 |
-
گرت عين أمهاتكم يا فريق الاسلحة والتكتيك الخاص
قوة عراقية خاصة ذات كفاءة عالية تشارك في عمليات الاقتحام في منطقة «مثلث الموت»
بعض الأهالي ظنوا أفرادها أميركيين وآخرون أشاعوا بأنهم إسرائيليون
جبلة (العراق): بروس ووالاس*
تصاعد أزيز طائرات الهليكوبتر الهجومية من طراز «كوبر» وسط هدوء الليل واثار الديكة والكلاب. ونزلت من تلك الطائرات، تحت الامطار، قوة من فصيل الاستطلاع التابع لسلاح مشاة البحرية (المارينز) الاميركية الى الشوارع، وكان افرادها يغطون وجوههم.
ولم يكن الهدف من تغطية الوجوه هو اثارة الخوف فقط، بل لاخفاء حقيقة ان المجموعة التي تتبعهم ليست من الاميركيين بل من العراقيين. وهذه المجموعة هي من افراد فريق الاسلحة والتكتيك الخاص الذين اندفعوا الى بيوت تلك بلدة جبلة الواقعة جنوب بغداد قرب الحلة وقبضوا على العديد من الاشخاص لاستجوابهم حول عمليات القتل المسلحة للمتمردين التي تصاعدت خلال الاشهر الاخيرة في هذه المنطقة التي صارت تعرف باسم «مثلث الموت».
ويترك الفريق خلفه صورة في حجم بطاقة بريدية يظهر فيها فريق الاسلحة والتكتيك الخاص تحمل عبارة «هل انت مجرم او ارهابي؟ ستواجه العقاب».
وتهدف تلك الغارات السريعة الى خلق صورة جريئة لفريق الاسلحة والتكتيك الخاص العراقي المكون من 125 رجلا، في اطار محاولة من القوات الاميركية لتحويلهم الى نسخة عراقية من الفريق الاميركي. وقد بعثت قيادات المارينز الفريق الى عمليات في غارات في مناطق تابعة لمحافظة بابل في اطار مطاردة المتمردين والمجرمين في معاقلهم.
ويلاحظ ان معظم العراقيين في هذا الفريق قدموا من بلدة الحلة في بابل، وعاشوا وتدربوا مع المارينز في قاعدة بالقرب من محافظتهم منذ شهر اغسطس (آب) الماضي. وتعتبر العلاقة المقربة مع قوات المارينز تجربة لتطعيم القوات العراقية ضد العنف والتخويف الذي جعل الانضمام لقوات الامن مشكلة عويصة.
وذكر العقيد سلام طراد عبد الكاظم، وهو ضابط سابق في القوات العراقية، «نحن مثل اسرة، ولا نهتم اذا ما قتل واحد منا، فشقيقه سينتقم له». وكان عبد الكاظم قد جند فريقه من بين العديد من الجنود العاطلين في الحلة.
وقد شارك الفريق العراقي في 30 مهمة مع قوات المارينز منذ شهر اغسطس. وهم يتقدمون القوة خلال أية مهمة. ومنذ بداية تلك العمليات لم يفقدوا احدا من رجالهم. وقال عبد الكاظم «قبل ذلك وقع العديد من القتلى. ربما 10».
وقد اعربت القيادات الاميركية عن سعادتها لهذا الوضع. فقد ذكر الكولونيل رون جونسون الذي يقود الوحدة الاستطلاعية رقم 24 التابعة للمارينز التي تعمل مع فريق الاسلحة والتكيتك الخاصة «لقد قاتلوا معنا ونزفوا الدماء معنا، وسيقفون الى جانبي مثل رجالي».
وقد تلقى العراقيون تدريبهم في الحلة من قبل شركة أمن خاصة عقب وصول قوات المارينز، ودعاهم جونسون للانضمام الى فصيلة الاستكشاف، وهي قوة العمليات الخاصة في المارينز. وهدفه هو تجنب العدد الكبير من الهروب من الخدمة والانضمام للمتمردين.
واصدر جونسون اوامره بأن يتناول الاميركيون والعراقيون طعامهم معا وان يستخدموا نفس تسهيلات الاستحمام. ومنح القوات العراقية نفس ملابس القوة الاميركية. بل وابلغ قواته بإطلاق شواربهم مثل العراقيين. وكان على جونسون التغلب على شكوك بين بعض قوات المارينز حول رعاية العراقيين. ولكن المنطلق الاندماجي ادى الى علاقة وثيقة بين الاميركيين والعراقيين، طبقا لما ذكره الجانبان، واختفت الفروق الثقافية طبقا للمطالب اليومية للعمل والقتال جنبا الى جنب.
وقال الكابتن تاد دوغلاس، 28 سنة، الذي يقود الفصيل «نعيش معا ونتناول الطعام معا، وهذا ما قربنا الى بعضنا البعض. ونهتم ببعضنا الاخر، وفي يوم من الايام سقط احد من العراقيين على الارض في هجوم بالهاون، واندفع احد رجالي لالتقاطه وحمله الى منطقة الامان». ومن المتوقع انضمام 125 عراقيا اخر الى قوة الاسلحة والتكتيك الخاص هذه الايام، كما تنوي الحكومة العراقية رفع عدد افراد هذا الفريق الى 500 شخص.
ومع اعتماد خروج القوات الاميركية من العراق على وجود قوة عراقية تحل محلهم، فإن القيادات الاميركية تدفع بفريق الاسلحة والتكتيك الخاص العراقي في معارك ضد المتمردين، في اطار محاولة لاكسابهم صورة مميزة بين السكان المحليين. وقال دوغلاس «نريد ظهور ابطال عراقيين».
وقد اثار وجودهم دهشة بعض اصحاب البيوت التي فتشوها، فهؤلاء لم يكادوا يصدقون عندما سمعوا بعض المقنعين يتحدثون بالعربية. وهذا ما جعل شائعات تنتشر في الحلة تقول ان الاميركيين يستخدمون قوات اسرائيلية.
*خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»
http://www.asharqalawsat.com/view/ne...28,268073.html
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |