اية الله الاراكي : البعض يرى في صدام حسين وحكام هذا العصر من اولي الامر الذين تجب طاعتهم !!!!!!!!!!!



Published on Feb 21, 2003
بقلم: حبيب احمد
Bib5@hotmail.com
اقيمت صلاة الجمعة العبادية- السياسية هذا اليوم في قاعة المركز الاسلامي الرئيسية في انكلترا بامامة اية الله محسن الاراكي الوكيل الشرعي لولي امر المسلمين الامام الخامنئي في انكلترا بحضور جمع غفير من المصلين من مختلف الجنسيات.

وكان محور خطبة الجمعة باللغة العربية متوافقا مع مناسبة عيد الغدير الاغر، وركز الشيخ الاراكي جل حديثه على محور الاية الكريمة: ٍ(اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً).

و في معرض تفسيره للاية الكريمة قال سماحته: هنالك من يظن - من غير تأمل دقيق في آيات الكتاب العزيز- ان التوحيد والشرك في القرآن الكريم يختصان بتوحيد ما يسمى بالطقوس العبادية، ، يظنون ان الشرك منحصر في هذا المعنى، اي ان يعبد الانسان - يركع و يسجد - لغير الله سبحانه وتعالى، كأن معنى التوحيد في اذهان البعض مختص ،حتى انهم وسعوا من معنى الشرك، ليشمل كل تقديس لغير الله سبحانه، حتى لو كان الشيء قد قدسه الله نفسه، قال تعالى (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً) قدس الله هؤلاء، اي طهرهم، لان القدسية تعني التطهير نعم الركوع والسجود لغير الله سبحانه وتعالى بقصد العبادة شرك لا كلام فيه، لكن هذا الشرك، لم تقصده الآيات القرآنية الا قليلاً، اما الشرك الذي اهتمت به الآيات القرآنية اكثر من هذا الشرك هو ما يسمى في لسان حديث رسول الله (ص) ولسان المعصومين الذين رووا عنه العلم، بالشرك في الطاعة.

وفي معرض نقاشه لذلك الرأي يقول اية الله الاراكي:

انهم يفسرون اكملت لكم دينكم

باكملت لكم احكام الاسلام، ويغفلون ان الآية تقول اليوم اكملت لا تقول لكم اكملت لكم دينكم بل اليوم اكملت لكم دينكم، فهناك حدث قد تم في هذا اليوم، وبه تم اكمال الدين، وبه تم اتمام النعمة، وبه تم رضى الله للاسلام ديناً للمسلمين، وما هو هذا الحدث الذي تم في ذلك اليوم، اليوم اكملت لكم دينكم، اي شيء نزل في ذلك اليوم، واي شريعة نزلت، اي امر نزل اي نهي نزل اي تشريع شرع، هل هي الصلاة، الزكاة، الحج، او اي شيء آخر؟ لا جواب.

وتساءل سماحة الشيخ الاراكي :لم لا نفتح اعيننا على كتاب الله وسنة نبيه، وقد تواترت الاحاديث والروايات، ونقل الشيخ الاميني في كتابه (الغدير) ان اكثر من 110 صحابياً رووا هذه الرواية- التي ساوردها بعد قليل-, ودونت في كتب السنة اسماؤهم كرواة لهذا الحدث الذي تم يوم الغدير، وان اكثر من 86 تابعياً قد رووا ذلك وسجلت اسماؤهم في كتب الشيعة قبل السنة، وهم متفقون ان الرسول (ص) قد قال في عودته من حجة الوداع وعندما بلغ منطقة تسمى بـ (غدير خم) اتفق المسلمون بان رسول الله (ص) قد جمع المسلمين، وقال الستم تشهدون اني اولى بكم من انفسكم، قالوا بلى، قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه هذا ما تصرح به الآية بان به قد اكمل الدين، وبه قد رضي الاسلام ديناً للمسلمين، وبه قد تمت النعمة على المسلمين، فمسألة امامة امير المومنين واولاده الطاهرين من اوضح ما يمكن لكل طالب حق ان يصل اليه من خلال القرآن الكريم والسنة المتواترة.

واضاف اية الله الاراكي: فالايمان بالله سبحانه يعني ان لا تعبد الا الله سبحانه، فكيف يجتمع الايمان مع الشرك؟ يجيب الامام الصادق (ع) الشرك في هذه الآية يعني الشرك في الطاعة، وكل من اطاع ولياً واماماً وقائداً لم يأذن الله بطاعته فهو مشرك، وهذا التوحيد هو الذي كان الانبياء (سلام الله عليهم) يصرون عليه، توحيد الطاعة او التوحيد العملي الذي اهتمت به الآيات القرآنية يقول تعالى (ولقد بعثنا في كل امة رسولاً ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) هذه خلاصة رسالة الانبياء كلهم، اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت، اعبدوا الله يعني اطيعوه ولا تطيعوا غيره ولذلك تقول الآية واجتنبوا الطاغوت، والطاغوت هو كل من نصب نفسه على الناس اماماً، من غير اذن من الله سبحانه، وامر الناس ونهاهم. فالطاغوت رفع نفسه فوق الناس الآخرين آمراً وناهياً، اما الذي يوذن له بالامر والنهي من قبل الله سبحانه فليس امره امراً من نفسه او هواه، هو يأمر بأمر الله، وينهى عنه ينهى الله سبحانه، ويحكي عن ما امر الله ونهى، ولذلك تكون طاعته لله سبحانه وتعالى، فليست طاعة له كانسان يقول ما يشتهي والعياذ بالله، فلا يجوز للامام الا ان يكون معصوماً وفي عصر الغيبة ان يكون عادلاً بالعدالة الخاصة بالقائد، فعدالة القائد تختلف عن عدالة حتى امام الجماعة والقاضي، عدالة يصفها الامام الخميني (رض) بانها فوق العدالة العادية، وهي عدالة من تمكنت طاعة الله في شخصيته حتى انه لا يهوى غير طاعة الله سبحانه، ولابد ان يختبر حتى يثبت ذلك للناس.

وفي معرض مناقشته لرأي هذه المدرسة وتطبيقاتها العملية يرى اية الله الاراكي:

هناك نقطة اود ان اوضحها في هذه المناسبة, ما هو التوحيد في منطق القرآن الكريم؟ وما هو الشرك كلهم يحتارون في تفسير هذه الآية الكريمة، لان الآية تقول اطيعوا الله ثم تقول واطيعوا الرسول، ثم تقول واولي الامر.

من هم اولي الامر؟

انهم يقولون كل من ولي امر المسلمين, ومنهم حكام هذا العصر، يعني حتى صدام حسين من اولي الامر وفق هذا التفسير، يعني من يقتل من يظلم ومن يعمل خلاف ما امر الله به، من يضاد الله في كل شيء ويخالفه في كل شيء، ويعانده في كل شيء امر بطاعته الى عرض طاعة الله والرسول واي عقل يقبل هذا؟

حتى انهم رووا عن رسول الله (اطع الامير وان كان عبداً اجدع)، كل من تولى الامارة، معاوية بن ابي سفيان، يزيد بن معاوية، الوليد بن عبد الملك الذي رمى القرآن بالنبال وهو يقول:

تهددني بجبار عنيد فها آنذاك جبار عنيد

اذا ما جئت ربك يوم حشر فقل يا رب مزقني الوليد

حتى هذا الانسان يكون من اولي الامر وتجب طاعته، الى جنب طاعة الله ورسوله، هذا المنطق مرفوض قرآنياً، ومرفوض في سنة رسول الله (ص) ومنطق اهل البيت (ع).

وختم اية الله الاراكي حديثه بالقول:

في منطق اهل البيت انما تجب طاعة من لا يأمر الا با أمر الله سبحانه، ولا ينهى الا ما نهى عنه سبحانه، بشرط ان يكون مأذوناً في الطاعة والقيادة والآمرة.

فالتوحيد العملي يعني ان تطيع الله ولا تطيع غيره، وان لا تطيع الا من امر واذن الله بطاعته، وهذه هي خلاصة رسالة الغدير، يوم الغدير هو ذلك اليوم الذي اتيح للانسانية ان تطيع الله ولا تطيع غيره، ولولا يوم الغدير، لسد هذا الباب على البشرية كلها، فكيف تطيع البشرية الله ولا تطيع غيره؟

هذا هو السؤال الذي نجد اجابته في يوم الغدير





صوت العراق عراقي برس البريد الإلكترونيّ اكتبوا لنا




Since 20 January 2003