الجعفري في اول مؤتمر للمحافظات العراقية بعد سقوط النظام
* بغداد - مصادر خبرية
08 / 08 / 2005
أكد رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري أنه ليس من مصلحة العراق تأزيم علاقاته مع الكويت ، متهما جهات لم يسمها بمحاولة دفع العلاقات الثنائية
الى حالة الاختناق وألقى باللوم على قوات الأمن في التصدي بعنف لمتظاهرين خرجوا في مدينة السماوة الجنوبية امس للاحتجاج على ضعف الخدمات والفساد الاداري امر الذي ادى الى مقتل واصابة 60 شخصا .
وقال الجعفري في كلمه له افتتح بها في بغداد اليوم اول مؤتمر للمحافظات العراقية الثمانية عشر منذ سقوط النظام السابق قبل عامين ، وتحدث فيها عن قضايا داخلية وخارجية انه عندما حصلت الاشكالات الاخيرة على الحدود العراقية مع الكويت ارسل وفدا الى الجار الجنوبي يضم ثلاثة اشخاص لمعرفة الحقائق على الارض واجراء مباحثات مع المسؤوليين الكويتيين ، موضحا ان الوفد مازال موجودا هناك من اجل استكمال مهمته . واكد ان حكومته تعمل على الارتقاء بعلاقاتها الدولية وخاصة مع دول الجوار الى اعلى مستوياتها ، واضاف ان الكويت عانت الامرين من ممارسات النظام العراقي السابق وسلبت اراضيها واعتدي عليها ، ومع ذلك وقفت مواقف مشرفة من العراق وقال " خلال زيارتي الاخيرة لها الشهر الماضي لم يفتح المسؤولون الكويتيون معي ملف التعويضات ولكني سألتهم عن المساعدات التي سيقدمونها لنا" .
واضاف انه من المهم عدم الانجرار الى معارك جانبية خاصة مع دول الجوار الجغرافي وقال "هناك ازمات ورثناها من النظام السابق مع هذه الدول ونعمل على حلها" . واشار الجعفري الى ان كميات كبيرة من الوقود تصل حاليا من الكويت الى العراق "وليس من مصلحتنا ان نؤزم العلاقات معها" ، واشار الى انه من حق اهل مدينة البصرة الجنوبية الاحتجاج اذا حصل تجاوز على حدود العراق وهو امر نابع من وطنيتهم كما قال . وشدد على انه يرفض التجاوز على حدود العراق من اي جهة كانت لكنه اكد عدم الانجرارالى معارك جانبية وقال " هناك جهات تحاول تأزيم العلاقات وتوصلها الى حد الاختناق" .
وكان متظاهرون عراقيون قاموا في الخامس والعشرين من الشهر الماضي بتحطيم حواجز حديدية اقامتها القوات الكويتية على الحدود المشتركة واعتبرت تجاوزا على الحدود العراقية بينما اتهم برلمانيون الكويت بالاستيلاء على اراض عراقية غنية بالنقط .
وعبرت الصحافة الكويتية اليوم عن ارتياحها للطريقة التي عالج بها مسؤولي البلدين ازمة الحدود الطارئة وقات ان التناغم السياسي بين الكويت والعراق حول مشكلة التداخل الحدودي قد بلغ اعلى مستوياته امس اذ تعددت تصريحات المسؤولين العراقيين الكبار بالتأكيد على احترام القرارات الدولية الحدودية والعلاقات الاخوية بين البلدين ، واعتبارها اقوى من ان تعكر صفوها مشكلة محدودة جدا حيث شكل لقاء وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح ومبعوث رئيس الوزراء العراقي خالد العطية نقطة مفصلية في انهاء المشكلة اذ تم التوافق على ان المشكلة اخذت اكبر مما تستحق وان معالجتها امر فني لا سياسي وهو بمقدور الجانبين.
ومن جهة اخرى تحدث الجعفري عن الصدامات التي شهدتها مدينة السماوة الجنوبية امس بين المتظاهرين وقوات الشرطة والجيش التي فتحت النار عليهم امام مقر محافظة المثنى مما ادى الى مقتل شخصين واصابة حوالي 60 اخرين بجروح فقال ان ماحدث امر يبعث على الاسف .
وشدد على انه حين تخرج مظاهرة يجب مواجهتها بشكل حضاري والقى باللوم على قوات الامن لتصديها بهذا الشكل العنيف ضد المحتجين واشار الى انه كان يجب على المسؤولين هناك استيعاب حركة الاحتجاج والتظاهر من اجل الحفاظ على حقوق المواطنين وقطع الطريق امام العناصر المندسة " وما اكثرها" كما قال .
وكان الجعفري قرر الليلة الماضية ايفاد مبعوث خاص الى محافظة السماوة للتحقق في الظروف والملابسات الى ادت الى وقوع اعمال العنف .. وقال بيان صادر عن ديوان مجلس الوزراء ان "رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري قرر ايفاد مبعوث خاص الى محافظة السماوة للوقوف على مجريات الامور والتحقيق في ملابساتها". واوضح البيان ان هذا القرار اتخذ من اجل "حماية ابناء شعبنا من العابثين في القانون وسلامة المواطنين".
وقد شارك في التظاهرة قرابة الف من اهالي السماوة (270 كلم جنوب شرق بغداد) تجمعوا امام مبنى المحافظة مطالبين باستقالة المحافظ واتهموه بالفساد الاداري. وطالب المتظاهرون بمعالجة الخدمات في المدينة مثل شح المياه والكهرباء الى جانب مشكلة البطالة التي تعاني منها المدينة الشيعية. وقد اغلقت جميع المحال التجارية في المدينة اغلقت ابوابها جراء تصاعد العنف خلال المظاهرة". ولم تتدخل القوات اليابانية لفض الاشتباك مع انها تتمركز في قاعدة قريبة من المدينة.
وخلال اجتماع للجمعية الوطنية (البرلمان) اليوم طالب عضو باقالة المحافظ ومحاسبة رجال الشرطة والجيش الذين فتحوا النار على المتظاهرين .
ايلاف
رد مع اقتباس
