عادل عبد المهدي : .نجحنا في صياغة الدستور

حاوره:امير علي الحسون



· المقدم:اهلا بكم مشاهدينا الكرام في هذا اللقاء الذي نحاور فيه الدكتور عادل عبد المهدي ،نائب رئيس الجمهورية ،مرشح قائمة الائتلاف العراقي الموحد،نرحب بك في هذا اللقاء الجديد.

· عادل:مرحبا بكم.

· المقدم:لنتحدث بداية ونحن نقترب ساعات عن موعد الانتخابات المقبلة ،باعتبارك تشغل منصب نائب رئيس جمهورية العراق،ماذا تقول للعراقيين في هذا المناسبة؟

· عادل:اولا اتمنى للجميع التوفيق،العراق يسير نحو تجربة رائعة عظيمة ،يعزز من مكاسب النصر المتمثلة باسقاط الحكم السابق،وبناء عراق جديد،خضنا انتخابات سابقة وبرهن الشعب العراقي عن حماسه لهذه التجربة.نجحنا بشكل ملفت للنظر في صياغة دستور يعتبر من افضل الدساتير الموجودة،ليس فقط في المنطقة،اذا ما اخذت ظروف العراق وتعددية العراق،نجد انه يتناغم تماما مع رغبات مختلف مكونات الشعب العراقينوالان نذهب لانتخابات مهمة للغاية.فنتمنى مشاركة واسعة ومليونية،المشاركة بذاتها هي موقف وطني عام ،يبين مدى حرص العراقيين على هذه التجربة،ونرجو ان تكون هذه الانتخابت نزيهة وشفافة.




· المقدم:كنتم في الايام الماضية،ها انتم قد عدتم من جولة في المدن الجنوبية العراقية،وفي مدينتكم الناصرية؟هل هذه الزيارة كانت ضمن واجبات رسمية ام انها ضمن تجميع اراء العراقيين وخاصة هذه المدن ضمن حملة انتخابية؟

· عادل:هذه ليست الزيارة الاولى،هذه تأتي ضمن اطار الحملة الانتخابية،انا على رأس قائمة الائتلاف العراقي الموحد في الناصرية،بالتالي كان يجب زيارة المدن والاقضية والنواحي والالتقاء بالعشائر،وبالمثقفين وبكافة مكونات الشعب العراقي،كانت في اطار حملة انتخابية،لكن ذلك لم يمنع من القيام ببعض الواجبات الرسمية.

· المقدم:ولكن هناك من يرى نيران الانقسام،قد تتأثر في عملية اقامة فدرالية وسط وجنوب،ويقال انها مبنية على اساس ان هذه المنطقة يسكنها غالبية شيعية،وستنعزل المنطقة الكردية،وبالتالي ستبقى المنطقة الغربية التي يقطنها اغلبية العرب السنة،وسيكون تقسيم الاقاليم في العراق على اساس طائفي،وترسخ الطائفية في العراق.هذه اتهامات كثيرة يتهم البعض بها قائمة الائتلاف العراقي الموحد؟

· عادل:اثارة مثل هذه المخاوف،شهدناها قبل الحرب،وتكلموا عن انفصال كردستان ،وتكلموا عن انفصال الجنوب،هذه المخاوف تثار لمنع التغيير،واكتشفنا عندما سقط صدام كل هذه الاشياء لم تحصل،لولا الارهاب والتخريب،لكان العراق الان استثمر العامين المنصرمين في احداث تطورات اقتصادية وسياسية،غاية في الاهمية لمصلحة الشعب العراقي.الجانب الاخر،لا يمكن الكلام من بعيد وبشكل فوقي عن الاخرين بهذا الشكل،من حفظ وحدة العراق طوال الخمسة الاف عام الماضية،لم يكن احد من خارج البلاد،لا ايران ولا الولايات المتحدة ولا الدول العربية.من حفظ وحدة العراق هو شعب العراق بكل مكوناته.اما مسألة الحرمان اي حرمان المناطق الغربية من الثروات.الان المناطق الغربية،متطورة اكثر من مناطق الجنوب،مناطق الجنوب لا يوجد فيها شيء يليق بانسان فقير معدم.لا يمكن لهذه المنطقة التي تشكل اغلبية العراق،ان تبقى بهذا الوضع،فبالتالي عندما نعيد ترتيب الدولة العراقية بشكل صحيح،فذلك لانصاف الجميع،ثم الكلام عن طائفية هذا المشروع،لوكان هذا المشروع طائفيا،نحن نعلم ان الشيعة يعيشون كأغلبية في محافظات اخرى.لماذا لا ندرج كل الشيعة في هذه الرؤية.بالتالي ما نفكر به هو الانسجام الثقافي والسكاني والسياسي الموجود في الجنوب ،كحقيقة تاريخية وكحقيقة راهنة.فكرة الفدرالية لم تكن مطروحة في كردستان قبل خمسين عام.كان مطروح الحكم الذاتي،لكن لا يمكن ان تقفز فوق كل التطورات السياسية،وتأتي بفكرة من الخيال.فالعراق كله يجب ان ينظم على اساس مناطق واقاليم ومحافظات كما ينص في الدستور.

· المقدم:ولكن هناك الراي الوسط الذي يقول ويطالب قائمة الائتلاف بالانتظار عدة سنوات ليرى العراقيون تجربة الفدرالية بالشمال،ومن ثم كيف يتعامل معها العراقيون،والانتقال من هذه المرحلة الصعبة،ومن ثم على قائمة الائتلاف التفكير بأقليم وسط وجنوب،وفي هذا الوقت يقال ان العراقيين سيمتلكون من الوعي الكافي للتعامل بايجابية مع الفدرالية؟

· عادل:لذلك اقول، الاخرون واستطيع ان اعددهم بالاسماء،هم نفسهم الذين اعترضوا على فكرة كردستان وعلى كل الترتيبات الخاصة بالمنطقة الكردية،والان انتقلوا بطرح مخاوفهم فيما يخص اقليم الوسط والجنوب.هم يدافعون عن فكرة تأخرت وانتهت،وطرح الخاوف لا يفي بالغرض حتى لمصلحة هولاء الاخوة.يجب التقدم للامام وطرح افكار تواكب التطورات التي تحصل.

· المقدم:ربما يقرأ المراقبون للدكتور عادل عبد المهدي هو ذلك الرجل الذي يجيد عمل السياسة،ويجيد عمل الاقتصاد بحنكة.يعتقد هولاء المراقبون ،بان عادل عبد المهدي سيكون هو مرشح قائمة الائتلاف العراقي الموحد لمنصب رئيس الوزراء ،كيف تقرأ هذه الاعتقادات؟

· عادل:الموضوع الاهم،هو بعد يوم غد سنذهب الى الانتخابات يجب ان نرى النتائج كيف ستعلن بشكل نهائي وحاسم،والائتلاف له كلمته في هذه المسألة،واعتقد ان في هذه المرة لن يكون هناك تأخير في اي من هذه الموضوعات،وهذا موضوع ليس شخصي ،هو موضوع جماعي.

· المقدم:ولكن يرى العراقيون،ان هناك منافسة وانتقادات لاذعة ما بين الاطراف المشاركة،واحيانا تصل الى مستوى من الانتقاد ،يكون غير لائق بذاك الشخص،وهذا ما يراه المواطن في الشارع،انصار تلك القائمة يحاول ان يمزق صور قائمة اخرى،هل يعني هذا ضعف في الثقافة الديمقراطية لدى من يعمل مع تلك القوائم؟ام انها مسألة طبيعية من ضمن اجواء الديمقراطية الجديدة؟

· عادل:في كل الحملات الانتخابية في العالم ككل ،تتوتر الاوضاع وتزداد الحساسيات وكل طرف يحاول ان يذهب الى تبيان مثالب الطرف الاخر،والى اظهار محاسنه،وبالتالي هذا جو خصب لاستثمار امراض معينة.القوى السياسية يجب ان ترقي من تقاليد عملها ،ويجب ان لا تلجأ الى الوسائل الشخصية في هذا العمل.عندما يأتي شخص في اجتماع القاهرة ،ويقول ان اغلب الحاضرين كانوا من الايرانيين مثلا.لايمكن للناس ان تقبل مثل هذه الامور التي سمعوها بعهد صدام حسين.لايمكن لشخص يأتي ويتكلم عن جمهرة واسعة غالبية ،ويتهمه بالصفويين او بغير ذلك،لا يمكن للناس ان تسكت عن مثل هكذا طروحات.يجب ان نعرف حدودنا جميعا.كيف يمكن شن حملات ضد مفاهيم اساسية ،واتهام قوى كبيرة .بالتأكيد يحصل رد فعل،وهذا الرد عندما يأتي من قوى كبيرة ،يكون كاسحا.

· المقدم:لو كان هناك ردة فعل ،نستطيع ان نسميها ردة فعل عاقلة؟من اي طرف؟ما هي ردة الفعل العاقلة برأي الدكتور عادل عبد المهدي؟

· عادل:الكبار يجب ان يتكبروا،ويجب ان يراعوا الحالات الاصغر منهم.الصغار يجب ان يعرفوا حجومهم ومواقعهم.هذه هي القاعدة.الكبير عندما لا يراعي احتواء كل القوائم والكتل الاصغر حجما ويحتويها في اطروحاته ،ايضا يرتكب خطا.من واجب القوى الكبيرة ان تحتوي القوى الاصغر،ومن واجب القوى الاصغر ان تحترم اوزانها في السلوك الفردي.

· المقدم:اذا نستعرض اغلب الانتقادات التي توجه الى قائمة الائتلاف العراقي الموحد،او الحكومة باعتبار قائمة الائتلاف العراقي الموحد تشكل الاغلبية في الحكومة الحالية.الانتقادات الى اداء الحكومة العراقية،قائمة الائتلاف تصف الحكومة بانها تقدمت بكثير من الامور الامنية والاقتصادية وغيرها من الثوابت في عمل الحكومة.والبعض ينتقد الحكومة العراقية،بانها لو تستطيع ان توفر الخدمات،والدليل ان المناطق الجنوبية لم يتقدم بها اي موضوع من الخدمات ،التي هي بحاجة ماسة لها؟

· عادل:هناك ارث ثقيل من الماضي ليس فقط من الحكومة السابقة او التي قبلها.بل هناك ارث قديم من مرحلة صدام حسين،هناك ايضا تراكم للتجارب من فترة الى فترة اخرى.الاوضاع في العراق تستقر سياسيا،الدستور صوت عليه.مرحلة حكومة مجلس الحكم تختلف في ابعادها عن مرحلة الدكتور علاوي،تختلف في ابعادها عن حكومة الدكتور الجعفري.هذه الامور يجب اخذها بنظر الاعتبار.لكن يقينا الامن تحسن في الحكومة الثالثة.موازنة الدولة تحسنت.الموازنة التي قدمت اليوم ،افضل من الموازنة التي قدمت سابقا،وهذا امر يتعلق بالامكانيات المتوفرة.

· المقدم:لنتحدث قليلا عن التحالف الجاري بين قائمة الائتلاف العراقي الموحد،والسيد مقتدى الصدر،وزيارتكم الاخيرة الى النجف الاشرف؟البعض يراها تكريس للطائفية وان شكل قائمة الائتلاف مبنية على اساس شيعي،ويضيف ان التحالف مع السيد مقتدى الصدر ،سيرفع منرصيد عدد الناخبين الى هذه القائمة؟

· عادل:السيد مقتدى والتيار الصدري،كانت لهم وجهات نظر حتى مع هيئة علماء المسلمين،لم يقال ان هذا فيه شيء طائفي.بالتأكيد نحن نحاول ان نرصن صفوفنا،ونوحد من صوت الناخب الذي نتوقع ان يصوت لنا اكثر من غيرنا.لا نتوقع اليوم ان نأتي باصوات كثيرة في المنطقة الغربية،لاسباب طائفية ايضا وكذلك المنطقة الكردستانية،لاسباب قومية.هذا واقع سياسي.فبالتالي عندما اركز على الناخب الذي اتوقع ان ينتخبني،اقوم بكل الافعال التي تقوي من هذا الرصيد.لذلك نطالب دائما بالتصويت للقوائم الكبرى والكتل الكبيرة،لكي لا يكةن لدينا مجلس نواب متشطر منقسم،ليكون لدينا مجلس فيه قوائم قوية تستطيع ان تتفاوض ووتحاور ووتحالف ،لتبني سياسات مشتركة.وعندما يكون هناك لاعبون كثيرون،لا يمكن وضع ستراتيجيات وسياسات جيدة.

· المقدم:الدكتور عادل عبد المهدي نائب رئيس جمهورية العراق مرشح قائمة الائتلاف العراقي الموحد،لا يسعنا الا ان نشكركم على هذا الحوار.

· عادل:شكرا لكم.
http://www.alsharqiyatv.com/display....xt&storytitle=