[align=justify]بغداد، العراق (CNN)-
- قلل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي السبت، من أهمية الشكوك الأمريكية إزاء التقدم العسكري والسياسي المسجّل في العراق، قائلا إن القوات العراقية قادرة على تحمل المسؤوليات الأمنية، وإن القوات الأمريكية تستطيع المغادرة في أي وقت تشاء.
موقف المالكي يسعى لحشد الدعم المعنوي وسط الضغوط المتزايدة التي تشهدها ساحة الكونغرس الأمريكي إزاء مسار الحرب في العراق والتسريع في إيجاد مخرج للقوات الأمريكية من هناك.
وردا للمالكي على ما ورد في التقرير المرحلي الأمريكي الذي نشر الخميس، قال "ما ورد في التقرير أغلبه إيجابي، لكن هذا لا ينفي انه تناول قضايا أخرى بشكل لم يكن دقيقا."
وأضاف المالكي "هذا طبيعي في قراءة وضع معقد مثل وضع العراق.. فلا نقول إن الجانب السياسي سهل ويسير لأننا دخلنا لأول مرة في تاريخ العراق بحكومة وحدة وطنية."
وشدد المالكي على أن حكومته بحاجة لمزيد من "الوقت والجهد" لتطبيق الإصلاح السياسي الذي تسعى واشنطن للمسه "خاصة وأن المسار السياسي يواجه ضغوطا أمنية واقتصادية وخدماتية بالإضافة إلى تدخلات إقليمية ودولية."
لكنه أكد وفي حال الضرورة، قدرة حكومته على تحمل المسؤولية في "حال تخفيض او انسحاب مفاجئ للقوات الدولية" من البلاد.
في الغضون اتهم أحد مستشاري المالكي الإدارة الأمريكية بإحراج الحكومة العراقية عبر انتهاك حقوق الإنسان ومعاملة بلاده "كتجربة في مختبر أمريكي."
وانتقد العضو في المجلس الوطني العراقي (البرلمان) حسان السنيد وهو شيعي، الضغوط الأمريكية، قائلا في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس بأن الوضع يبدو "كأنه تجربة في مختبر أمريكي للحكم ما إذا نجحنا أو فشلنا."
وانتقد بعنف الجيش الأمريكي، قائلا إنه ينتهك حقوق الإنسان ويحرج الحكومة العراقية عبر اعتماده تكتيك مثل بناء جدار حول حي "الأعظمية" السني في العاصمة بغداد، وشنه عمليات دهم متواصلة على مليشيات شيعية مشتبه بها في مدينة الصدر.
وأكد أن المالكي على خلاف مع الجنرال الأمريكي في العراق ديفيد بتريوس الذي يعمل "برؤية أمريكية خالصة."
وقال السنيد "هناك خلافات بأن الاستراتيجية التي يعتمدها بتتريوس ربما تنجح في مواجهة القاعدة في المراحل الأولى لكنها دون شك ستحول العراق إلى دولة مسلحة، ومجتمع مسلح ومليشيات."
موقف السنيد يعكس إحباطا نادرا ما يظهره المسؤولون العراقيون المقربون من المالكي إزاء الأمريكيين، وسط الجهود التي يبذلها رئيس الوزراء لتخطي الانقسامات بين ائتلافه الشيعي الكردي السني وتحقيق الأهداف التي حددتها الإدارة الأمريكية.
وكانت الحكومة العراقية قد أكدت الجمعة، أنها "تقدر" الأهداف التي وضعتها الإدارة الأمريكية من أجل تحقيقها، واصفة إياها بأنها "إطار عمل استراتيجي للمرحلة المقبلة في مواجهة تنظيم القاعدة ومناصريه."
وقال المتحدث باسم حكومة نوري المالكي، علي الدباغ في بيان الجمعة جاء بعد يوم من مناقشة الرئيس الأمريكي جورج بوش تقريرا مرحليا حول الأهداف الـ18 المتوقع من الحكومة العراقية تحقيقها، "الحكومة راجعت التوجه الإيجابي للتقرير التي رفعه البيت الأبيض الخميس أمام الكونغرس الأمريكي، وتجديد التزامها (الإدارة الأمريكية) بدعم المسار السياسي وحكومة الوحدة الوطنية وضمان الشراكة في مواجهة الإرهاب وكافة التحديات التي تحيط بعملية بناء الديمقراطية في العراق[/align]