 |
-
على خلفية عملية الفلوجة بوادر إنشقاق سني
أحد الأمثلة بيان حزب البعث الأخير، حيث نلاحظ خطاب البعث التقليدي"الرجعية الدينية". :D:: :D::
الرجعية الدينية الاحتياطي المضموم لسياسات الولايات المتحدة تاريخيا:
"الحزب الإسلامي العراقي"
على أرض الواقع المعاش في العراق المحتل تتأكد مرة أخرى صحة مقولة البعث وتقيمه الموضوعي سياسيا واجتماعيا للرجعية الدينية كأحد أدوات أعداء مشروع الأمة النهضوي من إمبرياليين وشعوبيين وغيرهم، ومثل هذا التأكيد كان قد تحقق على ارض الواقع في العراق أكثر من مرة خلال ربع القرن الماضي، وبأشكال مختلفة، ومن قبل أدوات مختلفة أيضا سواء من حيث بنيانها الداخلي أو مرجعياتها الخارجية:
1- حيث شكلت الرجعية الدينية وطروحاتها السياسية والاجتماعية قفازا للشعوبية، تأسيسا على قاعدة مذهبية وطائفية، مرجعيتها فارسية سواء في فترة الحكم الشاهنشاهي أو فترة الحكم الخميني، وهذه الأدوات بالذات شكلت قاعدة الخيانة والتآمر الرئيسية وحاضنة الاحتلال العسكري والتدمير الاقتصادي- الاجتماعي- الثقافي من قبل الولايات المتحدة للعراق. وهذه الأدوات مثلما شكلت وتشكل قفازا للشعوبية الفارسية، فأنها أيضا وفي نفس الوقت وانطلاقا من ذات القاعدة تستهدف عروبة العراق ووحدته الوطنية.
2- وأيضا ومن منطلقات أسست لها سياسات الاستعمار الغربي والإمبريالية الأمريكية في صراعهما العقيدي والسياسي والاقتصادي-الاجتماعي مع المعسكر الاشتراكي منذ نهاية الحرب الكونية الثانية، كان لأحزاب وحركات دينية دورها "الأدواتي" المضاد لمشروع الأمة النهضوي، في التقابل السياسي مع حركة القومية العربية، وبالذات مع البعث العربي الاشتراكي ومشروعه النهضوي الوحدوي، من منطلقات تخدم الاستعمار والإمبريالية الأمريكية.... بوضع الإسلام في مواجهة العروبة. وهنا كان لهذه الأحزاب و الحركات مفهوم تناقضي: يتجاوز "قفزا" الأمة العربية إلى الأمة الإسلامية، وفي نفس الوقت يشرعن ويدعم الأنظمة القطرية المتحالفة تاريخيا مع الغرب الاستعماري والولايات المتحدة و المؤسسة على الرجعية الدينية كمذاهب أو عائلات.
بشكله التنظيمي وطروحاته السياسية وقيادته الحزبية الحالية ظهر "الحزب الإسلامي العراقي" كواحد من الحركات السياسية الناتجة عن الاحتلال والعاملة بكنفه والمنضوية تحت مظلة مشروعه السياسي وتوقيتاته البرامجية في العراق المحتل. وفرز هذا الحزب نفسه على أساس القبول بالطرح الطائفي والمحاصصة السياسية وعلى هذا الأساس ساهم في تنفيذ مخطط الاحتلال وصيغه السياسية. وتأسيسا على قبوله بالطرح الطائفي سياسيا حاول "الحزب الإسلامي العراقي" من طرح نفسه حيث كان ولا يزال التقابل القتالي مع الاحتلال وسلطته العميلة في محافظات بغداد و الأنبار و ديالى وصلاح الدين والتأميم ونينوى. وفي الصولة النيسانية وكما في الصولات الحالية حاول ويحاول هذا الحزب من لعب دور تأمري على المقاومة لصالح الاحتلال والسلطة العميلة.
"الحزب الإسلامي العراقي" بتنظيمه وسياساته وقيادته يشكل حالة فجة ومهينة ومفضوحة للرجعية الدينية المتآمرة، وهو في نفس الوقت الذي يدان فيه سياسيا ويرفض فيه حركيا من قبل حركات الأخوان المسلمين في الأقطار العربية وخاصة الأردن وسوريا "منذ البداية" ومصر "في وقت لاحق"، يراوغ إعلاميا ويناور سياسيا، ضمن هامش متاح ومعطى له من قبل الاحتلال... طالما كان في الضد من المواجهة المسلحة الجهادية التي تخوضها المقاومة الوطنية العراقية على قاعدة المقاومة والتحرير.
جهاز الإعلام السياسي والنشر
حزب البعث العربي الاشتراكي
العراق في التاسع عشر من تشرين ثاني 2004
"أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام" كونفوشيوس (ع)
-
هذا خبر آخر قد يؤكد حصول إنشقاق في الواقع السني العراقي ...أو تحرك سياسي يحاول الحصول على هدنة وإرجاع الوضع إلى سيطرة سنية على مقاليد الأمور في العراق وسط الوحشية التي تحصل. هل سيتحول الياور إلى مسؤول الجناح السياسي ؟؟ أم أن الياور سيمثل دور المنقذ للواقع السني الذي إختطفه البعثيون والتكفيريون، وسيتعامل بحكمة وإنفتاح وتسامح على مستوى العراق ... ينبغي الترقب والمتابعة الدقيقة !
قالت مصادر عراقية ان الرئيس العراقي غازي الياور يستعد مع عدد من كبار المسؤولين ورجال العشائر والمثقفين للاعلان رسميا خلال ايام عن تشكيل حزب سياسي جديد في العراق يحمل اسم "عراقيون" لخوض الانتخابات المقبلة التي حدد يوم الاحد الثلاثين من كانون الثاني (يناير) المقبل موعدا لها، وابلغت المصادر التي تحدثت معها "ايلاف" في بغداد اليوم ان الحزب الجديد سيضم عددا من الوزراء بينهم حازم الشعلان وزير الدفاع وحاجم الحسني وزير الصناعة الذي استقال من قيادة الحزب الاسلامي الذي اعلن انسحابه من الحكومة الحالية احتجاجا على الهجوم العسكري ضد مسلحي الفلوجة قائلا ان مصلحة البلد فوق المصالح الحزبية.. اضافة الى عدد اخر من المسؤولين ورجال الاعمال والمثقفين واساتذة الجامعات ورجال العشائر واشارت الى انه سيكون حزبا علمانيا وينضم الى قائمة الاحزاب التي تتقدم لخوض الانتخابات والتي سيتجاوز عددها المائتين. وقالت ان الحزب الجديد سيضم ممثلين عن قطاعات واسعة من الشعب العراقي بمختلف طوائفه وقومياته من شمال العراق الى جنوبه.
واوضحت المصادر ان الحزب الجديد سيتقدم الى الانتخابات المقبلة ضمن قائمة الوحدة الوطنية التي تضم الحزبين الرئيسيين الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني والمجلس الاسلامي الاعلى بقيادة عبد العزيز الحكيم والوفاق الوطني بزعامة اياد علاوي رئيس الوزراء وحزب الدعوة بقيادة ابراهيم الجعفري نائب رئيس الجمهورية وحركة الديمقراطيين المستقلين بقيادة عدنان الباجة جي وربما تضاف اليها احزاب صغيرة اخرى .
وغازي هو ايضا نجل الشيخ احمد عجيل الياور شيخ مشايخ شمر في العراق وسوريا والسعودية والخليج والذي كان عضوا في مجلس الاعيان خلال الحقبة الملكية وقاد عشائر شمر في العراق للمشاركة في حركة العقيد عبد الوهاب الشواف العسكرية التي اندلعت في الموصل (370 كيلوترا شمال غرب بغداد) ضد نظام الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم عام 1959 وبعد فشلها هرب الى سوريا القريبة ومنها الى الاردن التي عاش فيها حتى سقوط قاسم عام 1963 حين عاد الى الموصل وبقي فيها حتى وفاته في نهاية الستينات . والياور داعية الى سيطرة العراقيين على ثرواتهم واقامة افض العلاقات مع محيطهم العربي ويفضل الحلول السلمية في انهاء الاوضاع الامنية المتدهورة في بعض المدن العراقية .
وعن الدورالعربي في المساهمة بحفظ الوضع الامني في العراق يقول "إذا كانت هناك قوات متعددة الجنسيات مطلوبة نرغب في ان يكون دور لأخوانا العرب فيما يخدم أمن ومصلحة الشعب العراقي إذا سمحت لهم الظروف لذلك ونحن نبقى جزءا مهما من المنظومة العربية والعراق معظم سكانه من العرب مع احترام كل حقوق أبناء الشعب العراقي " .
ولغازي الياور رأيه فيما يتعلق بمسألة الفيدرالية في العراق فهو يؤكد باستمرار " نحن مع الفيدرالية التي تعزز وحدة الوطن العراقي وليس مع الفيدرالية القومية أو العرقية، والفيدرالية حالها كحال الدواء أو السلاح إذا أحسنت استخدامه عالجك من الأمراض وإذا أسأت استخدامه قتلك ".
ويتقن الياور اللغة الانكليزية بطلاقة ويسعى لاخذ "افضل ما عند كل ثقافة مهما كانت"وهو من كبار المدافعين عن وحدة العراق وسلامة اراضيه مع انه يؤيد حكما ذاتيا واسعا للاكراد. وهو يوضح "انا سني مولود في الموصل. لطالما اقامت عائلتي علاقات ممتازة مع الاكراد وعندما كنت صغيرا كانت والدتي تصطحبني لزيارة العتبات المقدسة في النجف وكربلاء فضلا عن المساجد السنية في بغداد وكنيسة القديسة مريم". وقد تزوج مؤخرا من الوزيرة الكردية في الحكومة الحالية للاشغال العامة نسرين برواري .
ومعروف عن غازي الياور انه رجل براغماتي قادر على اتخاذ القرارات وخلال معركة الفلوجة المعقل السني غرب بغداد بذل جهودا كبيرة للتوصل الى اتفاق سلمي وحرص على المشاركة في المفاوضات لوقف المعارك. وكان له رأي قاس بحق مجلس الحكم حيث اوضح في نيسان (ابريل) قائلا "لقد فشلنا. . نحن جالسون في حين ان البلاد تشتعل نناقش امورا اجرائية. . اننا مثل البيزنطيين في القسطنطينية الذين كانوا يناقشون جنس الملائكة في حين كان العدو على الابواب".
لهذا السبب تم تأجيل إغلاق باب التسجيل للكيانات السياسية ؟؟
"أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام" كونفوشيوس (ع)
-
هذا خط العميد قيس عبدالرحمن عارف... بدأ يتحرك طائفياً أيضاً. أيها السادة إننا أمام حملة طائفية سنية مسعورة في العراق، حملة تقترب من الجنون، هل الدافع الطائفي لدى السنة هو أقوى من اي دافع آخر... إننا أمام ما يؤكد هذا الأمر. عمل منسق... أم إنشقاق ؟؟
إقرأ الخبر
تلقت كل من وزارة الخارجية المصرية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، طلباً من وفد عراقي يضم عشر شخصيات من ممثلي السنة العرب، ويرأسه العميد قيس عارف نجل الرئيس العراقي الأسبق عبد الرحمن عارف, للاجتماع مع عدد من المسؤولين المصريين، إضافة إلى عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية.
ويأتي طلب وفد السنة العرب عشية انعقاد مؤتمر شرم الشيخ حول مستقبل العراق، والذي تنطلق فعالياته غداً الاثنين، بهدف "إتاحة الفرصة لعدة تيارات وفصائل عراقية معارضة للحكومة المؤقتة، يأتي في مقدمتها تيار السنة العرب، للمشاركة في تلك الانتخابات، وذلك حتى لايسمح للشيعة بالسيطرة على العراق"، على حد تعبير نجل الرئيس العراقي الأسبق، الذي يرأس هذا الوفد، غير أن مصادر دبلوماسية في القاهرة استبعد أن يشارك هذا الوفد أو غيره من ممثلي المنظمات الأهلية في مؤتمر شرم الشيخ، لافتاً في هذا الصدد إلى أنه تم الاتفاق على ان يكون الاجتماع حكومياً، وأن يتم ذلك على مستوى وزراء الخارجية، وأن يشمل الدول الرئيسية الفاعلة في العالم بما في ذلك مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ودول الجوار العراقي، فضلا عن العديد من المنظمات الدولية والاقليمية المؤثرة، كالامم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي .
وعما إذا كان وفد السنة العرب سوجيه رسالة الى المؤتمر، رحب ابوالغيط بذلك وقال اننا نرحب باي رسالة توجه الى المؤتمر وسوف تطرح رئاسة المؤتمر الرسالة، فسوف نلقيها على الجميع، غير أن الوزير المصري استدرك قائلاً إن "هذا لا يعني مشاركتهم في المؤتمر", مجدداً التأكيد على أنه "مؤتمر حكومات تعمل على التوصل إلى توافق في الآراء بشأن مستقبل العراق، وكيفية العمل من أجل الوصول بالعراق إلى بر الأمان، وتحقيق اكبر قدر من الاستقرار من خلال الاطر المتفق عليها, ومن خلال الاجتماع الدولي في قرار مجلس الامن 1546" .
"أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام" كونفوشيوس (ع)
-
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة العقيلي
هذا خط العميد قيس عبدالرحمن عارف... بدأ يتحرك طائفياً أيضاً. أيها السادة إننا أمام حملة طائفية سنية مسعورة في العراق، حملة تقترب من الجنون، هل الدافع الطائفي لدى السنة هو أقوى من اي دافع آخر... إننا أمام ما يؤكد هذا الأمر. عمل منسق... أم إنشقاق ؟؟
مع انك يااخي العزيز لم تورد مصدر الخبر .. ولكن مع ذلك ادرك حجم التحرك الطائفي .. ونوايا الطائفيين .. ومع ذلك يجب الا نتوقف عند جانب دون الجانب الآخر .. بصرف النظر عن امرين اولهما حجم السنة العرب من سكان العراق .. والثاني مسؤولية النظام البعثي المنهار في زج جزء من البلاد في جرائمه .. لن التفت هنا الى ما يمكن ان يقال عن بغض طائفي او اضطهاد طائفي فهذا تحصيل حاصل لن يقدم ولايؤخر .. هذا المظهر الذي تورده من مظاهر الطائفية له مايقابله من المظاهر الطائفية الشيعية الكثير .. تدخل المرجعية في العملية الانتخابات والفتاوى الوكلائية هي نوع من النشاط الطائفي .. تصدر بعض الايرانيين الواجهة السياسية العراقية كرضا جواد تقي كبابي ومحمد حسين الاديب وغيرهما هي من المظاهر الطائفية التي تستفز الآخرين .. القبول بلعبة المحاصصة الطائفية التي ارادها الامريكان ولم تحقق للشيعة خيرا يذكر بينما استفزت السنة هي المظاهر الطائفية القبيحة جدا .. احاديث الاخوين شيرازي مدرسي وهما ليسا عراقيين عن حقوق الاغلبية والحط من شأن الاقلية هي من المظاهر الطائفية .. الاحاديث الغير مسؤولة عن دولة شيعية تمتد من سامراء السنية الى البصرة من المظاهر الطائفية .. آلاف المقالات التي تتوزعها الانترنت والتي تعزف على هذا الوتر وتشتم السنة علنا وبدون تمييز من المظاهر الطائفية .. والقائمة تطول حتما .. التقصير والقصور ذو جانبين ويشتمل على الطرفين .. لن اتورع عن تسمية كل جريمة او تصرف طائفي يقوم به الطرف السني في العراق .. ولكن ان ابرئ الطرف الشيعي من مسؤولية الكثير من الاعمال والتصرفات الطائفية فهذه قسمة ضيزى .. لايتحرج كل الشيعة مرجعية وسياسيين عن الحديث عن الشيعة وحقوق الشيعة وماالى ذلك .. فلماذا يستفزنا ان يتحدث احد من السنة عن حقوقه .. الوضع العراقي محتقن .. ويحتاج الى عقل وطني حكيم وهذا مانفتقده ونفتقر اليه ..
خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
nmyours@gmail.com
-
أخي العزيز نصير المهدي معك في وجود زج طائفي في العراق ولكن هنالك إختلاف كبير بين الأمرين
الشيعة يتعرضون للضرب والقتل ولم يقوموا بما يشبه ما تفعله الطائفة الأخرى. وهنالك فرق هائل بين الكتابة والقول وبين الفعل.
الشيعة خرجوا من مرحلة تهميش حقيقي لم يستطيعوا أن يكونوا قياداتهم المحلية العراقية خلالها، وهذا أمر يحتاج وقتاً. بينما الجانب الآخر منظم سياسياً ويشكل المحيط الأكبر السنني حاضنة كبرى له.
الشيعي يعاني عقدة الخوف بعدما خرج من كابوس ليدخل مرحلة رعب جديدة، مقارنة بواقع كان مسيطراً بالمخالب والأنياب ولا يريد أن يتخلص من أ سلوب السيطرة بالمخالب والأنياب.
الدعم الفكري التكفيري والقومي والعنصري العربي من وراء الحدود والغريب عن البيئة العراقية يدعم ويشرعن ويتدخل دون أن نجد من يعترض على ذلك. بينما ورطة الشيعة أن بعض القيادات التي أفرزها الواقع أنها غير عراقية صرفة. ولكن قيادات الآخرين هي كذلك ايضاً. فالمسألة نسبية إذن.
الدعم الإعلامي العربي أقوى اثراً وتأثيراً من خطابات بائسة تنشر على الإنترنت هنا وهناك، والأحرى أن يتحرك الشيعة ضد الآخرين إذا كان مفهوم الخطاب بهذا الشكل لأن الإنترنت والصحف والفضائيات وكل شيئ يبرز حملة مسعورة تستهدف العراقيين الشيعة على وجه الخصوص، وتهددهم بالإستئصال.
هنالك فرز طائفي ..نعم، ولكن الشيعي يبقى يعيش عقدة الخوف... بينما يبقى السني يعيش عقدة التخويف. الشيعي عقدة عودة آلات السحق الطائفية والعنصرية، والسني يأمل بعودة آلات السحق الطائفي والعنصري. والفرق كبير بين الخوف... والأمل، فرق يختصر الأسلوب في التعامل، ويوضح كيف تحدث الأحداث في مناطق التمدد السني في العراق.
مصدر الخبر هو إيلاف
تقبل تحياتي
"أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام" كونفوشيوس (ع)
-
وزير الصناعة العراقي ينضم لتجمع علماني باسم "عراقيون" برئاسة الياور
أعلن وزير الصناعة الدكتور حاجم الحسني لـ "العالم الآن" عن انضمامه لتجمع علماني جديد باسم"عراقيون" يرأسه رئيس الجمهورية غازي عجيل الياور ويضم مجموعة من المثقفين والعشائر. ويذكر أن الحسني كان استقال مؤخرا من الحزب الإسلامي رافضا دعوة الحزب إليه بالانسحاب من الحكومة احتجاجا على أحداث الفلوجة
-
سنة العراق... أليس فيكم رجل رشيد؟
مشاري الذايدي
يوجد لدينا الآن أكثر من عراق، له أكثر من صورة، وتتزاحم على طابور مستقبله أحلام وفيرة مختلفة الوجهات.
هذه الحقيقة تجسدت من خلال عدة معايير، معيار طائفي يقول إن مصلحة الطائفة الشيعية في ارساء دعائم العراق الجديد، مصلحة حقيقية وعظمى وتاريخية، وبدرجات اخرى ينطبق هذا الوضع على الاقليات المسيحية وغيرها.
ومعيار إثني، يقول ان مصلحة الاكراد في مضي قاطرة العراق الوليد سيجعل ايام الكرد أطيب واحلامهم اقرب لمعانقة راحة الواقع، ونفس الامر ينطبق على إثنيات اخرى مثل التركمان وغيرهم.
يبقى فريق واحد ما زال «قسم» منه يحارب هذه الحقيقة ويؤخر بزوغها قدر ما يستطيع، وهم أطراف من السنة العرب. والحق أنهم بذلك يفوتون فرصة تاريخية، كما لاحظ عبد الرحمن الراشد والمفكر العراقي الشيعي اياد جمال الدين.
غير أن ما يجب لفت الانتباه اليه هنا، ولو بشكل مختصر، أن السنة العرب ليسوا على موقف رفضوي واحد، وليسوا كلهم «فلوجة» ولا هيئة علماء المسلمين، وغني عن القول، ان هناك من ينهج نهجا سياسيا مناقضا لموقف صقور السنة العرب، الممثل بالمشايخ الفيضي والكبيسي والضاري، المرفوضين هم بدروهم من جماعات الزرقاوي، لانهم ربما تلوثوا بترديد كلمة «وطن وانتخابات»، الامر الذي يناقض دولة العقيدة الاسلامية الاممية.
ولتأكيد وجود موقف سني عربي مختلف عن هذه المواقف، نشير الى موقف الحزب الاسلامي السني (اخوان مسلمين)، فقد دعا الحزب بلسان اياد السامرائي المتحدث باسمه، الى المشاركة بكثافة في الانتخابات، مع تنبيهه الى استحالة اتمام هذه العملية بسبب ما أسماه بالنص «أحداث العنف في البلاد»، وليس «الجهاد»، كما يقول مشايخ هيئة علماء المسلمين، او كما يقول القرضاوي والاسلاميون في البحرين والكويت والسعودية.
ويعارض السامرائي موقف هيئة علماء المسلمين التي دعت قبل عدة ايام الى مقاطعة الانتخابات، حيث يقول: «هذه الحجج غير قائمة، الانتخابات هي التي تقربنا من الاستقلال» واضاف: «على جميع العراقيين من كل الاتجاهات ان يعملوا على انجاح الانتخابات» («الشرق الأوسط» 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي).
الامر لم ينته هنا، فهناك شخصيات سنية محترمة كتبت ملامح وجه عراق صدام حسين وشاركت بفعالية في مجلس الحكم الانتقالي ثم في المجلس الوطني، كما شاركت في مواقع حكومية مهمة، نذكر منها عدنان الباجه جي وسمير الصميدعي ثم رئيس الجمهورية العراقية الشيخ غازي الياور، وكلهم سنة عرب يمثلون اطيافا مهمة.
وعليه، فانه يحق لنا القول ان هذه الفئات التي ترفع السلاح وتفجر وتخرب الوضع الجديد، تمثل تيارات داخل النهر السني، ولا تجسد القرار السني كله.
هذه بديهة يعرفها العراقيون بحكم معرفتهم بالالوان التي تلون مجتمعهم، ولكن يأبى موقدو نيران الحرب الا العمى المتعمد، والغاء كل هذه التفاصيل «الضخمة»!
طبعا لسنا بحاجة للتذكير بأن اللاعب الكردي الكبير في الحلبة، هو طرف سني أيضا، بل ويتفوق على سنة العرب بانه يمثل اغلبية عرقه الكردي، عكس العرب الذين يتشكل اغلبهم في العراق من الشيعة. ومعروف حجم الاسهام الكردي في تأسيس وحماية عراق ما بعد صدام حسين، بل ان هناك عائلات سنية انقسمت على نفسها في هذا الخصوص، فمهدي الصميدعي احد اعضاء هيئة علماء المسلمين السنية المتشددة، حذر المرجع الشيعي السيستاني من اندلاع حرب طائفية، اذا لم يصدر فتوى تحرم انضمام الشيعية الى قوات الحرس الوطني العراقي التي تلاحق جماعات الزرقاوي في المثلث السني.
هذا الرجل يقابله صميدعي آخر، وهو سمير الصميدعي سفير العراق لدى الامم لمتحدة، الذي يعارض خط واتجاه هيئة علماء المسلمين، فقد وجه انتقادا للاسلاميين السعوديين الـ26 الذين أصدروا بيانا يؤيد مقاومة رجال المقاومة في العراق، خصوصا الفلوجة معقل الزرقاوي. وقال الصميدعي الآخر ان البيان يمثل تحريضا على العنف، وانه يجب على هؤلاء الموقعين الآن أن يكفوا عن التدخل في شؤون العراقيين «الاهرام»21 نوفمبر الحالي.
وسني عربي آخر هو السفير رعد الالوسي مندوب العراق لدى الجامعة العربية، يقول: «أنا لا أعترف بوجود مقاومة ولا أسمي ما يحدث في العراق، بأنه من أعمال المقاومة، فمن يقتل الاطفال ويحاول تخريب البنى التحتية وتفجير السيارات، فهذا لا يسمى مقاومة «عكاظ» 19 نوفمبر الحالي.
أما الطرف الشيعي فيكاد يكون موقفه اجماعا على وجوب المشاركة بقوة في الانتخابات والدخول في مشروع العراق الجديد بفعالية، وهذا ما أكده أحمد الصافي ممثل المرجعية الدينية الشيعية في خطبة صلاة الجمعة الماضية في الحرم الحسيني، ليقول: «ان الانتخابات تمثل مرحلة مهمة جدا في تاريخ العراقيين».
بعد هذا كله، لماذا يصر بعض الاسلاميين خارج العراق، على تصوير الامر وكأنه مواجهة ضد كل العراقيين، وأنهم عبر بيانات التحريض على القتال، ووجوب الجهاد الفوري باعتبار أنه «فرض عين»، حسبما جزم الشيخ القرضاوي، ليسوا إلا ممثلين لإرادة العراقيين وقرارهم العميق والنهائي؟!
المسألة في تقديري واضحة، ان المتضررين من الحملة العسكرية الجارية هذه الايام في المثلث السني، هم الجماعات الاصولية المتشددة، ولذلك لم يناصرها الا من يخشى عليها.
الجديد في المشهد، هو تناغم مواقف الاسلاميين في الخليج في وقت واحد، ففي البحرين دارت معركة بين النواب الشيعة والسنة على خلفية احداث الفلوجة، ثم نزل اسلاميو البحرين السنة الى الشارع يهتفون ضد اياد علاوي، ويناصرون مقاومة الفلوجة، ورددوا هتاف «يا علاوي صبرك صبرك...الفلوجة تحفر قبرك». أما في الكويت، فكانت القصة أكثر اثارة، فقد اختار اسلاميوها وزير الاعلام المثخن بالسهام محمد ابو الحسن، وشنوا عليه هجوما ضاريا بسبب المسرحية الكوميدية (حب في الفلوجة)، لأنها «تسخر من جراح اخواننا في العراق»، وعبأوا البلد بحالة من الشعور الجهادي، الامر الذي استفز كتابا آخرين في الصحف الكويتية، واتهموا هؤلاء بالانتقائية في المشاعر، حيث لم يحركوا ساكنا ايام حوادث النحر والخطف والتفجير، التي كان يقوم بها مقاومو المثلث السني، مع التسليم بان هناك ضحايا مدنيين عراقيين ابرياء يسقطون في الفلوجة، وانه يجب مد يد العون والاغاثة لهم، لانهم لا حول لهم ولا طول في ما صنعه العنف الاصولي وما جره. وحتى كتابة هذه الاسطر المعركة ما زالت مستمرة.
أما في السعودية، فلا تزال اصداء بيان 26 اسلاميا سعوديا ساندوا مقاومة الفلوجة ودعوا لنصرتها وتشجيعها، تدوي على صفحات الصحف ومجالس السمر، وكان من ذيولها معركة جريدة سعودية محلية قبل ايام مع احد موقعي البيان، على خلفية موقفه من الحث على مساندة مقاومي الفلوجة، ثم الخوف على ابنه من الذهاب الى هناك، الامر محل تكذيب متبادل من الطرفين، لكن الجدل لم يتوقف الى الآن حول جدوى تعبئة الاجواء من اجل الفلوجة.
وهكذا... فالجرح اصاب الفلوجة الزرقاوية، لكن صرخة الألم ترددت على فم الاسلاميين الحركيين في الكويت والسعودية والبحرين... ومصر بطبيعة الحال.
معركة الفلوجة في جوهرها، معركة ضد الاصولية، أصولية تمظهرت هذه المرة في ثوب المقاومة، ولذلك فان مواجهة هذه المعركة في كل المواقع الاصولية في العالم تصبح معركة مصير، خصوصا لنا نحن العرب، حتى يتم انقاذ ما يمكن انقاذه من شبابنا.. وعقولنا.
ومن هنا نفهم صخب الضجيج على الفلوجة، وكأنها حفلة الموت الوحيدة في العراق، وكأنه لم تكن هناك مجزرة الجنود الـ45 من افراد الحرس الوطني، الذين ذبحوا بدم بارد وفي ليل بهيم، ومجازر بغداد واسراب السيارات المفخخة، وكرنفالات جز الرؤوس بالسيوف والسواطير، حتى لمن جاء من اجل ارامل وضعفاء ومعاقي واطفال العراق، وهو معارض للوجود الاميركي، مثل مارغريت حسن والصحافي الايطالي انزو بالدوني...
يجب على كل الاسخياء بدموعهم وبياناتهم على رجال الزرقاوي وعبد الله الجنابي وعمر حديد، وغيرهم من فلول وضباط البعث، أن يدركوا أن موقفهم هذا لا يمثل في الجغرافيا العراقية الداخلية الا جزيرة معزولة، فاغلب العراقيين، ليسوا كذلك.
إن ما يخيف الانسان بعد العراق هو: أين سيكون متنفس هذه التعبئة بعد زوال الغليان العراقي، وما هو المرجل التالي؟
mshari@asharqalawsat.com
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |