 |
-
التغافل عن النقص مع إشاعة عيوب الناس
هناك كثير من الأفراد الواعين يشعرون بالحقارة في أنفسهم بسبب من العيوب والعاهات العضوية التي تميزهم عن غيرهم ، لكن هذا الشعور لم يقدر على تحطيم شخصياتهم الحديدية ، ومنعهم عن النشاط والعمل... فظلوا دائبين في سيرهم نحو الكمال حتى وردوا ما كانوا يقصدون إليه وتغافلوا عن النقص الذي هم فيه ، وبذلك كشفوا عن جدارتهم وكفاءتهم لأنهم أصبحوا أعضاء نافعين في المجتمع.
يقول أمير المؤمنين : « عظّموا أقداركم بالتغافُل عن الدني من الأمور »
إن الرغبة في نشر عيوب الآخرين وإشاعتها، نابع من الأشخاص الذين يشعرون بالضعف والحقارة من جانب ويتألمون في باطنهم من هذا الشعور، يبحثون عن عيوب الآخرين دائماً ويتحدثون عن نقائص غيرهم، وإذا ذكر تلك العيوب غيرهم فإنهم يفرحون لذلك كثيرا؟
قال الإمام علي(ع): (ذو العيوب يحبون إشاعة معايب الناس، ليتسع لهم العذر في معايبهم).
وهكذا نجد أن الإنتقام، والنقد اللاذع والإنزواء والبحث عن عيوب الآخرين لإشاعتها وضعف النفس وكثرة المعاصي والتمرد على الشرع... ردود فعل يظهرها المصابون بعقدة الحقارة بغية تدارك ما هم عليه من النقص والضعة وإقناع أنفسهم بتبرير فشلهم، ولكن شيئاً من ذلك لا يحل العقدة النفسية، ولا يعالج الداء قطعياً مضافاًً إلى أنه يتضمن أضراراً مادية ومعنوية للإنسان.
طريقة العلاج:
إن أفضل الطرق لمعالجة الشعور بالحقارة ان لا ينحدر الإنسان أمامه ولا يخسر شخصيته، بل يحاول التغافل عنه قدر الإمكان. وأن يفكر بهدوء وبجدية لنمية مواهبه وإستغلالها حتى يبرز في جانب معين مفيد للمجتمع، ويعيش حياة ملؤها العز والفخار.
هناك أفراد ذوو عاهات عضوية كثيرون، تناسوا النقص الذي فيهم وعملوا في سبيل تحقيق غاياتهم بكل جد وإخلاص، وذلك في ظل العلم والثقافة، والجهد والنشاط وتوصلوا إلى منازل رفيعة ودرجات سامية.
قال علي(ع): (بالتعب الشديد تدرك الدرجات الرفيعة والراحة الدائمة).
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |