سوريا تنسحب من لبنان

[دجلة الخير]

الأسد يعلن الانسحاب السوري الكامل حتى البقاع
2115 (GMT+04:00) - 05/03/05



مظاهرات لبنانية ضد الوجود السوري
دمشق، سوريا (CNN) -- أعلن الرئيس السوري بشار الأسد انسحاب القوات السورية بالكامل حتى منطقة البقاع ثم إلى الحدود اللبنانية- السورية.

وقال الأسد إن المجلس الأعلى السوري- اللبناني سيجتمع هذا الأسبوع لتنسيق عملية الانسحاب.

وجاء ذلك في الخطاب المهم الذي ألقاه الأسد أمام مجلس الشعب السوري مساء السبت.

وحول ملف العلاقات اللبنانية - السورية الذي استأثر بالجانب الأكبر من الخطاب، قال الأسد إن انسحاب القوات السورية بدأ في أواخر عام 199، عبر خمسة انسحابات رئيسية، منها أربعة قبيل صدور القرار الدولي رقم 1559 حيث تم سحب 63 في المائة من القوات السورية في لبنان، وكان عددها لدى دخولها لبنان 40 ألفا، ويبلغ عددها حاليا 14 ألفا.

وأكد الأسد أن القوات السورية حققت مهمتها في لبنان عند توحيد بيروت وبعد توقيع اتفاق الطائف عام 1990، حيث كانت آخر طلقة للقوات السورية في لبنان في ذلك العام.

وأشار الأسد إلى أن وجود القوات السورية تحول إلى عبء مادي وسياسي، وأن عدم وجود دور واضح لتلك القوات أثر سلبا على جاهزيتها واستعدادها القتالي.

وقال الأسد إن تحديد الجناة في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، مطلب سوري، منتقدا القوى السياسية اللبنانية التي سارعت باتهام سوريا، وقال إن تلك القوى أبدت نكرانا لجميل القوات السورية التي بذلت دمائها في بيروت.
وفي حين أكد الأسد أن سوريا ارتكبت أخطاء في لبنان بتحالفها مع بعض القوى السياسية وإهمالها الآخر، أكد أن انسحاب القوات السورية من لبنان لا يعني نهاية للدور السوري في لبنان، حيث شدد على تواصل العالقات بين الجانبين.
http://arabic.cnn.com/2005/middle_ea...ria/index.html

تعليق

الدور السوري بعد الانسحاب لااتصور انه سيكون في صالح اللبنانيين خطاب الاسد فيه لهجة تهديد واضحة ولا استبعد ان دور سوريا المستقبلي الذي يتحدث عنه الاسد في خطابه سيكون مختلفا عن دورها في العراق اليوم وهو تصدير الارهاب والاخلال بالامن لكن بطرق واساليب مختلفة ..
المحتل يمتلك كل الاوراق سواء كانت الدولة المحتلة سوريا او امريكا او غيرها وخاصة ورقة الامن يتلاعب بها بحجة انه كان محافظا على الامن وان خروجه سيخلق حالة الاختلال بالامن وهذا ماتتوعد به سوريا لبنان ..

[محمدعلي العراقي]

يوماُ ما ربما سيكون قريباً ...
سنسمع خطاب للرئيس بوش يعلن فيه إنسحاب القوات الأمريكية من العراق ...
هل تراني أحلم أم ماذا؟!..
ليس صعباً على رب العباد ...
ويهلك ملوكاً و يستخلف آخرين...

[نصير المهدي]

على مهلك يااختنا الكريمة .. وكأننا لم نشبع من افلام صدام .. ولم نتعلم درسا .. سوريا تصدر الإرهاب الى العراق .. هكذا بكل بساطة لأن حازم الشعلان او اياد علاوي او بوش قال ذلك دون ان يقدموا دليلا حقيقيا ملموسا سوى هذه الاعترافات التي اظهروها على التلفزيون وهي اعترافات تنسف ادعاءاتهم بالديمقراطية وسيادة القانون نسفا .. اعطيني علاوي او الشعلان وساعطيك اعترافا كاملا منهما بأنهما مسؤولان عن كل الأعمال الإرهابية بما في ذلك 11 أيلول .. سوريا تصدر الإرهاب الى العراق .. ولكن لماذا تكون سوريا ولا تكون السعودية مثلا او الأردن بلد قائد الإرهاب في العراق الزرقاوي .. الأموال تجمع وبمبالغ خيالية في الدول الخليجية لدعم الإرهاب في العراق .. ولكن لا احد يتحدث عن ذلك .. الوهابي المعروف حامد العلي يمارس التحريض الطائفي علنا من الكويت ولا احد يقول له على عينك حاجب .. حارث الضاري ونجله يتقافزان مابين هذه العاصمة الخليجية وتلك ولا يأتي على ذكرهما خبر .. فقط يراد منا ان نلعن سوريا وايران لأن امريكا تريد ذلك .. لنلق نظرة على تغطية الجزيرة والعربية للاحداث في لبنان ونقارن بين هذا وبين موقفها من تطورات الوضع في العراق ولنرى الفرق ثم نفكر لماذا .. قبل اطلاق هذه الأحكام التي لا تستند الى أساس .. كانوا يقولون انهم يدعمون صدام لأنه ضد امريكا .. فلماذا لا يدعمون الأسد لنفس السبب .. ويزعمون انهم يدعمون " المقاومة " ضد امريكا .. فلماذا يحرضون ضد المقاومة الحقيقية في لبنان مثلا .. بدلا من ان تصبح مجرد مليشيا .. ثم تعالي نستعرض اطراف ما يسمونه بالمعارضة .. من خلال اللافتات والصور التي يرفعها المتظاهرون .. جماعة سمير جعجع .. جماعة عون .. جماعة امين الجميل .. وقد اصطف معهم جماعة جنبلاط بكل تأريخه المشبوه خاصة لعلاقاته مع الصهاينة .. هل هؤلاء كل لبنان وكل شعب لبنان .. وهل هؤلاء يستحقون لحظة تعاطف واحدة .. وعلى اية حال فالهدف من هذا الفصل الصهيوني الذي ينفذ اليوم في لبنان حزب الله وليس النظام السوري الذي يمكن ان يكسب النجاة عند الضيق كما فعل نظام القذافي .. فنست امريكا الديمقراطية حتى النخاع انه لا يقل عن صدام اجراما وإرهابا .. قليلا من التمهل ياابنة الأكارم قبل الانسياق في هذا الحكم الصارم الذي لا يرحم صديق ..

[دجلة الخير]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاخ علي العراقي: سيأتي ذاك اليوم بالتأكيد بأذنه تعالى .

الاخ نصير المهدي :

محور كلامنا هو سوريا وليس دول الخليج وغيرها من يدعم الارهاب في العراق .
لا يمكن لاحد عاقل ان يقول بأن سوريا بريئة ولم تساهم وتدعم مايحدث في العراق من اخلال بالامن .هذا الامر واضح للعيان ويعرفه القريب والبعيد لم آتِ بشيء جديد .ثم من يكون علاوي او الشعلان او بوش لكي التفت لما يقولونه ؟!.. الادلة والوثائق التي تتحدث عنها يااخي موجودة على الحدود السورية العراقية وسماحهاوتسهيلها دخول عشرات الارهابيين الذين يفجرون ويذبحون اهلنا في العراق يومياً ولو ذهبت بنفسك للعراق وسألت الناس خاصة الذين رأوا بعينهم هؤلاء المجرمين ستعرف ان الكثير منهم سوريون . بالاضافة الى المعلومات التي تصلني من اقاربي في سوريا والذين لهم علاقات شخصية مع سوريين يؤكدون وجود شبكات ارهابية بدعم من الحكومة وهذا معروف وخاصة في حلب ومساجدها .واما اعتراف احد ائمة المساجد في حلب على شاشات التلفاز بالدور القذر الذي يقوم به في العراق كنا نحن على علم به قبل سنة تقريبا من ذلك.وهذا مثل بسيط جدا جدا . ثم علينا ألاّ ننسى ان سوريا تمشي وراء مصالحها لامسألة مبادىء ولا غيرها وكانت تستفيد من نظام صدام بشكل كبير خاصة في السنوات الاخيرة ولا يهمها لا الشعب العراقي ولا اللبناني.

[سيد مرحوم]

[align=center]معلق بريطاني .. "من ثورة بوش إلى انتفاضة الأرز"

واشنطن تطمح لانقلاب سني على الحكم العلوي[/align]

نصر المجالي من لندن: قال معلق سياسي بريطاني اليوم إن الولايات المتحدة في محاولاتها الدبلوماسية لتكثيف الضغوط الحالية على سورية "تأمل أن تطيح الأغلبية السنية بالأقلية العلوية التي تحكم البلاد"، يذكر أنه منذ 1970 حين تولى السلطة الرئيس الراحل حافظ الأسد والد الرئيس الحالي بشار، فإن الطائفة العلوية تتحكم بمصير سورية، حيث أعطت هذه الطائفة التي تشكل ما نسبته حوالي 8 % من السكان مناصب من الدرجة الثانية ومن دون قرار للغالبية السنية. لكن المعلق البريطاني كون كوغلين قال في تحليل سياسي نشرته اليوم صحيفة (صنداي تلغراف) اليمينية البريطانية " إنني أشك في جدوى هذه السياسة فقد كانت آخر مرة قابل فيها حزب البعث الحاكم في سوريا مواجهة في عام 1982 عندما قام الاخوان المسلمون "باحتجاج" في مدينتي حماة وحلب السنيتين، وقد قمع الرئيس الراحل حافظ الأسد هذه الحركة".

يشار في هذا الاتجاه إلى أن الرئيس السوري الراحل الذي وصل إلى السلطة العام 1970 في انقلاب أبيض نفذ بناء بنية تحتية قوية في منطقة اللاذقية شمال غرب دمشق على ساحل البحر الأبيض المتوسط لتشكل حصنا منيعا لأبناء الطائفة "خشية أية أحداث طارئة في المستقبل".

