اتقوا الله وقولوا قولا سديدا
ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا
الاخوة الاعزاء
السلام عليكم
لاشك ان التصريح الناري الانفعالي للشيخ سميسم قد اثار الاستغراب والدهشة عند كل ذي حس ديني ووطني مخلص لامته وتطلعات شعبه وانتمائه الديني الحق , وارّق كل متحمس لوحدة ابناء مدرسة اهل البيت في ظل هذا التنافس الشديد بين القوى العراقية المختلفة لايصال اكبر عدد ممكن من الاعضاء الى المجلس الوطني المنتخب ,
ووضع علامات استفهام كثيرة عن مغزى هذا اللون من التصريحات اللامسؤولة والغرض من اطلاقها في الهواء الطلق دون رعاية لابسط قواعد الحكمة والمصلحة وفن الاداء الديني والسياسي والوطني , وباتجاه اخلص جهتين قدمتا كل ما في الوسع حينما كان الكثيرون يغطون في نوم عميق .
والسؤال المهم هنا هو لماذا هذان الفصيلان الاسلاميان الشيعيان بالذات دون غيرهما من الفصائل السياسية العراقية ؟
فلو كان الجواب انهما ممثلان في الحكومة ويستطيعان فعل الكثير من اجل دفع الضيم عن اخوانهم من تيار السيد مقتدى الصدرالمعتقلين !!!
كان الرد بأن الاحزاب الوطنية الممثلة في الحكومة المؤقتة كثيرة منها الكردية والعربية والتركمانية ومنها الاسلامية والعلمانية ومنها السنية والشيعية اضافة لبعض المستقلين فلو كان الاتهام موجها بالاساس الى الحكومة ومن يساهم معها في صناعة الواقع السياسي العراقي الفعلي لكان من المفروض توجيه الاتهام الى كافة هذه المكونات السياسية على حد سواء دون تخصيص الحزبين الشيعيين بذلك .
هذا من جهة ومن جهة اخرى ان الاعتقالات كانت قد طالت جهات اسلامية وشخصيات شيعية اخرى كحزب الله العراق وبعض الدعاة في النجف وغيرها من المدن العراقية , وامكن حل الازمة من خلال الطرق الضاغطة المتاحة ولم يتهم حزب الله اخوانه الاسلاميين الممثلين في الحكومة بالتواطؤ ابدا .
ثم ان تيار السيد مقتدى الصدر خليط شعبي فيهم المخلص الحر الشريف والمتدين وفيهم الانفعالي الذي لايعرف الحدود ولا القيود فعملية اعتقال البعض منهم تستدعي تحقيقا مشتركا بين القوى السياسية الوطنية الاسلامية وغيرها
من جهة وبين الحكومة من جهة اخرى لتحديد نوع الاتهامات الموجهة الى كل واحد منهم والتعجيل باطلاق سراح الابرياء واحالة المتهمين بجرائم جنائية الى القضاء ليحكم فيهم ضمن ضوابط قانونية لايمكن لاحد ان يتجاوزها , واذا ثبت تجاوزها فلكل حادث حديث , وهذا التحقيق المشترك يحتاج الى تحرك هاديء يبادر به تيار السيد مقتدى الصدر ليطالب اخوانه الاخرين بالمساهمة بحل الازمة وانا واثق من انهم لن يقصروا في ذلك ابدا , خصوصا وانهم سبق وان ساهموا في محاولات دفع الضيم عن اخوانهم في الازمات السابقة ( ولي في هذا الخصوص مداخلة اخرى لاحقة ان شاء الله ) .
ثم هل ان من الحكمة والمصلحة توجيه هذه الاتهامات من خلال الاعلام المتآمر على العراق واهله لاسيما قناة الجزيرة الطائفية المخربة , ام ان من الطبيعي حل هذه الاشكاليات في البيت الشيعي الداخلي قبل نشر الغسيل على الملا بهذا الشكل المسيء لوحدة بيتنا المقدسة , فهل يمكن لاحد ان يفسر هذه التصريحات النارية من زاوية حسن الظن ام انه من حق كل احد ان يفسرها بأنها استحقاق دعائي انتخابي تامرت فيه بعض الجهات لتقليص دور وتاثير هذين الحزبين العريقين في العملية الانتخابية بشكل خاص وفي الواقع العراقي السياسي بشكل عام باعتبارهما الذراعان القويان للمرجعية الدينية في المجتمع العراقي .
ثم لابد من همسة في اذن الاخ الشيخ سميسم فيما لو أن احد الانفعاليين من تيار السيد مقتدى اخذه الحماس الثوري واجهز على احد ابناء هذين الفصيلين الاسلاميين تحت تأثير هذه التصريحات المؤججة للمشاعر واريقت قطرة دم هنا وقطرة دم هناك فهل يستطيع الشيخ سميسم ان يتحمل مسؤولية ذلك بين يدي الجبار المتكبر سبحانه يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أأمل ان يسارع السيد مقتدى الصدر لنفي هذه التصريحات باسرع وقت ممكن .
ملاحظة : لي مداخلة قادمة ان شاء الله عن تاريخ العلاقة بين تيار الشهيد الصدر وحزب الدعوة الاسلامية قريبا ان شاء الله .
____________
اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله وتجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والاخرة
اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله وتجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والاخرة