 |
-
نظرة في خلفيات شريط مولّف يستهدف السيد فضل الله
نظرة في خلفيات شريط مولّف يستهدف السيد فضل الله
حول الإفتراءات الجديدة على سماحة السيد العلاّمة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، والمتصلة بالشريط المزور الذي يروجه بعض مثيري الفتن، بين المسلمين، متناسين ما يحدق بهم من مخاطر استكبارية، ومفتعلين معارك وهمية تربك الواقع الإسلامي. وفي هذا المجال تناول الصحفي رضوان عقيل خلفيات ودوافع ترويج هذا الشريط. وذلك في عدد صحيفة النهار اللبنانية الصادر في 5 ذي القعدة 1413هـ الموافق 8ـ 1 ـ 2003 وهذا نص المقال الذي يعكس وجهة نظر الصحفي عقيل في هذا الموضوع.
ما قصة الشريط المولّف الذي يوزع ضد المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله في مدينة قم العاصمة الروحية للجمهورية الاسلامية في ايران وعدد من بلدان الخليج والعالم، اضافة الى المناطق الشيعية في لبنان؟
استهدفت هذه الحملة فضل الله منذ نحو شهرين، وتسارعت وتيرتها بعد اعلانه موعد اول ايام عيد الفطر الفائت سلفاً، وخلافاً لما اعلنه لاحقاً المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ومراجع شيعية اخرى في مقدمها السيد علي خامنئي في ايران، الذي يلتزم "حزب الله" الفتاوى التي يصدرها. وتركت هذه الحملة القديمة - الجديدة مجموعة من النقاشات والتساؤلات في الحوزات الدينية الشيعية ومنازل ابناء الطائفة.
والهجمة الاخيرة على المرجع الشيعي هي حلقة من سلسلة تلاحقه في لبنان والاماكن التي يقيم فيها الشيعة، وتعزز بـ"غزارة" المنشورات والخطط التي توضع لمحاربته، وخصوصاً منذ اعلانه مرجعيته عام 1993.
ورغم ذلك ما زال نجمه يصعد كالصاروخ على قول مسؤول ديني معروف يدور خارج فلك فضل الله.
ويذكر ان المنشورات التي استهدفت فضل الله وزعت في الكثير من الاماكن ولم تسلم منها حتى مدينة مكة في اثناء مراسم الحج، وكثيراً ما يردد احد خصومه من الشيعة مخاطباً الشبان انه "لا يجوز التقليد العاطفي للسيد".
وبالعودة الى الشريط المحوّر الذي حاول مخرجوه النيل من فضل الله وتشويه صورته في لبنان والخارج، تشير المعلومات الى ان شيخاً عراقياً من آل اللبان يقيم في قم حضر الى مكتب فضل الله في دمشق بغية اجراء مقابلة معه على شريط فيديو يتناول فيه مجموعة من الموضوعات المطروحة لدى الشيعة تتعلق بالجوانب التاريخية والعقيدية، فضلاً عن التطرق الى عدد من الفتاوى. وتم التركيز في المقابلة على موضوع حساس هو "العصمة" عند الانبياء والائمة من اهل البيت.
وحاول الشيخ استدراج فضل الله ليحصل منه على اجوبة ليتم توليفها في ما بعد وفق ما يريد المنفذون.
في البداية قال اللبان كلاماً كبيراً في فضل الله ووضعه في مرتبة الكبار، وتساءل متعجباً: "لماذا يتهمونك يا سيدي بالضلال؟".
مدة الشريط 45 دقيقة، وخاطب فيه اللبان فضل الله: "اسمع شبهات معينة واريد ان استوضحك اياها". وقال المرجع الشيعي في مستهل كلامه ان يوم الغدير حقيقة الحقائق وهو مستند اساسي للدلالة على ولاية الامام علي خليفة للرسول، وهذا ما اكده في اللقاء الذي تم معه.
واقتطع اللبان مفردات وجملاً في موضوع يوم الغدير الذي يدخل في صميم عقيدة الشيعة واعجابهم بالموقع الذي احتله الامام علي عند النبي. وعندما انتهى من مقابلته وغادر دمشق، عمد الى توليف الاجوبة على الشريط المسجل، لكن مكتب فضل الله احتفظ بالنسخة الاصلية، ثم وزّع اللبان النسخة المقتطعة والمولّفة على الحوزات الدينية في قم، الامر الذي اعاد تركيز الضوء على فضل الله ومرجعيته والتدقيق في الفتاوى التي اطلقها وليس آخرها مواقفه في موضوع الاستنساخ الذي يشغل العالم اليوم.
وكان مضمون الشريط المزوّر وما ورد فيه حديث الساعة عند رجال الدين وطلابهم في ايران لان بعض من شاهده وكان على حياد من احكام فضل الله ورسالته، انقلب عليه واطلق ضده كلاماً قاسياً.
وقال احد المشايخ الكبار في قم عندما رأى الشريط: "اليوم ثبت لي ضلال هذا الرجل". وادلى بهذا الموقف العنيف امام طلابه خلال درس ديني. لكنه عندما شاهد النسخة الاصلية بعد ايام عاد وتراجع امام طلابه عن الكلام الذي هاجم فيه فضل الله. وقال: "اعان الله قلب هذا السيد المظلوم".
وموجة الشريط المزوّر واخباره التي انتشرت في قم وصلت الى لبنان وتم توزيعه بالصوت والصورة، وفعل الإنترنت فعله في هذا المجال فضاعف سرعة نشره وتوزيعه على المنازل في الضاحية الجنوبية والبقاع وبيروت.
ونشطت مجموعة من الحوزات التي تخالف فضل الله وبعضها يكفره، في توزيع الشريط لتشويه صورته عند الشيعة. اذ ذاك، وزّع مكتب المرجع الشيعي واتباعه النسخة الاصلية بغية اظهار الحقيقة. وطلب عدد من قادة "حزب الله" النسخة للاطلاع عليها، علماً ان الحزب لم يصدر اي بيان توضيحي في هذا الخصوص ويوزعه على قواعده التي تناقلت باهتمام مضمون ما ورد في الشريط المزوّر، وهذا ما لم يرتح اليه اتباع فضل الله وجمهوره.
ويخشى المراقبون عودة حرب البيانات والمناشير المضادة بين رجال الدين الشيعة، لكن يبدو ان فضل الله اعتاد على مثل هذه الحملات منذ اعوام، وما يحصل اليوم يؤكد ان الوضع الشيعي غير متماسك كما تبدو الصورة لان ثمة صراعات تحكم العلاقات الباردة بين عدد لا بأس به من المراجع الشيعية في لبنان وايران وبعض بلدان الخليج وصولاً الى لندن.
من جهة اخرى، ادى اعتماد فضل الله على المسائل الفلكية في تحديد موعد عيد الفطر الى دفع اعداد كبيرة من غير اتباعه الى التزام ما اعلنه. وثمة مواطنون في بلدات بقاعية وجنوبية هتفوا بأعلى اصواتهم من سطوح منازلهم: "معك حق يا سماحة السيد"، عشية عيد الفطر الفائت، لان عدداً من المشرفين على بعض المساجد والنوادي الحسينية في هذه البلدات رفض اذاعة البيان الصادر عن فضل الله في موضوع العيد.
وزادت اعداد الذين يقلدون فضل الله ويلتزمون الفتاوى الصادرة عنه، وبينهم مجموعات لا بأس بها من المنضوين في حركة "امل" وجمهورها، وزاد طلب هؤلاء على الرسائل العملية لفضل الله والمتعلقة بالتقليد.
العمل ضد هذا المرجع يسير بالوتيرة نفسها والطريقة ذاتها اللتين يتم فيهما تزوير الحقائق بغية النيل من رسالته، لكن هذه الحملات تزيده شعبية.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |