بقلم: جواد كاظم الخالصي
وفيق السامرائي وجوقة البعث : ثقافة الماضي بلا نسيان!
[align=justify] بين أوج المقالات وما كتب عن هذا الرجل لم أكن لأرغب بالرد على ما تفوّه به عبر مقالاته في جريدة الشرق الأوسط السعودية ولقائه التلفزيوني على قناة العربية الفضائية السعودية وهي مفارقة أن تكون كل منابر الحديث عبر الوسائل السعودية فهل هذا يعني أن تلك الدولة تحاول تجيير الكثير من هؤلاء المستعدين لكل شيء خصوصا من الذين عملوا مع أجهزة النظام السابق لحزب البعث المنحل والأحداث الحالية التي تدور اليوم على الساحة السياسية العراقية مليئة بالكثير من المفاجئات من العيار الثقيل
عندما تسمع أن هنالك العديد من الجهات السياسية والأحزاب القريبة وجهات نظرها من تلك الدولة ودول خليجية أخرى كانت قد تجمعت في العاصمة الأردنية عمان كما تشير الأنباء لذلك ولقاءها السريع برئيس المخابرات القطرية الذي أوصل رسالة واضحة لكل المجتمعين بأن عليهم أن يعملوا من أجل تكتل سياسي كبير مدعوم من قبل ما يقارب الخمسة دول خليجية حتى يكون لهم الوجود الحقيقي في الملف السياسي العراقي ويكونون مؤثرين فعلا في النظام السياسي الجديد للمرحلة المقبلة التي ستتمخّض عن الانتخابات البرلمانية القادمة .
من هذا المنطلق يعمل كافة الملتصقين بهذا التحرك وعلى مختلف الصُعد السياسية والإعلامية والاجتماعية إن أمكن وإن كان بعدد قليل ممن يتلونون مثلهم حيث اعتماد الكذب والنفاق وفق مبدأ كذب ثم كذب حتى يصدقك الناس ولذلك نحن نرى بداية انطلاق كبيرة للشائعات التي يمارسها العديد من البعثيين من أجل تضليل أبناء الشعب العراقي لأنهم يحنون الى ماضيهم السحيق المبني على عرف الطائفية ومسخ الآخر وإقصاءه فيقومون على تضليل المجتمع عبر بعض البدع من امثال " ذهبنا الى العراق بعد فراق سنين طويلة عنه فوجدناه خرابا لا يوجد أي مؤشر يدلل على أن الأمن قد تحسن فيصورون لنا أن جميع العاملين في المطار والحدود ومؤسسات الدولة عبارة عن سرّاق وأن لا دولة ولا قانون يحكم البلد على الإطلاق وهو تخوين لكامل الشعب العراقي الذي قدم الغالي والنفيس من اجل أن يعيش حرا يمتلك إرادته دون ضغط من هذا الحاكم أو ذاك.
يحاول أن يسوّق هذا الرجل(وفيق السامرائي) الكثير من الأكاذيب عن الواقع العراقي وتصويره بحالة من الضبابية التي يريد القول عنها بأن العراق يعيشها طوال السنوات الماضية التي تلت سقوط حزب البعث المنحل وهذا الخطاب الذي يريد إيصاله بشكل مسموم الى العديد من الدول العربية التي ما زالت بعيدة عن النظام السياسي الجديد في العراق والمتمثل ببعض الدول الخليجية وبعض مثقفي القومية العربية الذين لا يروْن نظاما ديمقراطيا للعراق في غياب البعث أو مَنْ كان على شاكلتهم القومية حيث الثقافة التي تأطّرو بها وعَلّموا الكثير من شعوبهم عليها .
هذا التوجه الطائفي الذي يسوقه السامرائي هو ليس الوحيد الذي يحاول ضرب النسيج العراقي من الداخل عبر تأجيج الطوائف والتهريج والتهويل بأن السنّة العرب في العراق أصبحوا مهمشين ولا يحق لهم التحدث عن حقوقهم فهنالك من يجول ويصول بين البلدان العربية معتمرا عقاله وهو حارث الضاري الذي يحاول وبكل وسيلة الضغط على الكثير من الدول العربية باتجاه قبول عناصر البعث المنهزمة والتي تعيش في دولهم عبر اللقاءات الكثيرة التي أجراها مع العديد من مسؤولي هذه الدول ولقاءاته المستمرة في دبي ومصر والعاصمة الأردنية عمان وما لقاء عمان الأخير إلا دليل على فعالية هذا التحرك باتجاه إجهاض العملية السياسية المتصاعدة في العراق ولذلك كان التبرمك القطري كبيرا جدا عندما قدمت الملايين من الدولارات بيد رئيس المخابرات القطرية كما يقال(50 مليون) كدفعة للمؤتمرين من الأحزاب العراقية التي تمثل البعث خارج العراق ومن يدافع عنهم في داخل العراق بل منهم من هم في داخل العملية السياسية العراقية ويحتمون بالقانون والدستور العراقي تحت قبة البرلمان .
جميع التوجهات التي تتحرك في المحيط العربي تدق على إسفين معين وهو النهج الطائفي والتجييش والتعسكر المجتمعي ما بين السنة والشيعة وهو ما يصفه رئيس الاستخبارات العسكرية السابق وفيق السامرائي الذي عاد ليعمل بنفس المنهج المتداول في عهد نظامه نظام صدام ومن معه من الطائفيين الذين يسوّقون هذا النمط الطائفي والتفرقة بين المجتمع العراقي محذرا منه الدول العربية بأن المنهجية المالكية اليوم هو إقصاء السنة العراقيين عن كل مؤسسات الدولة العراقية وتحييد السنة في مناطق سامراء عن طريق توسعة حرم العسكريين الى عمق المناطق السنية لأهالي سامراء واقتطاعها للوقف الشيعي ما يعني وضعهم في قفص محصور من كافة الاتجاهات في حين أن أهالي سامراء هم من كذّب هذا الخبر وأن التوسعة تمت بطلب منهم من أجل أن تكون المدينة وأسواقها التجارية أوسع ويكون عبارة عن جدار أمني لا يمكن أن يخترقه حثالات البعث والقاعدة الذين يتباكون عليهم العديد من الأحزاب الطائفية البعثية البغيضة وعليه فإن كلام السامرائي مردود عليه وعلى جريدة الشرق الأوسط المنشور فيها هذا التجييش الطائفي .
لهذا السبب لا أجد أن جوقة البعث واللاهثين على أطلال حزبهم يمكن أن ينسوا يوما ما تاريخهم الأسود لأنهم دائما يتغنون به ويعتبرونه تاريخا مفصليا في إدارة الدولة الحديثة مع إخفاء جاني دحرجة الجماجم البريئة من أبناء الشعب الذي ذاق الويل والدمار على أيدي هؤلاء .
[/align]