الرؤية الموضوعية للخطاب الديني لحزب الدعوة.... - سعد الطائي

[13-02-2005]
الرؤية الموضوعية للخطاب الديني لحزب الدعوة.. والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية


حينما نتصدى لحركة ما ونركز على ما هو مصدر فخر انما لهاجس وطني ..وشعور بالمسؤولية لاجل ان ننأى بهذه الحركة او تلك عما يسيْ لها او ينال من مكانتها الجماهيرية وثقلها السياسي . مرة اخرى نقول وبسبب الاسلوب الديماغوجي الذي استخدمه نظام صدام وماكنته الاعلامية المقيتة المبنية على الكذب والتزوير على لسان ثلة من الحاذقين في تزييف الحقائق للاساءة للحركات الدينية الوطنية ووسمها بالرجعية والعميلة .. جعلنا في وقتها نكون فكرة مخيفة عن هذه الحركات .. ولكن حينما مارست هذه الحركات عملها السياسي بحرية في ظل الديمقراطية التي اتاحها الواقع الجديد .. ومن خلال التصريحات المسؤولة لكثير من قيادييها او اعضاءها جعلنا نشعر بحبور وارتياح وندرك مقدار الاجحاف والتزييف الذي مارسه نظام القمع ازاءها ولكي نتصدى للخائبين والمتربصين واصحاب الطروحات المتوجسة المتشككة بهذه الحركات الاسلامية الوطنية الذين يتربصون الهفوة .. والطرح غير المسؤول لاجل النيل منها ودق اسفين بينها وبين الجماهير . وبسبب حرصنا الشديد وخشيتنا على هذه الحركات التي اراقت من ابناءها الكثير .. ولما يعترينا من هاجس وطني ملح ان ندعوا هذه الحركات توخي الدقة.. والطرح المسؤول الهادىْ غير المنفعل بالتعامل مع الواقع السياسي والاجتماعي والحذر الشديد من التطير السياسي .. واقامة علاقة رصينه متوازنه مع الرؤى السياسية الاخرى.. التي بامكانها بموجب المنطق السياسي - اذا ما رأت ثغرة في الخطاب الديني - ان تتصدى لهذه الحركة او تلك مما ينال من مكانتها بين الجماهير ويؤثر سلبا على ثقلها السياسي. ان الحضور الواعي في الخطاب الديني الذي يصغي لمكونات ومتطلبات الواقع وعلاقاته بمنهج جدلي دون ان يؤثر ذلك على قيم واحكام الدين الاسلامي التي تتفاعل بديناميكية مع الواقع .. لاقسر فيها .. ولااقحام.. ولانصوص جامدة تفرض في كل زمان ومكان .. فما يصح في ظرف قد لايصح في ظرف آخر ولعل مفهوم الناسخ والمنسوخ يوضح هذه العلاقة الجدلية مع الواقع ومتطلباته .. ليس هناك في الدين الاسلامي احكام ابدية تقحم وتطبق قسرا الا لدى المتطرفين الذين يتناولون النصوص الدينية كنصوص جامدة لاديناميكية فيها او يتعمدون تأويلها .. هم نفسهم الذين اساؤوا للسلام وسمعته وشوهوا الصورة الناصعة له .. وكرسوا مفاهيمهم العقيمة لتسويغ القتل والارهاب .. واباحة دم الابرياء وارواحهم . الاسلام يطرح منهجا فكرياعميقا بقوانين متحركة .. والذي يتعاطى مفاهيمه سيجد تلك المرونه . ان المنهج الشكلي بالتعاطي مع احكام الدين الاسلامي هو منهج متخلف لايتعاطاه الا ذوي النظرة الضيقة .. والثقافة الهشه والمتلقية .. هو منهج لابد ان يؤدي الى التطرف .. والى بلورة اراء هدامة تسيء الى عظمة الدين الاسلامي ومنهجه الفكري الذي يتطلب عقلا منفتحا فلسفيا لا مجرد اخباريا او شكليا يحفظ النصوص ويقسرها على الاخرين . نقول مرة اخرى ان هذه الحركات الدينية الاسلامية التي تتنفس الديمقراطية الان وتمارس عملها السياسي .. ومن خلال طروحات اشخاصها التي لمسناها من خلال الكثير من المحطات الفضائية والمناسبات الدينية.. انما نشعر بالحبور والامان الكبير ازاءها من اننا سنفوت الفرصة على اعداء الامة الاسلامية والحركات الدينية الوطنية الاسلامية ولاسيما الحركات التي حاربها صدام ونظامه بكل الوسائل وخاصة حزب الدعوة والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية .. حيث تميزتا بالخطاب الديني المسؤول والواعي .. والهادىء الذي يرتكز على ارضية رصينةمن الثقافة وعلى رؤية موضوعية تسبر اغوار الواقع وندرك من خلال هذا الخطاب حضور كل العوامل المكونه لهذه الرؤية .. كما ونستشف تلك الروح الطبيعية المنفتحه فنوقن انها من صميم فكرها ومنهجها السياسي ..لاتنافق او تداهن احدا ونثبت هنا انهما اي الحركتين انما يمثلان الصورة الحقيقية الناصعة للاسلام والقيم الاسلامية الرفيعة والروح النقية المتسامحة ليبصرها الاخرون .. لا اكراه ولا تعسف ولا استلاب دون ان نصادر دور الحركات الاسلامية الوطنية الاخرى

http://www.sotaliraq.com/articles-ir...uws.php?id=583
سعد الطائي - بغداد
saad_altaei58@yahoo.co.uk