النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2003
    المشاركات
    160

    افتراضي رؤية الهلال، والمراصد الفلكية: حتى لو كانت "عين زرقاء اليمامة"!

    رؤية الهلال، والمراصد الفلكية: حتى لو كانت "عين زرقاء اليمامة"!

    قينان الغامدي
    كل عام وأنتم بخير، اليوم الأحد هو العيد وفق حسابات الفلكيين العلميين، وأمس السبت هو العيد حسب رؤية الفلكيين البدائيين، على حد وصف زميلنا النابه، والكاتب المتألق الدكتور حمزة المزيني في مقاله الذي نشرته "الوطن" يوم الخميس الماضي، ونحن عيدنا أمس وتبادلنا التهاني والحمد لله، فقد شهد برؤية الهلال هذه المرة أربعة شهود، من "الرياض، والقصيم، وسدير، والقويعية"، وأظن الشهادة القادمة من سدير هي من الأستاذ عبدالله الخضيري، وهو من المشهورين بمتابعة الهلال، وممن تقدم لمحكمة حوطة سدير عشرات المرات لتوثيق رؤيته بدخول الشهر، وهو قد أنشأ عدة مواقع رصد وعلامات ونحو ذلك، وقد أورد الدكتور المزيني في مقاله المذكور أعلاه نصاً كاملاً للطريقة التي يعتمدها الخضيري في رؤيته للهلال، أما البقية - الثلاثة الذين رأوا الهلال هذه المرة - فلا أعرف عنهم شيئاً. الفلكيون العلميون ومنهم الدكتور زكي عبدالرحمن المصطفى مساعد المشرف على معهد بحوث الفلك والجيو فيزياء ورئيس قسم الفلك بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، قالوا - كما نشرت الصحف طيلة الأسبوع الأخير من رمضان - إن رؤية الهلال مساء الجمعة 29 رمضان 1425هـ متعذرة وغير ممكنة من جميع مناطق المملكة... إلخ، وعليه فإن يوم السبت - الذي عيدنا فيه - هو المتمم لشهر رمضان، وإن اليوم الأحد هو أول أيام العيد. ومن هنا يبرز الإشكال بين الرؤية بالعين المجردة أو الوسائل البدائية، وبين أهل الفلك ومراصدهم العلمية الدقيقة. وقبل أن أساهم في تقديم مقترح يحل المشكلة - من وجهة نظري - أود أن أقول إن الدكتور المزيني قال في مقال سابق نشرته "الوطن" يوم 21 رمضان الماضي إن: مجلس القضاء الأعلى أخذ في الإصغاء إلى تيار فيه صار يبدي بعض المرونة في هذا الشأن، وهذا الشأن يقصد به قبول "علم الفلك" والثقة به وتصديق ما يقوله "الفلكيون" على اعتبار أن هذا العلم بلغ درجة متقدمة جداً من الدقة، بل يمكن القول إن كل حساباته دقيقة بصورة مذهلة. لكن حدس الدكتور لم يكن في مكانه كما هو واضح، فالمجلس اعتمد رؤية من رأوا الهلال "بعيونهم" وتجاهل كل ما قاله الفلكيون المتخصصون، ومع أنني اطلعت على الأفكار والمقترحات التي قدمها المزيني في مقاله الأول تحت عنوان "اقتراح لحل مشكلة الأهلة"، وهي مقترحات تنم عن اهتمام الدكتور بالمشكلة، وتوضح مدى اطلاعه على هذا العلم، إلا أنني لست فلكياً لأقرر قيمة ما اقترحه الدكتور، فهذا أمر لا يفتي فيه إلا المتخصصون، ومن هنا أقترح أن تقوم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بدعوة هؤلاء الأربعة الذين رأوا "الهلال"، وتسألهم كيف ومتى رأوه، ثم تنتدب فريقاً علمياً يلازمهم في أواخر شهر ذي القعدة القادم ليعيش معهم فترة رؤية شهر ذي الحجة لحظة بلحظة، فنحن لدينا ثلاثة أيام "نحتاس" فيها سنوياً، بداية رمضان، وعيد الفطر، وبداية ذي الحجة، فإن وجد هذا الفريق العلمي أن "عيون، وطرق" هؤلاء أدق من مراصدهم وحساباتهم، فليعلنوا ذلك، ويريحونا من فلسفتهم، ويوفروا مصاريف مراصد المدينة الخمسة المنتشرة في المملكة، وإن وجدوا أن هناك وهماً يتراءى لهؤلاء "البصريين" فليشرحوه لهم، ويعلنوه لنا. لكن السؤال، كيف تقدم المدينة على هذا الفعل؟ وهنا سأعود للدكتور المزيني، وأقوله له إنني أتفق معك تمام الاتفاق في كل ما قلته في مقالك الثاني "الرؤية والتناقض"، كما أتفق معك فيما قلته في مقالك الأول، من أن "التحولات التي حدثت في مجتمعنا مثل التحول من التوقيت الغروبي إلى الزوالي كانت بمبادرة من القيادة السياسية ولو تركت القيادة السياسية الأمر لرأي بعض فئات المجتمع لما استطاعت أن تنجز ما أنجزته من إنجازات كبرى كانت محلاً لاعتراض بعض تلك الفئات" ووفقاً لهذه الحقيقة، فإن تحرك مدينة الملك عبدالعزيز بمراصدها لن يتم إلا بقرار سياسي يسند إليها هذه المهمة الفلكية، ويتحول هؤلاء المتميزون بالبصر الحديد إليها لترى فيهم رأيها، أملاً في أن تختفي من دنيانا بيانات تحري رؤية الهلال، ويصبح البيان الوحيد هو القائل: "بناء على ما قررته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من خلال مراصدها الخمسة فإن يوم كذا هو رمضان أو العيد، أو عرفة". وعن نفسي فأنا مازلت أعتقد أن المراصد الفلكية أدق وأقوى من أي "عين"، حتى لو كانت "عين زرقاء اليمامة".

