 |
-
الوجه الحقيقي للحركة السلفية
08-01-2005
--------------------------------------------------------------------------------
احمد الخفاف
لم يعرف العراق في تاريخه المعاصر لا شيعته ولا سنته حركات إسلامية متشددة من كلا المذهبين تمارس دورا إرهابيا تكفيريا وأعمال قتل وتدمير بشكلها العشوائي الهمجي الذي نشهده اليوم في ساحة العراق المطعون في خاصرته... ولعل أول ما برز من مظاهر التشدد السلفي في العراق كان عندما أقدم نظام البعث الساقط على إنشاء مجاميع من المنتمين إلى غلاة السنة في العراق سُمي حينها بالحملة الإيمانية والتي ترأسها المجرم الفار عزت الدوري وذلك بغية تأجيج نار الطائفية بين السنة والشيعة في عراق متناحر متصادم ليسهل على النظام ضبط الشيعة وضربهم وقمع التشيع في جنوب العراق ووسطه بعدما انتفض أهل الجنوب والفرات الأوسط ضد النظام العفلقي إبان الانتفاضة المباركة في الجنوب والفرات الأوسط عام 1991..
ومنذ ذلك الحين توجس عموم الشيعة خيفة من لعبة النظام البعثي القذرة في إثارة النعرات الطائفية في العراق الواحد المتسامح.. وتنبأت القيادات الشيعية بأن هؤلاء الغلاة السنة قد يأتي يوم يستخدمهم النظام كأداة قمع ضد الشعب العراقي خاصة أطيافه من الشيعة والأكراد والأقليات العرقية والدينية الأخرى فيما لو تعرض النظام إلى نكسات أو انهيارات.. بالضبط كما حصل منذ انهيار النظام وحتى يومنا هذا!!
ومنذ أن انهار نظام الطاغوت رسميا في 9 نيسان 2003 بدأت مساع حثيثة من قبل بقايا نظام البعث الساقط لتجميع وإعادة بناء هياكل النظام المنهارة.. وقد رأى قادة النظام الفارين وبتوجيه إقليمي عربي أن الظروف تستدعي العمل ضد منظومة الحكم الجديد والظروف السياسية الجديدة تحت غطاء وعناوين ويافطات جديدة يتمثل أفضلها الغطاء "الإسلاموي" "السلفي" "التكفيري" وليس المفاهيم القومية التي رفعها النظام طيلة عقود من الزمن ليضحك على العالم أجمع داخليا وعربيا وعالميا ولم تعد تنطلي على أحد.. فالتحرك السياسي والعمل العسكري ضد الوضع الجديد حسب رؤية فلول الصداميين تستدعي أن تأخذ إطارا "إسلاميا" وأن تكون ذات صبغة "سلفية وهابية" بل و"تكفيرية" وذلك لإعطاء العمل المسلح ضد العراق الجديد وشعبه جرعات زائدة من القتل والعنف والتخريب دون حصولها على أية إدانة تذكر!!..
ومن أجل أن تكتمل صورة العمل العسكري بزيها الديني السني الجديد تم تأسيس "هيئة علماء المسلمين" السنية بعيد سقوط النظام.. ثم تبعها إنشاء "مجلس شورى أهل السنة للإفتاء" وتبعها تشكيل عشرات الهيئات والجمعيات والمجالس السنية كانت في ظاهرها تضم رجال دين يأمون المصلين في الجوامع ولكن في الباطن كان هؤلاء وعاظ سلاطين من المنتسبين للمؤسسة الصدامية سابقا حيث أخذوا لاحقا يحشدون الطاقات ضد الوضع الجديد ويحثون على القتل والتدمير وتخريب العراق بحجة "مقاومة" المحتل وقد بانوا على حقيقتهم فيما بعد!!
ومما لاشك فيه أن فلول نظام البعث الصدامي استغلوا المد السلفي في المنطقة العربية لا سيما بعد أحداث سبتمبر ولبسوا لباس التطرف الديني وتبنوا الغلوّ السني وبدءوا "مقاومتهم" الفاجرة ضد العراقيين تحت غطاء "السلفية" و"التشدد السني" و"الوهابية" فارتكبوا جرائم مهولة ضد الشعب باسم الدين حيث يندى له جبين الإنسانية.. وقاموا بأعمال بربرية فاقت أعمال سيدهم جرذ العوجة صدام في مقابره الجماعية واستخدامه الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين.. هؤلاء الصداميين يرتكبون مجازرهم ضد الشعب بلبوس السلفية وتحت يافطة "التشدد السني" وذلك لتبرير جرائمهم بل ولاستجداء دعم ومساندة الشارع العربي المحبط الذي يغلي أحشاءه ضد الأمريكان بسبب السياسات الخرقاء التي تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية في العراق والمنطقة عموما..
لقد اختار الصداميون الذين يقومون بأعمالهم الإجرامية اليومية في العراق من قتل وتخريب أسماء ونعوت استقوها من التاريخ الإسلامي لتشكيلاتهم القتالية الجديدة وارتكبوا عملياتهم البربرية تحت لواء وأسماء إسلامية وتخفوا تحت واجهات دينية ذات طابع سني طائفي محض ليوهموا الجميع أن من يقوم بهذه الأعمال هم فئة مسلمة متدينة تجتهد فتصيب من تشاء دون اعتراض من أحد لأنها تجاهد في سبيل الله!!..
وقد فضح موقع تابع لفلول صدام على شبكة الإنترنت من حيث لا يشعر الجهات الحقيقة التي تقمصت أسماء وعناوين إسلامية، وبدلت أسماء أجهزة الأمن والمخابرات الصدامية إلى أسماء جديدة استقت من تاريخ المسلمين.. وقد نشر موقع "بغداد الرشيد" قبل أيام بيانا حول القتال في الفلوجة أورد فيه أسماء التشكيلات الأمنية والعسكرية التابعة للنظام البائد بأسماء دينية ذات طابع طائفي سني جديد كالتي نسمعها اليوم تظهر كالفقاقيع على ساحة العراق الدموية..
وأورد البيان الصادر أسماء التشكيلات التابعة لنظام صدام المنهار قابلها أسماءها السنية الجديدة للتدليل على أن هي ذاتها التشكيلات الصدامية السابقة!! .. وقال البيان في معرض سرده للتشكيلات القتالية في الفلوجة،
1- أن "جيش محمد" هي (( كتائب الفاروق و جيش القدس و فدائي صدام و الألوية السوداء و كتائب ثورة العشرين ))!!!..
2- أما " جيش المجاهدين في الرافدين أو جيش مجاهدي الله أكبر " و" أنصار السنة و الجهاد و التوحيد و الطائفة المنصورة " فهم ( الحرس الجمهوري العام و الحرس القومي )!!
3- "جيش أنصار السنة" هم ( حرس صدام الخاص )!!
4- " جيش المعتصم بالله " و "جيش المنصور بالله " هم( مغاوير الفتح ) و( مغاوير صدام و عقارب صدام و الفهود)!!
5- " أمناء الصحوة " هم ( منظمة الأمن الخاص " نمور صدام " )!!
وأوضح البيان أن قيادة تشكيلات " المجاهدين" تؤول إلى عزت الدوري في حال غياب صدام حسين "القائد العام للقوات المسلحة" !!!
ومن غير المفارقات أن نعرف أن حارث الضاري أمين عام ما يسمى لـ "هيئة علماء السنة" كان أحد المستشارين البارزين لعزت الدوري الرجل الثاني في النظام البائد وصاحب ملحمة "الحملة الإيمانية السلفية" في العراق!!.. ونجم الضاري اليوم يسطع في سماء الإرهاب البعثي السلفي فهو يعمل على التحضير لعودة الصداميين إلى السلطة بوقاحة.. وحسب خبراء السياسة العراقية فالضاري هو الذي يوجه معظم عمليات الخطف وقطع الأعناق التي حصلت وتحصل في العراق.. وقد سبق أن أمر الخاطفين الملثمين للإفراج عن رهائن أغنياء قبل أن تقطع رؤوسهم مقابل فدى!!. ولضاري ابن عضو فرقة زمن البعث يدعى مثنى وهو حلقة الوصل بين عصابات البعث وبين سياسيين عرب موالون لصدام خارج العراق ويمثل دور وزير خارجية الهيئة!!.. أمين عام "هيئة علماء السنة" يلعب اليوم بالمكشوف في ساحة العراق مهمته تهيئة الساحة لعودة حلفاء الأمس عبر الترويج لحملات الترويع ضد الشعب العراقي وهو ما زال أمينا عاما "لحملة الإيمان السلفية" التي تشكلت في زمن البعث وصدام..
[blink]أللهمَ أحيينا حياةَ محمدٍ وألِ محمدٍ وأمتنا مماتهم[/blink]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |