[align=right]واشنطن: والتر روش *[/align]
ساعدت حرب العراق شركة «انجنيرد سابورت سيستيمز» للعقود الدفاعية، التي تتخذ من سان لويس مقرا لها في تحقيق ايرادات قياسية، وتظهر المعطيات المالية الجديدة ان أرباح الشركة المرتبطة بالحرب شملت اسما معروفا في عائلة الرئيس الاميركي جورج بوش.
فقد اشترى ويليام بوش، وهو عم الرئيس الحالي والشقيق الأصغر للرئيس الاسبق بوش الأب، الشهر الماضي كمية من أسهم الشركة بلغت قيمتها الصافية ما يقرب من نصف مليون دولار.
و«العم بوكي»، كما يناديه الرئيس بوش، عضو في مجلس ادارة الشركة التي تقوم بتجهيز الدروع ومواد أخرى للقوات الأميركية. وقد ارتفعت أسعار أسهم الشركة الى مستويات قياسية منذ ما قبل الغزو، مستفيدة جزئيا من عقود تزويد أساطيل العربات العسكرية بدروع اضافية.
وقد اشترى العم بوش 8438 سهما من الشركة يوم 18 الشهر الماضي، وفقا لتقارير لجنة التبادل والأسهم الأميركية. واعترف في مقابلة معه بان قيمة التعامل بلغت 450 ألف دولار.
وفي تقرير عن الايرادات صدر أول من أمس، كشفت الشركة أن صافي الايرادات للربع الأول المنتهي في 31 الشهر الماضي، وصل الى مستوى قياسي بلغ 6.26 مليون دولار، بينما وصلت الايرادات الفصلية الى 5.233 مليون دولار بارتفاع نسبته 20% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ونتيجة لذلك رفعت الشركة ايراداتها السنوية المخطط لها الى ما يتراوح بين 990 مليون دولار الى مليار دولار.
وقد انضم ويليام بوش، المدير التنفيذي السابق لاحد البنوك في سان لويس ومدير شركة استثمارات، الى المجلس عام 2000، قبل ثمانية أشهر من تولي ابن أخيه الرئاسة، وقال العم انه لم يستخدم العلاقات العائلية لمساعدة الشركة للحصول على عقود، مضيفا انه سعى الى المشورة القانونية قبل أن يوافق على اختياره عضوا في مجلس الادارة ليتوثق من عدم حصول مشاكل في المستقبل.
وقال دان كريهر، نائب رئيس قسم العلاقات الصناعية في الشركة، ان ويليام بوش كان واحدا من بين أشخاص عديدين أضيفوا الى مجلس ادارة الشركة قبل ما يقرب من خمس سنوات، وانه اختير «لأنه يتمتع بتاريخ مديد من النشاط في اطار أوساط المال والأعمال المحلية». واضاف ان "وجود بوش لا يسبب ضررا"، معترفا بان الشركة تقوم بأعمال ترويج مستمرة في واشنطن. ولكنه اشار الى أن ديمقراطيين، بينهم احد جامعي التبرعات للحزب، يعملون في المجلس أيضا.
وقد اشتمل جزء من عمل قسم الدفاع في الشركة على عقود لم تجر منافسة من جانب شركات اخرى بشأنها، وبينها عقد بقيمة 8.48 مليون دولار لتجديد شاحنات نقل عسكرية.
ومن بين العقود التي فازت الشركة بها في العراق، عقد بقيمة 18 مليون دولار أوائل العام الماضي، اختيرت فيه شركة تابعة تتخذ من ميريلاند مقرا لها لتوفير خدمات في مجال الاتصالات لسلطة الائتلاف المؤقتة.
وفي مارس (اذار) 2003 وفي اطار الاعلان عن أجهزة واقية من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية للجيش الأميركي بقيمة 19 مليون دولار، قال مايكل شاناهان رئيس الشركة في حينه ان «التهديد المحتمل لقواتنا في مواجهة هجوم كيماوي أو بيولوجي خلال النزاع الحالي في العراق، يبقى تهديدا فعليا».
أما عقود الشركة الأخرى فقد طرحت عددا من التساؤلات، ففي الأسبوع الماضي كشف مسؤولون في وزارة الدفاع ان عقود الشركة الموقعة عام 2002، التي بلغت قيمتها الاجمالية 158 مليون دولار، كانت قد أحيلت الى مكتب المفتش العام لوزارة الدفاع لأغراض التحقيق. وقد اشرف على العقود مسؤول سابق في وزارة الدفاع حكم عليه بالسجن لتقديمه مساعدة بطريقة غير سليمة لشركة متعاقدة اخرى هي شركة بوينغ. وقال مايكل وين وكيل وزارة الدفاع انه كان قد احال العقود «التي يبدو ان فيها أشياء غير مألوفة»، لكنه ومساعديه لم يقدموا تفاصيل عن تلك الأشياء، وكانت بينها عقود تخص شركات اسينتشور وبوينغ ولوكهيد مارتن.
وفي ايجاز مع محللي الأسهم أول من امس قلل جيرالد بوتهوف رئيس شركة «انجنيرد سابورت سيستمز» من أهمية التحقيق، مشيرا الى أن عقود الشركة خضعت للمراجعة لأنها منحت على أساس المصدر الوحيد من دون منافسة. وبينما منحت بعض العقود العسكرية الى الشركة من خلال عملية تنافس على العروض المقدمة، لم يكن الأمر على هذا النحو بالنسبة لعقود أخرى. وكان تفضيل الشركة للعقود المنفردة جليا اوائل العام الحالي.
وفي مقابلة معه أول من أمس افاد ويليام بوش بانه قرر شراء اسهم لأن فترة مفعولها توشك على الانتهاء قريبا. وقال ان «الموعد النهائي يقترب ونحن نقدم عرضا لشراء بيت في فلوريدا». وأضاف انه أوضح لرئيس الشركة مسبقا نياته لشراء تلك الاسهم.
وعندما سئل عما اذا كان يرى اشكالية في حقيقة أن الشركة كانت قد حققت جزءا كبيرا من ايراداتها من اعمال في العراق وأفغانستان، قال عم الرئيس الاميركي انه «يفضل لو انه لم يكن هناك عمل تجاري في العراق. ومن سوء حظنا أننا نعيش في عالم مليء بالاشكاليات».
ووصف الشركة بانها شركة ممتازة، مشيرا الى ان شراءه الأسهم لم يكن بالتأكيد مرتبطا بأدائها الذي عبر عن اعجابه به.
ويتلقى بوش، الذي يعمل في لجنة حسابات الشركة، مخصصا سنويا يقل قليلا عن 40 ألف دولار مقابل مهماته في المجلس واللجنة، بما في ذلك اجتماع حملة الأسهم السنوي الذي من المقرر أن يعقد الأسبوع المقبل. ويراكم هو وأعضاء آخرون في المجلس أسهما اضافية سنويا.
[align=right]* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»[/align]