 |
-
فكرة العمل المعيب متى ننتهي منها
فكرة العمل المعيب متى ننتهي منها
عندما كنت أتجول في أحد شوارع بغداد وجدت شخص يبيع
العصائر و المرطبات عن طريق عربته و يشتكي و تكاد الدموع تنزل من
عيونه و كلما يمر عليه أحد يقول -أنا لدي ماجستير و خريج
جامعة و أعمل بائع عصائر- و كلما أمر على هذا الشارع أجد
هذا البائع يكرر هذه الجملة التي مللت منها و أكاد أسمعها
على لسان أغلبية أبناء شعبنا و الذين يعملون الأعمال المهنية و في
أحد زيارتي لدولة أجنبية و جدت مزارع في أحد الحدائق العامة
و كنت أنا أجهل طريق خروجي من الحديقة لأنني زائر جديد
على البلد فسألته لكي يساعدني و قام بترك عمله و سار معي
ليرشدني لبوابة الحديقة لكي أخرج منها و بدأ بالحديث معي و حدثني
عن نفسه لأكتشف أنه حاصل على شهادة الماجستير من جامعة
أجنبية عريقة و أنه حتى يجيد بعض الكلمات العربية و أنه مسرور
لأنه يعمل كمزارع في هذه الحديقة و يزرع الورود و يقطع الأعشاب
و يشاهد الأطفال الصغار وهم فرحين و يقضون أوقات ممتعة و انتهى حديثي
معه و أوصلني إلى بوابة الحديقة و حينها تذكرت ذلك الشخص الذي
يشتكي في وطني و علامات الحزن و الألم لا تفارق وجه و أنه يشتكي
أمام كل شخص يمر عليه فإلى متى تبقى هذا التفكير
الخاطئ في وطننا و ننظر نظرة معيبة للعمل المهني أن أغلبية
الدول التي تنظر نظرة سوداء للعمل المهني نجدها تعاني من
البطالة و تدهور الأوضاع الاقتصادية كما في بلدنا و نجد ازدحام أمام
الدوائر الحكومية طامحين بالتوظيف أو المنصب الرفيع و ذلك نجد شبابنا ضائع
و أنه رهينة لهذه الفكرة التافهة و الخاطئة أن العمل المهني و المتواضع
طريقة شريفة و جيدة لكسب الرزق و تطوير حياة الفرد إلى الأفضل
فالمشروع الذي يبدأ بشيء بسيط يكبر و ينمو و صاحبه الذي يشرف
عليه يتعلم أكثر و تزداد معرفته بهذه المهنة حتى يصبح عالم
بكل تفاصيلها الدقيقة أم علينا أن نضع يدنا على خدنا
و ننتظر ماذا يخبئ لنا القدر و نزيد عدد البطالة و نبطئ حركة
عجلة الاقتصاد و الإنتاج في وطننا لأننا نطمح أن نجلس على
كرسي و طاولة فلذلك أن الحل السريع لمعالجة أزمة البطالة و التدهور
في الاقتصاد الوطني و كذلك الإنتاج هو بإلغاء هذه الفكرة المسماة
بالعمل المعيب كعمل حملات توعية و تقديم مساعدة رمزية لكل شخص
يفتح عمله المهني الخاص و بذلك نشجع عدد كبير من العاطلين
عن العمل و علينا أن نركز بأن أي عمل بسيط أو مهني
أو عمل متواضع أفضل من أن يصاب الإنسان باليائس و يطلب
المساعدة من الآخرين من أجل أن يعيش و بذلك لا يفيد نفسه
ولا وطنه ولا شعبه و يبقى تفكيره محصور بأفكار قديمة و بالية
لا أحد يقدرها و لا يحترمها ففي الدول المتقدمة يعمل الشخص أي عمل
و لو حتى براتب قليل أو عمله متعب أفضل من أن
يبقى جامد و يقضي بقية وقته في البيت و يحلم بأحلام قد
لا تتحقق إلا بعد سنوات عديدة أو قد يضيع عمره كله
وهي لم تتحقق بعد
حسين علي غالب
babanspp@maktoob.com
http://baban123.jeeran.com
http://www.baban.biz
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |