بارك, المرجع آية الله علي السيستاني أمس تسمية الائتلاف العراقي الموحد لرئيس حزب الدعوة إبراهيم الجعفري مرشحاً لرئاسة الحكومة المقبلة، ودعا إلى مراعاة الشرائح, التي قاطعت انتخابات 30 كانون الثاني، في وقت بدأت القوائم الثلاث الفائزة في عملية الاقتراع مشاوراتها بشأن إجراء التحالفات وتحديد موعد أول جلسة للمجلس الوطني العراقي الذي سيأخذ على عاتقه كتابة الدستور الدائم للبلاد.
وقال الجعفري، لدى خروجه من منزل السيستاني في النجف بعد لقاء استمر ساعتين، لقد دار الحديث مع سماحة السيستاني على محاور عديدة كان لسماحته فيها آراء وتوصيات,. وأضاف أن من أهم تلك التوصيات هو تقييمه للعملية الانتخابية ومباركته للشعب العراقي بنجاح العملية برغم الظروف الصعبة، بالإضافة إلى مباركته للائحة الائتلاف الموحد لحسم مسألة رئيس الوزراء، وهو يؤيد ويحترم ما توصلت إليه القائمة,.
وأضاف الجعفري أن السيد السيستاني أوصى بالتعاون مع مكونات البرلمان ومراعاة كل الاخوة، كلاً حسب خصوصياته، كما أوصى باعتبار أن هناك ظروفاً استثنائية ألمت بالعراقيين وحالت دون مشاركة بعض الشرائح (في الانتخابات) مما يستوجب مراعاتهم ودمج السنة الذين لم يتمكنوا من المشاركة في الانتخابات,.
أما في ما يتعلق بالحكومة، فقال الجعفري إن هذا الأمر يتطلب مشاورات وحالة من التوافق بالتأكيد تختلف عما حصل في المرحلتين السابقتين أي مجلس الحكم أو الحكومة الانتقالية,. وأضاف أن توافق اليوم الذي سيحصل يتحرك في فضاء واسع بسمة شرعية جاءت من الانتخابات,. وتابع نحن سنتحرك مع الفرقاء السياسيين من خلال جمع كل المكونات الأساسية للشعب العراقي,.
وفي ما يتعلق بالدستور العراقي، قال نحن أمام مسودات كثيرة، وفي حالة الموافقة على مسودة فإنها ستطرح للشعب للاستفتاء عليها,. وأضاف، رداً على سؤال عما إذا كان السيستاني سيتدخل في عملية صياغة الدستور، أن السيد يؤكد على أن البرلمان هو المسؤول عن عملية صياغة الدستور وهو لا يفرض أي شيء على أي واحد بل انه يرى أن من مسؤولية البرلمان أن يتحمل هذه القضية,.
وحول مطالبة الأكراد بضم كركوك إلى إقليم كردستان، قال الجعفري نعتقد أن كركوك تختزل الخريطة العراقية، أمر بهذه الدرجة من الحساسية لا يمكن أن يمر بظرف طارئ أو مرحلة انتقالية بل يجب أن يمارس من خلال حالة مستقرة كبرلمان دائم أو حكومة دائمة وبالتالي لن يستعصي حل هذه القضية,.
وشدد الجعفري على أن هناك مساعيَ لحوار مع إخواننا السنة لغرض معالجة الحالة الاستثنائية التي ألمت بالوسط السني وحالت دون أن تكون هناك مشاركة واسعة في العملية الانتخابية. لذلك ينبغي تذليل الصعاب لكي يأخذ إخواننا السنة مواقعهم في المرحلة المقبلة,.
وفي ما يتعلق برأيه بالعلاقات بين إيران والحكومة الجديدة، قال الجعفري إن علاقتنا مع إيران تأتي كجزء من بقية دول الجوار التي يجب أن تتطور وترتقي إلى مصاف المصالح المشتركة من دون التدخل في الشؤون الداخلية سواء من طرفنا أو من طرف هذه الدول,.
وبخصوص إلقاء القبض على مجموعة من الأشخاص عرض التلفزيون العراقي اعترافاتهم التي جاء فيها أن الاستخبارت السورية درّبتهم للقيام بأعمال إرهابية في العراق، قال الجعفري إن الحديث لا يزال في إطار الوسط الإعلامي. أما في حالة حصولنا على وثائق دامغة فإننا سنخاطب سوريا أو أية دولة لها علاقة بذلك وسنطلب من الحكومة السورية أن تتخذ تدابير صارمة لمنع مثل هذه الحالة ومعاقبة المتورطين فيها وضبط الحدود,. وكانت دمشق قد نفت بشدة هذه الادعاءات أمس الأول.
مفاوضات
وقال العضو في الائتلاف العراقي الموحد، إبراهيم بحر العلوم، أمس ان اللائحة بدأت مشاورات مع قائمة التحالف الكردستاني, والقائمة العراقية, التي يتزعمها رئيس الوزراء اياد علاوي.
وأوضح بحر العلوم أن لائحته شكلت لجنة من تسعة أشخاص بدأت منذ الخميس حوارات ومناقشات مع بقية الكتل الفائزة في الانتخابات لبحث مسألة عقد التحالفات وموعد انعقاد أول جلسة للجمعية الوطنية,. وأضاف أن لائحته وضعت مبادئ أساسية للتحالف مع بقية القوائم، القضية الأساسية فيها ألا تستند الحكومة العراقية المقبلة على مبدأ المحاصصة الطائفية,.
وأكد بحر العلوم أن لائحة الائتلاف (140 عضواً) أصبحت تضم اليوم 148 عضواً بعد انضمام منظمة العمل الإسلامي القيادة المركزية التي تضم عضوين، وجبهة تركمان العراق التي تضم ثلاثة أعضاء ولائحة الكوادر والنخب الوطنية التي تضم ثلاثة أعضاء,.
وفي السياق، قال مصدر في الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود البرزاني، انه تم تشكيل غرفة عمليات تتكون من أربع شخصيات كردية للتشاور مع بقية الأطراف الفائزة في الانتخابات لإجراء التحالفات السياسية في الجمعية الوطنية المقبلة,.
وتضم غرفة العمليات هذه هوشيار زيباري (وزير الخارجية) ورش نوري شاويس (نائب الرئيس العراقي) من الحزب الديموقراطي الكردستاني وبرهم صالح (نائب رئيس الوزراء) وكمال فؤاد (عضو مكتب سياسي) من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
وأوضح المصدر أن من أهم شروط الأكراد لإجراء التحالفات مع أية قائمة هو استعادة مدينة كركوك وبقية المدن الكردية لحدود إقليم كردستان وبقاء قوات البشمركة الكردية وتخصيص حصة عادلة من موارد البلاد للاكراد والاقرار بالفيدرالية,.
البرزاني
وجدد مسعود البرزاني أمس التأكيد على أن الأكراد لم يحددوا بعد المرشح الذي سيقفون وراءه في السباق على منصب رئيس الوزراء، مشيراً إلى أن الأكراد سيطلبون مناصب مهمة في الحكومة الجديدة.
أما في ما يتعلق بكركوك، فقد قال إنه في المستقبل نود أن تصبح نموذجاً للتعايش السلمي بين الطوائف والأعراق والنزعات القومية، لكن هذا يحدث بعدما تتحدد هوية كركوك (كجزء) من كردستان,، مشيراً إلى أن هوية كركوك كردية كما أثبتت الانتخابات .