تحليل اخباري
من اغتال الدكتور سرمد؟
كتب زهير الدجيلي:
اغتالت اياد مجرمة الدكتور العراقي سرمد الفهد، وهو ابرز اطباء امراض الدماغ والجملة العصبية واشهرهم على الصعيد العربي والدولي. وهو استاذ تخرج على يديه العديد من الاطباء الاكفاء باختصاصه. وباغتياله فقد العراق والعالم العربي علما من اعلام الطب وكفاءة لا تعوض.
كان وزير الصحة وجه نداء الشهر الماضي الى الكفاءات العراقية في الخارج لأن تعود، والكل يعلم ان هناك اكثر من مليون كفاءة خارج العراق بين طبيب ومهندس وعالم واكاديمي، منتشرين في 60 دولة.
وفي المنظمة الوطنية للمجتمع المدني وحقوق العراقيين وحدها وهي منظمة عراقية - دولية يوجد اكثر من 500 كفاءة عراقية من حملة الدكتوراه، ناهيك عن الجامعات والمؤسسات الدولية التي تزخر بعلماء العراق وافذاذه.
لقد استجاب بعض علماء العراق في الخارج الى نداء المسؤولين وعادوا ليشاركوا في بناء بلدهم، فالغوغاء وانصاف المتعلمين والانتهازيون الفاسدون المرتشون والمزايدون بالكلام الطائفي السوقي لا يبنون بلدا دمرته الدكتاتورية، وزاده الاحتلال تدميرا، انما يبنيه علماؤه وابناؤه الاكفاء علميا وفكريا وثقافيا، هؤلاء الذين ساهموا في بناء جامعات ومؤسسات عالمية، فمن الاولى بهم ان يعودوا الى بناء عراق جديد، وينتشلوا هذا البلد الذي غرق في ظلام الارهاب والعنف والطائفية والجاهلية ليعيدوا له الحياة من جديد.
استجاب الدكتور سرمد لنداء وزارة الصحة وعاد الى بغداد.. وما ان استقر به المقام 48 ساعة في المدينة التي شهدت مجده وبزوغه الطبي، حتى جاءه الملثمون من وكر الفئران يسألون عنه، قاصدين مكانه، فاغتالوه وكأنهم اقتطعوا قطعة من قلب ووجدان هذا الشعب.
من قتل د. سرمد؟ حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يقول انه يقود مقاومة تعيد للشعب العراقي كرامته، فهل بقتل علماء طب الدماغ والاعصاب اعاد البعثيون كرامة لشعب هم اهدروا كرامته منذ 35 عاما؟
جماعة الزرقاوي والجماعات الاخرى التي ترفع العديد من اللافتات الاسلامية تقول انها تخوض مقاومة لإرساء شرع الله في العراق، فهل قتل د. سرمد والذين قتلتهم هذه الجماعات بتفجيراتها من امثاله هو ارساء لشرع الله؟!
اما الحكومة، فيا عيني على حكومتنا! فحين تستدعي العلماء والكفاءات عليها ان توفر حماية لهم، فتوفير الحماية للكفاءات اوجب من توفير الحماية لغير الكفاءات التي عادت وتبوأت المناصب زورا وبهتانا.
من قتل د. سرمد ولماذا؟ ومن المستفيد من قتل عالم وطبيب؟ لا والف لا.. قد يعطي قتله عزيمة جديدة لكل العراقيين لكي يبنوا بلدهم رغم انف الارهاب والجريمة المنظمة في العراق.