كتابات - مهدي قاسم



1ـ أيها الجعفري أرفع لك قبعتي :



تقول الأنباء ، و الأخبار الواردة من طهران ، أن الجناح الكاردينالي ( الجزويتي ) ، أي جماعة الخائيمني ، و الرفسنجاني ، مكسور الخاطر ، و البال ، و المزاج ، و غضبان ، يعني باختصار : أن هذا الجناح المعلب العقل ، و الذهن ، و البصيرة ، بظلامية أفكار القرون الوسطى ، ( زعلان ) ، وفوق ذلك ، فد مرة ، على نائب رئيس الجمهورية العراقية ، الدكتور إبراهيم الجعفري ، الذي قرر أن يتمسك بعراقيته الأصيلة ، و أن يهمل المجاملات الفارغة ، و لعبة الضحك على الذقون ، ليدخل في صلب الموضوع ، و ليسمي الأشياء بأسمائها كما هي ، و يحدد الأمور ، و الحقائق بصراحتها القاسية ، دون لف أو دوران ليقول بالعربي الفصيح : أنتم أيها الإيرانيون المحافظون الراديكاليون ، في مكتب الخائيمني أو في أي مكان أخر من إيران ، أوقفوا تدخلكم الخبيث ، في شؤوننا الداخلية ، و عن تأجيج دوامة العنف ، و القتل ، و الدمار في العراق !! . صحيح نحن ، و أنتم ننتمي إلى طائفة واحدة ، و إلى دين واحد ، و لكن العراق يبقى عراقا ، و إيران أيرانا ، و بيننا حدود طويلة و عريضة ، ، تفصل ما بين وطنكم الإيراني ، ووطننا العراقي !! . نعم لقد آن الأوان ، أن تعرفوا هذه الحقيقة ، قبل فوات الأوان !! . ولكن الخائيمنيين و الرفسنجانيين و غيرهم ، من الغلاة المحافظين الراديكاليين ، قد ( زعلوا ) على السيد الجعفري ، و استغربوا من كلامه الصريح ، لأنهم يعتقدون ـ و لا ندري ليش ؟! ـ بأن حدود قم و طهران ، تمتدد حتى عمق النجف الأشرف !!! ، و أن كل ما يفعلونه و يقدمونه ، من تسهيلات و إغماض العيون ، لتسلل الانتحاريين و قاطعي الرؤوس ، و السيارات الملغومة إلى العمق العراقي ، وما يترتب على ذلك ، من سقوط آلاف من الضحايا العراقيين الأبرياء ، فما هي سوى أضحية طبيعية ، لمحراب نظام الملالي في قم و طهران و رسوخ بقائه إلى أبد الآبدين !!! . و هكذا دخل السيد الجعفري إلى إيران ، ( صديقا مخلصا ) ، ليخرج منها عراقيا قحا ، و شيعيا غير مرغوب به ، و مخلصا لعراقيته الأصيلة !. و كل ما نرجوه ، و نتمناه أن يقوم السيد عبد العزيز الحكيم ، هو الأخر ، بخطوة مماثلة ، لأشعار الإيرانيين ، بأن للصبر حدودا ، كما تقول أم كلثوم ، في إحدى أغنياتها ، عن الحب و العشق ، و الغدر و الخيانة ، فكيف بنا ، إذا تعلق الأمر ، بموت آلاف من العراقيين الأبرياء ؟؟! . و على أية حال ، لقد مثّل السيد الجعفري العراق ، قبل أن يمثل أي ارتباط طائفي أخر ، وهو بذلك قد دحض ، و فند اتهامات العديد ، من الحاقدين و المغرضين و الصائدين في الماء العكر نصدد ( مجوسية ) الشيعة العراقيين و الطعن بإخلاصهم الوطني للعراق . لذا فأننا نرفع قبعتنا للسيد الجعفري لأنه كان ممثلا مخلصا للعراق ! . راجين من ( بعض ) قادة الشيعة الآخرين ، أن يحذوا حذوه !! .



2 ـ عنان يتزحلق متنفطا في الزفت :



في هذه الأيام يبدو السيد كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة ، متجهم الوجه و الخلقة ، و معتكر المزاج ، و السحنة ، لحد اللعنة ، و الزفت ، بسب أقدام أبنه كوجي ، على نهب أموال الشعب العراقي في إطار برنامج النفط مقابل الغذاء ، ذلك البرنامج الفرهودي و (أبو الحواسم ) الحقيقي ، الذي أفسح المجال ، لكل من هب و دب ، من سقط متاع ، و دجال ، و أفاق ، و لكل دان و قاص ، أن ينهب ثروات و أموال الشعب العراقي ، في الوقت الذي كان أبناء هذا الشعب المظلوم ، و المغلوب على أمره ، نقول كانوا يتضورون جوعا و يحتضرون مرضا ، و يتشردون منبوذين ، و مرفوضين في الشتات و غربة المنافي القاسية ، و حيث كان طاقم النظام العراقي الهمجي السابق ، يقف على رأس هؤلاء النهابين المتفرهدين لمليارات الدولارات ، ليكونوا أول المستفيدين ، و المنتفعين ، من مهزلة الحصار الاقتصادي الذي كان ضحيته الأولى ، و الأخيرة ، هو الشعب العراقي فقط ! . ولكن الأسوأ من كل ذلك ، هو : أن السيد كوفي عنان عالج مسألة الفساد و النهب هذه ، بأسلوب من يكون عذره أقبح من فعله : إذ أنه شكّل لجنة للتحقيق في هذا الموضوع بتكاليف و نفقات تصل لحد الثلاثين مليونا من الدولارات و لكنها يجب أن تّستقطع من أموال الشعب العراقي !!! . وهذا يعني يجب علينا نحن العراقيين أن ندفع ثلاثين مليون دولارا إضافيا ، من ثرواتنا و أموالنا ، لكي يكشفوا النقاب ، عن أن أبن عنان ، و غيره بالمئات ، قد سرقوا و اختلسوا أموالنا ، بالطبع دون نسترجع سنتا واحدا ، من هذه الملايين المسروقة !!! . أليس هذا السلوك الخسيس ، و الخادع و المضلل ، دليل على سلوك ( حاميها و حراميها ) ، و في الوقت نفسه ، قمة الوقاحة و المهزلة ؟؟! . ولكن الشيء الأكيد : لو لم يكن كوجي عنان ، أبنا ، لكوفي عنان ، لما استطاع أن يمد مخالبه الوسخة ، لسرقة و نهب الثروات و الأموال العراقية !! . و كما من المؤكد ، لو كان شخصا أوروبيا ، يشغل منصب كوفي عنان في رئاسة الأمم المتحدة ، و فعل أبنه مثلما ، فعل أبن كوفي عنان ، لاستقال معتذرا ، و اختفى عن الأنظار !! . و لكن الشيء الوحيد ، الذي لم أفهمه حتى الآن ، إلا وهو : ما الذي كان يعرفه كوفي عنان ، دون غيره ، من علم و معرفة ، في شؤون الأمم المتحدة ، إلى درجة ، تم ( انتخابه ) على مدار دورتين متتاليتين ، أمينا عاما للأمم المتحدة ؟؟! ، بحيث أصبحت الأمم المتحدة ، شاهدة زور ، على كثير من الأمور ، و الأحداث ، و التطورات السياسية في العالم ؟؟! . أظن أن السؤال بحد ذاته ، يحمل مهزلة الجواب !! .



3 ـ القتلة لا يشتمون !! :



يقول أحدهم ، وهو الذي حوّل لسانه ، و قلمه إلى خرقة متهرئة ، أو بالأحرى ، إلى فرشاة صبغ ، لتلميع بسطال و قامة صدام حسين ، يقول ما معناه : نحن لسنا من الشتّامين !!! . و النعم يا أبن النشامة ! . و من قال لك ذلك ، و المعروف عنك أنك كنت من المدّاحين الكبار للقائد الضرورة ؟! ، و يا لك من بعثي صدامي متحضر ، و مهذب !!! .. و من قال لك ، أن القتلة المحترفين ، يشتمون أحدا ؟؟! .. لا ، أبدأ ! ، لو كان يوجد ، للبعثيين العفالقة ، الوقت الكافي ، للشتائم و السباب فقط ، لما تركوا خلفهم كل هذه الجثث ، و المقابر الجماعية ، و ملايين من الأيتام ، و الأرامل ، و الأمهات المفجوعات ، بفقدان أبنائها المعدومين ، أو المدفونين أحياء !! . أنك على الحق أيها البعثي الصدامي (المتحضر و المهذب ؟؟ ) جدا ، جدا ، لقد عرفنا ذلك ، مؤخرا ، من خلال كلمات رغودة الحبابة ، الأبنة الأولى لرئيسنا الجربوع السابق ، عندما وصفت الآخرين ب( أجمل ) الكلمات ، رومانسية ، و شعرية ، و آسرة ، ناهيك عن المواقع المُدارة من قبلكم ، أو المحسوبة عليكم ، أنتم البعثيين الصداميين المهذبين لحد اللوردية الإنكليزية !!! ، حيث تُكتب المقالات و تُنشر فيها على شكل قصائد ، كلماتها تتغنى بالحب و المحبة و العشق ، و الأخوة الإنسانية ؟!!! .

أنك على الحق أيها البعثي الصدامي ، لأن الشتيمة ، في نهاية الأمر ، ما هي إلا تعبير أ عن فعل العاجزين و العجزة ، و التنابلة و الذين يغطون عجزهم ، بالشتائم الجوفاء ، التي لا تحل و لا تربط ، حتى ، ولا رجل دجاجة !! . لو كان هؤلاء الشتّامين ـ وما أكثرهم من بائسين و مثيرين للشفقة و السخرية ـ يجدون القيام بالأفعال الحقيقية ، لما كنت الآن ، ترفع عقيرتك عاليا ، واعظا ، ملقنا ، مصلحا ، دجالا ، و مهرجا ، لكنت الآن ، صامتا كصمت القبور ، و مختفيا عن الأنظار ، كالخلد في أعماق المجهول !! .أنت !! ، يا من كنت شاهد زور ، على المذابح ، و المجازر و الإبادات الجماعية المروعة ، و محرضا ، و مغطيا لها بجميل الكلام !! .

و لك الحق ، و كل الحق ، لأنكم مثلما في السابق ، و الآن أيضا ، سادة الأفعال الدموية !!! ..إذن دع أولئك الشتّامين ، ليشتموا ليلا و نهارا ، تعبيرا عن خرفنتهم ، و هزيمتهم الدائمة !! .. بينما أنتم واصلوا ، و استمروا في ارتكاب سلسلة مذابحكم ، و مجازركم ، و عمليات اغتيالاتكم ، بحق العراقيين الأبرياء ، مثلما بدأتم بها ، قبل أربعين عاما !! ، فأفعالكم هي عبارة عن : برك دماء شاخصة ، و صارخة ، و عن جثث ، و أشلاء مبعثرة ، و عن رؤوس و رقاب مقطوعة ، بينما شتائمهم ، هم ، عديمة الجدوى ، ما هي غير فقاعة في الهواء ، سرعان ما تزول ، و تختفي بلمح البصر !! . فأهلا بالرجل الصدامي المهذب ، و المتحضر ، و الرصين ، في عراقنا الجديد !!! .