نجل السيستاني تدخل لسحب الجلبي
أرسلت يوم الخميس 24 فبراير 2005 بواسطة irakna


ليس صحيحا ان رئيس المؤتمر الوطني العراقي قرر طوعا ومن تلقاء نفسه الانسحاب في التنافس المحتدم بينه وبين المرشحين الاخرين في «الائتلاف العراقي الموحد» على منصب رئيس الحكومة الانتقالية،

بل كان هذا الانسحاب نتيجة ضغوط شديدة مارسها نجل المرجع الاعلى السيد السيستاني خوفا من انهيار التحالف الشيعي وانعاسات ذلك على موقفه في الجمعية الوطنية وفقدان مصداقيته الشعبية حتى قبل توليه ادارة الدولة والتصدي للتحديات التي تواجه البلاد. وكانت مصادر عراقية ابلغت «الوطن» ان الجلبي يواجه الان موقفا صعبا للغاية مع حلفائه داخل القائمة الذين كانوا عقدوا معه اتفاقا يقضي بعدم الانسحاب الا بعد التشاور معهم واتخاذ موقف موحد من هذا الموضوع، وقالت ان القوى التي كانت دعمت الجلبي تدرس الان الانسحاب من كتلة «الائتلاف الموحد» وستتخذ قرارها النهائي خلال الساعات القليلة المقبلة. وتوقعت ان تشهد الساحة السياسية الشيعية متغيرات ومفاجآت جديدة. واعترف مضر شوكت وهو الشخص الثاني في «المؤتمر الوطني العراقي» بأن انسحاب الجلبي اثار استياء واسعا بين اعضاء الكتلة الداعمة لترشيحه. وقال ان اجراء اقتراع سري لاختيار احد المرشحين كان سيؤدي الى الانقسام. موضحا ان الجلبي قرر التضحية بالمنصب حفاظا على وحدة الائتلاف. ووفق ما كانت ذكرته المصادر فإن الجلبي كان سيفوز فيما لو حصل الاقتراع السري على 65 صوتا مقابل 14 لمرشح المجلس الاعلى للثورة الاسلامية عادل عبدالمهدي و20 صوتا للجعفري و10 اصوات فقط للدكتور الشهرستاني. وكان الامين العام للمؤتمر التأسيسي العراقي الذي يتزعمه الشيخ جواد الخالصي اتهم الغالبية الشيعية في الجمعية الوطنية المنتخبة بـ «استغلال المرجعية الدينية بشكل سيىء» واصفا اياها بـ«الخدعة» مؤكدا «ان الاحزاب فشلت في استقطاب الشارع العراقي ولجأت الى الاستعانة بعباءة المرجعين» على حد تعبيره. وقال الشيخ الخالصي: ان هذه الاحزاب والحركات تنصلت من الاسلام بعدما كانت تزايد مع الجميع على مدى عقود، مشيرا الى موقفها السابقة الموالية لايران، واعترافها بولاية الفقيه، التي اصبحت ترفضها الان سوية مع الاسلام. وعزا الخالصي تصريحات قادة الائتلاف الموحد، حول عدم اقامة حكومة اسلامية الى محاولة جبر خواطر الامريكيين متهما اياهم بالعمل لابقاء القوات الاجنبية. وفي الجانب المقابل وفي محاولة منه لتسخير الخلافات الشيعية ـ الشيعية داخل (الائتلاف الموحد) يواصل رئيس الحكومة المنتهية ولايته اياد علاوي مساع حثيثة لاختراقها واستقطاب بعض اعضائها الساخطين على طريقة اختيار المرشح للرئاسة الثانية. وقالت المصادر (ان علاوي لم يلق استجابة) من هذه المجموعات المتحالفة مع منافسه اللدود حليف الامس الجلبي. واعتبرت هذه المجموعات محاولات علاوي للاحتفاظ بمنصبه مستندا على دعم الاكراد والنواب ذوي الميول والتوجهات العلمانية بمثابة (بناء مجسمات في الرمل) وقالت (ينبغي على علاوي ان يقبل بأنه سيكون مع حزبه قوة معارضة داخل البرلمان وليس اكثر). وقال وزير الدولة العراقي عدنان الجنابي (ان الكتلة قررت ترشيح علاوي لولاية ثانية) مشيرا الى (ان الكتلة الكردية تدعم ذلك) ونفى انباء ترددت عن انسحاب اثنين من نواب (العراقية) المحسوبين على التيار الصدري الى (الائتلاف الموحد) قائلا (ان الكتلة موحدة ولم ينسحب احد). وكانت تسربت معلومات عن طلبات قدمتها مجموعة من نواب (العراقية) تضم 7 شخصيات مهمة على رأسها (حسين علي الشعلان) للانضمام الى اللائحة المدعمة من السيستاني. وفي تصريح اعتبره المراقبون ردا على دعم الاكراد لعلاوي قال عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني (ان الكتلة الكردستانية لم تبرم اي اتفاق او تقم تحالفا مع اي من الكتل البرلمانية حتى الآن). ونفى الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة البارزاني هو الآخر (وجود تحالفات رسمية مع اي من الكيانات السياسية الفائزة بمقاعد الجمعية المنتخبة). وقال القيادي في الحزب عارف تيفور (ان المحادثات متواصلة مع القوى السياسية النيابية) موضحا (ان قيام التحالفات سيكون مع الاطراف التي تؤيد حقوق الاكراد في الفيدرالية وضم كركوك الى اقليم كردستان والمشاركة في السلطة المركزية وفق النسبة التي يمثلها الاكراد بين سكان البلاد) نافيا بشكل قاطع (وجود اتفاق او تحالف مع علاوي). وعلى صعيد الجبهة السياسية (السنية) تستمر الجهود وتتواصل المساعي لتشكيل تجمع سياسي يحمل تسمية (المؤتمر العام لاهل السنة العرب) وقال مدير مؤسسات الوقف السني احمد السامرائي (ان هذه التشكيلة لن تكون حزبا سياسيا) معترفا بأنه (سيحتفظ لنفسه بهيكلية) مشددا على (ان الهدف من هذه الخطوة هو التهيؤ للمشاركة في عملية صياغة الدستور العراقي الدائم) و(اتخاذ الاجراءات والتحضيرات الكاملة للمشاركة في انتخابات عام 2006). وستكون نواة هذا التجمع السياسي الجديد للسنة (هيئة علماء السنة) و(الحركة السلفية) و(الحزب الاسلامي العراقي) و(الحركة الملكية الدستورية). ووفقا لما ذكرته مصادر مقربة من (هيئة علماء المسلمين) ان مشاورات ومباحثات تجري مع تجمع (عراقيون) الذي يتزعمه الرئيس غازي الياور بغية ضمه الى المؤتمر العام لأهل السنة). وكشفت مصادر عراقية مطلعة لـ«الوطن» من بغداد هاتفيا (ان قيادات من المجموعات المسلحة ستشارك في المؤتمر تحت لافتات متعددة) وقالت نقلا عن مقربين من المشرفين على تنظيم الاجتماع (ان دعوة القيادات المسلحة تهدف الى منع صدام بين القوى السنية والمجموعات المسلحة في المناطق السنية) و(العمل على اقناع هذه المجموعات بنبذ العمل المسلح والاستعداد للدخول في العملية السياسية والتحضير للمشاركة الواسعة في الانتخابات المقبلة كونها السبيل الوحيد لاثبات الوجود والتأثير على المسار السياسي للبلاد والحفاظ على مصالح الطائفة السنية).

http://www.irakna.com/modules.php?na...rder=0&thold=0