذلك.

    وهذه إعادة غير حساسة ثقافيا، للحظات التي سرعان ما أحبطت الفرص الأولية في عام 2003 للسماح للعراقيين بتولي المسؤولية، والتوصل الى توافق مع جيرانهم العرب والإيرانيين الذين ساعدوا بدلا من ذلك على تحقيق عدم الاستقرار في العراق منذئذ.

    أولا، رفض الحاكم المدني بول بريمر حكومة مؤقتة تتشكل من ستة أشخاص، كان قد جرى، تهيئتها عبر مفاوضات شاقة استمرت عامين بين الأكراد والشيعة. ثم هدد بريمر بإلغاء الحكومة المؤقتة ما لم تنفذ رغباته.

    وهذا ليس تاريخا قديما. وبناء على أوامر من البيت الأبيض في الربيع الماضي، تدخل خليلزاد صراحة بالمفاوضات التي جرت من اجل اختيار رئيس وزراء، لمنع رئيس الوزراء في حينه إبراهيم الجعفري من الترشح وخلق وضعا يكون فيه المالكي، نائب الجعفري، والمستند الى المتطرفين الشيعة للحصول على الأصوات، المرشح الممكن الوحيد لإدارة العراق.

    ويمكن القول إن مطالبة المالكي بالشرعية، قد تم تدميرها من خلال الإدارة المصغرة التي يقوم بها الأميركيون. فحملة السفير الأميركي خليلزاد من أجل «بناء حكومة وحدة وطنية» ـ والتي هي على صعيد الواقع عبارة عن مجموعة من الوجوه الطائفية الفاسدة ـ آلت إلى شل فعاليته.

    كتبت قليلا حول طريق الآلام، الذي سار العراق عليه منذ تلك اللحظة. وتمنيت لو يثبت لي المالكي خطأ تصوراتي، لكن ما حدث، وما يحدث، يجعل الأمور شديدة الوضوح، وتبعث على الشعور باليأس.

    لكن هذه الانتخابات النصفية، هي لحظة محاسبة، مع اعتراف بوش في مؤتمر صحافي أنه يسعى إلى منع تسرب الشعور بالفشل. إنه الوقت المناسب الذي يستطيع الناخبون والمواطنون من تفحص الأخطاء والهفوات الأخيرة للسياسة الأميركية في العراق، وعلى ضوئه يقومون بالتصويت.

    وقال هالبرستام عبر محطة «راديو الجمهور القومي»: «أنا لا أعلم ما يقوله أي من الطرفين. الرئيس ضعيف بشكل استثنائي حول تاريخ حرب فيتنام. كانت حملة تيت العسكرية التي شنها الفيتكونغ انتصارا عسكريا لأميركا لكنها هزيمة سياسية، ولذلك هل بإمكاننا أن نقول إن الحرب تسير بشكل أفضل مما تعكسه المعلومات؟».

    هالبرستام صوت يستحق الاستماع له حينما يجري المقارنة بين الحربين. فتقاريره من فيتنام كانت تحاجج في البداية بأنه من الممكن الانتصار في النزاع، إذا جرى تغيير للاستراتيجية والتكتيكات، لكنه توصل لاحقا إلى أن الأداء الحربي للأميركيين جعلها غير قابلة للفوز.

    ليس فهم بوش لحرب فيتنام هو الذي يتسم بالفقر، بل فهمه لحرب العراق هو الذي يتطلب معالجة سريعة. فبعد 7 نوفمبر على الرئيس أن يكف عن الادعاء بأنه يدير سياسة حول العراق، وعليه أن يعطي لمسؤول رفيع وحكيم من الجمهوريين كل الصلاحيات كي يتخذ منحى جديدا، ودليله هو توصيات لجنة بيكر ـ هاملتون وغيرها.

    يعتبر جورج شولتز، وزير الخارجية خلال حكم رونالد ريغان (وكان في المارينز مثل جيمس بيكر) مرشحا ممتازا كي يقوم بإنقاذ المهمة في العراق. هو لن يريد أن يصبح مسؤولا عن العراق ولكن إذا حدث ذلك فإنني أقدم له تهانيّ مع اعتذاراتي.

    *خدمة «مجموعة كتاب واشنطن بوست»

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني