صراع مخابراتي وصفقات سرية ومواد ملوثة بالأيدز وراءها القاعدة ودول عربية.. ودخلت لعبتها إيران والتيار الصدري
تقرير مخابراتي: (دور قذر) للهلال الأحمر قاده الكربولي وتورط كويتي رسمي فيه
شؤون سياسية - 25/03/2009 - 8:22 am
النور/ خاص
شهدت الاعوام 2005 ـ 2006 ـ 2007 صراعا سياسيا مخابراتيا في المنطقة الغربية كان احد طرفيه الحزب الاسلامي العراقي وطرفه الاخر تنظيم القاعدة بزعامة ابو مصعب الزرقاوي حتى مقتله عام 2006 ليستمر هذا الصراع حتى عام 2007 حيث تمكنت مجالس الصحوات في الانبار من انهاء الوجود العسكري للقاعدة.
لكن القاعدة وطبقا لتقرير سري لعميل سابق لجهاز مخابرات دولة عربية مجاورة للعراق كانت قد انهكت بوسائل اخرى حتى عندما اشتد ساعد قوات الصحوة، وكانت القاعدة تترنح تقريبا لاسيما بعد مقتل الزرقاوي وتسرع ابو عمر البغدادي باعلان دولة العراق الاسلامية مستغلا ضعف قائد القاعدة الجديد ابو حمزة المهاجر. المعلومات تشير الى ان صراع النفوذ كان يتمثل بتوظيف موارد جمعية الهلال الاحمر العراقي التي كان يديرها جمال الكربولي الذي تمكنت مخابرات دولة عربية مجاورة للعراق من تجنيده للعمل لصالحها في العراق.
وقامت بدورها بربطه مع الدكتور رافع العيساوي نائب رئيس الوزراء العراقي والذي كان طبيبا في مستشفى الفلوجة واحد قياديي الحزب الاسلامي انذاك. وتمثل التنسيق بالقيام بتوظيف الاموال التي يتم الحصول عليها لاغراض الهلال الاحمر بممارسة عمليات قتل على الطريق الدولي السريع على اساس ان هذه العمليات تقوم بها القاعدة. القاعدة كانت تمارس بالفعل اعمال القتل الطائفي وغير الطائفي في المنطقة الغربية من العراق إلا انه مع ذلك تم دفع اموال اضافية لقطاع طرق وغيرهم لقتل الشيعة المسافرين على الطريق البري من بغداد الى عمان ودمشق وبالعكس والصاق ذلك بالقاعدة حصرا.
وقد ترتب على صراع النفوذ هذا ان تمكن الحزب الاسلامي من السيطرة على الدوائر والمؤسسات في الانبار بينما تمكنت قوات الصحوة العشائرية من القضاء على القاعدة عسكريا لتصطدم بعد ذلك بالحزب الاسلامي الذي فرض نفوذه بالكامل على المنطقة. جمال الكربولي الذي اخرج من جمعية الهلال الاحمر موجود الان في عمان ويتهيأ للعودة لممارسة دور سياسي في الانتخابات المقبلة بينما اصبح رافع العيساوي وزيرا للدولة للشؤون الخارجية ومن ثم اصبح الان نائبا لرئيس الوزراء لكنه خرج من عباءة الحزب الاسلامي على اثر خلافات حول الادوار لان الحزب الاسلامي بزعامة طارق الهاشمي لم يعد هو الطرف المرغوب فيه في المنطقة الغربية.
هذا الدور انتقل للدكتور صالح المطلك الذي يتزعم الان المشروع الوطني العراقي الذي انضم اليه رافع العيساوي واخرين وتمكنوا خلال الانتخابات الاخيرة لمجالس المحافظات من تحقيق نجاحات مهمة في تلك المنطقة. في اطار ذلك كان الهلال الاحمر يحصل على تبرعات باسم المقاومة العراقية او لدعمها كان يحصل عليها رئيس الهلال الاحمر العراقي السابق جمال الكربولي بالتنسيق مع بعض عناصر الحزب الاسلامي العراقي.
المعلومات تذهب الى التأكيد ان ايران تمكنت من الدخول على الخط ايضا وذلك من خلال عناصر دستها داخل بعض التنظيمات السنية هناك وبالتنسيق ايضا مع الهلال الاحمر لجمع التبرعات من بعض الدول العربية ومن ضمنها مصر وبعض دول الخليج ـ مصر للتنسيق ودول الخليج للدفع ــ حيث تقوم الاجهزة السياسية والدعائية التابعة لايران والممولة منها سرا في العراق بتوجيه اتهامات عبر السلطات العراقية للحكومات العربية المعنية فضلا عن شخصيات سلفية اسلامية بدعم وتمويل الارهاب.
وطبقا لهذه المعلومات فان جمال الكربولي كان قد اتفق مع جماعة المجلس الاعلى الاسلامي وعناصر تابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عن طريق وزير الصحة السابق علي الشمري الذي هرب فيما بعد الى الولايات المتحدة الاميركية للحصول على الاموال والمعدات والسيارات وغيرها حيث يتم الحصول عليها باسم الهلال الاحمر إلا انه يقوم بتوزيعها على الاحزاب المتنفذة مقابل السماح له بفتح الشركات وايداع الاموال بمصارف في عمان ومصر.
ومن ذلك مثلا قام باهداء 10 سيارات مصفحة على شكل اسعاف (لاندكروز موديل 2006) تسلمها من وزارة الصحة السعودية لنقل الجرحى بالانبار والفلوجة الى المجلس الاعلى وذلك من اجل الاحتفاظ بمنصبه.
المعلومات المستقاة من التقرير تقول ان الكربولي جلب مواداَ بعد ان تم فحصها ظهر انها ملوثة بفايروس الايدز من شركات تصنيع الادوية والمستلزمات الطبية وهي شركات(مصرية، لبنانية، اردنية) تعمل لصالح الامريكان. وهذه الكمية وهي الف كيس تم التبرع بها من قبل شركة الافق وبالاشتراك مع شركة (ميرس) الغربية لتصنيع المستلزمات الطبية. وطبقا للمعلومات فان هذه الشركات تتسلم اموالاًَ من عقيدي المخابرات الكويتي عجمي فهد الصباح ومحمد العلي جابر الصباح. والهدف من ذلك هو ايقاع اكبر قدر ممكن من الضرر بالمجتمع العراقي.