جمعت أشياءك ، أودعتها في مكان بعيد عن الحواس ، حاصرت أذني لأبدد صدى همساتك العالقة في الأثاث ..
حجبت الرؤية عن مقتنياتك ،ربطة عنقك وهمساتي العالقة بها ، منعت أنفي من الاقتراب تجاه عطرك المشبع بثمار الجسد العالقة على المراتب ، أسرت أصابعي في قفاز خشن كي لا تتحسس معطفك المعلق قرب معطفي في الزاوية الرمادية ..أغريت لساني بثرثرة غير عادية كي لا ينطق حروف اسمك ، قررت أن لا أكون هذا العام معك .


غيرت تسريحتي ولون شعري الذي تغني له ،غيرت عطري القديم ولون فستاني الذي اخترته لاستقبال هذا العيد ..قصرت كعب حذائي ..أغلقت هاتفي ..
وقررت أن لا أكون تلك الفاتنة التي تتبعك .. قررت أن لا أكون لك كما تحب .

في حفل كبير كانت ترقبني العيون خلف الوجوه الملونة في قاعة مجنونة، بادلتهم ابتسامة كاذبة بقناع لا يختلف عن أقنعتهم الموسمية ،
لم يكن لدي رغبة في التحدث الى أحد ، كانت ثرثرتهم تعذبني وإطراءهم يأخذني إليك ، كنت وحيدة أرد الأيادي الممدودة نحوي ،أتساءل
حبيبي أين يدك ؟!..

أي جنون..هذا الذي فرقنا هذا العيد .! من هو ذاك الوغد الذي أهدانا كل هذا الألم ،، لماذا أحاصر كالأطفال مع مربية في حجرة بعيدة عن صخب الكبار ، لماذا يبالغ الحضور في تناول المأكولات والقبل ؟!

هل هو الخوف من الجوع أم من الكره القادم لنا من الغرب ..أم أنها الفوضى التي نعيش بها منذ الأزل .!

بالثواني الأخيرة من العام أُشعِلت الشموع .. شَمعةٌ
لكل عاشق ..وأشعلت أنا شمعتان . ثمة حمامة بيضاء خرجت من صدري . رقصت فوق الشموع على أنغام لا زالت عالقة في الذاكرة ..تقاطع دخان الماضي مع شموع الأمل ....لفتني سحابة من الدفء وبدأنا معاً رقصة التحدي

همسة :
الموت الحقيقي في صوت الباب المدوي خلفك ..فهل علمتني أن لا أموت .

:=