الفلوجة ترى تهديدا في الحكومة العراقية الجديدة


[align=left]Fri April 29, 2005 9:24 PM GMT+03:00[/align]

الفلوجة (العراق) (رويترز) - ربما يكون تشكيل الحكومة العراقية الجديدة قد سبب ارتياحا لدى بعض العراقيين إلا أنه لم يرفع الروح المعنوية سوى لقليلين في الفلوجة المعقل السابق للمسلحين الذي لا يزال يشعر بالعجز بعد ستة أشهر من هجوم عسكري بقيادة الولايات المتحدة.

وقال سكان البلدة السنية إنهم يشعرون بالارتياب إزاء الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة والاكراد.

وقال رفاح محمود الذي يعمل طبيبا إن "هذه الحكومة ستواجه جدلا واختبارا لانهم قسموا الكعكة بين الائتلاف الشيعي والتحالف الكردي."

واضاف "إنها مرحلة خطيرة جدا في تاريخ العراق".

وسوى مشاة البحرية الامريكية الكثير من الفلوجة بالارض في نوفمبر تشرين الثاني في هجوم قتل واسر فيه عشرات المسلحين ودمرت مركزا عصبيا للمسلحين.

وبالرغم من انحسار العنف لا يزال السكان يشكون من كثرة انقطاع الماء والكهرباء. ولا تزال الكثير من البنايات التي تعرضت للقصف بالطائرات والدبابات ترقد في اكوام من الاطلال والمعدن الملتوي.

وقاطع معظم سكان الفلوجة وكثير من السنة الاخرين الانتخابات التي اجريت في 30 يناير كانون الثاني أو خشوا المشاركة في التصويت بسبب التهديد بالعنف من جانب المسلحين. وزاد تشكيل الحكومة الجديدة احساسا بالعزلة السياسية بين بعض سكان البلدة.

واتهم أحمد عبد اللطيف وهو احد خريجي الجامعة رئيس الوزراء الشيعي ابراهيم الجعفري بابعاد السنة عن عمد عن حكومته.

وقال "اعتقد ان هذه البلاد ستدخل مرحلة جديدة يتزايد فيها العنف لان قسما هاما من المجتمع العراقي غير ممثل في هذه الحكومة."

وحصل السنة على ست وزارات فقط من بين 32 وزارة وهي انتكاسة كبيرة لطائفة كانت لها السيادة على البلاد في ظل حكم صدام حسين.

وكان المسؤولون الامريكيون والعراقيون يأملون في أن السيطرة على الفلوجة سيقسم ظهر المسلحين الذين يقودهم السنة ويشجع السنة على الانضمام إلى العملية السلمية والمشاركة في الانتخابات.

إلا أن السكان يشعرون بالخوف من أن تشكيل الحكومة سيؤدي فقط إلى تفاقم التوترات الطائفية وقد يعيد اراقة الدماء إلى شوارع الفلوجة.

وكان تعيين بيان جبر الشيعي في منصب وزير الداخلية الحساس مثيرا للقلق بشكل خاص بالنسبة لبعض سكان الفلوجة. ويشعر الكثير من السنة بالخوف من انه سيقوم بتطهير قوات الامن من السنة ويبدلهم بافراد من ميليشيات شيعية مثل كتيبة بدر التي قضت وقتا في إيران خلال حكم صدام حسين.

وقال عبد اللطيف "لم يكن واجبا أن يعطي الجعفري وزارة الدخلية لحزب موال لايران ومتهم باغتيال عراقيين منذ بداية الاحتلال."

وينظر إلى الفلوجة الواقعة على بعد 50 كيلومترا إلى الغرب من بغداد دائما على أنها رمز للاستقلال. وتحدت قبائلها القوية صدام. كما أبدت الفلوجة بعضا من أشد اعمال المقاومة شراسة للقوات الامريكية بعد غزو عام 2003.

إلا ان المشهد السياسي الجديد في العراق والتعافي البطيء من الهجوم الامريكي في العام الماضي خلق تشاؤما فيما كانت أكثر بلدان العراق تمردا.

وقال فارس محمد وهو طالب يبلغ من العمر 20 عاما "يحدوني الامل في أن تكون سياسة هذه الحكومة متوازنة إلا أن هناك مؤشرات على أنها ستواجه مصاعب. فشل الجعفري في تشكيل حكومة وطنية تمثل كل عناصر المجتمع العراقي."

من فاضل البدراني