    جريدة الوطن السعودية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    اقتراح لحل مشكلة الأهلة

    حمزة قبلان المزيني
    لم يشهد العام الحالي ما كانت تشهده بعض الأعوام السابقة من جدل عن بداية شهر رمضان. وكان المعهود أن تتبارى الأقلام في هذه الفترة بين من يرون الاستفادة من المنجزات العلمية في التثبت من ولادة هلال شهر رمضان وشوال ومن يرون أن السُّنة في التثبت من ذلك بالرؤية البصرية المجردة.
    وربما كان سبب اختفاء هذا الجدل أن المجلس الأعلى للقضاء أخذ في الإصغاء إلى تيار فيه صار يبدي بعض المرونة في هذا الشأن. ويمثل هذا التيار الشيخ عبد الله المنيع الذي أخذ يكتب منذ سنوات عن إمكان الاستعانة بالوسائل الحسابية الحديثة في نفي ولادة الهلال لا إثباتها. ويعني هذا أنه إذا رأى المتخصصون في الحسابات الفلكية أن الهلال لا يمكن أن يرى في ليلة كذا فلا بد من رفض شهادة من يدعي أنه رآه، لاستحالة صدق تلك الرؤية عند المتخصصين في تلك الحسابات.
    ويُعدّ اختفاء الجدل بشأن دخول شهر رمضان المبارك هذه السنة استفتاء حقيقيا يشهد بمدى ثقة الناس عموما بالحسابات الفلكية في مقابل عدم اطمئنانهم للرؤية المباشرة التي يعوَّل عليها رسميا.
    وينبغي أن نلحظ أن هذه الخطوة الجيدة في الاتجاه الصحيح ليست إلا نصف خطوة. ذلك أنها تجمع بين موقف صحيح من الذين يقعون في الوهم فيدَّعون أنهم رأوا الهلال مع أنه لم يولد فعلا وبين الإصرار على التمسك بأن الرؤية البصرية المباشرة للهلال هي الطريقة الصحيحة في إثبات بداية الشهر.
    ومن البيِّن أن هذه الخطوة لن تمنع بعضَ الناس من الادعاء بأنهم رأوا الهلال بعد أن يعرفوا أنه ولد فلكيا حتى إن كانت رؤيته بالعين المجردة مستحيلة لقربه من الشمس بعد الغروب. وربما يكون ذلك نتيجة للتوهم أو عن قصد.
    وعلى الرغم من وجود التيار الذي يمثله الشيخ عبد الله بن منيع إلا أن المجلس الأعلى للقضاء لا يزال محافظا على الطريقة التقليدية في تحري الهلال، ويبيِّن هذا الإعلانُ الذي أصدره المجلس في أواخر شهر شعبان ويطلب فيه ترائي الهلال مساء الأربعاء الموافق للتاسع والعشرين منه، مع أن الحسابات الفلكية تقول باستحالة رؤيته بعد غروب الشمس في تلك الليلة.
    وكنت كتبتُ في السنتين الماضيتين عددا من المقالات، وكتب غيري، في تبيين أن الأحاديث النبوية الشريفة التي يستدل بها دائما على وجوب الاعتماد على الرؤية البصرية المباشرة للهلال في إثبات دخول الشهر وخروجه يمكن أن تفسر بتفسيرات أخرى لا تجعل منها عائقا في سبيل الاستفادة من المنجزات العلمية الحديثة.
    وأود في هذا المقال أن أقترح رأيا ربما يعالج هذه القضية بشكل أكثر شمولية، ويؤدي إلى الانضباط الدقيق للتقويم القمري الهجري بأكثر مما هو عليه الآن.
    وأود أن ألحظ، بين يدي هذا الاقتراح، أنه لا يوجد إلى الآن أي تقويم منضبط مائة بالمائة، بمعنى أنه متوافق مع الظواهر الكونية للشمس والقمر: ذلك أن التقاويم كلها تحدد نقطة وهمية اعتباطية تأخذها مقياسا لبدء حساب الساعات والأيام.
    والمثال الأشهر لهذه التقاويم التقويمُ المعروف بالجريجوري (الميلادي) الذي يحدد لحظة زمنية معينة تكون لحظة لانتصاف الليل ثم يبدأ العد من تلك اللحظة بتقسيم المدة بين تلك اللحظة واللحظة المماثلة لها في الغد إلى أربع وعشرين ساعة متساوية. كما يحدد السنةَ باتخاذ تلك اللحظة في شهر يناير لتكون بداية للسنة واللحظة السابقة عليها لتكون نهاية للسنة السابقة. ثم تحدد الشهور لتتضمن عددا من الأيام ينقص بعضها عن الثلاثين ويصل بعضها إلى واحد وثلاثين يوما. وقد ربط هذا التقويم بالظاهرة الطبيعية لدورة الأرض حول الشمس؛ لكن هذه الدورة لا تتطابق فعلا مع عدد الأيام التي تشتمل عليها السنة. لذلك يزاد في كل أربع سنوات يوم من أجل أن يحصل هذا التطابق.
    ومما يشهد بأن التقويم القمري ليس استثناء من هذه الاعتباطية ما روي عنه صلى الله عليه وسلم من أن الشهر يكون تسعا وعشرين يوما ويكون ثلاثين يوما. فلأن طول الشهر القمري 29،53059 يوما تقريبا، وأن الهلال يمكن أن يولد في أية لحظة من الليل أو النهار بحسب دورة القمر حول الأرض فتمام الشهر ثلاثين يوما نتيجة طبيعية لا تخاذ ظهور الهلال للعيان بعد غروب الشمس نقطة اعتباطية لبداية الشهر.
    ولم يكن اتخاذ التقاويم القمرية، ومنها التقويم الهجري، غروبَ الشمس نقطةً تحدَّد بها بداية الشهر لسبب طبيعي تَفرضه المعطياتُ الطبيعية للشمس والقمر بل لعدم وجود وسيلة أخرى يمكن أن يحدَّد مولد الهلال بها وتكون بديلا للاعتماد على ظهوره للعيان بعد غروب الشمس. والهلال الذي يُرى بعد غروب الشمس هو القمر بعد مرور ساعات طويلة من خروجه من ظل الأرض. ومن هنا فتحديد بداية الشهر الجديد بظهور الهلال بعد غروب الشمس ليس إلا اتفاقا اصطلاحيا لبداية للشهر التالي.
    ومادام أن هذه النقطة ليست إلا نقطة اعتباطية لتحديد بداية الشهر فليس هناك ما يمنع من اختيار نقطة بديلة ربما تكون أكثر انضباطا.
    وهنا يأتي اقتراحي: وهو أن تحدَّد لحظةُ انتصاف الليل لتكون نقطة معيارية لقياس بداية الشهر. ويعني هذا أنه إذا ولد الهلال في أية لحظة قبل لحظة منتصف الليل يكون اليوم التالي بداية للشهر الجديد، أما إذا ولد بعدها فيكون اليوم التالي متتما للشهر السابق.
    ويعتمد هذا الاقتراح على تحديد ولادة الهلال بالطرق الحسابية الحديثة التي وصلت حدا أقصى من الانضباط.
    وهناك بديلان لهذا الاقتراح. وأولهما الاعتماد على الحسابات الفلكية مع أخذ لحظة غروب الشمس بداية للشهر: فإذا ولد الهلال قبل غروبها يكون اليوم التالي بداية للشهر الجديد، أما إذا ولد بعد غروبها فيكون اليوم التالي متمما للشهر السابق. لكن المشكل في هذا البديل أننا إذا حددنا بداية الشهر بظاهرة طبيعية مثل غروب الشمس فربما يُؤدي بنا هذا مرة أخرى إلى الاختلاف؛ ذلك أن لحظة غروب الشمس ليست مستقرة عند لحظة معينة.
    أما البديل الثاني فأن نأخذ الفجر معيارا: فإذا ولد الهلال قبل الفجر كان اليوم التالي بداية الشهر الجديد، خاصة في رمضان لارتباط الإمساك بطلوع الفجر، أما إذا ولد بعد الفجر فاليوم التالي متمم للشهر السابق. لكن هذا البديل يواجه المشكل السابق نفسه؛ لأن وقت ظاهرة الفجر الطبيعية متغير.
    وإذا ما تُبني الاقتراح المبني على تحديد وقت معياري لبداية الشهر فستكون أول نتائجه اختفاء الخلافات الشاسعة بين المسلمين في بدء الصيام ونهايته. فأكثر البلاد الإسلامية تقع على خطوط طول متقاربة ويشترك أكثرها في جزء من الليل مما يجعل الاختلاف في بداية شهر رمضان ونهايته شبيها بالاختلاف في أوقات الصلوات بحسب الحيز الزماني: فنحن نصلي العصر في الوقت الذي يصلي فيه الناس في المغرب صلاة الظهر، ونصلي العشاء في الوقت الذي يصلي فيه المسلمون في أمريكا صلاة الظهر، وهكذا.
    وينبغي ألا ننزعج من هذا الاقتراح الذي يحل إشكالا ظل يلازمنا زمنا طويلا. وللجرأة على اعتماده سوابق: ومن هذه السوابق التحولُ الذي حصل قبل سبع وثلاثين سنة عن التوقيت الغروبي إلى التوقيت الزوالي: فقد كان التوقيت المعتمد في المملكة هو التقويم المبني على اعتماد لحظة غروب الشمس بدايةً لليوم التالي وحسابِ ساعات النهار اعتبارا من تلك اللحظة. وكنا في تلك الفترة الوحيدين تقريبا من بين دول المنطقة في استعمال ذلك التوقيت، وهو ما كان يسبب كثيرا من المشكلات.
    وقد حل هذا الإشكال بصدور قرار مجلس الوزراء الذي قضى بالتحول الفوري إلى التوقيت الزوالي. وقد تحولنا إليه وصار طبيعيا: فنحن نعتمده منذ ذلك الحين في مواعيد صلواتنا عليه ولم يؤد إلى كثير من الإشكالات التي كان بعض الناس يتخوف منها.
    ويشبه ذلك التحول كثيرا من التحولات التي حدثت في مجتمعنا بمبادرة من القيادة السياسية. ولو تركت القيادة السياسية الأمر لرأي بعض فئات المجتمع لما استطاعت أن تنجز ما أنجزته من إنجازات كبرى كانت محلا لاعتراض بعض تلك الفئات.
    وتلخيصا لهذا الاقتراح أقول إنه ربما يحسن أن نعتمد على الطرق العلمية المنضبطة في تحديد ولادة الهلال وألا يترك هذا الأمر المهم للشهادات التي ربما لا تؤدي إلى الاطمئنان الكامل، حتى إن أحسنا الظن بالشهود. ونظرا لإمكان ولادة الهلال في أية لحظة من النهار والليل مما يجعل تحديد بداية الشهر صعبة للغاية فيمكن تحديد نقطة زمنية معيارية لا تتأثر بالظواهر الطبيعية لتكون نقطة مرجعية لقياس اليوم القمري. وستكون أول نتائج هذا التحديد انضباط التقويم القمري إلى حد يفوق انضباط التقويم الشمسي (الميلادي)، مما يمكننا من التعامل مع الوقت بقدر عال من الانضباط والتحديد.


    * أكاديمي وكاتب سعودي




    http://www.alwatan.com.sa/daily/2004.../writers04.htm
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  3. #3

    افتراضي

    :p
    اول مشاركة لنا بعد الانقطاع الطويل هو الرفض القاطع لهذا الاقتراح دون ان نكلف انفسنا بقراءته
    واننا اذا اتفقنا على عيد واحد فكيف نثبت للعالم بانا مسلمون ؟
    مجرد سؤال
    لاسيما ان اختلاف الامة رحمة ويستلزم ان يكون اتفاقها نقمة
    ذو العقل يشقى في النعيم بعقله

    واخو الجهالة في الشقاء ينعم

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني