لماذا نتهم إيران ولا نتحدث عن تورط قوات التحالف؟
عضو المجلس الوطني العراقي سلام المالكي:
العراق ساحة مفتوحة لشبكات الإرهاب

كتب غازي الجاسم:
هنالك هدوء نسبي سيسود في العراق بعد الانتخابات، وهنالك مفاوضات واسعة تجرى مع القوى التي شاركت في الانتخابات والقوى التي لم تشارك بشأن تشكيل حكومة تضم كافة أطياف اللون العراقي، وتوجيه دعوات للاطراف المقاطعة للمشاركة في صياغة الدستور.

من هذا المنطلق، تحدث عــضو المجــلس الوطـني سلام عــودة المــالكــي، الــذي يــزور الكــويت بصـفة شخــصية وهو عضــو كتلة الائتــلاف الوطــني الموحـدة التي يطلق عليها قائمة السيــستاني، وهــو كـذلك وكـيل محـافظ البصرة.


يقول المالكي: نعم نريد بناء قنوات سياسية مع جميع الأطراف بهدف بناء المستقبل، ولست ممثلا في الائتلاف شخصيا ولكنني أحد مرشحي كتلة وطنية مستقلة «الكتلة الوطنية المستقلة» المنسجمة أفكارها ومبادئها مع الخط الصدري. وتعلمون بأن الخط الصدري لم يشارك مباشرة في الانتخابات. وهذا الخط هو أحد الخطوط المكونة للنسيج الشيعي في العراق، والمذهب الجعفري واحد من المذاهب الاسلامية ويرجعون في تقليدهم للإمام الثاني عشر. وبعد الغيبة الكبرى للإمام برز أئمة الحوزة العلمية في النجف وبدأ الناس بتقليدهم والعودة إليهم لأخذ المفاهيم عنهم، وخطنا الصدري هو خط ديني ـ سياسي.

> العمل البرلماني هو عمل سلمي، بينما السيد مقتدى الصدر دعا لأعمال عنف فكيف نفسر ذلك؟

ـ السيد الصدر صرح بأنه شخصيا لن يشارك في العملية السياسية لكنه ترك الباب مفتوحا للكوارد والنخب للدخول في العملية السياسية، وليس هنالك في أدبيات الخط الصدري عنف أو دعوة للعنف وما حدث في العام الماضي هو أعمال مقاومة للدفاع عن النفس.

> هل يرتبط خطكم الصدري بجمهورية ايران الاسلامية؟

ـ كلا، أبدا، ليس لدينا أي ارتباطات بأي دولة خارجية، ولكن تربطنا علاقات طيبة بالدول العربية والاسلامية والدولية.

> باعتبارك وكيلا لمحافظ البصرة فهل تشعر بأن هنالك تدخلات لايران في الشأن الداخلي العراقي؟

ـ لم نلمس ذلك بصورة مادية ولكننا سمعنا عن تدخلات تتم من قبل دول الجوار. فلماذا نوجه أصابع الاتهام لايران، ولا نوجهها لقوات الاحتلال ـ يقصد الائتلاف الدولي ـ وضبط الكثير من شبكات الارهاب المرتبطة باسرائيل!! والعراق مفتوح على مصراعيه لشبكات الارهاب؟

> اذا كانت أعمالكم تسمى مقاومة فماذا يمكن ان نسمي ما جرى في الفلوجة ويجري اليوم في الرمادي وبعقوبة والموصل؟

ـ إن بعضا منها يعتبر من أعمال المقاومة، لكن قطع الرؤوس وقتل رجال الشرطة ومهاجمة دور العبادة فتلك أعمال ارهاب. من يدافع عن نفسه فهو مقاومة، أما غيرها فتندرج في أعمال الارهاب.

تماسك

> هل بامكان قائمة الائتلاف العراقي الموحدة ان تتماسك خلال التطورات القادمة؟

ـ ما أفرزته الأيام الماضية يعبر عن أن الائتلاف العراقي الموحد سيشكل كتلة وطنية يمكنها ان تساعد في استقرار العراق وجميع الدلائل تشير الى ان الكتلة تساهم في العملية السياسية بصورة ايجابية.

> هل تميلون لبناء دولة اسلامية في العراق؟

ـ نعم، الخط الصدري مع قيام دولة اسلامية ليس على غرار ايران الاسلامية وهناك نظريات كثيرة يمكن تطبيقها لكن أقول صراحة انه من الصعب قيام دولة اسلامية في العراق في الوقت الراهن، الذي تراهن فيه دول الاحتلال ودول الجوار على تمزيق وحدة الشعب العراقي. وما يهمنا في الوقت الراهن المحافظة على وحدة الشعب العراقي، والسيادة العراقية وصياغة الدستور والوقت ما زال مبــكراً للتفــكير في قــيام دولة اسلامية.

> فهل ولاية الفقيه مناسبة للعراق؟

نعم، نرى في نظام ولاية الفقيه نظاماً متميزاً، حيث يتم اطلاق جميع الحريات.

دور سياسي

> يقال ان لديكم ثلاثة وعشرون نائباً في المجلس الوطني.. فما الدور السياسي لكتلتكم في المستقبل القريب؟

ـ نحن كتلة وطنية مستقلة تنسجم أفكارنا واطروحاتنا مع الخط الصدري، ولدينا مطالب وطنية، ونتطلع ان نفتتح حواراً مع الاخوة الكرد والسنة العرب، ونتطلع الى دعوة الاخوة السنة العرب للمشاركة في الحكومة القادمة.

> وهل ستشاركون في الحكومة العراقية القادمة؟

ـ ذلك الموضوع قيد البحث، فإذا ما تم توجيه الدعوة الينا للمشاركة في الحكومة فليس لدينا مانع في خدمة الشعب العراقي والنهوض بواقع العملية السياسية.

> كيف ترى تطور العملية السياسية في البصرة باعتبارك وكيلاً لمحافظها؟

ـ بعيد انتخاب المجلس الجديد في المحافظة ارى لدى أعضاء المجلس طموحاً كبيراً خصوصاً في مجالات التطوير الاداري والاقتصادي وتحسين الوضع الخدماتي. وأتوقع ان تتم تغييرات ادارية مهمة لتحسين الوضع الاقتصادي والخدمي. ولعلها تتجاوز الاخفاقات والعقبات التي واجهتنا في المرحلة الماضية. فالبصرة هي العاصمة التجارية للعراق لما تتمتع به من موانئ وثروة نفطية وموارد، اضافة الى حدوده مع ثلاثة بلدان مما يؤهلها لأن تكون الرئة الاقتصادية للعراق. ولو تم التخطيط لاستثمار الموارد بصورة علمية فإن المردود سيكون هائلاً.

العلاقات مع الكويت

> أنت تزور الكويت، فكيف ترى العلاقات الكويتية ـ العراقية؟

لا نبالغ ان قلنا اننا نبتغي علاقات وطيدة مع جميع دول الجوار، ودولة الكويت بصورة خاصة، لأن الروابط الاجتماعية بين البلدين لها تاريخ مديد عبر السنوات. واتمنى ان يندفع العراق على الكويت، والعكس صحيح، نريد من الكويت مد جسور المحبة والتعاون لخدمة العلاقات المشتركة بين الشعبين. وهناك مجالات وآفاق مفتوحة للتعاون والبناء المشترك.

> هل ما زالت عمليات تهريب النفط العراقي من ميناء ابوالفلوس ورأس البيت وخور الزبير؟

ـ لا بد من القول ان التهريب ما زال موجوداً، لكن هناك سيطرة تكبر يوماً بعد آخر للشرطة وقوات الحدود. وهناك مافيات تقوم بالتهريب، وليس هناك علاقة ما بين الميليشيات الاسلامية والتهريب كما يشاع على نطاق واسع، وقد تكون بعض الأجهزة الأمنية مشاركة في هذا الأمر. وقد تم اعتقال البعض منهم واعترفوا بذلك.
طباعة