الخطر الإسلامي قادم في أوروبا
بهاء حمزة GMT 1800 2005 الأحد 10 أبريل
بهاء حمزة من دبي: اكد المفكر الأميركي فرانسيس فوكوياما صاحب كتاب "نهاية التاريخ" الذي صدر عام 1993 وأثار اهتماما عالميا غير مسبوق أن التهديد الإسلامي هو تهديد حقيقي من ناحيتين الأولى هي أسلحة الدمار الشامل وإمكانية وقوعها في يد جماعات صغيرة تستطيع من خلالها تحقيق دمار كبير للقوي الكبرى. والثانية وجود أقليات إسلامية ضخمة في أوروبا وروسيا وبحجم اقل في الولايات المتحدة، يبدو من الصعوبة بمكان تأقلمها مع نمط الحياة في المجتمعات الغربية الليبرالية.
ونفى فوكوياما المعروف بمواقفه المضادة للاسلام وللعرب أن يكون الإسلام يقدم بديلا حضاريا مقبولا يجذب مجتمعات إنسانية متقدمة لتبني أسلوب حياته أو العيش فيه.
واضاف في لقاء أجراه مع تقرير واشنطن وهو نشرة اخبارية خاصة تصدر عن معهد الأمن الدولي بواشنطن وهو معهد غير حكومي تلقى مراسل ايلاف نسخة منه ان الدول العربية يمكن أن تنتج الكثير من الأطفال!! لكن من ناحية إجمالي الناتج القومي الإجمالي فلا تنتج هذه الدول مجتمعة مثلا ما تنتجه دولة بحجم أسبانيا. كما ان الدول العربية لا تستمتع بحياة سياسية سعيدة لانها – من وجهة نظره- تقبع تحت نظم الحكم الاستبدادي. و لا يوجد هناك فرص للمشاركة السياسية، وكل المجتمعات منغلقة في مختلف أوجه الحياة السياسية مشيرا الى انه يمكن اعتبار المجتمعات الإسلامية ناجحة بدرجة كبيرة إذا كان عدد المواليد هو المعيار وليس ديناميكية الحياة نفسها، ولا مستوي التطور التكنولوجي، أوارتفاع مستوي الإنتاجية!! وفيما يلي نص الحوار الساخن مع فوكوياما.
* منذ عدة سنوات اشرت في كتابك "نهاية التاريخ" إلى أن نموذج الديمقراطية الرأسمالية الليبرالية هي محطة النهاية في حركة التاريخ الإنساني. فهل الليبرالية الغربية الآن في مرحلة صدام مع الإسلام الراديكالي؟
- "نحن في مرحلة حرجة الآن من التاريخ الإنساني، من معالمها انتشار الديمقراطية و الأفكار الليبرالية بصورة غير مسبوقة. و لكنها في نفس الوقت تتعرض ومنذ التسعينات وحتى الآن تتعرض لهجوم في مناطق عدة. الإسلام الراديكالي يمثل فقط أحد صور هذا الهجوم، وهناك جبهات صراع آخري ضد الليبرالية في روسيا وبعض أميركا اللاتينية. و رغم وجود المشاكل التي تتعرض لها الليبرالية، فإنني أعتقد أن نظريتي مازالت صحيحة. فإذا أردت أن تكون مجتمع حديث، فليس هناك من البدائل سوي اقتصاد السوق، والديمقراطية السياسية.
و أؤكد أن نموذج المجتمعات الليبرالية هو البديل الأفضل ونحن نعيش جميعا في مجتمعات متعددة ثقافيا والعولمة بمعناها الجديد تزيد من مستوي التفاعلات الثقافية، و معها لا أري أنه بإمكان هذه الجماعات المختلفة ثقافيا يمكن أن تتعايش بسلام في أي مجتمع إلا و أم يكون مجتمع ليبرالي ومتسامح.
* يري الكثيرين أن المجتمعات الليبرالية الغربية مجتمعات غير إنسانية، فهناك نسبة ضئيلة من المواليد، و كذلك نسبة كبيرة من الشواذ جنسيا وانتشار مرض الايدز. في الناحية الأخرى، تتمتع الدول الإسلامية بمجتمعات شبه خالية هذه الأمراض يصاحبها ارتفاع نسبة المواليد. و بهذه الصورة يبدو الإسلام هو المستقبل لأن الديمقراطية الليبرالية ستقتل نفسها خلال 200 أو 300 سنة، ما هو رأيك؟
- ما تم ذكره هو معايير مختارة بعناية، لكنها غير معبرة عن حقائق كثيرة في المجتمعات العربية، فالدول العربية يمكن أن تنتج الكثير من الأطفال!! لكن أنا أعتقد و سيوافقني كل المحللين في أنه بمعايير النجاح المتفق عليها عالميا فإن المجتمعات الإسلامية في معظمها مجتمعات متأخرة. كذلك يبين اتجاه الهجرة الدولية رغبة مواطني الدول الإسلامية في الانتقال للدول الليبرالية الديمقراطية و العيش فيها. وهو دليل علي رغبة المواطنين في العيش في المجتمعات الحرة رغم ضعف نسبة المواليد فيها.
* لماذا تعتقد بعمق وهوة الفجوة بين الولايات المتحدة و غرب أوروبا؟
- أعتقد أن هناك فارق كبير بين قيم وأفكار الولايات المتحدة ودول غرب أوروبا، فأوروبا تضع قيم العدالة و التضامن الاجتماعي في مكانة اعلي من بالحرية و علي العكس من الأميركيين، لدي الأوروبيين فكرة مختلفة عن السيادة. (الاتحاد الأوربي نفسه يقوم الآن بعملية تغيير في مفهوم السيادة لكل دولة من دول الاتحاد).
و هناك انقسام كبير بخصوص قضايا هامة اجتماعية مثل عقوبة الإعدام، و قضايا استراتيجيه أكثر أهمية مثل قبول استخدام القوة العسكرية كوسيلة لتفيد السياسة الخارجية. الأميركيون يؤمنون بأن القوة العسكرية يمكن استخدامها لغايات خيرة و مقبولة، في حين لا يري الأوربيون إمكان استخدام القوة العسكرية لأغراض نبيلة. و هذا الانقسام كان موجودا أيضا خلال حقبة الحرب الباردة، لكن بسبب طبيعتها التي قسمت العالم لمعسكرين لم يظهر الخلاف كثيرا علي السطح، و لكن هذا الانقسام بين الولايات المتحدة و دول أوروبا الموجود الآن سيستمر لفترات طويلة.