شعبنا لا يخدمه الا التأخي بين الجميع المسلم و المسيح و الصابئي و الشيعي و السني

قبسات من صلاة الجمعة بأمامة اية الله الشيخ محمد باقر الناصري اقيمت في مسجد الشيخ عباس الكبير صلاة الجمعة بأمامة سماحة اية الله الشيخ محمد باقر الناصري و قد غص المسجد الكبير و مدرسة العلوم الدينية و مكتبة الامام الباقر و الشوارع التي تحيطه بالمصلين من مختلف شرائح المجتمع و هذه اهم المواضيع التي تناولها سماحتة في خطبتي صلاة الجمعة الخطبة الاولى : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و صلي الله الى محمد و اله الطيبين الطاهرين قال تعالى ( يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فسعوا الى ذكر لله و ذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ) الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله و في كل شيئ له اية تدل على انه واحد و نشهد ان عبده المصطفى ارسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره الكافرون و ان اولياؤه الذين نص عليهم رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى هم ائمتنا و سادتنا بهم نتولى و من اعدائهم نتبرى في الدنيا و الاخره و نصلي و نسلم علي جميع الانبياء و الصالحين و الصحابة اجمعين الذين اتبعوا سنة النبي و لم ينقلبوا على اعقابهم و خير الصحابة هم اهل البيت ( ع ) عباد الله اتقوا الله ( ان الله يأمر بالعدل و الاحسان و ايتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر يعظكم لعلكم تذكرون ) و من امتنان الله و نعمه ان عرفنا اهل بيته و احياء امرهم و مناسباتهم و في الاسبوع القادم تمر علينا ذكرى ولادة الامام الرضا ( ع ) او ولايته للعرش عندما الحت الدنيا على بني العباس ايام تسلطهم عندها جيئ بالامام الى خراسان و تشكل هذه المناسبة منعطفاًَ كبيراً في تاريخ المسلمين و ليست مناسبة ليأنس بها المؤمنون بل فيها من الدروس العبر ما يجعل للمرء ميزاناً مقياساً للتعامل في جميع مجالات حياته لاسيما السياسية منها و في الحقيقة ان هذه الواقعة تصور البلاء الذي ابتلي به اهل البيت بعد واقعة الطف عندما انتشر المنكر و شاع الفساد الى درجة ان الامة يقتل فيها الامام الحسين ( ع ) لأن بني امية قد خربوا الدين و الدنيا و هذا الذي دفع اهل البيت الى تكريس كل ما يمتلكون من طاقات في سبيل اعادة بناء هذا المجتمع كما سلك الامام زين العابدين ثورة ضد هذه الانحرافات من خلال سلاح الدعاء ثم اعقبه الامام محمد الباقر و الامام الصادق ( ع ) و هذا البلاء على اهل البيت نحن اليوم نعيش امثاله و نبتلي كما ابتلوا من قبل فبلينا يوم بمن يتباكى على صدام و المفسدين من ورائه هذا الفساد الذي تعج به البلاد و بأبعادة المختلفة من قطع الطرق و قتل الابرياء من النساء و الاطفال بفتاوى من يدعي الاسلام كما افتى اعداء اهل البيت بقتل الامام الحسين و لا خلاص لنا الا بمواجه الارهاب و مطاردة اتباعة و كشفتم و الخلاص منهم قال تعالى : ( ما جزاء الذين يسعون في الارض فساداً الا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم و ارجلهم من خلاف او يفوا من الارض ) و الا بأي ذنباً يقتل اتباع اهل البيت في الموصل و كربلاء و الحلة فعملياً علينا ان نتبرى من افعال هؤلاء ان الله يقول ( و من يتولهم منكم فأنه منهم ) و صلي الله على محمد و اله الطيبين الطاهرين


الخطبة الثانية : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و صلي الله على محمد و اله الطيبين الطاهرين عباد الله اتقو الله الذي يقول في كتابه ( انما وليكم الله و رسوله و الذين امنوا ) و نحن اليوم اذ نعيش في رحاب اربعينية الاما الحسين ( ع ) علينا ان نجسد الولاء لأهل البيت و للامام الحسين بكل اخلاص و علينا ان نعي ان حب الامام الحسين موقف و لا تكفي المظاهر لأن العباسيين كانوا يبكون على الحسين , زيارة الاربعين هذه التظاهرة العظيمة لا بد ان تقام بالشكل الذي يعكس الوعي الصحيح لثورة الامام الحسين لأن هذه الثورة تمثل ضمير الامة فعلى الجميع ان يكون لهم الدور الاكبر لأستغلال هذه المناسبات بما يحقق طموح و توجهات اتباع مذهب اهل البيت حتى الشعارات التي يطلقها اتباع الامام الحسين لابد ان تكون هادفة و تعكس المطالب الحقيقية لهم فعلى الجميع الادباء و المفكرين من الرجال و النساء ان يوضفوا قضية الامام الحسين لمطالب الامة المصيرية فنحن من هذا المنبر نخاطب اعضاء المجلس الوطني الذي انتخبه الشعب و منحه الثقة , هذا المجلس الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ العراق عندما صوت له الشعب بكل حرية و اختيار فنقول لهم عندما منحناكم اصواتنا لا نقول لكم كما قال بنو اسرائيل ( اذهب انت و ربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون ) بل نحن معكم و ندعمكم ما دمتم في خدمة بلدكم لذا فنحن نرفض تسليم مقاليد الامور لمن دعم الارهاب عندما قتل المئات من ابنائنا كما تشاهدون فضيحة هؤلاء على قناة العراقية و عليكم ان تكونوا صريحين في عملكم داخل البرلمان و ان توضحوا للامة ذلك قال امير المؤمنين ( و ان ظنت الرعية بك حيفاً فاصهر لهم بعذرك ) لأن الامة بمراجعها و علمائها و مفكريها يتابعون عملكم و نحن اليوم انطلاقاً من شعورنا بالمسؤولية الشرعية و الوطنية و لما نراه من تكليف شرعي ارسلنا الى دميع اعضاء الجمعية الوطنية مسودة لدستور دائم في العراق كما عرضنا عليهم ورقة تتضمن بعض الاولويات التي نراها مناسبة لعمل اعضاء المجالس في المحافظات و الجمعية الوطنية و التي سأقرئها عليكم : إن من دواعي الوفاء للشعب العراقي بشكل عام وابناء الجنوب بشكل خاص واحتراما للأصوات التي منحت ممثليها الثقة من جانب وأهمية المرحلة الراهنة وضرورة التفكير الجاد بما يسعف العراق عموما والجنوب خصوصا ويخرجه من محنته السياسية والاجتماعية والاقتصادية…


من جانب آخر وتأسيسا على ما تقدم تتلخص الأولويات التي يراها ويتبناها سماحة آية الله الشيخ محمد باقر الناصري بما يلي:-
أولا:- ضرورة تبني مقترح وزارة أعمار الجنوب لأهميته في إعادة تأهيل هذا الجزء المهم من العراق والذي تعرض على يد النظام المقبور لاوسع عمليات التخريب المدروس والمتعمد، والتأكيد في العتب على مجلس الحكم والوزارات المتعاقبة لتجاهلها هذا المطلب العتيد والمقترح الحيوي، والمبادرة للسعي في تنفيذه اليوم قبل غيره.

ثانيا:- ضرورة الدعوة إلى الفدرالية الإدارية للجنوب وللمحافظات الستة وأهميتها بالنسبة للجنوب للتخلص من الأزمات الخانقة التي تعصف به ، وباعتبارها تمثل المخرج الوحيد من استبداد المركزية الإدارية، وعدم تبني الفدرالية الجغرافية أو العرقية أو القومية أو غيرها.

ثالثا:- تمتين وتنسيق العلاقات بين ممثلي المحافظات الجنوبية في الجمعية الوطنية من خلال لقاءات ومشاورات وجلسات التعارف بين الأعضاء وفيما بين فصائل الآمة مع الممثلين لقراءة ما يدور في الأفكار والخواطر والنفوس ولعكس احترام إرادة الآمة من قبل ممثليها .

رابعا:- تمتين وتنسيق العلاقة بين ممثلي المحافظات في الجمعية الوطنية وبين أعضاء مجلس المحافظة ليكون مجلس المحافظة المنفذ القوي للسياسيات والخطط التي تقرر ليكون أعضاء الجمعية الوطنية امتدادا حقيقيا ومناسبا للمحافظات في الحكومة والوزارات ويتم التعاون والتنسيق على أساس إن هذه المسؤوليات ليست فقط على الجوانب الرسمية بل وعلى الاجتماعية والعلمية والصحية والأمور الأخرى ووضع آلية بين المندوبين وهذه القطاعات وطرق معالجة مشاكل الناس ، ووجوب متابعة الناس لهذه الشؤون وملاحقتهم للمسؤولين والممثلين.

خامسا:- أن يرتفع الممثلون في المجالس والجمعية الوطنية عن الآفاق الضيقة من التحزب والفئوية للدائرة الفلانية أو الوزارة الفلانية وان يتجهوا جميعا نحو مصلحة الآمة والبلاد وان يتذكروا إن الأيام تمر سراعا وعيون الأمة متابعة وواعية وصنع عراق المستقبل ووضع الإنسان المناسب في المكان المناسب واجب شرعي وإنساني .

سادسا:- من المهم جدا أن تحس الأمة بكافة محافظاتها واقضيتها ونواحيها مجالات العدل والأنصاف في توزيع الأدوار والوظائف والوزارات والوكالات وكافة المسؤوليات بين جميع المواطنين خاصة في الجنوب المظلوم المحروم وفيه بحمد الله من الطاقات والكفاءات مما لا تنكر . هذه جملة هموم وملاحظات وأولويات مشفوعة بتجارب اكثر من خمسين عاما من العمل السياسي والإسلامي وخبرات للتجارب في العراق والعالمين العربي والإسلامي وخارجهما مرفوعة بإخلاص ودعاء إلى الله تعالى أن يسدد المخلصين ويحمي الأمة من كيد أعدائها )وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) ونحن معكم ونتحمل كافة ما علينا من التبعات مع تمنياتنا وتهاني سماحته بهذه الأيام الكريمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته و عليه فنحن نؤكد على الجميع ان يأخذوا هذه الاولويات بنظر الاعتبار و يجعلوا قوله تعالى : ( و اذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ) ان شعبنا لا يخدمه الا التأخي بين الجميع المسلم و المسيح و الصابئي و الشيعي و السني ( و اعتصموا بحبل الله جميعاً و لا تفرقوا ) و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف الانبياء و المرسلين ابي القاسم محمد و اله الطيبين الطاهرين