وتحت عنوان "ثورة بوش تبدأ" كتب كوغلين في الصحيفة البريطانية الأسبوعية (صنداي تلغراف) وهي شقيقة صحيفة (ديلي تلغراف) واسعة الانتشار، يقول إنه مع الانتقال البطيء والمؤلم في العراق من الديكتاتورية إلى الديموقراطية فان واشنطن تشارك بنشاط الآن في حملة لتحقيق نفس التحول في سورية". يذكر أن كوغلين كان أصدر في السابق كتابا تحت اسم "صدام : الحياة السرية"، حيث الطبعة الثانية منه نزلت إلى المكتبات اليوم.

وقال كوغلين إنه على الرغم من أن رجالات البيت الأبيض كانوا إلى غاية الأسبوع الماضي يطلقون تصريحات قليلة، إلا أنهم يعتقدون أن ربيعا جديدا من الحرية بدأ يدب في سهول الشرق الأوسط العارية سياسيا. وربط الكاتب البريطاني بين ما أسماه (ثورة الأرز) وهو الاسم الذي كانت أطلقته وزيرة الخارجية الأميركية كوندايزا رايس على الانتفاضة اللبنانية وطموحات الإدارة الأميركية بتغييرات ديموقراطية ملموسة في المنطقة، وقال "ثورة الأرز أسقطت حكومة كرامي المدعومة من سورية، كما أن الرئيس المصري حسني مبارك الذي يحكم البلاد منذ 25 عاما، دعا إلى استفتاء لتعديل الدستور يسمح بموجبه بتعددية المرشحين للرئاسة".

وتطرق المعلق البريطاني أيضا إلى الانتخابات البلدية في المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن هذه التطورات الدرامية السريعة تذكّر تماما بـ "ربيع براغ" جديد "ولكن في العالم العربي"، وقال أن نجاح تجربة الانتخابات البرلمانية في العراق كانت تعتبر إيذانا بفجر ديموقراطي جديد في المنطقة.

ونقل كوغلن عن مصدر سياسي أميركي في البيت البيض قوله "لا يمكنك التكهن بقدرة الحرية على الانطلاق سريعا، ففي اللحظة التي ينطلق فيها الجني من قمقمه، فإنه من الصعب إعادته ثانية إليه، فالناس ينظرون إلى ما تحقق في العراق ديموقراطيا، وهم يسألون: ما دمتم فعلتوها هناك، فلماذا لا تفعلونها هنا في سورية؟". ويقول المعلق البريطاني "إلى اللحظة فإن ما فعله الرئيس بشار الأسد على طريق الحرية، هو قراره الأسبوع الماضي تسليم سبعاوي إبراهيم الحسن الأخ غير الشقيق لصدام حسين و29 آخرين إلى قوات التحالف في العراق".

ويتناول المعلق البريطاني في مقاله التحليلي الطويل بعض الحقائق التي ستقود على تغيير حقيقي في سورية على أرض الواقع، ليس أقلها كما يقول "رعاية سورية للإرهاب، وهي عامل مهم في الوقوف ضدها، وصولا إلى رغبة الشعب اللبناني في التحرر، حيث تعود هذا الشعب الفرانكفوني التفكير على نسائم الحرية، وهم ظلوا على الدوام يرون في المحتلين السوريين على أنه "من الفلاحين العرب"، يذكر أن صفة الفلاحين عند المتمدنين تعتبر "صفة دونية ولا احترام لها".

أخيرا، يتحدث الكاتب البريطاني وبشكل موثق عن العلاقات بين العراق وسورية تحت حكم حزب البعث والخلافات بينهما، كما يلقي الضوء على شخصية الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي قال أن "هذا الضابط الذي يكاد يكون غير معروف بين أقرانه تمكن من الوصول إلى السلطة وبسط هيمنته على البلاد، حتى أنه أصبح أيضا عامل تهديد لحكم البعث في العراق، وسعى طويلا لتحقيق ذلك".

[سيد مرحوم]

[align=center]
فضل الله يحذر من وجود مخطط يستهدف المقاومة وامتدادها الإقليمي [/align]
[align=center]
[/align]

سئل العلامة المرجع، السيّد محمد حسين فضل الله، في ندوته الأسبوعية، حول مسؤولية صناعة القوة في الواقع العربي والإسلامي، وبخاصة في هذه المرحلة؟

فأجاب: "أفسح الإسلام في المجال أمام العاملين في خطه أن يتلمسوا كل سبل الخير والصلاح التي تساعد على تماسك المجتمع الإسلامي من الداخل، وتزيده قوة في مواجهة الذين يسعون للاعتداء عليه، فأشار إلى أن العنصر الأول من عناصر القوة في المجتمع يتمثل في التماسك الداخلي الذي حرص على أن يحميه ويحفظه في مواجهة كل محاولات التفريق والتمزيق والتشتيت، كما حرص على شحذ كل الطاقات الفكرية والسياسية والاقتصادية التي تمثل عامل جمع ودعم لهذا التماسك.

ولما كانت القوة غير الغاشمة وغير الظالمة تمثل عنصر حماية ومنعة يحسب المعتدون حسابها ويرهبون من نتائج استخدامها، فقد شجع الإسلام على تشكيل هذه القوة التي لا تمثل العدوان في طبيعة حركتها، ولكنها تصنع حالاً من التوازن يجعل الآخر المعتدي يمتنع عن العدوان ويحسب حساباً للنتائج التي قد تترتب على عدوانه على ساحة المسلمين والمستضعفين، ومن هنا يبرز العامل النفسي بأهميته الردعية والاستباقية ومن حيث كونه عامل تلويح وتهديد بالاستخدام، لا من حيث تبرير أو تشريع الاعتداء، فاستخدام القوة في الإسلام ينطلق على أساس دفاعي ووقائي لا هجومي، وبعيداً عن العدوان، {ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}. وصحيح أن الإسلام شجّع سلوك السبل التي تجعل من الواقع الإسلامي واقعاً قوياً انطلاقاً من الفرد ووصولاً إلى الجماعة "المؤمن القوي خيرٌ من المؤمن الضعيف"، ولكنه رفض القوة التي تؤدي إلى انتفاخ الشخصية أو إلى الغطرسة والاستكبار أو الشعور بالاستعلاء، وجعل العدل هو الضابط والناظم لحركة القوة وفق القاعدة التي تؤكد حماية الضعفاء، ووفق الحديث الشريف: "إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً ولا معيناً إلا الله" و"ظلم الضعيف أفحش الظلم"، وعلى أساس القاعدة التي أكدها الإمام علي(ع): "الضعيف الذليل عندي قوي عزيز حتى آخذ له الحق، والقوي العزيز عندي ضعيف ذليل حتى آخذ منه الحق".

وكما جعل الإسلام العدل ناظماً لحركة القوة التي أراد لها أن تخضع للمنظومة الأخلاقية التي ركزها لحماية الإنسان، وجعل الوازع الأخلاقي عنصراً مساعداً في توجيه القوة وعدم الإفراط في استخدامها، وذلك فضلاً عن الوازع القانوني الذي يمثل سلطة القانون في الواقع لتخضع القوة لهذين الوازعين، وليتم توجيهها حيث يريد الله تعالى في حماية المظلومين وتركيز العدل في الأرض والتصدي للعدوان. وانطلاقاً من ذلك كله كانت دعوة الإسلام إلى المسلمين والمستضعفين في التصدي للقوى الظالمة وعدم الاستسلام أو الخضوع لها، بل الإعداد لمواجهتها: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة...}، والتعامل مع هذا الجبروت بذكاء ومرونة وواقعية، وصولاً إلى تغيير الواقع بأدوات الواقع، وعلى أساس أن في القوي نقاط ضعف، كما أن في الضعيف نقاط قوة، وبالتالي فعلى الضعفاء أو المستضعفين أن يعملوا لضرب القوي في نقاط ضعفه بدلاً من استدعاء نقاط ضعفهم للضغط على مواقع القوة في القوي...

ونحن عندما نتطلع إلى المشهد الإسلامي العام في هذه المرحلة وإلى الواقع العربي كله نجد أن أسباب ضعفنا تكمن في هذا التنازع الداخلي الذي أفضى إلى فشلنا السياسي والاقتصادي وإلى ذهاب ريحنا لحساب الريح الاستكبارية العاصفة القادمة على المنطقة من كل حدب وصوب، كما تكمن في تجذّر مسألة القطرية والإقليمية على حساب الاجتماع العربي والإسلامي العام، وإلى سريان مفعول اللعبة السياسية في جسد الأمة إلى المستوى الذي شغلت فيه في التفاصيل على حساب قضاياها الكبرى.

ولا شك في أن هذا الواقع كان من عوامل الإغراء التي ساهمت في جعل واضعي الخطط من المستكبرين يسعون للهرولة إلى المنطقة حيث لم تكتفِ الإدارة الأمريكية بكل ما استفادت منه من خيرات المنطقة العربية والإسلامية لحساب إسرائيل ولحساب مصالحها، ولم ترعوِ بعدما جعلت هذه الخيرات النفطية وهذه الثروات في المنطقة كبقرة حلوب لاقتصادها، بل عملت للسيطرة المباشرة، وهي تعمل في هذه الأيام لتوسيع نطاق هذه السيطرة إلى ما يجاور العراق وتخطط لذلك من خلال إرساء قواعد عسكرية كبرى في العراق، ومن ثم الامتداد بحركة "سلحفاتية" و"أرنبية" أخرى نحو إيران وسوريا وباتجاه كل مواقع الرفض في المنطقة.. إننا نحذر من أن التضخيم الإعلامي والسياسي الذي تتحرك به أمريكا وإسرائيل وبعض الدوائر الإعلامية والسياسية الأوروبية في ما هي المسألة النووية الإيرانية، والذي يستهدف انتزاع عناصر القوة التكنولوجية الإسلامية الإيرانية بما فيها العناصر المؤهلة لبناء القوة العلمية، لتبدأ بعد ذلك المرحلة الثانية من مراحل المشروع الأمريكي في المنطقة بالاستهداف العملي المباشر للمواقع التي تجاور العراق.

إن أمريكا تعمل ـ وفي هذه المرحلة بالذات ـ على استغلال كل الوقائع والأحداث وكل الأخطاء التي ارتكبت وترتكب للانقضاض على مواقع الممانعة المتبقية في الساحة العربية والإسلامية، وعلى الجميع الالتفات إلى ذلك وخصوصاً أولئك الذين يستغرقون في المسألة المذهبية أو ينفخون في نيران الفتنة بعيداً عن تلمسهم لنقاط الخطر الكبرى، وعلى المعنيين في الساحة اللبنانية على وجه التحديد أن يتنبهوا إلى ذلك ليرصدوا نتائج حركتهم في ما هي خطوات المشروع الأمريكي في المنطقة لا في ساحة مطالبهم الداخلية فحسب، وهذا ما يستدعي دقة غير عادية في الخطاب وفي أسلوب العمل السياسي يتناسب مع خطورة المرحلة، وهذا كله لا يوجه إلى فريق بعينه، بل إلى الذين يتحركون في خط الموالاة والمعارضة على السواء.

إننا نحذر من وجود مخطط يستهدف المقاومة في حركتها وفي امتدادها الإقليمي، ويسعى لإضعاف حركة الممانعة في المنطقة كلها ولا يستهدف بلداً بعينه أو طائفة لوحدها، بل إضعاف كل مقومات الصمود والمواجهة وهذا يتطلب استنفاراً سياسياً واقتصادياً وربما أمنياً بشكل متواصل، كما يتطلب سعياً حثيثاً لانتزاع عناصر الفتنة الداخلية بالعمل الدؤوب لكشف كل الجناة الذين أجرموا في حق الوطن والأمة وصنعوا أكثر من جريمة في ساحتيهما. وإذا كانوا يعملون على صياغة المنطقة بمشاريعهم التفكيكية، ويتطلعون إلى إعادة تركيب الدول والطوائف والمجموعات الدينية والسياسية على أساس حساباتهم، فإن علينا، في المقابل أن نعمل لصياغة واقعنا بمشاريعنا التوحيدية، وأن نعيد ترتيب أوضاعنا بما يمنعهم من الامتداد في خططهم الجهنمية ومشاريعهم العدوانية.

[سيد مرحوم]

[align=center]

اعتبر السلم الأهلي خطاً أحمر وحذر من أي اتصال بالعدو
نصر الله يدعو إلى حشد جماهيري غداً ضد التدخل الأجنبي ووفاء لسوريا [/align]
بيروت “الخليج”:

أشاد الأمين العام ل “حزب الله” حسن نصر الله في كلمته أمس (الأحد) بالخدمات الجليلة التي قدمتها سوريا للبنان ودورها في ايقاف الحرب الأهلية، وأعرب عن رفضه أن يتم الانسحاب السوري من البقاع الى داخل سوريا استناداً الى القرار الدولي ،1559 مشدداً على ان يتم ذلك وفق اتفاق الطائف. ودعا اللبنانيين الى التظاهر غداً (الثلاثاء) للتعبير عن الوفاء لسوريا، وكذلك للمطالبة بالاسراع في التحقيقات حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وتعبيراً عن رفضهم للتدخل الدولي المتمثل في القرار 1559 وكذلك رفضاً لأي “17 أيار” جديد في لبنان، وللتوطين، وتأكيداً لوجوب تنفيذ اتفاق الطائف.

وقال نصر الله في مؤتمر صحافي عقده امس عقب اجتماع رؤساء الأحزاب الموالية لسوريا ان المجتمعين تحدثوا عن محاور عديدة، أوردها على النحو التالي:

المحور الأول

ما يتعلق بالوجود السوري والانسحابات المزمع القيام بها. يجب أن أؤكد أن سوريا حكومة وشعباً وجيشاً وخصوصاً القوات السورية في لبنان كان لها خدمات جليلة وكبيرة في لبنان وقدمت انجازات وتضحيات خطيرة في لبنان لا يجوز ان يتجاهلها أي منصف وأي صادق وأي وطني، كل اللبنانيين يعرفون ان سوريا هي العامل الأساسي في ايقاف الحرب الأهلية وفي تحقيق الأمن والاستقرار وفي توحيد البلد وفي توحيد الجيش وساعدت بشكل أساسي في بناء مؤسسات الدولة.

اذا كان يمكن اليوم للقوات السورية ان تنسحب الى البقاع دون ان تحصل مشكلة في لبنان فبفضل انجازات سوريا في لبنان التي أسهمت وساعدت في بناء مؤسسات تمكّن اللبنانيين من الوقوف على اقدامهم والاعتماد على أنفسهم.

هناك أخطاء ارتكبت في لبنان تحدث عنها الرئيس بشار الأسد، ولكن للانصاف أيضاً لو وضعنا حجم الايجابيات والتضحيات والانجازات التي قدمتها سوريا في لبنان في كفة، والأخطاء التي ارتكبت باسمها في كفّة أخرى لرجحت كفة الانجازات والتضحيات والايجابيات. نحن معنيون كلبنانيين اليوم بأن نتقدم بالشكر الجزيل لسوريا قيادة وشعباً وجيشاً وحكومة على كل ما ضحّت به من أجل لبنان وأغلى ما ضحّت به هو دماء أبنائها من جنود وضباط الجيش العربي السوري والمخابرات السورية في لبنان. ونحن لا ننسى خصوصاً جيلنا على مدى عشرين عاماً كيف كان يعمل هؤلاء في الليل والنهار ويخاطرون بأنفسهم في ظلام الليل الدامس ليوقفوا قتالاً هنا وحرباً هناك ومعركة هنا واشتباكاً هناك. لذلك تقديم الشكر والاعتراف بالفضل هو من أقل الواجبات الوطنية ومن أقل الشيم والأخلاق التي عرف بها اللبنانيون على مدى السنين.

المحور الثاني

نحن ندين ونرفض أي محاولة لإذلال سوريا في لبنان، والحديث اليوم عن انسحاب مشرّف بعد سيل الشتائم التي أطلقت خلال الشهور القليلة الماضية غير كاف وغير مقبول، الحديث عن انسحاب مشرّف بحاجة الى خطوة ومبادرة أكبر من كلمات. واسمحوا لي في هذه النقطة الأخلاقية أن أكون قاسياً، لقد استخدم من الشتائم ضد سوريا في الأسابيع القليلة الماضية أكثر بكثير وهي الصديق الذي قدّم كل هذه المساعدة للبنان مما استخدم ضدّ العدو “الاسرائيلي” الذي اجتاح بلدنا واحتلّ أرضنا وارتكب المجازر، وعودة بسيطة الى الحضور الاعلامي والجو والكلام الاعلامي تؤكد هذه الحقيقة.

المحور الثالث

نحن نعتبر ان خطوة الانسحاب الى البقاع خطوة ايجابية وهي لمصلحة سوريا ومصلحة لبنان لأننا جميعاً حريصون على تنفيذ اتفاق الطائف بالكامل، واذا كانت هناك أسباب معينة منعت التنفيذ فمن المفترض أن نتجاوز هذه الأسباب.

بالنسبة الى بقاء القوات السورية في البقاع، يرفض المجتمعون وبالاجماع أن يكون خاضعاً للقرار 1559 ويجب أن يكون خاضعاً فقط لاتفاقية الطائف وبإرادة الدولتين اللبنانية والسورية اللتين تجتمعان وتحددان هذا الأمر على ضوء المصالح.

* المحور الرابع

نحن نشعر في الأحزاب والقوى اللبنانية بقلق تجاه الوضع السياسي القائم في لبنان ونتساءل هل يريد بعضنا في لبنان، وعندما نتحدث كأحزاب لا نتحدث من موقع السلطة لأن بعض هذه الأحزاب في السلطة، هل المطلوب أن يذهب لبنان الى الفراغ وأن تنهار مؤسسات الدولة الواحدة تلو الأخرى، هل المطلوب أن نصل الى مكان يقال فيه ان اتفاق الطائف لم يعد صالحاً وعلينا البدء من جديد، نحن معنيون جميعاً بأن نحمي مشروع الدولة ولا أتحدث عن رئيس أو حكومة أو مؤسسات محددة، لأن الدولة في لبنان هي التي تحمي الجميع، ليست الميليشيات التي تحمي طوائفها والجيش اللبناني والقوى الرسمية التي تحمي اللبنانيين، الدولة التي هي قادرة على حل الأزمات التربوية والسياسية والاقتصادية، والحل هو الانخراط في مشروع الدولة وفي مشروع حماية الدولة، واذا شعرنا ان هناك من يريد أن يعود الى ما قبل اتفاق الطائف، ومن موقع المسؤولية الوطنية الكبرى عن هذا البلد سوف نقف جميعاً له بالمرصاد.

* المحور الخامس

أكد المجتمعون وجوب كشف الحقيقة في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري واعتبار أن هذا الأمر أمر وطني جامع، الكل يطالب بكشف الحقيقة والاسراع في ذلك وسوريا ولبنان هما أول المستفيدين من كشف حقيقة اغتيال الشهيد رفيق الحريري لأنه قد يكون في اغتياله في هذا الظرف والمناخ السياسي فخ أو لغم كبير جداً ومؤامرة على لبنان وسوريا وهي كذلك بالتأكيد، ولا يجوز أن تكون هذه القضية قضية فئة محددة وأن تصادر هذه القضية.

* المحور السادس

نؤكد رفضنا عزل أي حزب لبناني ولبنان لا يقوم الا على كل أبنائه، يجب أن يكون هناك حوار وتوافق شامل وخصوصاً اننا نملك أساساً للتوافق وهو اتفاق الطائف الذي يجب أن نعمل على تنفيذ كل بنوده خصوصاً بعد لقاء المجلس الأعلى بين سوريا ولبنان. المرحلة الآن ليست مرحلة حوار بعض اللبنانيين مع سوريا وإنما مرحلة حوار اللبنانيين مع بعضنا بعضاً.

وبناء على كل ما تقدم، الأحزاب والقوى اللبنانية المجتمعة لن تكتفي بالحضور الاعلامي والسياسي وهي ترفع صرختها وصوتها في هذه المرحلة التاريخية المصيرية من حياة لبنان وسوريا والمنطقة، بل ستعبر عن رأيها من خلال الوسائل السلمية المختلفة سواء كانت اعتصامات أو تظاهرات أو تجمعات، وهي ليست رداً على أي تظاهرات أو تجمعات، كلنا نريد الحرية لبلدنا، الحرية الحقيقة والسيادة الحقيقية والاستقلال الحقيقي. لكن هناك عناوين أخرى حساسة جداً قد تكون موضع اختلاف أو اتفاق، حماية المقاومة على ما يبدو في ظاهر الحال اليوم هي نقطة اجماع وطني وهذه مسألة جيدة، رفض التوطين أيضاً على ما يبدو هو موضع اجماع وطني، سقف اتفاق الطائف المفترض أنه موضع اجماع وطني وهذه نقطة جيدة ومضيئة. إذ لو فتشنا عن نقاط الاجماع سوف نجد نقاط اجماع مهمة، ولكن تبقى هناك نقاط خلاف في المبدأ أو خلاف في التقييم أو خلاف في الشكل.

في كل الأحوال، قرر المجتمعون البدء بسلسلة تحركات شعبية تبدأ من العاصمة وتنتقل الى بقية المناطق اللبنانية، لن يكون هناك تجمع ثابت حتى لا يقول البعض إن هذا الأمر رد على ذاك، انما ستكون هناك تجمعات شعبية حقيقية وليست تجمعات رمزية.

وأنا أقول من الآن، والاعلاميون يفهمون هذه اللعبة جيداً، ونحن جزء منكم واشتغلنا “اعلام” أيام المقاومة. “قد ما بدكم ضيقوا الزوم وقد ما بدّكم وسّعوا الزوم” فيما سترونه من حضور شعبي يؤكد العناوين التالية:

سندعو يوم (الثلاثاء) الساعة الثالثة بعد الظهر الى تجمع شعبي جماهيري سلمي حاشد في ساحة الرئيس رياض الصلح قرب مبنى الاسكوا وليس في ساحة الشهداء أولاً احتراماً لعائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري واحتراماً للضريح والأضرحة وما فيها من شهداء ونحن نحترم، وأيضاً احتراماً للرأي الآخر في بلدنا، قرّرنا ألا يكون المكان هو ساحة الشهداء، وإن كان بإمكاننا أن نستعير ساحة الشهداء يوم الثلاثاء ونطلب أن “يزيحوا عنها”، لم نفعل ذلك...وسيكون اللقاء هناك. طبعاً شعاراتنا ستكون موحدة والعلم الوحيد الذي سيرتفع هناك أيضاً هو العلم اللبناني.

اذاً، باسم حزب الله وباسم الأحزاب والقوى اللبنانية المجتمعة هنا، أوجّه الدعوة الى كل اللبنانيين من كل الأحزاب ومن كل الطوائف ومن كل الفئات ومن كل المناطق الى هذا اللقاء وإلى هذا الحشد الجماهيري الواسع، رفضاً للتدخل الأجنبي المنافي للحرية والسيادة والاستقلال، وتنديداً بالقرار الفتنة ،1559 وشكراً ووفاء وتقديراً لسوريا قيادة وشعباً وجيشاً على انجازاتها الكبرى في لبنان، ومطالبة بكشف الحقيقية الكاملة في قضية اغتيال الحريري ومن قضى معه في تلك الجريمة، وتأكيداً على التزامنا بالسلم الأهلي والعيش المشترك ودفاعاً عن مشروع الدولة كمشروع يحمي اللبنانيين جميعاً ويعالج أزماتهم، وحماية للمقاومة واستمرارها كمدافع عن الوطن والكرامة، ورفضاً لأي “17 أيار” جديد في لبنان والمنطقة، ورفضاً للتوطين، وتأكيداً على وجوب تنفيذ اتفاق الطائف بكل بنوده من خلال حوار اللبنانيين وتلاقيهم، نحن على الموعد يوم الثلاثاء الساعة الثالثة بعد الظهر في ساحة الرئيس رياض الصلح قرب مبنى الإسكوا في وسط بيروت وبعدها في بقية المناطق إن شاء الله.

وسيكون اللقاء هناك، طبعاً شعاراتنا ستكون موحّدة والعلم الوحيد أيضاً هو العلم اللبناني.

وفي ردّه على أسئلة الصحافيين أكد نصر الله ازاءها امكانية حصول مواجهة في الشارع الثلاثاء قال ان السلم الأهلي خط أحمر، والأحزاب المشاركة معروفة بقدرتها الفائقة على التنظيم، ولن تكون هناك أي مشكلة على الاطلاق.

واعتبر ان هناك زلزالاً كبيراً حصل في لبنان هو اغتيال الحريري، وكنا كلنا بحاجة الى وقت للخروج من هذه الصدمة حتى نتمكن من التحرك على مستوى الشارع، وخطاب الأسد هو الذي دعا هذه القوى الى المسارعة وتنظيم اللقاء.

وعن مبرّر التحذير من حصول “17 أيار” جديد قال انه يتجلى في الوعد الأمريكي “الاسرائيلي” بالعمل بعد الانسحاب السوري على تحقيق السلام بين لبنان و”اسرائيل”.

وحول ممارسة الضغط الدولي لسحب سلاح حزب الله، أوضح أن أمريكا لا تريد سلاحاً في يد المقاومة في لبنان منذ زمن بعيد. أما المجتمع الأوروبي فلم يتخذ موقفاً حاسماً حتى الآن، ولكن ما سمعناه حتى الآن من كل قوى الموالاة والمعارضة اللبنانية انها كلها تجمع على حماية المقاومة.

وأكد إدانته لأي مظهر مسلح يخل بالأمن، واعتبر ان تصريح البطريرك مار نصرالله بطرس صفير بأن لبنان سيكون آخر دولة توقع اتفاقاً للسلام ينسجم مع موقفنا ويطمئن لبنان وسوريا على عدم وجود اتفاق “17 أيار” جديد، وأكد ان القوى الوطنية لن تسمح بانهيار مؤسسات الدولة، ويجب أن يتم تشكيل حكومة وطنية.

واعتبر ان من الوارد أن يقوم “بعض المعارضة” بالتفرغ لمسألة تجريد حزب الله من السلاح بعد انجاز الانسحاب السوري.

وفيما أكد أن حزب الله لا يمكن أن يتدخل في أي مسألة أمنية داخلية، وهو مجرد “مقاومة موجودة في الجنوب دفاعاً عن لبنان”، ودوره مساعدة الجيش اللبناني في الدفاع عن لبنان، اعتبر ان أي هدنة مع “اسرائيل” لن تحمي لبنان كما حصل بالنسبة لهدنة ال 49.

وحول موضوع إلغاء الطائفية السياسية، كما ورد مع اتفاق الطائف، اعتبر ان حل هذه المسألة يكون من خلال الحوار فيما بين اللبنانيين، وحزب الله جاهز لأن يقوم بمسؤوليته الوطنية من كل القضايا المطروحة، ودعا المعتصمين في ساحة الشهداء الى المشاركة في تظاهرة الثلاثاء لأنها ترفع نفس المطالب: “حرية وسيادة واستقلال”، ونتمنى ألا نرى هؤلاء الشباب واقفين في مواجهة الخروقات “الاسرائيلية”.

ودعا الدول العربية لا سيما السعودية ومصر اللتين طالبتا سوريا بالانسحاب، بتفهم موقف اللبنانيين من اتفاق الطائف والظروف اللبنانية، معتبراً ان الاستجابة الى المطالب الأمريكية تعد رضوخاً للمطالب “الاسرائيلية”، وطالب القادة السعوديين والمصريين بالوقوف وقفة تأمل ازاء ما تدعو إليه أمريكا وما تريده “اسرائيل” والتطابق بين موقف الدولتين.

وحول الطرح الذي تقدمه بعض التيارات المعارضة وينص على ايجاد صيغة للتواجد في الجنوب تكون بديلة عن المقاومة حتى لا يبقى قرار السلم والأمن بيد حزب الله، قال: “المقاومة تعمل ضمن استراتيجية الدولة وكل مَن يطالب بنزع سلاح المقاومة هو خارج هذه الاستراتيجية”. معتبراً انه اذا أصبحت المقاومة تابعة للجيش كلواء مستقل فإن ذلك ينال من خصوصية المقاومة، ويؤدي بالتالي الى تنفيذ “اسرائيل” اعتداءاتها على مؤسسات الدولة. ويجعل الدولة تتحمل مسؤولية أي عمل تقوم به المقاومة ضد العدو “الاسرائيلي”، مشدداً على أن قوة المقاومة تتجلى في قدرتها على حماية لبنان.

وأضاف: “نحن نرفض أخذ الشارع الى الصدام، لقد كانت الأحزاب وفي مقدمها حزب الله قادرة على تنفيذ تظاهرة الاثنين (اليوم)، ولكننا قرّرنا أن تكون التظاهرة (الثلاثاء) احتراماً للمعارضة التي دعت قبل ايام الى التظاهر يوم الاثنين، كما غيّرنا مكان التظاهرة منعاً لأي احتكاك أو صدام في الشارع.. فليبتعد كل طرف عن الآخر، وليقل كل طرف ما يريد”.





الأسئلة المباشرة بعد كلام نصرالله



بيروت “الخليج”:
بعد ساعات على اعلان الرئيس السوري بشار الأسد سحب القوات السورية الى البقاع ثم الى الحدود اللبنانية السورية بعد الاتفاق في المجلس الأعلى اللبناني السوري، يرى مراقبون ان كلام أمين عام حزب الله حسن نصرالله دشّن الهجوم المضاد لما أسموه حلفاء سوريا والذي كان متوقعاً شكلاً ومضموناً.

فالرئيس السوري، وفق هؤلاء المراقبين، الذي رسم بالانسحاب اعادة انتشار سياسي على الساحة اللبنانية تاركاً للبنانيين معالجة بند المقاومة وما سماه البند المستور: التوطين، أعاد الموضوع الى أصله وأهله فقرر “حزب الله”، بعد طول ترقب، النزول الى الشارع مع الأحزاب والقوى الحليفة يوم غد رفضاً للتدخل الأجنبي ووفاء لسوريا في سلسلة تحركات شعبية تبدأ في العاصمة على أن تنتقل الى بقية المناطق.

ورغم حرص السيد نصرالله على التشديد على ان التحرك الجماهيري السلمي ليس في مواجهة حشد المعارضة، فإن واقع الأمر، على حد ما يقوله المراقبون أنفسهم، يشير الى أن استخدام سلاح شارع مقابل شارع بدأ، فإذا كان يوم الاثنين سجل باسم المعارضة فإن الثلاثاء سيكون للموالاة وحلفاء دمشق. كما ان ساحة الشهداء ستقابلها ساحة رياض الصلح، في حين أن العلم اللبناني والمطالبة بكشف الحقيقة في اغتيال الرئيس الحريري هو ما يجمع بين الحشدين.

وفي حين أن حشد الثلاثاء سيسبقه اجتماع المجلس الأعلى اللبناني السوري، وستلحقه الاستشارات النيابية الأربعاء المقبل، فإن سلسلة من الأسئلة، عشية المجلس الأعلى وبعد جواب الرئيس السوري على الضغوط الدولية، تطرح نفسها مباشرة، ومنها:

ماذا لو طلب الطرف اللبناني غداً بقاء القوات السورية في البقاع الى أمر محدد، كما طلب السيد نصرالله اليوم؟

هل سيصر الرئيس السوري على الانسحاب الكامل رغم الطلب اللبناني؟

متى يكون الانسحاب الكامل، ووفق أي آلية؟

ما شكل الحكومة المقبلة، وكيف ستتعامل معها المعارضة؟

الأجوبة عن هذه الأسئلة للأيام المقبلة، أما الكلام أمس فكان للسيد حسن نصرالله.

[نصير المهدي]

محور الكلام يا اختنا الكريمة .. هو الإرهاب الذي يذبح الأهل .. وقد تناولت سوريا من هذا الباب .. ومادام هو الإرهاب الذي يذبح اهلنا .. فلماذا نغض الطرف عن مصادره كلها بدون استثناء .. هذا ان اردنا ان نصدق ما تسوقه ماكينة الدعاية الأمريكية وتوابعها في العراق وبالبساطة نفسها التي يستخفون بها بعقولنا .. واريد ان اترك العقل جانبا واقول ان سوريا بريئة من هذه اللعبة الأمريكية حتى تستطيع حكومتها المنصبة في بغداد ان تقدم ادلة ملموسة وكافية وليس مجرد اعترافات تذاع في تلفزيون الحكومة .. ويمكن لمن يمتلك السلطة والقوة والقهر ان يضيف على لسان سجنائه ما يشاء .. الا اذا اردنا ان نأخذ بهذه الطريقة حجة دامغة .. وعندها لابد ان يكون كل ما كان يذيعه صدام من اعترافات صحيح وحجة .. نعم سيكون ما تقوله اجهزة الدعاية الامريكية عن دور سوريا في العراق صحيحا بعد ان تثبت صحة ما قالته عن الصواريخ العراقية التي يمكن ان تضرب اوربا .. والطائرة العراقية بدون طيار التي يمكن ان تصيب اي مكان في العالم .. واسلحة الدمار الشامل التي قال عنها كولن باول في خطابه امام مجلس الأمن بأن قنينة بحجم الاصبع منها قادرة على محو العالم .. وهاهو يقول منذ ايام بأنه يصاب بخيبة الأمل كلما تذكر خطابه ذاك ..
ما اردت قوله هو ان هناك ماكينة دعاية رهبية ولديها كل الأمكانات وتريد ان توجه عقولنا وافكارنا وانظارنا في اتجاه معين .. والغريب اننا لا نريد ان نفكر في اي دور امريكي مع ان امريكا كما تفضلت بلد يحتل العراق .. ويمكن ان يكون وراء الكثير .. الكثير من اعمال الإرهاب والقتل والفوضى لتبرير بقائها في العراق .. اليس كذلك .. ولعل حادثة تحرير الصحافية الايطالية الطازج يثير الكثير من التساؤلات المشروعة .. ومن بينها كيف استطاع رئيس شعبة خاصة في الاستخبارات الايطالية الدخول الى العراق .. والوصول الى الخاطفين .. والتفاوض معهم .. واطلاق سراح الرهينة .. وحملها الى مطار بغداد .. ولم تكتشف امريكا كل ذلك .. ولم يوصلها ذلك ايضا الى خط واحد على الأقل من خطوط الارهابيين ..
ويمكن ان تثار اسئلة كثيرة على هذا المنوال عن كل حادث اجرامي ارهابي يرتكب في العراق .. ومن بينها جريمة الحلة الأخيرة .. وقد عرضت قنوات الفضائيات حديثا للمواطنين يقول بأن هذا الشارع كان مغلقا ولم يفتح الا في يوم التفجير .. فكيف وصل الخبر بهذه السرعة الخارقة الى الارهابيين .. بحيث اعدوا عدتهم ووجهوا مجرمهم نحو هذا الهدف ..
على ان القول بأن لا ننسى بأن سوريا تمشي وراء مصالحها فيه الكثير من الاجحاف لما قدمته سوريا للعراقيين .. حينما ضاقت بهم الأرض والسماء ولم تحتضنهم بلاد اسلامية او شيوعية او قومية أو رأسمالية وقد تحملت سوريا من اجل ذلك عبئا أمنيا وسياسيا واقتصاديا .. ويصح القول لو ان سوريا كانت تستخدم مئات الآلاف العراقيين الذين قطنوا سوريا وقدمت لهم مالم تقدمه لأبنائها في مواجهة النظام العراقي .. او انها ابتزتهم مقابل ايوائهم .. او حتى طلبت من اي عراقي ان يعلن ولاءه للنظام في سوريا على الطريقة التي كان يتعامل فيها نظام صدام مع اللاجئين السوريين في العراق .. اما ان يستفيد نظام سوريا من نظام صدام فهذا امر طبيعي ومشروع كما بين اي دولتين .. المهم ان ذلك لم يتم على حساب ابناء الشعب العراقي الذين احتضنتهم سوريا ..
وقد اشرت الى الازدواجية التي تتناول فيها وسائل الاعلام العربية الوضعين في العراق وسوريا .. وما تخفيه هذه الازدواجية خلفها من معان .. وقد كفانا الاخ سيد مرحوم بالمقال المنقول حقيقة دوافع الاعلام العربي ..

[سيد مرحوم]

[align=center]مخاوف على لبنان من مشاريع الفتنة و"اسرائيل" وواشنطن تحرّضان على "حزب الله"

سوريا تبدأ الانسحاب وأمريكا تهيّئ لتدخل دولي [/align]

دمشق، بيروت، واشنطن "الخليج"، حنان البدري:

بدأت تتضح معالم مخطط امريكي لجر لبنان الى غياهب المجهول، وبتنسيق مع “اسرائيل”. وأكدت مصادر امريكية ل “الخليج” في واشنطن امس (الاثنين) ان الولايات المتحدة تتجه بقوة الى دعم تدخل عسكري دولي في لبنان لسد ما سمته الفراغ الأمني الذي سينجم عن انسحاب القوات السورية التي اعلن الرئيسان السوري بشار الاسد واللبناني اميل لحود في دمشق امس سحبها الى البقاع قبيل نهاية الشهر الجاري، من دون تحديد موعد للانسحاب الكامل. وقالت المصادر ل “الخليج” ان واشنطن وعدداً من حلفائها الاوروبيين باتوا مقتنعين منذ اكثر من اسبوع بأن سوريا لا ضلع لها في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، بدليل توقف الحملات التي حملتها مسؤولية اغتياله. لكن منظمات امريكية موالية ل “اسرائيل” بدأت تروج لمزاعم تربط “حزب الله” اللبناني بالحادث. وحذر دبلوماسيون عرب في العاصمة الامريكية ومقر الامم المتحدة بنيويورك من ان تلك المزاعم وادعاء “اسرائيل” بوجود قوات ايرانية في لبنان ومطالبتها بنزع سلاح “حزب الله” تهدف الى إشعال الفتنة مجدداً وتحويل لبنان الى ساحة حرب.
وقال ادجار فازجويس المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ل “الخليج” امس في اعقاب اعلان مقررات قمة دمشق، “ان موقفنا لم يتغير ومازلنا نتوقع انسحاباً سورياً عسكرياً واستخبارياً كاملاً من لبنان طبقاً للقرار الدولي الرقم 1559”.

وحول ما تردد عن رغبة امريكية في اشراف عسكري دولي على لبنان، قال فازجويس: “ان الولايات المتحدة ستنظر في هذا الموضوع عندما يحين وقت ذلك”.

واعتبر وزير خارجية الكيان الصهيوني سيلفان شالوم امس ان “حزب الله” يمثل تهديداً رئيسياً لاستقرار المنطقة، وأعلن البيت الابيض امس ان واشنطن تطالب ب “تفكيك” الحزب. فيما يترقب الشارع اللبناني اليوم (الثلاثاء) اعتصاماً حاشداً ينظمه “حزب الله” في بيروت.

وقرر الرئيسان السوري واللبناني في دمشق أمس سحب القوات السورية المنتشرة في لبنان إلى سهل البقاع قبل نهاية مارس/ آذار الجاري، من دون تحديد موعد للانسحاب الكامل الذي ترك للجنة عسكرية لبنانية سورية. وقال بيان أصدره المجلس الأعلى السوري اللبناني الذي يضم رئيسي البلدين مع كبار القادة، انه تقرر “سحب القوات العربية السورية المتمركزة في لبنان إلى منطقة البقاع ومدخل البقاع الغربي في ضهر البيدر حتى خط حمانا المديرج عين دارة، وذلك قبل نهاية شهر مارس/ آذار 2005”.

وحرص البيان على التأكيد ان هذا الانسحاب الى البقاع يتم “انطلاقا مما نص عليه اتفاق الطائف(...) ومعاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق” الموقعة عام 1991 بين البلدين و”انطلاقا من الالتزام بميثاق الأمم المتحدة واحترام قرارات الشرعية الدولية”. وتجنب البيان وضع مهلة زمنية لوجود القوات السورية في البقاع، إلا أن لجنة عسكرية لبنانية سورية ستتخذ قرارا بشأن هذا الوجود ومدته “بعد شهر من إنهاء الانسحاب إلى البقاع”.

وأعلن مسؤول في الجيش اللبناني، أن الانسحاب نحو البقاع لن يبدأ قبل اليوم (الثلاثاء). لكن شهوداً ذكروا أن قافلة عسكرية سورية تضم تسع شاحنات وسيارتي جيب شوهدت تسلك طريق بيروت دمشق الجبلية متجهة إلي البقاع. وأفاد شهود آخرون بأن القوات السورية بدأت تفكيك مواقع في الجبال القريبة من بيروت.

وجددت فرنسا وألمانيا المطالبة بانسحاب كامل من لبنان. واعتبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان من حق كل طرف في لبنان التعبير عن موقفه، شرط ان تكون الطريقة ديمقراطية، في اشارة الى التحركات الشعبية التي دعا اليها “حزب الله”، الذي اعتبره وزير الخارجية “الاسرائيلي” سيلفان شالوم التهديد الرئيسي لاستقرار المنطقة.

ويترقب الشارع اللبناني اليوم التظاهرة الحاشدة التي ينظمها “حزب الله” في بيروت، فيما احتشد نحو 150 ألف شخص امس (الاثنين) في ساحة الشهداء وسط بيروت تلبية لدعوة قوى المعارضة اللبنانية للاعتصام والمطالبة بتحقيق المطالب التي ترفعها، وهي: الانسحاب السوري الفوري من لبنان، وإقالة قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية.

وتوقعت مصادر مطلعة ان يعقب اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة اللبنانية السورية غداً (الاربعاء) انسحاب ثلاثة أفواج من القوات السورية في لبنان الى داخل الاراضي السورية، وهي فوجان في الجبل وثالث في الشمال.

وافادت معلومات اخرى بأن لحود بحث مع رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري وعمر كرامي ونائب رئيس الحكومة عصام فارس ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية لأن البديل عنها سيكون حكومة من “لون أحمر واحد” حتى لا تتعطل مؤسسات الدولة. وعلم ان فارس سيزور البطريرك الماروني نصرالله صفير اليوم لحضه على القيام بدور في تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وأكد المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان امس ان الولايات المتحدة متمسكة بضرورة ان يشمل الانسحاب السوري القوات والاستخبارات معاً طبقاً للقرار الرقم 1559 الداعي الى سحب “كل القوات الأجنبية” وذكر ان ما تفعله سوريا يوضح “التزامها بالطائف وليس بالقرار الرقم ،1559 وهذا نصف المطلوب من سوريا”.

وانتقد المتحدث باسم البيت الأبيض سوريا وايران، قائلاً: “ان عليهما ان تغيرا سلوكهما، ولا سيما ما يتعلق بدعم المنظمات الارهابية”. وأضاف ان هاتين الدولتين سبق ان دعيتا الى التحرك لكنهما لم تفعلا شيئا. وأكد ان واشنطن تعتبر “حزب الله” اللبناني “منظمة ارهابية ينبغي تفكيكها”.

وأكدت مصادر امريكية ل “الخليج” امس ان الرئيس جورج دبليو بوش سيخصص معظم خطابه اليوم (الثلاثاء) امام “جامعة الدفاع الوطني” للحديث حول السياسات الامريكية تجاه الشرق الأوسط، ولا سيما الأوضاع في لبنان.

وأكدت مصادر امريكية ل “الخليج” امس نية الولايات المتحدة في دعم موقف داع الى تدخل دولي في لبنان لسد ما يوصف بالفراغ الأمني الناتج عن انسحاب القوات السورية في لبنان، ولتحقيق ما سمته التوازن بين “ميليشيات حزب الله” على حد تعبير تلك المصادر التي قدرت قوامها ب 60 الفاً وبين القوات اللبنانية.

وأكدت ان واشنطن وعدداً من حلفائها الأوروبيين باتت لديهم قناعة منذ اكثر من اسبوع بأن سوريا غير ضالعة في حادث اغتيال رئيس الوزراء السابق الحريري بدليل وقف حملاتها التي تتهم سوريا بالوقوف وراء الحادث. وجاءت تلك التصريحات بينما بدأت منظمات موالية ل “اسرائيل” تروج للربط بين “حزب الله” وحادث اغتيال الحريري، وهو ما حذر منه دبلوماسيون عرب في العاصمة الامريكية وفي الامم المتحدة، واشاروا الى ضرورة الربط بين تصريحات السفير “الاسرائيلي” في واشنطن داني ايالون الذي طالب بمغادرة ما قال إنها قوات “الحرس الثوري” الايراني من سهل البقاع وبنزع سلاح “حزب الله”. وقالوا ان هذه الشائعات الخبيثة تستهدف اشعال الفتنة مجددا في لبنان، وتحويله الى ساحة حرب.

وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الامريكية قد اكد ل “الخليج” امس عقب لقاء الرئيسين اللبناني والسوري ان الموقف الامريكي الداعي الى انسحاب سوري فوري وكامل من لبنان لم يتغير. وقال المتحدث ادجار فازجوليس: “موقفنا لم يتغير وما زلنا نتوقع ان تسحب سوريا فورا وبالكامل قواتها العسكرية والاستخبارية من كامل لبنان طبقا للقرار رقم 1559”.

وحول تصريحات السفير “الاسرائيلي” بواشنطن ايالون التي طالب فيها بنزع سلاح “حزب الله” واعتباره اخطر منظمة ارهابية وبسحب ما زعم انه عناصر “الحرس الثوري” الايراني من سهل البقاع قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ل “الخليج”: “نحن نصر على ان لبنان يجب ان يكون حراً وخالياً من التدخلات الاجنبية كافة”.

وحين اشارت “الخليج” الى ان “حزب الله” لبناني وليس اجنبياً اكد المتحدث “ضرورة ان تنظر كل من الحكومتين السورية واللبنانية الى مصالح الشعب اللبناني ورغبته”.

وأضاف: “ان اللبنانيين يجب ان يكونوا احرارا من التخويف والتهديد بالعنف”.

[سيد مرحوم]

[align=center]تحليل إخباري ... "حزب الله" و"الموالاة" يعملان لإظهار حجم "الشارع" الآخر [/align]


بيروت - “الخليج”:

لم يكن مفاجئاً للموالين والمعارضين على حد سواء، أن يخرج الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله بالدعوة باسم الأحزاب والقوى المحسوبة على سوريا، إلى تظاهرة اليوم، التي جاهر في مؤتمره الصحافي أمس الأول، بأنها ستكون خارجة عن المشهد المألوف للتظاهرات والمسيرات، وهو بذلك يعد بعدد يتجاوز وفق تقديرات الحزب ال”300 ألف متظاهر”.

ولم يكن مفاجئاً أن يخرج نصر الله عن الموقف الهادئ نسبياً، الذي تحصن فيه منذ أن بدأت المعارضة تعلي من حركتها وترفع صوتها، حتى بدت كأنها هي التي باتت تمسك بكل الشارع اللبناني في مقابل السلطة التي لسواها. فالرجل هو المؤهل ليكون نجم الموالاة وقطب الرحى فيها، ومحورها الناظم لحركتها، نظراً لما يتمتع به من صدقية كرمز قيادي، ولما لحزبه من حضور ورصيد معنوي.

وهو في الوقت عينه الشخص الموثوق في نظر المعارضة، فهي تحسب له ألف حساب لذا فهي حاولت منذ البداية أن تجعله خارج مرمى سهامها. وتذهب مصادر “حزب الله” إلى القول بأن المعارضة لجأت منذ بداية تحركها إلى اتباع سياسة الترغيب والترهيب مع الحزب، فهي في الوقت الذي كانت تركز في دعواتها العلنية على تحييد الحزب وتدعوه إلى أن يكون في صفوفها أو على الأقل خارج دائرة الموالاة، كانت في القنوات غير المرئية تحذره من الانضمام إلى المدافعين عن الحكم والوجود السوري.

“حزب الله” كما تقول مصادره القيادية ل”الخليج” لم يكن غائباً بطبيعة الحال عن كل هذا الواقع المستجد على الساحة اللبنانية أو لم يكن ليغمض عينه عن تداعيات ما هو حاصل، ويعده أمراً عابراً. ولكن كانت له نظرتان أو رأيان، الأول في مرحلة ما قبل حادث اغتيال الرئيس رفيق الحريري والثاني ما بعد هذا الحدث “المزلزل” برأي الحزب.

فقبل الحدث المفاجئ الذي غيّر كل المعادلات والرؤى والقراءات، كان الحزب ينظر بعين الجدية لتحرك المعارضة وإلى تنامي تيارها خصوصاً بعد انضمام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط إليها. وهو بدأ جهود وساطة للحيلولة دون ذهاب جنبلاط مع المعارضة، أي مرحلة اللاعودة، فحاول عبر السيد نصر الله شخصياً إصلاح ذات البين بين جنبلاط ودمشق نظراً لعلاقته الجيدة بالطرفين. لكنه فوجئ، بأن جنبلاط غير جاد بالتجاوب مع هذه الوساطة، وأن دمشق بالأصل يائسة من إمكان عودة “حليفها الضال”. ولئن أجبرت التطورات السيد نصر الله على إيقاف وساطته، فإن الحزب دأب على التعاطي مع حركة الاعتراض المتنامية بدعوة المعارضة إلى الحوار تحت سقف الطائف، وعدم الاحتكام للشارع لأن ذلك أمر لا يفضي إلى نتيجة.

وضمناً كان الحزب يعتقد بأن المعارضة ترفع وتيرة تحركها لأنها تريد أن تعرض حضورها قبيل الانتخابات ليكون لها بعد فتح صناديق الاقتراع حضور مميز في المجلس النيابي المقبل. وعليه كان الحزب يرجئ كل الأمور إلى موعد الانتخابات العامة، ليكون الجمهور العريض هو الفصل والفيصل.

لكن هذه النظرة تغيرت بعد اغتيال الحريري، إذ لاحظ بوضوح ان المعارضة تسللت إلى دارة الرئيس الشهيد لتسيطر عليها، ثم تحصنت بالقرب من ضريحه في ساحة الشهداء لتخوض معركة ذات شقين، الأول القول بأنها هي التي تمثل الشعب اللبناني أو سواده الأعظم، والثاني أن قاعدة الحريري وجمهوره العريض منخرطان في صفوفها، وبالطبع لم تنفع نداءات نصر الله خصوصاً في يوم عاشوراء، بالعودة إلى الحوار، وبعدم اللجوء إلى أسلوب عزل الآخر، وحيال التصعيد الذي مارسته المعارضة في الأيام التي تلت الاغتيال خصوصاً تجاه الوجود العسكري السوري كان “حزب الله” يمارس أقسى درجات ضبط النفس ويفرض على قاعدته وجمهوره القعود وعدم الوقوع في ردات الفعل لأسباب عديدة أبرزها:

- إن دماء الحريري لم تجف بعد وأن المطلوب الحيلولة دون أي فتنة داخلية.

- إن الحزب والقوى المتحالفة معه لا يمكن أن تبدو في مظهر الداعي لإبقاء القوات السورية في لبنان.

- إن الحزب حريص كل الحرص على السلم الأهلي لأن الفوضى والفتنة ستؤثران في المقاومة ودورها في الجنوب.

وهكذا وبعد قرار الرئيس السوري بشار الأسد الانسحاب من لبنان، وبعدما استقالت حكومة الرئيس عمر كرامي وبلغت محاولة الاستفادة من استثمار عملية اغتيال الرئيس الحريري أقصاها لدى المعارضة، وتأكد للحزب بالدليل الحسي أن “إسرائيل” استفادت من حال الفوضى لتمد يدها إلى المعارضين خفية فيردون على التحية بأحسن منها. بعد كل تلك المعطيات بدأ الحزب بحركته الاعتراضية على الأرض وفي السياسة، وهكذا أطل السيد نصر الله مساء الأحد الماضي بخطاب حمل من المضامين والأبعاد ما لا يمكن للموالاة إلا الانضواء تحت لوائها، وما لا يمكن للمعارضة الاعتراض عليه أو عده خروجاً على ثوابت تنادي هي بها خصوصاً وأنه الرجل الذي بقي طوال الفترة الماضية فوق كل شيء.

والثاني أن يكون التحرك الكثيف والفاعل للمعارضة مع بروز معطيات جديدة تمثلت بالدخول الأمريكي المباشر على خط الوضع عبر مكوث مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية ديفيد ساترفيلد في بيروت لأربعة أيام، إنما هو بداية مرحلة جديدة للبنان عنوانها فتح الداخل اللبناني على مستجدات مثل طلب قوات أجنبية لحماية الوضع اللبناني.

وهذه مخاوف جدية تتملك الحزب خصوصاً بعد صدور القرار 1559 وبعد الدعوات، التي أطلقها البعض في المعارضة في إعقاب اغتيال الحريري، إلى حماية دولية للبنان أو وصاية أجنبية عليه. وبناء على ذلك فالحزب يضمر خوفاً من أن تكون الدعوات إلى عدم التجاوب مع إجراءات تشكيل حكومة جديدة، أو رفض إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، مقدمة لازمة لحصول فراغ سياسي في لبنان قد تبادر واشنطن أو باريس أو العاصمتان معاً إلى ملئه لاحقاً.

وإزاء كل هذه المخاوف لا يكتم الحزب قلقاً جدياً من المخاطر الآتية تحت راية القرار 1559 لذا فهو لن يقف وحلفاؤه، من الآن فصاعداً مكتوف الأيدي حيال خطوات المعارضة في الذهاب بعيداً في مجاراة “لعبة” أنها هي التي تسيطر على الشارع تماماً، وإن لا أحد يعارضها، إلا السلطة المتداعية الأركان. والحزب في كل ذلك يراهن ضمناً على إمكان تحييد قسم من المعارضة وفد إليها حديثاً خصوصاً بعد اغتيال الرئيس الحريري، لأنه يعرف تاريخ هذا القسم. ومهما يكن من أمر فثمة بعد تظاهرة اليوم، إذا ما حصلت، مرحلة أخرى في لبنان عنوانها عدم الاستكانة إلى فعل المعارضة والاكتفاء برد الفعل عليها، والهاجس في كل ذلك المحافظة على السلم الأهلي وانجازات اتفاق الطائف.

[سيد مرحوم]

[align=center]حسن نصر الله يحشد رقما قياسيا من اللبنانيين[/align]

فداء عيتاني GMT 1500 2005 الثلائاء 8 مارس


[align=center][/align]

فداء عيتاني من بيروت: "مفاجأة مفاجأة" لافتة رفعها بالانكليزية اليوم الثلاثاء معتصمون موالون للسلطة اللبنانية وسورية، منذ الصباح كانت الساحة بدأت تشهد وصول الحشود من بيروت والمناطق، ووصل الحشد إلى رقم غير مسبوق لبنانيا، لقد تمكنت دعوة حسن نصر الله الامين العام لحزب الله من انزال ما يقارب ربع الشعب اللبناني في لحظة سياسية واحدة إلى الشارع، وان كان الكلام السياسي لحسن نصرالله يؤكد ان الأمر ليس حشدا مقابل حشد، وان التجمع أيضا سيتم تحت العمل الوطني اللبناني وان المطالب ستكون بعدم التدخل الاجنبي الاميركي والاسرائيلي في الشأن اللبناني، اضافة إلى المطالبة بمعرفة الحقيقة حول مقتل رفيق الحريري في الرابع عشر من شهر شباط (فبراير) الماضي، فان حسن نصر الله حشد مقابل وبوجه المعارضة ما يمكن ان يعد رقما قياسيا يسجل في كتب التأريخ وفي كتاب غينيس أيضا.

وعلى الطريق الدولية في منطقة ضهر البيدر كان الجنود السوريون يحيون الحافلات التي تنقل الالاف من المشاركين في الاعتصام الذين يرفعون الاعلام اللبنانية وصور حسن نصرالله والرئيس السوري بشار الاسد، هذه المرة كانت معنويات الجنود مرتفعة في مواقعهم الجبلية العالية ويرسمون شارات النصر للمواطنين اللبنانيين، بينما كان بعضهم يفكك مواقع عسكرية في عمق مناطق الجبل.
[align=center][img]://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Politics/2005/3/thumbnails/T_aa44ad27-8094-40f5-965f-036c500b3df7.gif[/img][/align]

"مفاجأة مفاجأة" تقول اللافتة، ومن رقم الحشد كان الأمر يبدو مفاجأة للجميع، كان الحشد الكبير يتجاوز ارقاما لم ترى من قبل، وكانت تدابير حزب الله الامنية في مكان الاعتصام اكبر من كل الاجراءات السابقة، وكعادة حزب الله المليء بالمفاجآت حين حان موعد كلام حسن نصر الله ظهر من على شرفة منزل مقابل المنصة الرئيسية التي القى الجميع عليها الخطب، في تدبير امني للحزب حفاظا على سلامة امينه العام.

تفكيك مواقع

في الصباح كانت دوريات الجيش السوري تسير على بعض طرقات جبل لبنان التي تربط بيروت بالبقاع عبر الجبل اللبناني، هذه الدوريات لم تكن لتظهر في الايام الماضية، ولكن اليوم لسبب ما كانت تسير هنا وهناك، وفي مقابلها كانت عشرات من السيارات تسير باتجاه واحد، نزولا نحو بيروت ويرتفع منها العلم اللبناني، وفي منطقة ضهر البيدر كانت الحركة السورية تساوي صفر: الجنود في مواقعهم والحراسة ليست أكثر من المعتاد، وفي موقع مشرف تقف الية للجيش اللبناني تابعة لسلاح الاشارة في فوج التدخل الثاني، ليست أكثر من نقطة مراقبة واتصال، بينما كانت المواقع السورية في منطقة عين دارة إلى جنوب ضهر البيدر في منطقة الجبل يخلى من الجنود.

"اتت اوامر باخلاء الموقع، ثم اتت اوامر بالعودة إلى الموقع" يتحدث جندي كان بعيدا عن موقعه حين حاولنا الدخول، وبعد ان لحق بنا حاول منعنا من الحصول على صور الموقع الخالي، "الاوامر تمنع الصحافيين، ممنوع التصوير" ويحاول التخلص منا بسرعة، وبعد ان نخرج من الموقع شبه الخالي يصل ضابط سوري إلى الموقع، وبعد ربع ساعة يصل فريق تقني من الجنود السوريين وتبدأ عملية تفكيك اجهزة الاتصال والكابلات وبعض المعدات بينما تقف آليتان احدهما مدرعة والاخرى شاحنة في الموقع دون جنود.

مواقع عسكرية اخرى منتشرة في محيط منطقة عين دارة، رجل من القرية يقول "اذا انسحبوا من الجبل فيستمركزون هنا، لدينا الان خمسة آلاف جندي، وعندها سيتضاعف العدد". نبرة العداء لسورية تبدو واضحة لدى الرجل الذي يدير محالا تجاريا متواضعا، وفي منكان اخر وعلى الطريق الدولية كان المشهد مختلف، شبان يهتفون "الله نصرالله بشار وبس" وهم يعبرون بسياراتهم وعليها العلم اللبناني.

حشد التظاهرة

عشرات، مئات، آلاف من السيارات التي تحمل المواطنين اللبنانيين وتسير مخترقة الطريق الدولية، وتلوح بالعلم اللبناني للجنود السوريين الذين يخرجون من مواقعهم المنتشرة على جوانب الطرق، ويلوحون للمارة، ويقفزون من الفرح، ربما كانت المرة الاولى منذ شهر يشاهدون فيها مؤيدين للوجود السوري في لبنان يرفعون صور بشار الاسد ويرفعون العلم اللبناني.

ومع وصول الساعة إلى الثانية عشرة ظهرا بالتوقيت المحلي (العاشرة بتوقيت غرينتش) كانت الطرق الدولية قد امتلأت بالسيارات التي تتجه نحو بيروت، تحمل فوق طاقتها من المواطنين وكلها مكللة بالعلم اللبناني، لا يزال يفصلنا مع موعد الاعتصام ثلاث ساعات، ولكن الحشود تتجمع، وعلى مفارق الطرق كانت زحمة السير بدأت بمنع وصول السيارات إلى بيروت، ومن بيروت كانت الحشود بدأت تكبر في الساحة المقابلة لمقر الامم المتحدة، والقريبة من ساحة الشهداء او ما بات يعرف باسم ساحة الحرية التي تتخذ منها المعارضة نقطة تجمع وحشد للمعارضين للوجود السوري في لبنان منذ ما يزيد على اسبوعين.

الساعة الثانية من بعد الظهر بالتوقيت المحلي، أكثر من مئة الف مواطن، الطرقات مغلقة في نصف بيروت بسبب الاجراءات الامنية، الوسط التجاري كله مغلق، وهذه المرة بمدرعات الجيش اللبناني، وتحمي وحدات المغاوير الخاصة الحشد، وتقطع الطرق، تمنع ايا كان من التوجه إلى ساحة الشهداء منعا للاحتكاك مع المعارضة، وهي خطوة تمت بالتنسيق مع كل الاطراف. حزب الله ينظم مسير الحشد. من مكان ما في بيروت تتصل بنا سيدة وتقول ان مناصرين لحركة امل الشيعية طلبوا منها النزول مع زوجها إلى سيارات تنتظرهم قرب المبنى لنقلهم إلى ساحة الاعتصام، كانت محاولة حركة امل لحشد عدد من المناصرين مقابل ما هو متوقع من حزب الله بالنجاح في انزال حشود كبيرة من مناصريه، انها ليست أكثر من منافسة داخلية.

الساعة الثالثة بعد الظهر، يطلق النشيد الوطني اللبناني، الجميع يهتف بكلمات النشيد، الجميع الان تعني نصف مليون مواطن تقريبا، من كل المفارق تصل امواجا بشرية، ومن كل الطرق تأتي النساء والرجال والاطفال، كل الطرق حاشدة، كل المفارق، وبينما راح الحشد يمل من الوقوف كان البعض منه يتجول في شوارع قريبة من الوسط التجاري، حيث كان يمكن الاعتقاد بانها مظاهرات طيارة تجول هنا وهناك مؤلفة من بضعة آلاف، والى الوسط كانت تأتي من قلب بيروت امواجا اضافية من المعتصمين، الرقم سيتجاوز خلال نصف ساعة أي رقم اخر، وسيصح ما قاله نصرالله حين دعا إلى الاعتصام من ان "توسيع او تضييق العدسة" لن يؤثر في نقل الحشد، لن نتمكن من نقل صورة الحشد حتى لو استعمل مصورونا عدسات "عين السمكة".
[align=center][/align]

كان الحشد يهدر الان عند الثالثة والنصف، وبعد النشيد الوطني، شعاراته، "لا للقرار الدولي 1559" (الذي يطالب بالانسحاب السوري وبسحب اسلحة الميليشيات) "لا للتدخل الاجنبي" وفور ذكر اسم الرئيس السوري بشار الاسد يعلو هتاف التأييد فيصم الاذان ولا يعد بالامكان سماع مكبرات الصوت الهائلة التي زرعت في كتلتين كبيرتين لنقل كلام الخطباء، وعلى اللافتات "كل الشكر والوفاء والتقدير لسورية وشعبا" و"بالروح بالدم نفديك يا بشار" وكان بعض الحشد يهتف "الله ونصرالله والضاحية (الجنوبية ذات الكثافة الاسلامية المؤيدة لحزب الله) كلها" و"الله ونصرالله وبشار وبس" و"السيادة بحاجة لرجال وليس اشعار واقوال" و"يا سفير الاميركان لا تتدخل بلبنان".

وقبل ان يبدأ حسن نصرالله في القاء خطابه كان عناصر حزب الله المنتشرين على اسطح المباني يمكنهم ملاحظة تزايد كثافة الحشد واحتلاله كل الفراغات في المنطقة الشاسعة، وبما يزيد على 750 الفا من المواطنين، وكانت الامواج البشرية لا تزال تتدفق على الساحات، التي صار عسيرا الخروج منها.

خطاب نصر الله والحوار تحت سقف الطائف

ودعا امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله اليوم المعارضة اللبنانية الى الحوار تحت سقف اتفاق الطائف متهما المؤيدين للقرار الدولي 1559 الذي ينص على سحب سوريا قواتها فورا من لبنان وعلى نزع سلاح حزب الله، بالانقلاب على اتفاق الوفاق الوطني.
[align=center][/align]
وقال نصر الله امام مئات الالاف الذين احتشدوا في وسط بيروت تلبية لدعوة احزاب الموالاة "نؤكد ان اي تنظيم للبقاء او الانسحاب السوري من لبنان يجب ان يكون محكوما فقط باتفاق الطائف". واضاف "نحن المجتمعون هنا اتينا لنسمع العالم اننا نرفض القرار 1559. ونقول لمن يصر على 1559 اننا نشتم في اصراركم انقلابا على اتفاق الطائف وانقلابا على الاجماع الوطني، انقلابا على الاسس التي قام عليها لبنان بعد الحرب الاهلية المدمرة".

وقال "نحن هنا لنرفض 1559، لنحمي المقاومة ووظيفة المقاومة وسلاح المقاومة، لنرفض التوطين (للاجئين الفلسطينيين). نحتشد لنحمي السلم الاهلي من اي شكل من اشكال الفوضى" مؤكدا ان "السلم في لبنان هو خط احمر".

وفي تحذير الى المعارضة والى الدول الخارجية الداعمة لها قال "لبنان حالة فريدة ليس الصومال. اذا فكرتم بالتدخل العسكري فلبنان ليس اوكرانيا وليس جورجيا. لبنان هو لبنان الحالة الفريدة في هذا العالم". واضاف "اذا كان البعض يتصور انه يمكن ان يسقط الدولة والامن والاستقرار والخيارات الاستراتيجية للبنان بعلاقاته ومواقفه وببعض التظاهرات وبعض الهتافات وبعض وسائل الاعلام فهو مخطىء".

نصر الله يهدد الولايات المتحدة
[align=center][/align]
كما هدد نصر الله الولايات المتحدة ب"هزم اساطيلها" اذا عادت مجددا الى لبنان. وقال "اساطيلكم جاءت وهزمت واذا جاءت ستهزم من جديد" في اشارة الى القوات المتعددة الجنسيات، ومنها الاميركية، التي جاءت الى لبنان عام 1983 وغادرت بعد عمليات دموية ضدها. واضاف "اقول للاميركيين لا تتدخلوا في شؤوننا الداخلية وليتركنا سفيركم في عوكر (شرق بيروت) نحن احرص على قيام دولتنا ووحدتنا الوطنية وسلمنا الاهلي. ابعدوا اصابعكم اصابع الفتنة عن بلدنا".

وما ان ذكر اسم الرئيس الاميركي جورج بوش حتى ردد الحاضرون هتافات الاستنكار. وقال "اقول لبوش (جورج) ورايس (غوندوليزا وزيرة الخارجية) والقائد الميداني ساترفيلد (ديفيد المبعوث الى الشرق الاوسط) انتم مخطئون في حساباتكم عن لبنان. لبنان عصي على التقسيم عصي على الفتنة عصي على الهزيمة. لبنان لن يغير اسمه وتاريخه وهويته ودوره".

[align=center]




[/align]

[سيد مرحوم]

[align=center]









http://www.elaph.com/elaphweb/Resour...96ff97882f.gif















[/align]

[سيد مرحوم]

[align=center]








[/align]