 |
-
أهمية الإصلاح
[align=center]الإصلاح[/align]
[align=justify]الإسلام دين الألفة والتوادد والتحابب في الله ، دين الاجتماع والتعاون والتعاضد ، دين لو طبقت قوانينه ونظمه لرأيت الأرض جنة من الجنان وفردوساً .
ولذا فمن أجل تآلف وتماسك ووحدة المجتمع ، ومن أجل ترسيخ قاعدة الأخوة في الله ، دعا الإسلام إلى رفع شعار الإصلاح بين الناس بمختلف معانيه وحث المسلمين عليه ، ليؤلف بين القلوب ، ويجمع شتان النفوس ، ويسد كل الثغرات التي تثير الخلاف والنزاع بين أفراد المجتمع .
[glint]1. أهمية الإصلاح [/glint]
وقد بين الإسلام ما أعد للمصلح من أجر وثواب في يوم الجزاء ، قال تعالى : (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً) .
وكان أهل البيت (ع) أكبر مصداق لتطبيق هذا الشعار – شعار الإصلاح بين الناس – الذي يعتبر من الشعارات الإسلامية العظيمة ، لما له من أهمية أساسية في تقدم المجتمع وسعادته . كما نلاحظ ذلك في المجتمع الذي يوجد فيه رجال مصلحون، بخلاف المجتمع الذي لا يوجد فيه رجال مصلحون ، فنجد الفارق بينهما كبيرا إذ المجتمع الخالي من رجال الإصلاح يكون مهدداً بالدمار والبوار ، بخلاف المجتمع الذي يوجد فيه رجال إصلاح ففيه تحل المنازعات والخصومات الفردية والاجتماعية وغيرها من المشاكل .
فبالإصلاح تصبح الأمة واحدة متماسكة ، يسعى بعضها في سبيل إصلاح الآخر ، أما إذا أهمل الإصلاح فان الأمة تتفكك وتتجزأ نتيجة لعدم وجود مصلحين أو لقلتهم ،، ومن ذلك نعرف أهمية الإصلاح .
[glint]2. دور الإنسان المؤمن [/glint]
هذا هو الإمام أمير المؤمنين (ع) يهتم بشأن الإصلاح في آخر وصية له ، وقبل أن يتحدث عن الأمور الأساسية في الدين ، كالصلاة والصيام والحج وغيرها … فقال (ع) لولديه الحسن والحسين : ( أوصيكما وجميع أهلي وولدي ، ومن بلغه كتابي هذا بتقوى الله ونظم أمركم .. الله الله في إصلاح ذات بينكم ، فإني سمعت جدكما رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام ) .
ولماذا لا نقتدي بأئمتنا (ع) في هذا الأمر وهو الإصلاح بين الناس والحرص على تأليف القلوب وإزالة الشحناء - أي الحقد – من النفوس ، أليس من واجبنا ذلك ؟
أما تعلم أن الإمام الصادق (ع) لحرصه على تأليف القلوب وإزالة الشحناء ، وإطفاء نار العداوة والبغضاء ، كان يدفع إلى بعض أصحابه من ماله ، ليصلح به بين المتخاصمين على حطام من أمور الدنيا ، تسوية للخلاف ودفعا للتقاطع والتهاجر .
وكان يقول (ع) : (صدقة يحبها الله : الإصلاح بين الناس إذا تفاسدوا ، والتقريب بينهم إذا تباعدوا).
فدور المؤمن المقتدي بأهل البيت (ع) هو دور المصلح والمطفئ لنيران الفتن ، ودوره أيضاً أن يعيش حالة طوارئ ليحول دون حدوث خلافات قد تؤدي إلى نزاعات خطيرة لا يعرف نتائجها سوى الله ، لأن سوء التفاهم البسيط بين فردين قد يتسع ليشمل أفراد العائلتين ، وقد يمتد ليؤدي إلى انقسام بين طرفين … مع ما يتبع ذلك من عواقب وخيمة ، تفكك الأمة وتزرع الحقد وتشيع الاقتتال ، وتنعكس سلباً على المؤمنين والمنافقين على السواء .
ومن دوره أيضاً أن يتحمل الأذى – الذي يتلقاه – في خدمة المجتمع ، كما أن عليه - كوسيلة يتم بها صلاح المجتمع – بعث الوعي الإسلامي ، وتوجيه الناس إلى الدين وتعاليمه ، ومحو المعتقدات الفاسدة وبث المعتقدات الصحيحة ، وبذلك يسعد المجتمع وينعم أفراده .
إذن من أجل تطويق الفتنة وقطعها وإنهائها من البداية دعا الإسلام إلى الأخوة والإصلاح والدعوة إلى الخير بالقول والعمل ليكون ذلك سببا في سلامة المجتمع وسعادته ، فقد اهتم القرآن الكريم بذلك كما في قوله تعالى : (إنما المؤمنون اخوة ، فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) . [/align] بقلم
حسن مـحمد اللويم
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |