سماحة جلال الطالباني و مام عبد العزيز الحكيم...كفى

أرض السواد : رامز السعدون




عزيزي القارئ، ليس هناك خطأ في الرتب، إنما الموضوع مجرد تبادل ادوار كما يحصل على ارض الواقع، لأن عملية الإلتفاف على الديمقراطية تحتاج احياناً تبادل أدوار وتقاسم مصالح، واحيانا يتطلب الأمر إعادة مونتاج ودبلجة مواقف، ومن هذه الدبلجات يحتاج مام جلال احياناً لغة السماحات ( دروب الموامنة ) في عمليات (الإزاحة ) بدأً من المجالس الخاصة الى مجالس الحكم والسياسة، وبنفس الوقت يستفيد سماحة السيد الحكيم، من الأخوة الساسة الكرد، في فهم( التعامل الإنساني ) من قبل الآخر بأنه ( ضعف )، وبالتالي التعسف بالمطاليب، وفي كل هذه المسرحيات، نجد العملية الديمقراطية و الشعب العراقي هما الخاسران.

الغريب في الأمر أن كلاً منهما مستفيد من العملية الديمقراطية، فَلِمَ العمل على تخريبها، والتآمر على حيثياتها و مبادئها، ان مثلهم كمثل من يخرب بيته بيده، بعد ان ناضل وجاهد من اجل بنائه، والمخيف في القضية، أن الطرفان تناسوا ( الشعب ) صاحب الحق الأول والأخير، في تقرير مصيره والإستفادة من ثمرة ممارسة حقه في الإنتخابات ومشاركته فيها ببطولة لفتت انظار العالم اليه، وصار مثلاً يضرب في التحدي و الإصرار على ممارسة دوره في العملية الديمقراطية وانجاحها. من المؤسف أن تضيع هذه الجهود ويتم الإلتفاف عليها، ومن قبل المنادين بها ليل نهار (علانية ) ولا اقول ( سراً و علانية )، لإن ما يقال في السر يبدو هو غير ما يقال في العلن. احياناً ( الأجندات) المخفية تحت الطاولات، هي التي تقضم اطراف ( العملية الديمقراطية ) حتى تأتي عليها بمرور الأيام، وإلاّ كيف نفسر تهميش < صوت الغالبية من الشعب > وتحويل المحصلة الى اتجاه آخر، بأي مسوغ يتم ذلك، والدليل الصارخ هو ( قضية رئاسة الوزراء )، والتي حُسمت وفق ( الآليات الديمقراطية ) المتفق عليها من قبل الجميع، فلماذا كل هذا اللف والدوران الذي وصل حد التآمر على العملية الديمقراطية برمتها، لإن العملية الديمقراطية لا تُجزأ ولا تبعض حسب الطلب والمقاسات ذات الطابع النفعي المحدود.

واخيراً يا سماحة جلال الطالباني ويا مام عبد العزيز، لا تخرقوا < سفينة الديمقراطية >، بأي شكل كان و لأي سبب كان، و اتمنى ان لا تنسيكم ( اجنداتكم الخاصة ) أنكم انتم ايضاُ من ركاب هذه السفينة.