أمريكا تحرض العراقيين على الكفر بالإسلام وتمارس الإرهاب على الإنترنت-د. حامد العطية


منذ شهور ولا تكاد تنشر لي مقالة من دون رد وتعليق من المدعو زياد، الناطق بإسم ما يعرف بفريق التواصل الألكتروني في وزارة الخارجية الأمريكية، وكان اخر تعليق له على مقالتي المعنونة: توكلت الحكومة العراقية على أمريكا بدلاً من الله

فوقعت، والمقالة والتعليق منشوران على الرابط التالي:

http://www.baghdadtimes.net/Arabic/index.php?sid=37596



يرى السيد زياد بأن معارضتي للاتفاقية الأمنية استخفاف بكل العراقيين والحكومة العراقية ومراجع الدين الذين وافقوا عليها، ولا يدرك الأمريكي الذي ينتحل هذا الاسم الكريه بأن المسلم الحقيقي ثابت على الحق، من دون أي اعتبار لكثرة المناوئين أو قلة الناصرين، ولو توخى الواقع لتبين له بأن كل عراقي أبي لا يرتضي لنفسه ولأهله العبودية والتبعية والذل يرفض الاتفاقية مع أمريكا.

الجديد لدى الناطق بإسم الخارجية الأمريكية هو تعليقه التالي:

(فأن افضل تقييم لافكار العطية هي التعليقات التي ترد على مقالاته من قبل القراء)، فما هي هذه التعليقات التي نزلت برداً وسلاماً على صدر السيد زياد، الممتليء بالقيح والصديد من مقالاتي، والتي اعتبرها تقييماً صادقاً لمقالتي، وبالتأكيد هو لا يقصد بذلك التعليقات المتفقة مع مضمون المقالة، فلا يتبقى سوى السباب، وهذا لا قيمة له، والتعليقان التاليان:



أبو علي من رومانيا: (صار اربعين سنه متوكلين على الله ماكو فائده خلي مره نتوكل على امريكا بلكي يصير براس العراقيين خير حالهم حال الاوادم)



والتعليق الثاني من إحدى القارئات: (هو هذا كلام واحد متعلم ما علاقة القرآن بسياسة القرن الواحد والعشرين . لولا الأمريكان لما قضي على صدام حسين بالرغم من الدعاء المستمر لله من الأمهات الثكالى .)

يرى السيد أبو علي بأن لا فائدة من التوكل على الله، كما ثبت من تجربة العراقيين آبان فترة العهد البعثي، وتضيف السيدة القارئة في تعليقها بأن لا علاقة للقرآن الكريم بالسياسة في زماننا، وتعتقد بأن الدعاء المستمر للأمهات العراقيات الثكالى غير ذي جدوى، ولولا الأمريكان لبقي الطاغية صدام حسين في سدة الحكم.

ومن الواضح بأن الناطق بإسم وزارة الخارجية الأمريكية قد أفلس من العقلانية والمنطق فراح يستعين بالغث من الكلام، فاستنتاج السيد أبي علي مخالف لأصول المنطق لأن فشل العراقيين في بلوغ مقاصدهم مع توكلهم على الله لا يبرر أو يسند توكلهم على أمريكا، فما أدراه بأن التوكل على أمريكا سيكون مجدياً؟ أما تساؤل القارئة الاستنكاري عن علاقة القرآن الكريم بالسياسة فيدحضه القرآن الكريم، وقد غاب عن ذهنها بأن معظم مقاعد البرلمان العراقي تشغلها أحزاب دينية، أو الأصح لمعظمها واجهات دينية، ولولا أصواتهم لما مررت اتفاقية توكلنا على أمريكا الأمنية، وفي الشطر الثاني من تعليقها تقارن بين قوة الدعاء لله وقوة أمريكا وتستنتج بأن أمريكا هي الأقوى، والاستنتاج خاطيء لاستناده على افتراض خاطيء، وهو وجوب استجابة الله للدعاء بالمطلق، والرد على كلا المعلقين هو أن لفعالية التوكل وللاستجابة للدعاء شروط، ومن الواضح بأنها لم تتحقق هنا، وعندما لا يفضي التوكل إلى تحقيق النتيجة المرجوة ولا يستجاب للدعاء فعلى المرء أو الفئة أو الأمة مراجعة نفسها وأوضاعها للتأكد من توفر الشروط المطلوبة للتوكل والدعاء.

من الجلي بأن التعليقين ينطويان على كفر صريح بالله وكتابه المنزل، وبما أن السيد زياد قد أطربه هذان التعليقان الكافران فمن حقنا الاستنتاج بأنه والوزارة التي ينطق بإسمها وحكومة أمريكا يشجعون العراقيين على الكفر.

أما استعماله الإرهاب في محاولة يائسة منه ومن أسياده لإسكاتي فنجده في العبارة التالية من تعليقه:

(أنا أسف أن اخبرك يا دكتور حامد سوادي... ان الشعب العراقي يرفض مشورتك.)

والرسالة التي أراد ايصالها لي هي أنهم قد استدلوا على اسم والدي، وعندما يصدر هذا عن جهة رسمية تمثل المحتلين تكون له دلالة هامة، فهو بمثابة تهديد غير مباشر، وكأنه يقول لي بأننا، أي الأمريكيين، نعرف اسمك الكامل وباستطاعتنا الوصول إليك، وهو إرهاب واضح وصريح، أما جوابي عليه فأقول للسيد زياد بأن تعليقاتكم وتهديداتكم لن تزيدني إلا تصميماً واصراراً على معارضة الاحتلال الأمريكي وكشف الحقائق عن جرائمه ودعوة الآخرين للوقوف بوجه مخططاته الشريرة، وختاماً أسأل الأمريكي زياد أن يبين لنا اسمه الكامل، فإذا كنت أنا الفرد الواحد الضعيف أكتب باسمي واسم عائلتي الصريحين فلم يخفي، وهوالناطق بإسم أقوى دولة في العالم، هويته فلا يذكر اسم أبيه أو عائلته؟ وبما أن اسمه يعيد إلى الأذهان ذكرى اللعين زياد بن أبيه فأنصحه بقطع الشك باليقين وإعلامنا بنسبه، وإلى مقالات أخرى عن مصائب وجرائم الإحتلال الأمريكي بإذن الله.

6 كانون الأول 2008م