السيد ضياء الموسوي:

بداية اشكر مجددا كل الاخوة الذين قاموا بالاتصال متفاعلين مع موضوع “لملمة شتات المواطنين المتضررين من تداعي الشركات الوهمية او المنكسرة”.
اقول لهم: ان هذا الملف انساني قبل كل شيء، ويجب علينا جميعا ان نقف سويا متضامين في تطبيب الجروح ومساعدة، ما يمكن مساعدته، قدر الامكان كي نوفق دنيا واخرة.
مهما كانت الظروف، يجب ان نبقى سويا دائما متضامنين من اجل اي مواطن بحريني.
لا ادعي - كما قلت - امتلاك اي عصا سحرية ولكن مادام بامكاننا ان ننتشل ولو كم عائلة من وضعها الاستثنائي او نضخ الحياة في شريان انسان على حافة الموت فهو افضل الف مرة من ان نشاهد المشهد ونكتفي بذرف الدموع.
تعلمنا من سيد الانسانية الامام على (ع) قولا عظيما: “اعطاء القليل ولا الحرمان” ان تصنع ابتسامة على شفاه انسان كسير خير مما طلعت عليه الشمس وغربت. هذا ايضا لا يمنعنا من ان نبحث في ظل هذا الضياع والسكوت المطبق عن حل.
دعونا نبحث عن حلول لهؤلاء. انهم اباؤنا وامهاتنا واهالينا واولادنا، فليس من الانصاف ولا الانسانية ان نجعلهم يواجهون قساوة الحياة وامواجها المتلاطمة دون ان نساعدهم، او نبحث عن افق في سبيل ولو حل جزء من الملف.
هل من الانسانية ان نقف صامتين ونحن نشاهد اسرا تنام بلا عشاء او مهددة كل يوم بالطرد بسبب رهنها لمنزلها في وقت كانت في امس الحاجة الى تغيير وضعها الاقتصادي؟ ان الانسانية تفرض علينا ان نبحث عن مثل هذه العوائل، وان نسلط الضوء عليها رسميا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا واعلاميا حتى نبحث لهم عن مخرج في نهاية النفق.
ليس اليوم وقت بكاء او عتاب او لوم، فمن يحب هؤلاء لابد ان يفكر بحل او تضامن ولو مع اسرة او اسرتين بقدر ما يستطيع.
اهيب بالمجتمع البحريني ان يفكر بمسؤولية انسانية وطنية بترسيخ مزيد من التضامن مع مثل هؤلاء. من باستطاعته ان يوفر ولو 100 دينار لعائلة فذلك خير. هذا يحتضن اسرة وذاك يسدد جزءا من قسط وذاك يدفع رسوم دراسة طالب جامعي من هذه الاسرة وهكذا.
صدقوني، قوموا بذلك ستجدون الله معكم ويمسح على قلوب الجميع.
ومن يستطيع ان يسدد جزءا من قسط شخص ولو يزيل عنه جزء عبء فان ذلك سيكون بعين الله. هكذا هي حياة الامام زين العابدين.
الامام على (ع) كان يوصى بتطييب طعام قاتله، ويبكي للهجوم على المسلمة والمسيحية ويتوجع لمسيحي عجور يتكفف الناس. اعرف عددا كبيرا من هذه الاسر الكبيرة والنبيلة والكريمة، فهي تستحق منا وقفة وطنية، ان نفكر لها في ايجاد حل. انها فقط تطمح بعودة اموالها وما الذي سينقصنا لو انا قمنا بذلك؟
بالنسبة لجمعية الانسان (حزب الانسان)، فقد فتح ملفا انسانيا في ذلك، والان نجمع المعلومات، ونحاول ان نفكر في تسليط الضوء على هذه المشكلة وهي مشكلة كبرى وضخمة، واحب ان نركز منذ البداية حتى اكون واضحا في ذلك، انا لا ادعى اني امتلك حلا سحريا، فالملف عالق ومعقد بشكل كبير، ولكن هذا لا يعني الا نحاول ان نجد له ولوجزء مدخل ولو لم يكن الا تسليط الضوء عليه اعلاميا وانسانيا. والامام علي (ع) يقول: “ما ضاع حق ووراءه مطالب”.
ذات يوم التقيت بصديق بحريني قد تحول الى حزن على هيئة انسان. تاثرت كثيرا، سألته، فتبين انه احد ضحايا هذه الازمة. اعرف كثيرين اقترضوا اموالا وتحملوا كل هذه القروض فقط ليغيروا من وضعهم الاقتصادي، بل هناك من رهن منزل العمر وتحمل المجازفة في سبيل ان يحصل على حياة اكثر سعادة. كيف لنا ان نقبل ان نعيش هانئين وبين ظهرانينا مواطنون قلوبهم محطمة وامالهم ممزقة؟
بالنسبة لنا في حزب الانسان سنعمل بقدر ما نستطيع بتحمل دراسة هذا الملف، واملنا ان نوفق باداء ولو خدمة بسيطة لمثل هذه العوائل، ففي نهاية المطاف، هؤلاء ابناؤنا واباؤنا وامهاتنا