النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2003
    المشاركات
    160

    افتراضي فائدة الكيا في العراق

    لأنني لا أملك (سيارة)، ولا أملك (ميزانية) تؤهلني لركوب (التاكسي) بشكل يومي.. ووظيفتي طريقها طويل وبعيد، أصبحت ضيفاً على أهل (الكيات) في البداية، لم اكن معتاداً على نظام (الكيا)، أما الآن فأني اشاهد واسمع كل ما يدور من جديد الاخبار والمستجدات.. من خلال هذه السيارة الصغيرة!! لا بل حتى (المناقشات) التي تجري في (الفضائيات) أكون مستمعاً إليها في الكيا!! فاستمع إلى الكثير من الفلاسفة والمفكرين والجهابذة!!

    حتى أصبحت الكيا واختها (الكوستر) متنفساً حقيقياً للكثير من العراقيين!! بعد سنوات من الصمت الطويل.. ولا يخلو النقاش احياناً من التشابك بالأيدي لا بل حتى الأسلحة!

    ومن خلال مشاهداتي الكثيرة ادركت ان الكثير من الناس لاهم لهم سوى الكلام.. واثارة النعرات والمشاكل.. ولم أجد يوماً آراء متفقة حول أي موضوع مهما كان! بل ان الراكبين (في الكيا) الذين لا يتجاوز عددهم عدد الاصابع كل واحد منهم له اتجاه سياسي وحزب معين وولاء معين وطريقة في التدين، ناهيك عن طرق وأساليب جديدة في الحكم، والتعامل مع الأمريكان.. ويأتيك بآيات قرانية واحاديث نبوية تبيح التعامل مع الأمريكان!! ونفر آخر يأتيك بأحاديث وآيات أخرى تجيز قتل الرهائن ومحاربة الأمريكان، ونفر آخر يعتبر اننا ما زلنا نحكم من قبل البعث بقيادة صدام حسين، ونفر، ونفر.. الخ.

    ويبدو أن السواق معتادون على هذه الاسطوانة المشروخة.. فما أن يبدأ النقاش، حتى يتدخل باسلوب بارد ممل وهو ينظر إلى الركاب عبر مرآته.. (أهوه.. هم بدت رحمة الله) وعندما يحتدم النقاش يعاود الكلام ببرود تام (يمعودين تره الدنيا ما تسوه)!!

    ثم ما يلبث ان يسكت ليترك لهم (حرية الكلام)!

    فالذي يحرض على مواجهة الأمريكان عن طريق الدين فقط، هو من انصار المقاومة من المتشددين دينياً، والذي يشير إلى محاربتهم ومحاربة كل القوى الوطنية والاحزاب ويشير إلى صدام بالمديح، هو بعثي متضرر، والذي يشتم صدام والبعث، هو من المتضررين سابقاً، والذي يؤيد الأمريكان وبقاءهم ويمتدح الحكومة ما هو إلا موظف مستفيد من الوضع الحالي!! اما الساكت المنزوي المنعزل، أو الهارب من النقاش بالنزول، فهو صاحب فكر ماركسي أو يساري يؤمن بالديمقراطية والعلمانية، وينظر إلى كل هؤلاء على انهم متخلفين!!

    ولا يخفى ان سيارات الاجرة أصبحت تشكل متنفساً للمواطن لكن هذا المتنفس يفتقد إلى الحلول المنطقة والنتائج الصحيحة ويبقى كل واحد مستمسكاً برأيه حتى ولو كان على باطل! ناهيك عن دس نفر يثير النعرات بين صفوف المواطنين دون ان يعلموا لجهلهم الفاضح بمثل تلك الامور..

    والسبب الحقيقي للنقاش هو ان (الكيا) أو (الكوستر) تمر بالطرقات العامة وسط بغداد، فتعلق بالاختناقات أو الحوادث أو المناظر المؤلمة التي تعج بها بغداد مع الحر الشديد، مما يدفع بالمواطن إلى التذمر والكلام، الأمر الذي لا يريح مواطناً آخر يختلف معه بالرأي، فيحصل النقاش..

    آخر مرة صعدت فيها بالـ(كيا) علقنا عند جسر باب المعظم بسبب الازدحام الذي تسبب جراء مواجهات في شارع حيفا.. فقال احد الركاب: (لو كنا الآن في امريكا، لما رأينا مثل ذلك الازدحام.. ولكن العراق، يظل مخربط!) فاستشاط شخص كان يجلس أمامه فالتفت إليه وقال: (ومن علمك الخربطة غير الأمريكان! ألم ترهم بعيونك يجتازون الجزرات الوسطية بدباباتهم وعرباتهم مخلفين وراءهم أرصفة مهشمة وشوارع مكسرة.. فلو كان لديهم ذرة نظام أو تحضر.. لما علموك الخربطة!

    فقال الأول: (أنت بعثي، وصدامي، عرفتك من كلامك).. فرد عليه بصوت عال: موجهاً كلامه للكل (الآن اصبح البعث (كخة) لقد كنتم كلكم بعثيون!!) فرد عليه رجل كبير (إبني، لو كان صدام وطنياً لتمسكنا به، لكنه "موتنا من الجوع")!

    فقال: (أي جوع؟! بعد ما "فرهدتم" الدوائر والوزارات، تصيحون.. جوع). فرد عليه الأول: (صدام (أنجس) إنسان، وبقاء الأمريكان اشرف من بقائه) فصاح البعثي (نازل) وعندما هم بالنزول، استدار قائلاً: (هل تتشرف بالامريكان؟ انهم الآن يقتلونك ليس بمقابر جماعية.. لكن بمقابر (اجتماعية) وعلنيه، بعد ان طبلت وصفقت ورقصت لهم، فاذهب (يا أخي) غير مأسوف عليك!!

    وبعد نزوله، قال شخص كان يجلس في الصدر.. (اخوان هذا الذي نزل اعرفه جيداً، فهو من عائلة بعثية بالكامل، وهو من رجال الأمن سابقاً) فرد عليه آخر من الخلف: (ها.. أول ما نزل (كصيته))!! فاستدار راكب الصدر، وعم الصراخ والسباب والشتم..

    فصاح بهم السائق.. (لحظة.. لحظة.) وعندما سكتوا جميعاً قال (اكملوا نقاشكم.. بعد الفاصل الاعلاني)!! وأخذنا نضحك

    شبكة منتديات الديوان العراقي الرئيسية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    الدولة
    الغنى في الغربة وَطنٌ. والفقر في الوطن غُربةٌ
    المشاركات
    1,266

    افتراضي

    مشاركة لطيفة تعبر عن الواقع العراقي:p

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    أنا كنت أصمت في أغلب الأحيان دون أن أتهم أحداً بأنه متخلف... هل يعني ذلك أنني نصف يساري ؟ :D::
    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

  4. #4

    افتراضي الصوت العراقي في راديو دجلة..

    الصوت العراقي في راديو دجلة.



    زوجة غير عاملة تتصل للتحدث بشأن أنابيب المجاري، تلميذ يشتكي من ضياع الحب. صاحب دكان يتصل لتقديم رأيه بشأن الفارق بين المقاومة والإرهاب.

    كلهم يتصلون براديو دجلة، الإذاعة العراقية التي بدأت البث لمدة 19 ساعة يومياً منذ ابريل 2004..

    غالبية المكالمات تعني بالشئون الحياتية اليومية. فالكثير من الأساسيات غير متوفرة. الكهرباء تتقطع بشكل يومي. القمامة لا تجد من يجمعها. في المناطق الفقيرة، تختلط المياه النظيفة بمياه المجاري. وبعد كل شكوى، يقول المذيع: "ان شاء الله صوتكم مسموع."

    والمحطة تجلب أحيانا مسئولين يواجهون شكاوى الناس. منذ بضعة أسابيع، جاء مسئول واشتكى له الناس من مشاكل القمامة، فاك ان الدولة صنعت ملايين اكياس القمامة وسيتم توزيعها قريباً. وهو وضع افضل بكثير مما كان عليه الحال في العصر الصدامي، حين لم يكن الوصول للمسئول لتقديم الشكوى ميسراً.

    في أول ايام البث، جلس السيد ماجد سالم امام الميكروفون، وطلب من الناس التحدث بما يودون التحدث بشأنه... وبدأت المكالمات تنهال.

    والمحطة تسمح للناس بالتحدث في الشأن السياسي. المذيع ماجد سالم يتذكره عامة الناس منذ عمله في اذاعة الشباب.. وهو اليوم يشعر بفارق كبير في مدى الحرية المتاحة له للتحدث. يقول: في عصر صدام، كنا نسجل المكالمات قبل البث، أحيانا كان هناك فارق بين وقت الاتصال ووقت البث يتيح للرقابة قطع ما لا تريد ان يسمعه عامة الناس.

    ولكن اليوم، المحطة تمنع فقط الأقوال العنصرية، وقذف شخصيات معروفة. والكلام البذيء. وهي تفكر حالياً في إعادة العمل بنظام الفارق الزمني حتى تكون في الجانب الآمن. فحين تحاول التحدث بشأن قضايا إشكالية، مثل مواقف السيد مقتدى الصدر، او ما يخص حزب البعث ، تستمع للكثير من الأصوات الغاضبة ممثلة جميع الاتجاهات.. فتبدأ الكلمات النابية بالتسلل للحوار من هذا الطرف وذاك.

    وقد ظهر في العراق حوالي 15 محطة إذاعية جديدة منذ الاحتلال. ولكن دجلة تتخصص في برامج الاتصال المفتوح، ولها جمهور واسع. تستمع لها في داخل التاكسي، وفي القهوة، والعربة. يقول أحد المستمعين للمحطة بشكل دائم: "للمواطن العراقي اليوم هموم لا يستمع أحد لها. ما دمت بلا مسدس.. تعيرك الدولة أذنا صماء."

    ودجلة تتنافس مع محطات مثل راديو سوى. ولكن المحطة تؤكد انها تتلقى كل ساعة 185 مكالمة. وهو اكثر مما تقدر على التعامل معه، كما يقول مالكها احمد الركابي.. الذي يريد شراء المزيد من الخطوط. والسيد الركابي ولد في براغ عام 1969 ، حيث عاشت أسرته حينذاك. وحاول العمل مع قناة العراقية، ولكنه مل من تدخل الدولة وسلطات الاحتلال في شئون الأعلام. فحصل على تمويل سويدي بسيط قدره 300 ألف دولار بدأ به العمل بالمحطة التي نجحت كثيراً.

    تنافس محطة دجلة راديو سوى ببرامج مسائية تقدم الأغاني التي يطلبها المستمع، وكذلك ببرامج حوارية تتناول المواضيع العاطفية. منذ بضعة ايام، اتصلت فتاة تشتكي ان صديقها لخمس سنوات تخلى عنها وتزوج صديقتها، بعد ان عرفتهما ببعضهما البعض منذ أيام قليلة.. فاتصل الناس لإبداء تعاطفهم معها.


    تعليق: الناس تتحدث في الكثير من الامور.. ولكن غالبية ما يقولوه يتعلق بهموم الحياة اليومية..
    وربما يساعد راديو دجلة الناس على حل الخلافات التي تحدث في الكيا..والله اعلم..
    ودمتم
    المحجوب.
    المصدر:

    International Herald Tribune

    Talk radio gives Iraqis a powerful new voice

    Sabrina Tavernise NYT


ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني