تقرير اخبارى: خيم الفلوجة تتحول الى مدارس واطفالها ضحية للبرد والمرض

بغداد 23 فبراير /شينخوا/ اطفال الفلوجة ابطال كما هم كبارها فى تحديهم للمستحيل اذ قرروا مواصلة الدراسة فى خيم وتحت ظروف صعبة وشاقة جدا وان اصرارهم على العلم والتعلم يجعل العالم يقف اجلالا واحتراما لهؤلاء الاطفال الابطال.

وللمعاناة التى يعيشها سكان الفلوجة والمناطق المحيطة بها اوجه متعددة ومزايا مختلفة فضلا عن بقاء العديد من العوائل خارج منازلهم الى الان على الرغم من مرور اكثر من ثلاثة اشهر على خروجهم منها وكذلك بعد انتهاء العمليات العسكرية فيها فهناك معاناة اخرى تتمثل فى احتلال العوائل النازحة لابنية المدارس فى المناطق المحيطة بالمدينة مما ادى الى تعطيل الدراسة لفترة طويلة وبعد ان يأس الكثير من المعلمين والمدرسين من عودة العوائل الى منازلهم قرروا استئجار خيم وشيدوها فى الساحات العامة وبدأوا باستقبال الطلبة فيها رغبة منهم فى استئناف الدراسة وعدم اضاعة السنة الدراسيةعلى الطلبة.

وتقول سعاد محمد مصطفى مديرة ثانوية الوثبة للبنات وهى تجلس فى الخيمة التى اصبحت مكانا بديلا لغرفة الادارة فى المدرسة التى تديرها "قد يكتب الكتاب والصحفيون عن ما جرى ويجرى لاهالى الفلوجة والمناطق المحيطة بها ويحاولون ان يصوروا حجم المعاناة والدمار التى تعرضت لها، بيد ان احدا لايستطيع ان يشعر بهذه المعاناة والمحن واحساس من قدر عليهم ان يعيشوا مآسيها يوما بيوم بل ساعة بساعة، حين كان الخوف والرعب والخطر يلف الناس كالليل المظلم".

وعن المشاكل والمصاعب التى تواجه المدرسين والطلبة وهم يمارسون الدراسة فى هكذا ظروف تقول "ان المشاكل كثيرة وهى تبدأ من برودة الجو والظلام داخل الخيمة وضيق المكان مرورا بالظروف الاستثنائية عندما تسيء الاحوال الجوية وتبدأ السماء بالمطر وانتهاء بالامراض التى يتعرض لها الطلبة من جراء الاتربة والجو غير الصحى داخل الخيمة،لكن كل هذا لايمنع المدرسين والطلبة من متابعة الدراسة".

وتقول الطالبة ازهار خليل /12 سنة/ "على الرغم من رغبتى الكبيرة فى مواصلة التعليم الا اننى اواجه صعوبة كبيرة فى استيعاب الدرس داخل هذه الخيمة فهى صغيرة حيث يتجاوز عددنا 25 طالبة، انها اشبه بالقبر، ولكن ماذا نفعل ونحن امام خيارين لا ثالث لهما وهما اما الجلوس فى البيت واضاعة سنة دراسية او الدراسة فى هذه الخيمة".

فيما تقول الطالبة نهى محمود /14سنة/ "انا مصابة بمرض الربو وبما ان الخيمة لاتقينا البرد وكذلك فهى ضيقة مما يؤدى الى اختناقى باستمرار".

وتروى الطالبة نور على /14 سنة/ قصة صديقتها ميس حسن التى كانت تجلس فى المقعد الاول فى الخيمة ولضيق المكان فان لوحة التعليم /السبورة/ كانت قريبة من مقعد ميس وذات يوم هبت عاصفة ادت الى سقوط اللوحة على راسها مما ادى الى حدوث جروح عميقة فى رأسها ونقلت الى المستشفى وهى فاقدة الوعى.

وتقول الهام احمد احدى المدرسات فى هذه المدرسة "ان اكثر من 30 بالمائة من طالبات المدرسة تعرضن للاصابة بامراض مختلفة بفعل الجو غير الصحى داخل الخيم واغلب هذه الامراض تتعلق باصابات وامراض الجهاز التنفسى وكانت ابنتى واحدة من الطالبات اللاتى اصبن بهذه الامراض حيث اصيبت بالتهاب القصبات الهوائية من جراء البرد القارص الذى تتعرض له الطالبات مما اضطرنى الى عدم جلبها الى المدرسة مرة اخرى لان حالتها الصحية سيئة جدا".

وفى مدرسة اخرى مخصصة للبنين حدث مراسل شينخوا عبد الرحمن راشد مدير ثانوية الحرية للبنين والذى اضطر مع زملائه من المدرسين الى اقامة مخيم للطلبة وذلك لان مدرستهم تحولت الى مكان تسكن فيه بعض العوائل النازحة من الفلوجة قائلا "لم يكن امامنا من خيار سوى اقامة هذه الخيم لكى لانضيع هذه السنة الدراسية على ابنائنا الطلبة ولكى نسهم فى استمرار العملية التعليمية".

ويقول نافع احمد احد المدرسين فى هذه المدرسة "ان حالة الطلاب هنامأساوية، فتخيل كيف يمكن للاستاذ والطالب ان يواصلوا التعليم فى هذه الظروف ،انها حالة لايمكن وصفها بالكلمات، فهناك صعوبة فى الحركة بهذه الخيمة التى لايزيد ابعادها عن مترين عرضا و2.5 متر طولا، لذلك فانا اناشد كل الهيئات الدولية ومنظمة اليونسكو ان يلتفتوا الى هذه الظروف الصعبة التى يعيشها الطلبة واساتذتهم فى المناطق المحيطة بالفلوجة".

ويقول الطالب محمد يونس /15 سنة/ "لقد قرأت فى كتب التاريخ اثناء الدراسة عن الظروف الصعبة التى عاشها اجدادنا لكننى لا اتخيل ظرفا اصعب من الذى عشناه ناهيك عن الخوف والرعب الذى ينتابنا من جراء التصرفات الوقحة التى تقوم بها قوات الاحتلال الامريكية فى الليل عندما تداهم منازلنا ،أننا هنا وفى هذه الخيم لا نستطيع ان ندرس ولانستوعب اى شيء فالبرد والجو الخانق داخل الخيمة يجعل من المستحيل التركيز وفهم الدرس".

اما الطالب خالد هارون /14 سنة/ فيقول ما الذنب الذى جناه اهل الفلوجة وجنيناه نحن لكى نعيش فى هذه الظروف والى متى سنبقى على هذه الحال هل يريدون حرماننا من كل شيء فبعد ان حرمونا من نعمة الامان فهاهم الان يريدون ان يحرمونا من نعمة التعليم وبالرغم من كل ذلك حاولنا الاستمرار فى الدراسة ولكن هذه الخيم تجعلنا مشتتى الاذهان وتطفيء الرغبة فى نفوسنا من اجل التعلم لكننا سنستمر بعون الله