النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    افتراضي تحقيق صحفي من مدينة الناصرية حول علاقة الجماهير بالاحزاب

    العلاقة بين الجماهير والاحزاب السياسية

    العناصر الانتهازية موجودة في كل زمان ومكان

    دول الجوار تجند بعض الاشخاص للتخريب والسرقة في العراق


    حزب الدعوة الاسلامية يشكل محاكم شرعية وقانونية للبعثييـن المجرميـن تحديـــــداً



    فاضل الغزي



    هناك صراع أزلي بين الانسان وأخيه الانسان، ولكن كل ظلمات هذه الأرض لن تستطيع ان تطفئ بصيص الأمل في النفوس النقية التي تريد كل شيء من أجل تكريم مبتكر الحضارة وسيدها - الانسان -، انه صراع أزلي لا مناص منه، وهو قد يكون متكافئا الى حد بعيد أوقريب، تكافؤ اليأس مع الأمل الذي مازال يحثنا دائماً ان نخطو الى الامام بحثاً عن ابتساماتنا المفقودة وأحلامنا المنسية. ارادت (البيان) أن تستطلع آراء الجماهير عن سبب نفور بعض الشارع العراقي عن المكاتب الحزبية وخصوصاً بالمنطقة الجنوبية من العراق، وقد كانت الاجابات كل حسب الجهة التي يراها هي مكمن الموضوع الذي نريد الأستطلاع حوله. توجهت صحيفة (البيان) الى الجمهور في محافظة ذي قار لأستطلاع آرائهم.. وكان سؤالنا التالي الذي واجهنا به من التقيناهم.

    + (البيان) هناك حالة من النفور بين القاعدة الجماهيرية لأبناء البلاد والمكاتب الحزبية وخصوصاً في المحافظات الجنوبية، هل ذلك يعود إلى أن القاعدة مازالت تفكر بعودة النظام البائد؟ أم أن هناك عملية تخويف من جهات أخرى للمتفاعلين مع الحالة السياسية الجديدة؟ أم أي شيء آخر؟.

    + كان اول المتحدثين المواطن بركات عبدالرحمن يعمل تدريسي ومصور فوتوغرافي قال:

    - بأعتقادي أن سبب حالة النفور التي تسأل عنها هي أن بعض الحركات والأحزاب السياسية التي كنا ننظر اليها على انها هبات سماوية سوف يأتون لأنقاذنا، لأنهم كانوا يقارعون نظام (صدام) المستبد، ولكن عند سقوط هذا النظام ودخول من كنا ننتظرهم لم يصلوا بنا الى حالة الطموح التي كنا نتمناها .

    وكنا سابقاً مستباحين من قبل الأجهزة الصدامية التي مارست كافة اشكال القمع والتهديد والقتل، ولكن هناك بحبوحة آمان صغيرة، يمكن للأنسان أن يعيش فيها، ولكن الآن الوضع مختلف تماماً، اننا محتلون من قبل أمريكا وبريطانيا، وحريتنا لم نحصل عليها، وبحبوحة الأمل ضاعت في ظل فوضى طائشة، وأنت تعلم أن الفوضى أشد من الظلم، ولكننا نأمل أن تكون السيادة في قابل الايام للقانون، والأحزاب يكون سلاحها الأقناع .

    + ثاني المتحدثين كان المواطن ابو مصطفى الناصري، وهو موظف في أحد دوائر الدولة أجاب على تساؤلاتنا قائلاً:

    - هناك عناصر انتهازية موجودة في كل زمان ومكان، وهذه العناصر تعيش في الأوضاع غير الاعتيادية، وقد وجدت ضالتها تحت خيمة بعض الأحزاب السياسية التي التفوا حولها، وهؤلاء كانوا في زمن نظام (صدام) المقبور والآن مدفوعون بهدف الكسب المادي السريع مهما اختلفت الطرق والوسائل. هذه الحالات خلقت حالة من الاشمئزاز عند المواطن العادي اتجاه الأحزاب التي تضم مثل هؤلاء، وهناك جانب آخر لابد من الأشارة اليه، الا وهم من يعرفون بالمجاهدين القادمين من دول الجوار، هؤلاء يتصرفون على اساس أن جميع المواطنين متهمين بالعمالة لـ (صدام)؟! وفي حقيقة الأمر أن منظرهم يشبه الى حد بعيد الأجهزة الأمنية السابقة، وأكثرهم هرب من العراق لا لكونه مطلوباً على انه سياسي، بل أكثرهم مطلوبون للقضاء بقضايا سطو وسلب مسلح، وتم خروجهم من العراق على هذا الأساس، كيف يكون الحال وقد عاد أغلب هؤلاء وهم مسؤولو مكاتب حزبية؟ تصور كيف يكون تعامل هؤلاء مع الآخرين؟ وبأي لغة يقودون المجتمع، نحن لا نقول العيب في فكرة الحزب وانما نقول العيب في اختيار عناصر الحزب.

    المحسوبيات ترقي مفوض شرطة الــى ملازم

    + وحدثنا ملازم اول شرطة (سرحان موسى) قائلاً:

    - أن سبب تذمر المجتمع من الأحزاب وحتى من الشرطة حالياً يعود الى عودة المحسوبيات وحماية من كان يجب ان يقدم أمام القانون لأنه من رموز النظام السابق. والا كيف تفسر قيام مدير شرطة محافظة الناصرية بترقية (المفوض ك.ن) الذي كان يعمل في مكتب عضو قيادة قطر في حزب البعث المنحل (عادل عبدالله مهدي) الى رتبة ملازم في سلك الشرطة عند عودة عمل الشرطة مؤخراً، وقد كتب (السيد المدير) عن هذا (المفوض) بأنه من أكفأ المنتسبين وأشجعهم في تنفيذ الواجب؟؟ في حين أن (ك.ن) كان من الرموز القمعية التي تعمل بمعية المجرم (عادل عبدالله مهدي) والوارد أسمه ضمن قائمة الـ (55) المطلوبين دولياً. واضاف الملازم اول سرحان موسى قائلاً: أن هذا المفوض لا يحمل شهادة الأعدادية وأخر رأس عرفاء في الشرطة وهو (ح.س) وهو لا يحمل أي شهادة ولكن كان رأي مدير شرطة الناصرية ان يصبح هؤلاء ملازمين في الشرطة وهكذا اصبح هؤلاء بين يوم وليلة حالهم حال الأخرين من المخلصين وحملة الشهادات. هذا تصرف يشبه ما كان (صدام) المقبور يفعله عندما كان يهب الرتب العسكرية لمن يشاء من عائلته؟؟.

    فكيف تريد المجتمع لا يمتعض على بعض الأحزاب، بأعتقادي يعود الى أن المجتمع قد مل شيء أسمه حزب، وذلك يعود ان جبروت حزب (البعث) البائد مازال جاثماً على رقاب الناس، فلا يريدون تكرار التجربة. وكان المجتمع ينظر الى - الأحزاب المعارضة - نظرة تعاطف واحترام سابقاً، لأنه يعتقد أن هذه الأحزاب هي المثال السائر على الطريق الصحيح والتي يمكن لها أن تأخذ بيد المجتمع الى عالم النهوض والرقي والحرية، ولكن بعد أن أصبحت الأحزاب التي كانت مضطهدة سابقاً هي صاحبة الكلمة المسموعة. صارت تتصرف بشكل أخر، وقد وجد المجتمع هناك حالة سلبية وهي تعدد الصوت الاسلامي السياسي، مما جعل المواطن متردداً بالاختيار بأي جهة يسير، لأن الكل يتكلم بأسم الاسلام والعراق!!؟.

    اسئلة على طاولة النقاش

    تركنا الشارع الذي يغلي بالتهديد والوعيد والمهاترات والأماني الضائعة وتوجهنا الى بعض المكاتب الحزبية وطرحنا الاسئلة التالية:

    1- لو انصب اهتمام الأحزاب على رعاية عوائل الشهداء ومتابعة أحوالهم، ومتابعة ما تعانية الجماهير في هذه المرحلة الخطيرة التي يمر بها بلادنا، أليس ذلك يجعل الشارع بجماهيره اكثر انشداداً الى الأحزاب؟.

    2- تتدخل الأحزاب بتغير الأدارات في الدوائر والمدارس، وحتى في قضية التوظيف، وهناك دوائر أستولت عليها بعض الأحزاب بسبب انتماء مدير الدائرة اليها، وكما حصل في مديرية تربية ذي قار. خلال التظاهرة، الى أي مدى صحة هذا الكلام؟.

    3- انتهت عملية الاحتلال والناصرية مازالت تحتفظ بالبنية التحتية لها، ولم تهدم او تسرق منها اي دائرة، والآن ليس هناك شيء، لا جامعة ولا مركز محافظة ولا ثلث المدارس البعيدة عن مركز المحافظة كلها هدمت وتم بيع الطابوق والحديد، وعلى منظر ومسمع من جميع الأحزاب. أين كانت الأحزاب (الحريصة) من هذا الوضع المأساوي؟؟.

    4- هناك مداهمات ليلية لبيوت بعض (البعثيين) لغرض تجريدهم من السلاح، وينقل المواطنين في الشارع ان المداهمات تبدأ بعد الساعة الثانية ليلاً، الا تعطي هذه الممارسات طابعاً سيئاً؟ وهناك من يقول ان نسبة 85% من الاسلحة المستلمة من قبل (البعثيين) تم تهريبها الى دول الجوار والباقي تم بيعه بالاسواق المحلية!!؟ ما صحة ذلك؟.

    دور الأعلام هو السبب

    + (البيان) وضعت هذه الاسئلة التي استقتها من حديث الشارع العراقي ووضعتها امام المكاتب الحزبية، فكانت زيارتنا الاولى الى مكتب حزب الدعوة الاسلامية في ذي قار، وحدثنا السيد أحمد الشيخ علي قائلاً:

    اولاً: وجدت حالة من الانقطاع في زمن (صدام حسين) المقبور خاصة بين كوادر الأحزاب الموجودة في الخارج والداخل، ولم يسبق حالة التغيير التي حصلت تهيأة للجماهير ذهنياً لأستقبال المجاهدين المهاجرين.

    ثانياً: حالة التبؤ والصدارة التي احتلتها كوادر الأحزاب الآتية من الخارج، واحتلالها لبعض المواقع الأدارية جعل الحالة النفسية ينعكس عليها قانون الفعل ورد الفعل.

    ثالثاً: ضعف حلقات الاتصال بين الأحزاب وجماهيرها والمراجع الشرعية المؤثرة نفسياً وعاطفياً في الغالبية العظمى من القاعدة الجماهيرية. واضاف قائلاً: وهذا الانقطاع سببه اعلامياً وخاصة في التلفزيون، ليس هناك من برامج تشرح اسباب وجود الأحزاب وتأريخها وبرامج عملها التي تخطط من أجل الوطن والجماهير، اضافة الى هموم القيادة، ولو كان للأحزاب نشاط متميز لمتابعة الشهداء وأحوال الناس بصورة ظاهرة لتفهمت الجماهير الأهمية الكبرى للأحزاب في ملئ الفراغ السياسي والأمني، ولآمنت ابتداءً برسالة الأحزاب وأهميتها، وان بدأت الجماهير تتفهم حالياً هذا شيئاً فشيئاً. اما مسألة رضا الناس فأنت تعلم أن هناك قاعدة تقول (رضا الناس غاية لا تدرك). وان كان ممكن سياسياً اقناع الغالبية من الناس، وهذا يحتاج الى عناصر متفهمة، ولذلك فأن الفراغ السياسي والأداري الموجود، لابد أن تملأه جهة ما، من أجل أن تكون هناك صورة من صور النظام ، ولو أن المستفهمين يفترضون سقوط الدولة مع دخول الجيش الأمريكي، وعدم وجود المكاتب الشرعية والحزبية، اذن ستكون الحالة دوامة من الفوضى والأضطراب، ومن هنا فأن المرحلة الأنتقالية التي نعيشها تكون فيها المكاتب الشرعية والحزبية صورة من صور السيطرة على نظام الحياة، اما التدخل في الأدارات مثلاً، يعتمد على إحلال الوجوه الجديدة، او تثبيت الوجوه الخيرة القديمة، محل الوجوه البائدة من رموز نظام (صدام) المقبور، وهذا منطق التغيير الذي تطالبنا به الجماهير، نعم هناك أخطاء في تزكية الناس واحلال الوجوه الكفوءة محلها، وغالباً مايتم ذلك على يد الجماهير نفسها عن طريق الانتخابات، وهذا ما يجب أن تفهمه عامة الناس وليس لحزب الدعوة الاسلامية اي تدخل اداري في المؤسسات.

    أما موضوع تهديم المباني وسرقتها، فعند دخول قوات التحالف لم تكن هناك مكاتب للأحزاب قد فتحت بعد أو تشكلت هيأتها الأدارية، بينما كانت قوات التحالف تهتم بكيفية المحافظة على نفسها وتأمين سيطرتها العسكرية، وكانت الجماهير غير الواعية وما اكثرها، هي التي دمرت هذه المراكز الحيوية وخربت البنية التحتية للبلد. فالخطأ اذن خطأ قوات التحالف زائداً العناصر المخربة من أيام النظام السابق، أما وجود الأحزاب فقد تم لاحقاً، وهي تحاول جاهدة السيطرة على الاوضاع وتأمين حالة من النظام والأمن.

    أما مسألة مداهمة بيوت (البعثيين) فأننا نتكلم فيما يخص مكتب حزب الدعوة الاسلامية. فمنذ دخول الناصرية، والنظام مازال قائماً في بغداد، كان الجميع يخاطبنا بعنف في وجوب تصفية (البعثيين) بأي وسيلة وطريقة، وكانوا يعتبرون الأعتدال في التعامل مع (البعثيين) خطأ استراتيجياً، وكنا من دعاة الدستور والشريعة ولابد أن نبدأ بأنفسنا، فدعونا الى تشكيل محاكم شرعية وقانونية من أجل القصاص من (البعثيين) المجرمين تحديداً وفتح ملفات للشكاوى والتقارير حول الحالات الأجرامية لكثير منهم. ومن (البعثيين) من تعاون مع جمعيات حقوق الانسان ولكن هذا لم يعجب الجماهير التي تتوافد من أجل القصاص من (البعثيين) وقتلهم بأي صورة، الى أن حدث العمل الأجرامي الذي استشهد فيه السيد محمد باقر الحكيم، فتم الاتفاق بين مكاتب العلماء واللجان المشتركة للأمن والمتابعة على تجريد (البعثيين) من السلاح واشهار برائتهم من النظام وحزب (البعث) البائد، وهذا الاتفاق هو صورة من صور القانون في المرحلة الأنتقالية من أجل حفظ أمن المواطن والبلد من يد العبث، لأننا نجرد (البعثيين) بأسلوب الاستدعاء وليس المداهمة، ويتم بصورة هادئة وشرعية مع احترام الانسانية الانسان، ولذلك ندعو الجماهير لتفهم ذلك ولا تنساق عاطفياً وراء بعض الأقاويل. وعملية تجريد السلاح بدأت منذ سقوط النظام البائد في بغداد، وكانت كل الحركات تمارس هذه العملية منذ اربعة أشهر، وأغلب (البعثيين) جردوا من أسلحتهم، وأغلب الذين نستدعيهم يحملون معهم وثائق تسليم سلاحهم الى هذا الحزب او تلك الحركة، ونكتفي منهم بأشهار البراءة فقط.

    الشرطة الأيطالية تطلق سراح اللصوص

    + ثم انتقلنا الى مكتب 15 شعبان الاسلامية ووجهنا أسئلتنا المذكورة الى السيد عبدالكريم عمران مسؤول المكتب فأجابنا قائلاً:

    - فيما يخص حركتنا هناك برنامج شهري نتابع فيه شهدائنا، ونقيم الندوات للأتصال بالجماهير والتفاعل معها، أما فيما يخص حالة عدم الارتياح التي تتحدث عنها، لأننا نطارد رموز (البعثيين) ليل نهار لغرض تجريدهم من السلاح، لأننا نخشى أن يقوموا بأعمال تخريبية اتجاه المواطنين، وقد حصلت عدة حالات لضرب المقرات الحزبية، وضرب سيارات مسؤولي الأحزاب ورجال الدين بالمحافظة، كذلك القيام بأعمال تخريبية لمحطات الكهرباء وقطع الأسلاك الكهربائية وتفكيك ابراج الكهرباء الكبيرة بين بغداد والبصرة، وقد القينا القبض على عدة عصابات متلبسة بالسرقة ولما حققنا معهم قالوا ان رجال من دول الجوار جندوهم من أجل التخريب في العراق، ولا وجود لمكاتب أمنية في الأحزاب!!!!.

    أما ما يخص تهديم وسرقة بناية المحافظة وهي لا تبعد عن حركتنا اكثر من عشرة أمتار، فقد تم القاء القبض على هذه العصابة من قبل رجال حركتنا، وتم تسليمهم الى مديرية شرطة ذي قار، الا اننا وبعد يوم واحد رأينا العصابة وقد عادت لتسرق مبنى المحافظة بعد أن تم اطلاق سراحها، ولما استفهمنا عن سر اطلاق سراحهم من قبل الشرطة، تبين بأن الشرطة الأيطالية في الناصرية هي التي أطلقت سراحهم؟! أما الشرطة العراقية في الناصرية فلا تجدي نفعاً ولا تستطيع حماية حتى نفسها؟؟.

    ضعف التدقيق في خلفيات من يعملون في المكاتب الحزبية

    + ثم نقلنا أسئلتنا الى مكتب حزب الله العراقي ووضعنا أمام السيد جبار الموسوي نائب الأمين العام للحزب ومسؤول مكتب ذي قار الذي حدثنا قائلاً:

    - كل الأحزاب والحركات وخصوصاً التي تنحى في منحاها الطريق الاسلامي قدمت من التضحيات الكثير في سبيل الحرية، والحمد لله رب العالمين، ان الله مَنّ على العراقيين بهذه الأشراقة المباركة. ولكن كل عمل لا يخلو من الأخطاء. لاسيما وأن المجتمع قد تعود على الصوت الواحد، وهذه من الأمراض التي لم يتخلص منها مجتمعنا، لأنها حالة مرفوضة ولكنها أعيت مجتمعنا لمدة (35) عاماً، ولكننا هنا لا ننكر الأخطاء التي وقع بها من وقع بقصد أو دون قصد تحت هذا الظرف او ذاك، ولا نبرىء أحد من سبب النفور الحاصل بين القاعدة الشعبية وبين بعض الأحزاب، وقد يأتي في مقدمة ذلك قلة الخبرة لدينا في التعامل مع الجماهير، اضافة الى أن التدقيق في خلفيات من يعملون في المكاتب الحزبية ضعيفة، لأنه قد يكون هناك عناصر تريد تشويش العلاقة بين القاعدة الجماهيرية والحركات السياسية. ولكننا نقول مادام هناك عمل يعني هناك أخطاء، ولكن ليس معنى ذلك أن نتغاضى أو نغفر الأخطاء وخصوصاً تلك الأخطاء التي تلامس كرامة المواطن، لأننا جاهدنا وتشردنا من أجل أن تكون كرامة الانسان العراقي مصانة، فهل نضيع جهاد (25) عاماً من أجل قشرة ظهور زمني زائل، هذا لا نرتضيه لأنفسنا ولا لمن يعمل معنا. اما موضوع تدخل الأحزاب في التغيرات التي تجري في الدوائر الرسمية فأننا نتكلم فيما يخص حزب الله العراقي، لذلك نحن على استعداد للجلوس مع أي طرف نحن تدخلنا في عمله، واذا كان هناك شيء من هذا القبيل ونحن لا نعلم به، فنحن مستعدون لتقديم الأعتذار العلني، ولا أنفي ما تقولونه عن بعض التدخلات من بعض الأحزاب.

    أما عملية السلب والنهب التي بدأت فعالياتها بعد انتهاء العملية العسكرية، نعم تعرضت دوائر الدولة والدوائر التابعة لحزب (البعث) سيء الصيت الى عملية نهب وسرقة مرعبة وخسرت فيها الدولة المليارات ولكن هذا يحصل حتى في أوربا لو تعرضت لما تعرض له العراق، أما مسألة التسليب التي تتكرر كل يوم في الطريق فقد تم عقد ندوة جماهيرية من أجل ذلك حضرتها جميع الفصائل الحزبية، الا انها لم تنجح بسبب عدم تضافر الجهود معنا، كذلك عدم مساعدة قوات التحالف بأجازة أسلحتنا التي نريد أن نحمي بها هذا الطريق الحيوي الذي يربط كل مدن العراق بمدينة البصرة. أما المداهمات الليلية التي أشرت اليها فأنا ليس لي علم بها ولم يمارسها مكتبنا نهائياً ونتعامل مع الجماهير بالشكل الحضاري الذي يوفر كرامة الانسان التي هي فوق كل الاعتبارات. ولا تنسى هناك أطراف من دول الجوار لا تريد أن تنسى اساءات (صدام) المقبور لها، ولذلك نرى أصابعها عابثة بمقدرات العراق الآن وبشتى الطرق، وتسخر من أجل ذلك النفوس العراقية الضعيفة فهي تدفع مبلغ (600 الف دينار) لكل من يقوم بتفكيك شبكة كهربائية او يقطع سلك كهربائي بطول (500 متر) من تلك الموجودة بين المدن البعيدة.. لأنها بعيدة عن عين الرقيب، ومثل هذه الأعمال الكثير، ولكننا نقول لا يحمي العراق الا أهله، وهذه أيدينا ممدودة مع الأيادي المخلصة التي تريد ان تبني عراقاً جديداً حراً ديمقراطياً فيه السيادة للقانون.

    المجلس البلدي وسيطرة

    الأحزاب عليه

    وهكذا طال الحديث وتشعبت الأتهامات من القاعدة الجماهيرية للشرطة وللمجلس البلدي، لذا توجهت (البيان) للسيد ناصر الموسوي مستشار المجلس البلدي في ذي قار وطرحت عليه بعض الاسئلة.

    + (البيان) هناك أخطاء أشرتها الجماهير على المجلس البلدي، وقد تظاهرت هذه الجماهير عليكم أنتم بالذات، ومن أخطائكم انكم قمتم بتشكيل (فوج عسكري) أطلقتم عليه فوج حماية المنشآت، ولكن هذا الفوج خرج عن مهامه الموكلة اليه، وصار يتقاضى مبالغاً طائلة في المجلس مقابل أي شخص يريد الدخول اليه، وخصوصاً من الضباط، ثم صرتم تمنحون رتبة ضابط لكل من هب ودب من أقاربكم وأكثرهم ممن ليس لديهم الشهادة الابتدائية.. ماذا تقولون في ذلك؟.

    - المجلس البلدي ليس له أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد في تكوين هذا الفوج، ومعلوماتنا أن تكوينه ابتداءً كان من الرتب الصغيرة بالنسبة للضباط، أما ميزانيتهم فهي خاصة مع سلطة التحالف وحتى توجيهاتهم، وليس للمجلس اي علاقة بقضية منح الرتب العسكرية ونحن نسمع بها حالنا حال الآخرين، ونحن مستعدون لتقبل أي دليل ضدنا بذلك.

    + (البيان) أغلبية الجماهير تقول: أن المجلس البلدي يتأرجح بين سيطرة الأحزاب عليه وبين الأدارة المدنية، ولكن القائمين على المجلس متمسكون لكونه يخدمهم أعلامياً ومادياً مارأيكم بذلك؟.

    - أعضاء المجلس البلدي ليس لهم أي انتماء حزبي في الوقت الحاضر، والمجلس يعمل بتكليف شرعي، اما علاقتنا مع سلطة الأدارة المدنية هي علاقة تنسيق عمل، لكون السلطة المدنية تمتلك سلطتي المال والقرار، وهما عصب العمل الرئيسي في الأدارة، والمجلس قدم خدمة للمحافظة بأتجاه تأهيل الدوائر الخدمية، وتطوير العمل وفرض المركزية الأدارية. والآن نحن بأنتظار صياغة الدستور واجراء الانتخابات، ونحن نفضل لو يعقد مؤتمر وطني لكل الفئات السياسية والأجتماعية والمهنية، ويتم من خلاله اختيار من يجدهم الشعب أهلاً لتحمل المسؤولية في قيادة المجتمع، ولا نجعل الحبل على الغارب ويكون السيد المتحكم فينا هو المحتل وحده.

    + ومن الذين ألتقتهم (البيان) في استطلاعها السيد محمد مجهول الزيدي مسؤول مكتب ذي قار لحركة الوفاق الوطني العراقي والذي أجابنا قائلاً:

    اولاً - نحن في مكتب الوفاق على استعداد لسماع أي شكوى من أي مواطن حول أي اعتداء بدر من مكتبنا اتجاهه، ونعتقد أننا قدمنا من الخدمات ماهو ملموس اتجاه قاعدتنا الجماهيرية، وهذه موثقة ومنها ما عرضه تلفزيون الناصرية.

    ثانياً - مهمة الأحزاب مهمة صعبة في الوقت الحاضر، وهذه الصعوبة يجب أن يفهمها الآخرون، وذلك لحراجة الظروف التي نمر بها، علماً ان جميع التيارات السياسية تدعو الى بناء ديمقراطي، تعددي، تسوده العدالة والمساواة وحكم القانون، وهذا ما تنطلق منه حركتنا، أما بسط النفوذ بالقسر حالة مرفوضة، أما بناء القاعدة فيجب أن يكون بالطرق المشروعة وليست بالمنطق التسلطي او الاستغلال.

    ثالثاً - الأحزاب السياسية ليس سلطة تنفيذية، وحركة الوفاق لا تؤمن بأخذ دور الشرطة لأي كان.

    رابعاً - نحن مع سيادة القانون وندعم قوات الشرطة لأنها الجهة التنفيذية الوحيدة في المحافظة حالياً. ودور الأحزاب دور تثقيفي وارشادي تصحيحي للمجتمع من كل الظواهر الفاسدة الموروثة.

    أما الوضع المعاشي وقياساً على حركة السوق الشرائية فأنها تبدو جيدة، نظراً لتحسن دخل الموظف، وسوف تكون اجابات الوضع المعاشي واسعار المواصلات والوضع الصحي ورأي الشيخ آية الله محمد باقر الناصري الى الحلقة المقبلة. كذلك نكرر محاولة لقاء السيد مدير الشرطة الذي تملص من لقاء (البيان) لأكثر من ثلاث مرات.

    وبعد هذه الآراء التي جاءت على سجيتها، والتي تقطر من جوانبها المرارة، نتمنى لكل أطيافنا ومساراتنا عافية الطباع وجميل التعامل واشاعة روح التسامح ونسيان الماضي، وأن نجعل نصب أعيننا خط الشروع لعراق جديد. كفانا احتراباً وضغينة، ولنخلع من أرواحنا العادات الثأرية التي زرعها النظام (البعثي) المهزوم. فلنتخطاه الى ايام مشرقة هي ثمرة جهادنا جميعاً

    جريدة البيان

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    المشاركات
    53
    بلا شك ان الاحزاب العربية خصوصا الاسلامية امام تحد كبير لشرح برامجها للجمهور حديث العهد بالتعدديه الحزبيه مع التشويش من بعض الجهات
    العمل الاسلامي في العراق يتطلب جهد و امكانات ماديه و بشريه قد لا تكون متوفرة حاليا للحركة الاسلاميه
    وعلى شعبنا ان يحسن الظن بابناء الاسلام المخلصين
    هناك فارق في نمط التفكير بين الداخل و الخارج يجب ردم هذا التفاوت بالتقارب بين كوادر الخارج وابناء الداخل الصابرين فهم رصيد الحركة الاسلامية

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني