الانتخابات العراقية والعزف على وتر الديمقراطيــة


بقلم: علـي البصـري
albasry2003@yahoo.com

الانتخابات النزيهة والشريفة هي الطريق الامثل للوصول الى حالة ديمقراطية، وتمثل ايضا عدم الغبن وعدم
مصادرة حقوق الاخرين ، اضافة الى انها حالة تمثل مدى التقدم الثقافي والارتقاء الى مصاف من المسؤولية ، وحالة وعي وتفتح نحو بناء مجتمع ديمقراطي حر تسوده روح المودة والمحبة ، وتتكاتف فيه الايدي سوية من اجل النهوض والارتقاء الى اعالي مستويات الشعور الوطني ، ولا يوجد انسان يمتلك قدرا من الفهم والثقافة ان يقف حجر عثرة ضد انتخابات شريفة ونزيهة ولا يوجد فيها تدخل لهذه القوى اوتلك ، كذلك لا يوجد انسان ذو حس وطني يريد لبلده التقدم والازدهار ان يكون عائقا لهذه التجربة الديمقراطية ، هذا اذا اجريت تلك الانتخابات في ظروف نزيهة وتوفرت كافة شروطها القانونية !! ، وفي حالة كحالة العراق فان الوضع مختلف جدا حيث يخضع البلد لعملية احتلال وتسيطر قوى الاحتلال على جميع مرافق البلد وتصادر حتى قراره السياسي ، ومن غير المنطق بمكان ان يدعي انسان ويقول قد حصلنا على استقلالنا او ان قرارنا السياسي بايدينا ، او لنا حرية التحكم والتصرف بكل شيء باستقلالية، فمن يطلق هذه التصريحات فهو بالحقيقة لن يكون صادقا حتى مع نفسه ، ومن يقول باننا نحكم انفسنا وان حكومتنا هي حكومة مستقلة فهذا يناقض نفسه ايضا ، لان الحاكم الفعلي هو المحتل ،وبالنظر لوجود هذاالمحتل وفرض سيطرته فان عملية اجراء انتخابات نزيهة وشريفة امرا مستبعدا جدا ، وحتى وان كان المحتل لا يتدخل بصورة مباشرة في سير العملية الانتخابية ، فان عيونه ستراقب ذلك من خلف الابواب ، لانه من الخطأ بمكان ايضا ان يوافق المحتل على فوز قائمة انتخابية تعارض سياسته ومشاريعه الاستعمارية المستقبلية
وبالتالي سيضطر هذا المستعمر ان يسقط ويفشل اية عملية انتخابية شريفة ونزيهة وبطرق واساليب شتى ،
وبالتاكيد فان القائمة الانتخابية الذي تسير مع نهجه وسياسته واهدافه ستكون كفتها هي الراجحة وستفوز في الانتخابات ، ان من يعارض العملية الانتخابية هذه لايجب ايضا ان يوصف بانه مناوئ للديمقراطية وانه لايريد لشعبه الخير والرفاه ، قد يوجد البعض القليل جدا وبضغوط اقليمية واغراءات مادية او معنوية ينتهج اسلوب معاد للديمقراطية ـ اما غالبية المعارضين للانتخابات فكلهم يعتقدون بان السبب الاول والاخير هو عدم نزاهة الانتخابات وليس عداءا للديمقراطية المستوردة !! . ومثلما يعتقد البعض بان المشاركة في الانتخابات واجبة وان عدم
المشاركة فيها يدخل جهنم ؟ فان البعض الاخر يعتقد بان المشاركة بالانتخابات ليست واجبا كفائيا ولا واجبا عينيا كالجهاد ، ولا يوجد نص قرآني ولا حديث نبوي يشير من قريب او من بعيد الى موضوع وجوب المشاركة في الانتخابات او ان عدم المشاركة يدخل صاحبها جهنم ،اذن خلاصة ما اود ايصاله الى ذهن القارئ ان عدم المشاركة في الانتخابات من قبل البعض لايعني بان هؤلاء يسيرون عكس التيار وانهم ضد الحرية وضد الديمقراطية وضد بناء المجتمع المدني ، وانما شعورهم بعدم نزاهتها جعلهم يرفضون المشاركة ،كما ان بعض المشاركين في الانتخابات الغير نزيهة لايعني ايضا بانهم يريدون ديمقراطية وحرية وانما قد تدفعهم مصالهم الشخصية للمشاركة.