انتظروا ,, هلموت كول ،، العــراق !!

بقلم:علـي البصـري
albasry2003@yahoo.com

من خلال استقراء مستقبلي لما سيؤول اليه الواقع السياسي العراقي المرتبك والمتخبط ،ونتيجة لما حصل من وقائع على الساحة العراقية ، وقائع اغلبها مريرة جدا وكنا قد نبهنا عنها سابقا وتوقعنا حصولها، وحصلت فعلا ابتداءا من تشكيل مجلس الحكم الانتقالي السابق مرورا بحكومات العراق الانتقالية والى يومنا هذا، ولذلك فنحن نستقرأ هنا ماسيؤول اليه المشهد السياسي العراقي بعد ان يطرح دستور بريمر( عفوا الدستور الموعود) للاستفتاء من قبل الشعب في منتصف شهر آب القادم!! علما بانه الى الان لم يتفق السادة المتدسترون على عدد اعضاء هيئة صياغة الدستور ،واعتقد انهم لايحتاجون ذلك لان دستور بريمر ـ فيلدمان جاهز للاستفتاء كما مطبق فعليا على الارض ، هذا اذا قررت ادارة البيت الابيض اجراء الاستفتاء في وقته!!! اما اذا تم تأجيل ذلك لظروف مستقبلية طارئة فان السادة الحكام سيبصمون على التاجيل بالعشرة؟؟ وبعد الاستفتاء المبارك المرتقب ستجرى الانتخابات الديمقراطية الثانية!! وهنا محور حديثنا ، فمن ياترى ذو الحظ العظيم والذي سيفوزبالانتخابات ؟ هل هي الاحزاب الاسلامية وقادتها الحاكمون حاليا ؟ أم احزاب علمانية ستولد سريعا من اجل النهوض بالعراق الى مستقبل زاهر؟ في الحقيقة لا هذا يفوز ولا ذاك .ومن خلال الرجوع الى عنوان المقال ولتوضيح من هو ,, هلموت كول ،، لمن لايعرف هذا الاسم فاقول ان هلموت كول هو مستشار المانيا الغربية قبل الاتحاد مع الشرقية ، ويمتاز هذا الرجل بالبنية الجسمانية الضخمة وحكم المانيا منذ عام 1982 والى غاية
1998 أي كان مستشارا لمدة 16 سنة وكان هذا المستشار زعيما للحزب الديمقراطي المسيحي والحق يقال ان هذا الرجل خدم بلاده خدمة كبيرة ، ولست هنا بصدد شرح السيرة الذاتية لهذا المستشار ، انما مايهمني هو من سيكون هلموت كول العراق ؟ ، ومن خلال القاء نظرة سريعة على ماحصل من تطورات منذ انتهاء الانتخابات الميمونة وما حصل من اتفاقات بين هذا الطرف وذاك ،كنا نتابع مايقوم به السيد اياد علاوي من مناورات على كافة الاصعدة فتارة يجتمع مع الاكراد وتارة اخرى يغازل قائمة الشمعة ثم ينقلب عليها الى ان انتهى به المطاف الى عدم المشاركة في الحكومة العراقية المؤقة برئاسة الدكتور الجعفري ، بل انه شكل جبهة معارضة اوحكومة ظل داخل الجمعية الوطنية كما تناقلت الاخبار ذلك . ان عدم اشتراك الدكتور علاوي بالحكومة الحالية لم يكن سببه عدم الحصول على وزارات سيادية كما يعتقد اغلب المحللين والقراء الكرام لسبب بسيط وهو ان السيد علاوي يعلم جيدا بان قائمتي الائتلاف والتحالف الكردي لها الحق في تشكيل الوزارات السيادية واختيار الوزير المناسب لذلك ،ولكن موضوع المطالبة بوزارة سيادية هوفقط لاسماع الشارع العراقي بذلك والحقيقة ان الذي منع السيد علاوي من المشاركة في تشيكلة الحكومة هو الادارة الامريكية ، لان ورقة علاوي لم تبدأ بعد ووقتها لم يحن الى الان ،واعتقد ان السيد علاوي او ما يمكن ان نسميه ,, هلموت كول ،،العراق( نتيجة التشابه الجسماني بينه وبين المستشار الالماني السابق هلموت كول) كذلك نعتقد ان علاوي اذا حكم من جديد فانه فترته ستمتد الى مدة طويلة قد تكون مقاربة الى مدة حكم هلموت كول ،ومع الاخذ بنظر الاعتبار ان المستشار الالماني السابق هلموت كول قد فاز بانتخابات ديمقراطية خالية من الفساد والرشوة ، اي انتخابات نزيهة ، اما ماسيحصل في العراق فنعتقد ان السيد علاوي والذي بدأ نشاطه جديا،سيكون مرشحا قويا لاكتساح الانتخابات القادمة ولايستطيع احد من قادة الاحزاب الاسلامية المتصدية للحكم حاليا الوقوف بوجه، لان هذه الاحزات قد حرقت اوراقها بنفسها اي بالمثل العامي( جنت على نفسها براقش) والاسباب كثيرة ولامجال لذكرها الان وخير دليل على مانقول هو التخبط الذي يجري حاليا وعلى كافة الاصعدة وخاصة مجال التنظير!!لذلك سيجد السيد علاوي ان الارض خصبة له وسيحاول زرع بذوره فيها مستخدما المواد الكيمياوية الامريكية الصنع( الدولار) ومستفيدا من مياه الدول الاقليمية المجاورة وخاصة الاردن(التاييد المباشر)وكذلك الدعم الكبير والترويج لبضاعته من قبل حزبه القديم الجديد وعناصره( البعث ـ الوفاق)مصحوبا ايضا بدعم كبير من قبل السيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان(جمهورية كردستان القادمة) ، اذن فان جميع الدلائل تشير ان السيد علاوي سيكون هلموت كول العراق مستقبلا وسيساعده على ذلك مدى التغير الذي سيطرأ على تصريف الدولار مقابل الدينار وعلى ضوء ذلك
سيحدد بالضبط كم هي الرشوة المدفوعـــــة.