لم يأت على ظهر دبابة ولم يتاجر بالدين!

[ابو محمد الحسيني]

لم يأت على ظهر دبابة، ولم يتاجر بالدين؟

رياض الحسيني/كاتب وسياسي عراقي مقيم في كندا
www.alhusaini.4t.com


شخصية تكلمت عن نفسها من خلال العمل، لا الدعايات الحزبية او المهاترات التنظيمية الضيقة او الاهواء الشكلية. فشخصية الزعيم عبد الكريم قاسم اثبتت انه كان على درجة من علو الهمة والشأن بحيث اصبح العراقيون يقارنون كل رئيس يأتي بعبد الكريم قاسم. وبذلك اصبح الزعيم المغدور مقياسا للوطنية والنزاهة والعفة والضمير الحي النابض بالوطنية والاحساس بالمسئولية.
لم اتعود ولن اقبل لنفسي بأن المّع صور الاخرين، واقول قولي هذا لمن يحكم واهما باننا في تقييمنا هذا، نضفي على عبد الكريم قاسم صفات ونخلع عليه نعوت هي ليست منه في شئ. وربما يشمئز البعض وخصوصا ممن ظلموه ويشككون باننا في معرض تحسين صورة الرجل! او على الاقل التجاوز عن سيئاته. بيد ان عبد الكريم قاسم في غنى عن تقييمنا جميعا ومن يرفعه الله فلا خافض له، لكن تبقى ذكرى اعدامه مظلوما ترمي بظلالها على سماء وارض العراق، وتلف العراقيين في دوامة من الدم والعنف لم تنكفئ حتى يومنا هذا.
محور التعريف باي شخصية مهما كانت هو المناقب والاعمال الانسانية التي تركتها قبل ولوج روحها الى بارئها. ولن يكون الزعيم قاسم شاذا عن تلك القاعدة. به نبدأ مقالنا وبه نختمه، لان له حق علينا جميعا نحن العراقيين خصوصا وان دمه لم يجف بعد، وقبره لم يُعثر عليه بعد، ولم نصل الى اعطاءه حقه بعد.
ولد عبد الكريم قاسم لاب مكافح سني وام حنون شيعية، ولم يؤثر هذا التنوع ليسلب الزعيم حبه للعراق ويأخذ جانب احدهما.
كان زاهدا في ملبسه، لم يكن مدخنا ولا محبا للمظاهر والحفلات الماجنة. بدا في اغلب الاحايين رسميا وجادا حتى في علائقه الاجتماعية. لم يتورع عن النصح والارشاد للمحتاج. اغاث الملهوف ونصح المعتدي. اسقط حقه حينما اعتدى عليه القتلة وطالب باطلاق سراحهم وكافئوه بتكرار الجريمة فقتلوه ظلما وعدوانا.
تزوج عبد الكريم قاسم كل العراق ومن قبله قضية فلسطين، فلم يجد متسعا من الوقت لحياته الخاصة. جاء الى الدنيا وحيدا ورحل كما جاء. فرح بمجيئه الاهل والاحبة، وخلّف رحيله حسرة وحرقة في قلوب محبيه وكل الشرفاء. شخصية عصامية لم تتجاوز على الاخرين ولا تميل الى التصنع. لا تستهويه المظاهر الخدّاعة ولا الشعارات الكذّابة والبهرجات الاعلامية. عامله الناس بلطف وقلب رحيم فلم يشأ ان يكسر خاطرهم ولو بكلمة. لم يستغل منصبا ولا جاها، فالمناصب الحكومية في عهده موزعة بطريقة عادلة على الجميع وكل حسب كفاءته. لم يخضع للابتزاز والمحسوبيات ولا الهرطقات والتهديدات.
التسامح صفته والعفو من خلقه فكان يردد دوما (عفا الله عما سلف) حتى التصقت به تلك المقولة لدرجة ان ما من احد يقولها حتى يفهم المقابل ان المعني بها هو الزعيم عبد الكريم قاسم. نالته نقمة ؟ نعم، من اولئك الذين لم يكن لهم نصيب من النفط العراقي ! نقموا عليه لانه عادلا، ولانه لم تستهويه الدعايات الصحفية والاقلام الرخيصة اسوة برؤوساء الدول العربية لذلك جاء سقوطه سريعا. وفي الوقت الذي كان ينفق الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر جزءا من قوت الشعب المصري على الاطاحة بحكم الزعيم عبد الكريم قاسم، كان الاخير يبني المساكن للفقراء ويشيد المصانع لشعبه. احبه الفقراء والمعدمين والبائسين بعد ان اعاد لهم البسمة والكرامة، ونقم عليه اصحاب المنافع الفئوية الشرسة واتباع الاجنبي المغرض والعربي الجبان.
لم يتاجر بالشعارات كغيره ويتخذها طريقا للشهرة والخلود، ولم يأتي على ظهر دبابة امريكية او بريطانية، ولم يرفع علم الدعارة او المتاجرة بالدين، بل اتخذ من سنبلة القمح شعارا له وللعراق. وهو بذلك يعكس مدى حبه للخير وتفانيه من اجل ارض العراق.
حرر العراقيين والارض من سلطة الاقطاع والنهب وسدل ستار النسيان على امتيازات شركات النفط الامبريالية. اثبت من خلال ذلك مدى تعلقه بتلك الارض الطيبة ومدى حبه لاناسها.
خرج قاسم بالعراق بعيدا عن الاحلاف المشبوهة مزهوا بعراق قوي وعُملة دولية ناصعة تاركا بذلك الاسترليني يتخبط مع شركات النفط العالمية باحثين عن طريق لازاحة الرجل وباي ثمن. استثمر قاسم الاموال والعائدات العراقية في تحديث البنى التحتية فربط شمال الوطن بجنوبه عن طريق شبكة طرق عملاقة. شيّد مدينة الطب، وبنى الثورة والزعفرانية وغيرهما. ولا زالت مناقب الرجل واعماله الوطنية شاهدة الى يومنا هذا، شاهقة الى السماء تردد انشودة العرفان. فهو بذلك ليس بحاجة الى مجد اخر نختلقه له، لكننا بحاجة الى الانصاف وتحكيم الضمير ما اسعفنا الوقت.
ساهم الزعيم عبد الكريم قاسم مساهمة فعالة في تأسيس منظمة اوبك، وقيل انه مؤسسها. وهذا ليس بغريب عن وطنية الرجل واندفاعه نحو التحرر والانعتاق من التبعية والعبودية للاجنبي المحتل، فقد اسس حركة الضباط حينما كان يدافع عن جزء من الارض العربية المحتلة في فلسطين عام 1948. وعاد من مقارعة الاحتلال الى العراق ليعلن ولادة جمهورية وطنية في ارض الرافدين من رحم الاستبداد والظلم، مكرسا كل حياته لضمان سلامتها وقوتها. لم يشيد قاسم القصور له او لذويه، بل بقي كما كان قبل تسنمه رئاسة الجمهورية، مستأجرا. لم يقف ببابه شرطي لحراسته، ولم تطرأ اية تعديلات على محلته ومرتع صباه حتى لايُتهم بالمناطقية او الانحياز فضلا عن انها طريقته وعدله رحمه الله. تميز القضاء بالنزاهة في عهد قاسم، فالمحاكمات السياسية مثلا كانت تُبث علنا على الملأ وعبر التلفزيون العراقي. وبذلك لم يدع للقاضي او الشهود أي مجال للتلاعب او العمل خلف الكواليس او أي مجال للظلم والتنكيل.
المبكي حقا ان اعداء الزعيم عبد الكريم قاسم كتبوا عنه بعد موته اكثر مما تعرضوا له في حياته، بل واصبحوا من اشد المدافعين عنه. وان رحل قاسم مخلفا جرحا لن يندمل في قلوب العراقيين فانه لم ينسهم حتى اخر لحظات في حياته، فكانت اخر كلمة ينطق بها قبل ان ينهال على جسده وابل الرصاص الجبان، كانت كلمات ستبقى مدوية في سماء العراق. وعدم اكماله للكلمة دليل حبه وعشقه للعراقيين وارض العراق، وليعطي الراية من بعده لمن يكمل الشعار، ويثبت في الوقت ذاته مدى حقد وخوف القتلة من اكمالها. رددت حنجرة قاسم (عاش الشعـ ...)، وردد القتلة لا رحمة بعد اليوم ولتذهب مقولة قاسم (الرحمة فوق القانون) معه ولترتفع كلمة (انت بعثي وان لم تنتمي). وليتهم توقفوا عند هذا الحد، بل طمسوا كل اثر يفضي الى قبر المظلوم المغدور ظنا منهم انه مات وانهم قتلوه ! الزعيم عبد الكريم قاسم لم ولن يمت وله في كل عام ذكرى وطيب، ولقتلته لعنة ونقمة. حاز قاسم على قلوب العراقيين وحصد الرحمة بينما خسر اعداءه فيما هم اعداء الشعب والانسانية كل شئ حتى الذكر الطيب. فسلام الله عليك يا حبيب الشعب وابو المساكين يا عبد الكريم قاسم ورحمة من الله وبركات.

[نصير المهدي]

لم يأت على ظهر دبابة .. إذا جاء على دراجة نارية !! .. من عاصر زمن الزعيم يعرف ان ديكتاتورية صدام ما كانت لتكون لولا ديكتاتورية قاسم .. مع الاختلاف النوعي بين الشخصين .. وان عبد الكريم قاسم لم يكن اقل من صدام ديكتاتورية ولا فرض لعبادة شخصيته .. ويتحدث كثيرون عن نزاهة الزعيم .. ومن لم يكن نزيها .. حتى نوري السعيد كان في منتهى النزاهة .. أعجب لمن يناهض ديكتاتورية صدام كيف يمجد ديكتاتورا آخر كقاسم ..

[مكَوار]

ومن لم يكن نزيها .. حتى نوري السعيد كان في منتهى النزاهة ..
++++++++++++++++++ هاي والله جديدة لان نوري السعيد نفسه ماكال عن نفسه نزيه بل بالعكس اعترف ان الوطنيين اكثر منه وطنية ولكنه اكثر منهم واقعية فالرجل كان يقول كما علاوي اليوم انه عميل لدولة اجنبية .. لكن يبدو ان نصير المهدي وغيره ممن هم على شاكلته لايقرؤون التاريخ وليس لديهم الوقت الا للتعليق والهدم والتلفيق

عمي نصير المهدي اشو انت ماعاجبك العجب ولاالصيام برجب
لا والله عمي خلي الوادم تشوف دربها .. شنو انتم تردون الوادم كلها تصفق وراكم انتم انصار مقتدى .. يعني الوادم كلها ماتفتهم بس انت ... اشو ماخذ الموقع حاصل فاصل وين مااروح الكة اسمك .. اني متاكد انك اكو مواضيع ماالك بيها لاناقة ولاجمل ومع ذلك تكتب تعليق ولو من سطر .. يعني بس شوفوني ترة اني اعلق بس اخاف والله بعد كم يوم اقرء الك لقب
المحقق نصير المهدي
وقتها ابيع الكمبيوتر واشوف لي نوية لو نكرة واطم روحي واخلص منك ومن مصايبك وتعليقاتك السمجة

روح الله يجازيك عكرت مزاجي ربي يرسل صاعقة الى الفيديو مالتكم ويخرب.. يانصير المهدي بشفاعتك عند من يقبلها
والله اشو الرجال خوش يكتب والله يجازيه ويجازي غيره ينورون المجتمع ويثقفون الناس وانت وربعك بس هذا شنو وهذا منو وهاي ليش وكَال وكَلت ... دبطلو عمي وشوفو العالم وين وصلت والدنيا وين صارت وانتم بس يالله تدورون عن واحد تجلبون بركَبته

الطوب احسن لو مكَواري

[safaa-tkd]

يا مكَيوير أكو واحد منعك من أن تكتب بكل المشاركات؟
تفضل جيب فراشك و جودر بالمنتدى و أكتب شكد ما تريد و عبر عن رأيك بكل حرية!!!!
...........................

أعتقد أن مشكلة المثقفين و الكتاب تكمن في عدم وجود ضوابط و موازين ينطلقون منها.
فتارة يصبح الأرهاب مقاومة و تارة تصبح المقاومة تهوراً.
و تارةً يكون العميل سياسي محنك و سياسي الوطني متهور.
و تارةً يصبح المتصهين رمزاً وطنياً و من يجابه الصهاينة عدو للشعب و هلم جرى.

و بالتالي أصبح القياس هو المعيار ففلان أفضل أم أسوء من علان.
و هذه الفكرة السائدة في مجتمعنا العراقي و للأسف. و الأمثلة كثيرة و لا تعد و لا تحصى في هذا الصدد.
فعبد الكريم قاسم هو أفضل لو قارناه بصدام و باقي الرؤساء الذين حكموا من بعده. و لكنه في الحقيقة هو أفضل الأسوء بمعنى آخر كان الأقل سوءاً من ناحية الإجرام و القتل في عهده إلا أنه يتحمل وزر ما جرى على العراق من بعده حيث أسس الدولة العراقية العسكرية لو صح التعبير.

و ما قتله إلا تجرع من نفس الكأس الذي أذاقه الى الملك فيصل الثاني وعائلة الملك ونساء بيته وخاله عبد الإله ورئيس الوزراء نوري السعيد يوم 14 تموز 1958.

و ملاحظة مهمة الحكومة التي كانت إنقلب عليها عبد الكريم لا تقل شرعيتاً عن الحكومة العراقية الحالية.

تحياتي

[نصير المهدي]

++++++++++++++++++

حيا الله مكوار .. وأين ردك على ماكتبت عزيزي .. ياعودة انا اكتب للراشدين ممن ينظرون في الكلمة فيتدبرونها وان كنت لا تفهم ما اكتب ايها الحبيب فليس الذنب ذنبي .. اما المناكفات والمهاترات فأبحث عن نظرائك " إن صح التعبير " .. مع اني لا استبعد حينما اكتب ان يقفز احد المتطفلين كما تصنع .. والموضوع عن عبد الكريم قاسم لو تعلم وليس عن مقتدى الصدر .. ولست من انصار الأخير ودعك حيث انت صفق لمن تحب فلست لأدعوك للتصفيق لأحد .. وإن كنت ذيلا وضعك احدهم أسفل ظهره .. او تتبرع له بسوء هزك فأعلم رعاك الله بأن من ترد عليه رأس لا يحتويه تيار ولا يسمى من أنصار .. وإن كنت تعاني من عقدة نقص فداوها في نفسك ايها الحبيب .. فصاحبك ان كتب او لم يكتب يكفيه منها ما فيه .. ونصيحتي لك بإعتبارك جديدا في هذا المنتدى ان تزن الكلمة قبل كتابتها .. وتتعلم ان تستفيد وتفيد .. لا أن تكتب من مؤخرتك فمكان ما يخرج منها ليس في منتدى ثقافي كهذا وأنما في الحفرة التي ستدفن نفسك فيها ..
وبمناسبة فهمك للتأريخ هل لك ان تقول لنا من كان رئيسا لحكومة العراق قبل انقلاب قاسم .. ايها المحقق قارئ التأريخ .. وملاحظة ليست لك .. ماهو ضد النزاهة .. الفساد .. وما يناقض الوطنية هو العمالة .. فتأمل .

[أبو الحارث]

عبد الكريم قاسم ... ظاهرة في ذاكرة الناس
(حسن حاتم المذكور)
حتى تتكرر الظواهرالتاريخية في المجتمع ’ فيحتاج الأمر الى عشرات السنين وربما عقود .. وتأتي دائماً بعد تراكمات من المظالم والأنحرافات وتناقضات حادة بين ما هو موروث من قيم وتقاليد واعراف ومعتقدات وقوانين قد تجاوزها التطور العام وغابت شمسها لكنها تحاول عبثاً تجميد ارادة المجتمع داخل محيط ظلامها وشذوذها ونفاذ اسباب استمرارها , وبين واقع جديد ينموويتحدى بأشكال مختلفة وفـــــي حالات من الوعي والتنور وارادة في التغيير من غير الممكن مقاومتها ... فتنفجر الظاهرة تماماً كما انفجرت ثورة 14/تموز/58 الوطنية بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم.

قد تكون المواجهات مكشوفة وحادة ودموية بين القديم المتحجر والجديد المنفتح على اكثر من احتمال ومجال .. وقد تتخذ انعطافات مأساوية خطيرة لكن يبقى امر العودة لمراحل ما قبل الأنفجار وولادة الظاهرة امراً مستحيلاً ... ان دفع ثمن التغيير والتقدم نحو الأمام امر لا بد منه .

ليس بالظرورة ان تكون المأساة والكوارث بسبب الظاهرة .. لكنها غالباً ما تاتي نتيجة للتخلف الفكري والسياسي والأخلاقي والسلوكي لطلائع المجتمع المتبقي من مراحل ما قبل انفجار الظاهرة ( الثورة ) وعدم استيعابها للواقع الجديد وعجزها عن التغيير من داخلها فتبقى كبدلة قديمة لمولود جديد .. هـــذا ماحدث تحديداً بعد ثورة 14/تموز/ 58 التي شكل عبد الكريم قاسم ظاهرتها .

ان مواصفات عبد الكيم قاسم ومميزاته كمفجر لثورة 14/تموز ستبقى مقياساً للاجيال القادمة تقارن على اساسها كفاءة وصلاحية كل من يحاول او يتوهم ان يكون ذاك الذي سيقود عملية التغيير والتحضر والازدهار للمجتمع .. وقد يكون شخصاً او حركة اجتماعية تمتلك بعضاً من مواصفات ومميزات عبد الكريم قاسم ’ لكن مثل هذا لم يطرق باب المجتمع العراقي لحد الآن.

من اين اكتسب هذا الضابط العراقي تلك المواصفات .. اين تعلم ..وتربى .. وهومن غير المسموح له دخول المدارس السياسية والفكرية كالاحزاب والمنظمات الأجتماعية وغيرها ؟؟

لقد قراءت بعضاً مما كتب عنه وسمعت كذلك فلم اجد جواباً مقنعاً لتوضيح ظاهرة عبد الكريم قاســـم . لااريد هنا استعراض الأنجازات الكبيرة والكثيرة التي انجزها خلال الأربعة سنوات وثلاثة اشهر تقريباً رغم اجواءالتآمر والتخريب وارباك الأوضاع , لقد كتب الكثير حول ذلك ’ لكني هنا اتوقف عند انجازين كبيرين ومهمين للغاية.. واعتبرهما الأكثر اهمية تاريخياً وحضارياً بين جميع انجازاتة .

اولهما : تثبيته دستورياً مبدأ شراكة العرب والاكراد في الوطن ( العراق ) ’ هذا المبدأ الجريء شكل حلاً لاهم مشاكل العراق وضمن له وحدة اجتماعية وسياسية وفكرية راسخة وجعله اساساً لضمان حقوق جميع مكونات المجتمع العراقي داخل اطار الأمة العراقية .. وهذا المبدأ الهام كان اكبر من ان تستوعبه اطراف الحركة الوطنية والقومية العراقية ’ حيث كانت غير مؤهلة للحفاظ عليه وتطويره .. فكانـــــت ضبابيتها وارباكها وتخلفها سبباً لكل تلك المآسي والكوارث التي عاشها العراق بعد انقلاب 8/شباط/ 63 والى يومنا هذا .

ثانيهما : هو اشارته الصريحة الواثقة بأن الجمهورية العراقية الفتية هي " جمهورية خالدة" وبهذه الاشارة عبر عبد الكريم قاسم عن مقدار فهمة لخصوصية المجتمع العراقي المتعدد القوميات والطوائف والأعراق منذ تكوينه ’ وايمانه بعراقية العراقيين التي تشكلت وانصهرت تاريخياً ومن غير الممكن المساس اوالتفيط بها ... عراق لا تناسبه الأندماجات والوحدات الفورية ’ فالعراق ليس السعودية او قطر او السودان والمغرب ومصر وسوريا ... ان العراق شيء آخر , واذا ما بقى عراق محتفضاً بخصوصيتة العراقيه سيكون اكثر ايجابية وعوناً للقضايا العرابية , فكان عراق عبد الكريم قاسم سباقاً لدعم ثورة الجزائر واول من شكل منظمة التحرير الفلسطينة وقواتها المسلحة بعيداً عن المتاجرة والمزايدات التي ميزت نباح المنظمات القومية ورمزها الخاوية .

تلك الحقيقتين ... والمبدأين الذين كانا مفروضاً ان يصبحا انجازين تاريخيين ثابتين لأهم ما افرزته ظاهرة عبد الكريم قاسم ... وكانا كما اشرت اكبر بكثير من ان تستوعبهما قوى واحزاب مغرقة بسطحيتها وتبعيتها وعمالة بعضها .. كما اثار حقد وردود فعل شنيعة في اوساط العروبيين والأسلاميين وقوى الظلام الداخلية والأقليمية والدولية .

لم اعرف عبد الكريم قاسم , لم اتحدث اليه حتى ولا اقتربت منه او صافحته , سوى حادثة بسيطة لا تستحق الأهتمام .

كان ذلك في نهاية عام 1961 وكنت جندياً متطوعاً في مديرية المخابرة بوزارة الدفاع وكنت وصديقي محمد حسين قرب مدخل وزارة الدفاع بغية توزيع بعض البرقيات فخرج عبد الكريم قاسم صدفة فاصبح على بعد امتار فكان علينا ان نؤدي التحية فوراً .. وقعت بعض البرقيات من يد صديقي وتبعثرت فكنــا مرتبكين بين ان نستمر بتأدية التحية اوننصرف لجمع البرقيات فلاحض الزعيم ذلك ’ ابتسم وامر احد مرافقيه وبعض الأنضباط لمساعتنا .. بعد ثلاثة ايام زارنا نفس المرافق الى مديرية المخابرة في شأن آخــر ’ فذكرته في الحادثة .. قال اتذكر وفي الطريق قال الزعيم " متى يتحرر العراقي من حاجز الخوف من المسؤلين .. اتمنى ان تسير الأمور نحو الأفضل وتستقر الأوضاع ويستلم الشعب شؤونه ويمكنني ممارسة حياتي العادية فأذهب ( بالبايسكل ) الى مقهى البلدية مثلاً لاجالس الفنانين والشعراء واتحدث الى جميع رواد المقهى كصديق وليس مسؤول " .

تلك اهم ذكرياتي الشخصية .. وكنت حينها عضواً في الحزب الشيوعي العراقي .

كنت شاباً من حيث العمر وصغيراً من حيث التجربة السياسية وما كنت استوعب توجيهات الحزب كون

( عبد الكريم قاسم وطنياً لكنه فردياً ).. لكني اعرف حقيقة اخرى .. ان شعبيته كانت قد اخترقت جماهير الحزب ومنظماته القاعدية وهذا الأختراق المتنامي شكل قلقاً لقيادات الحزب .. ان الرجل كان يطبق الوعود التي يتبناها الحزب ــ نصرة الفقراء ــ بعزيمة واخلاقية عالية تفتقر اليها قيادات الحزب المنهمكة آنذاك بهموم توسيع النفوذ السوفيتي في العراق كردود فعل لحماقات بعض الحركات القومية والأسلامية وتبعية بعضها وتأثرها بأدعاءات عبد الناصر وغوغائيته التآمرية .

اتذكر المظاهرات الصاخبة فارغة الهدف ( اتحاد فدرالي صداقه سوفيتية ــ ميكويان اهلاً ياهله بهاي جيتك دار السلام حيتك ) كردود فعل ايضاً لصخب القوميين والأسلاميين ( وحده وحده عربية لا شرقية ولاغربية ) .

بالتأكيد كان عبد الكريم قاسم يعاني مرارة ذلك التمزق الغبي وغير المسؤول والذي مزق معه صفوف المجتمع العراقي وخلق شروخاً وافتراقات لا رجعة فيها ( كسر عظم ) , يجانب ذلك تفجير القتال في شمال العراق الذي افتعلته القيادات الكردية , ورغم وضوح الدوافع والخلفيات والتي لا مجال هنا لشرحها لكننا نستطيع اضافتها الى غيرها من الأسباب التي كانت حصيلتها الأنقلاب الفاشي في 08 /شباط /63 وضياع ثورة 14/تموز وتصفية عبد الكريم قاسم والعديد من رموز الثورة وقيادات مهمة من الحركـة الوطنية اضافة للالاف من ابناء الشعب العراقي .

لقد تم بيع ثورة 14/تموز بمزاد غريب ’ وكصفقة قذرة بين عبد الناصر والمخابرات الأمريكية ومساومة اقذر بين الأمريكان والسوفيت ( جمهورية عبد الكريم قاسم مقابل جدار برلين ) .

لقد تكشفت الكثير من الحقائق ولا يزال الكثير ينتظر المنصفين من المؤرخين والباحثين .. لكن كان نتاج تلك الصفقات والمساومات والتآمر الدموي تشويه مستقبل الشعب العراقي وتدمير حاضره وفقدان ثورته وزعيمه وقياداته الى حين ... وحصد ايضاً معاناة وعذابات نأمل ان يكون آخرها ال(35 ) عاماً من الحكم الدموي لنظام حزب البعث .

بعد انقلاب 08 شباط / 63 القي القبض علي كان نصيبي ـ صدفة ـ شهراً وثمانية ايام في قصر النهاية ’ لم اتعرض الى تعذيب قاسي مثلما تعرضت له قيادات الحزب ولكون اعتقالي لشكوك وهمية اخذوا يكلفوننا نحن الهامشيين في واجبات خدمية داخل القصر كتنظيف الدرجات والمرافق الصحية فكانت فرصة لاشباع فضولي في البحث عن اجوبة لأسالة كثيرة .

# ــ حسن عبود الضابط الشيوعي وقائد فرقة في الشمال على ما اتذكر وبعد تعزيز الثقة قال " ان سياسة الحزب الذيلية والتوفيقية قد فتحت ثغرة بين الشعب وعبد الكريم قاسم نفذ منها الأنقلابيين ’ وها نحن ننهار وندفع الثمن لعدم قناعتنا بسياسة الحزب اصلاً" .

# ــ سلطان ملا علي المسؤول العسكري في الحزب والمنهار جداً قا ل " لم يكن الحزب مستعداً لأستلام السلطة ولم يفكر اطلاقاً بذلك ولم يكن واضحاً مع ذاته .. كنا مؤسسات ثقافية ودبلوماسية واعلاميـــــــة واستخباراتية احياناً للاتحاد السوفيتي , وها نحن ننهار او نموت من اجل تبعيتنا " .

# ــ المحامي سماعيل البستاني " لايوجد داخل الحزب جناح ثوري وآخر يميني .. كنا في حالة منافسة ذليلة حول من سيحضى بثقة ودعم السوفيت .. التبعية هي الأقوى تأثيراً علينا من وعينا .

# ــ القائد العمالي صادق الفلاحي " لو تحولنا الى حزباً قاسمياً لما حدث انقلاب شباط .. القيادات الكردية اشتركت مباشرة في الانقلاب قد تحصل على بعض المكاسب او الوعود ’ لكن الأنقلابيين سيلتفون عليها ويصادرونها ويغرقوهم في دم شعبهم " .

# ــ عصام القاضي المنهار بكل المقاييس ً " لماذا الصمود كنا مؤسسة سوفيتة مسلوبة الأرادة , والقيادات الكردية دفعهم ضيق افقهم للوقوف بوجه المشروع الوطني الديموقراطي لعبد الكريم قاسم كنا نخدع انفسنا والناس وبعدين ــ لاحضت برجيله ولا خذت سيدعلي " .

# ــ الشهيد نافع يونس " اخطاء الحزب لا تبرر الأنهيار ’ هناك التزامات اخلاقية تجاه عوائل رفاقنـــــا , اسأنا الى ثورة 14/تموز ويجب ان ندفع الثمن .. عبد الكريم جاء في غير زمانه ".

هذا كل ما تبقى في ذاكرتي من تلك الأيام التي قضيتها في قصر النهاية .

في عام 1967 كنت في جيكوسلوفاكيا انذاك التقيت ببعض الوجوه السياسية والحزبية كانت ارائهم متشابهه وغير مهمة .. وكنت مهتماً للتعرف على شخصية عبد الكريم قاسم .. تعززت علاقتي مع المرحوم هاشم عبد الجبا ـ ابن خالة الزعيم ـ سألته عن شخصية الزعيم وضعه الأجتماعي , تصرفاته تفكيره بشكل عام وخاصة ما يتعلق بمستقبل العراق ـ .

# ــ كان غير متزوج , سألته اخته مرة " كرومي شوكت نشوف لك بت حلال ونفرح بعرسك " اجابها

" تريدين تتورطين بأرملة وايتام " كان ذلك قبل ثورة 14 / تموز بعدة اشهر ’ بعد الثورة كان يفكر بعد ان تستقر الأوضاع .. كان يكرر" جميع العراقيين اخواني وابنائي ".. هدفه ان يعيد للانسان العراقي كرامته وحريته وقيمته ابتداءً من تبنيه قضية الفقراء , كان معجباً بالشخصية العراقية, لا يرغب في ان يحتويه حزباً سياسياً سواء انْ كان قائماً او يشكله بنفسه ويكرر, الشعب حزبي وقضيتي وسندي.. يحب الفقراء ومستعجلاً في ان ينجز شيئاً من اجلهم .. يعلق على الصراعات داخل صفوف اطراف الحركة الوطنية بأنه ناتج عن ضعف في الأنتاء الوطني .

في عام 1971 وفي احتفال لجمعية الطلبة العراقيين في براغ كان البعثي واحد قادة انقلاب 08 شباط 63 علي صالح السعدي حاضراً .. سأله البعض عن القطار الأمريكي الذي اتى بهم صبيحة 08 شباط , بكى واجاب " ليس قطاراً امريكياً فحسب ’ بل كنا كبعثيين وقوميين عنوان لعار وخيانة ستبقى الأبرز علــى صفحات تاريخنا المخجل .. بعد ان قتلنا عبد الكريم شعرنا بفضاعة الفعل كنا ننظر لبعضنا كالقردة وكان الأقبح فينا عبد السلام عارف .. كنا نبحث عن شيء للتشهير به كي نخفف من ثقل الخيانة فلم نعثر الا على فرشة اسنان وادوات حلاقة وملابس شخصية وسرير متواضع في غرفة بوزارة الدفاع و ( صفر طاس ) علمنا ان اخته كانت تبعث فيه بعض الأكل .. فاضطررنا ان نبتلع نذالتنا وتفاهتنا وسؤ اخلاقنا .. فكانت تلك بداية انهيارنا النفسي والأخلاقي والمعنوي والذي سيستمر الى ما لانهاية ".

تلك الأقوال والتصريحات والملاحظات التي سمعتها هنا وهناك , اضافة لما قراءته لبعض الأصدقاء والمحايدين وحتى الذين اشتركوا في التآمر عليه .. فتشكلت عندي بعض التصورات .. واستطيع هنا ان اتجراء وادون بعض ملاحظاتي حول مواصفات ومميزات عبد الكريم قاسم .

1ـــ لم يكن عبد الكريم قاسم فردياً على الأطلاق كما يدعي البعض , بل مشكلته كانت وطنيته ونكران ذاته غير المحدودتين , وتلك الصفتين كانتا سبب الأشكالية بينه وبين اطراف الحركة الوطنية والقومية وامتداداتها خارج الوطن .

2 ـــ لم يكن عنصرياً حتى يتنكر لحقوق الشعب الكردي والأقليات الأخرى بل كان عراقياًً الى ابعد الحدود ايضاً .. ثبت ولأول مرة في الدستور العراقي كون العرب والأكراد شركاء في الوطن , وهذا القرار الجريء اثار غضب القوى القومية والعنصرية داخل وخارج العراق وكان سبباً لمواصلة التآمر على جمهورية 14 / تموز , اما القتال في شمال العراق فقد فرض عليه من قبل القيادات الكردية الى الحد الذي اصبحت فيه من بين الأسباب التي تشكلت منها المؤامرة على الوضع الوطني الديموقراطية التحرري الذي افرزته ثورة 14 / تموز , وقد حاول عبد الكريم قاسم تجنب القتال وظل في حالة دفاع حتى آخر ايامه .

3 ـــ كان انسانياً متسامحاً محتشماً خلوقاً محترماً في حياته الخاصة وضمن علاقاته العامة .. وكان طموحاً في ان يقفز في العراق الى افاق مستقبل افضل فعثر بعصى القوى التي وعدت الشعب عقوداً بتمراً لذيذاً فلم يذق منها غير مرارة البعرور .

المانيا ــ برلين ــ

http://www.albaitaliraqi.com/usr/index.php?artikel=623


[27-02-2005]

[مناف]

الأخ العزيز مكوار
إن كنت تريد أن تعرف إذا كان كلامك على الجرح لو لاله تابع وشوف كلمات نصير وردّه عليك .. سـامع اللي يقول .. على قدر الألم يكون الصريخ؟!
ههههههههه
والله أنك إسم على مسمّى والظاهر هالمرّ’ المكوار عوّر راسه النصير بحيث خلاّه يكتب الكلام اللي كتبه بأسلوبه المشهور به.

[نصير المهدي]

الأخ العزيز مكوار
إن كنت تريد أن تعرف إذا كان كلامك على الجرح لو لاله تابع وشوف كلمات نصير وردّه عليك .. سـامع اللي يقول .. على قدر الألم يكون الصريخ؟!
ههههههههه
والله أنك إسم على مسمّى والظاهر هالمرّ’ المكوار عوّر راسه النصير بحيث خلاّه يكتب الكلام اللي كتبه بأسلوبه المشهور به.

حيا الله مناف .. إفتقدناك يا رجل .. وقد رأيت اسمك في الموضوع فدخلت كي احييك .. اما كلامك فصراحة ما تعودت قافلتي ان تقف ابدا .. لهذا لن أعلق عليه وليس اليق بالرد عليه من كلماتك نفسها .. المهم مرحبا بعودتك بعد الغيبة الطويلة .. يبدو أن شيخنا الجليل لم يصبر على الغيبة الكبرى .. فعاد ولكن الى صباه ..

لا يَضُرُّ السَّحابَ نُبِاَحُ الكِلاَبِ


:p

http://www.iraqcenter.net/vb/search.php?searchid=2437

[safaa-tkd]

من مناف؟؟؟
داخل بالخطأ لو مطرشيك اليوم؟؟
يا معود لا تغيب علينا ترا ماكو غير جان يضحكنا بالمنتدى