 |
-
مسؤولية العلماء
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسؤولية العلماء
كتابات - أياد لخفاجي
الكلام حول تعريف العلماء وتحديد أقسامهم طويل ويحتاج إلى كتب وليست صفحات مجلة أو جريدة ولكن سأجعل منظار الكلام منحصرا في جانب واحد وباب واحد من أبواب معرفة العلماء الا وهو مسؤولية العلماء .. على علماء الدين أن يتعرفوا على الحياة جيداً في كل الجوانب والاتجاهات الحياتية، لماذا، ليكونوا على معرفة تامة بشؤون الحياة في مختلف الحقول في الاقتصاد والسياسة والاجتماع والتربية وسبل مقاومة الطغاة والظلمة وإقامة العدل والقسط والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى علماء الدين التعرف على رأي الإسلام بهذا الركام الضخم من المعلومات التي تزحف إلينا يومياً من الغرب الكافر والموساد الصهيوني بل إنها دخلت ديارنا وبيوتنا ، ثم البحث عن حلول للمشاكل الحضارية التي تعيشها بلادنا كمشاكل التنمية وتحرير الشعوب من الطغاة والظلمة والمنحرفين وتحريرهم من آفة الفقر والجهل والحرمان. وهكذا تكون الولاية للعلماء لأن العالم يعرف الزمان وأهله وأحكام الدين في شؤون الحياة. لذلك فإن المجتهد المتجزئ الذي يتمكن من استنباط الأحكام في بعض أبواب الفقه لا جميعها، إنه لا يصلح لمنصب المرجعية العامة. فكيف بمن يدعي الاجتهاد وهو لا يملك شيء يدل ويثبت من خلال اجتهاده !!!؟؟؟. لماذا ، لأن الفقيه المرجع يجب أن يكون فقيهاً مطلقاً.فعن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قال ((لا يتحمل هذا الأمر إلاّ أهل الصبر، والبصر، والعلم بمواقع الأمر)) "المصدر شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد)) ج7 ص36 وعن الإمام الرضا (ع) حول أوصاف الإمام أو العالم قال ( ..... مضطلع بالإمامة، عالم بالسياسة)"المصدر الكافي ج1 ص22" . ومن مسؤوليات الفقيه العادل وعالم الدين التصدي للتوجيه الثقافي في الأمة بكامل مسؤولياته وأعبائه وتحدي عقباته وذلك لأن الثقافة الإسلامية هي وحدة متناسقة تجري روافدها على أصولها وتشهد الأصول على الروافد. فلا بد أن يكون الموجه الثقافي محيطاً بكل جوانب الثقافة الإسلامية من هنا كان الفقه شرطاً أساسي للموجه الثقافي. ومن الواضح أن المعرفة فقط ليست كافية لإعطاء الأمة ثقافة صافية فلا بد من وجود "العدالة" التي تحضن المعارف ضد الأهواء النفسية والانحرافات الخارجية . إذن فالفقيه العادل هو أجدر من يقوم بالتوجيه الثقافي للأمة. ومن مسؤوليات العلماء هو أن يتصدوا للشؤون العامة وأن يطالبوا بحقهم في إدارة المجتمع سياسياً واقتصادياً وثقافياً رافضين العزلة والانطواء على ألذات والابتعاد عن الناس وهذا ما نجده متحقق في يومنا هذا ومجتمعنا من عزلة وابتعاد عن الناس .....الخ مع شديد الأسف.لماذا الم تكن لهم في النبي يوسف( عليه السلام )أسوة حيث طالب بحقه في إدارة البلاد حينما وجد الظروف مؤاتية ومناسبة . (قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) سورة يوسف آية 55 فالعلماء هم ورثة الأنبياء بالموقف سبحان الله فهم لا يرثون الأنبياء بالوحي ولابالكتاب السماوي بل بالموقف تجاه ما يعانيه االمجتمع ؛ وبالعلم ,وهم حكام على الملوك لاحظوا وليس الملوك حكام عليهم , وهم الذين مجاري الامور بايديهم .ومن مسؤليات العلماء العظيمة والكبرى والتي يجب ان يحملها كل عالم وهي إظهار الحق والصدح به او الاعلان عن االحق لو صح التعبير لاستقطاب الناس حولهم لماذا ؟ لان كتمان الحق عن الناس مع العلم به والارادة على اظهاره من الوسائل المستخدمة في نصرة الباطل واعانة الظالمين ,(كول لا سبحان الله) , فالله عزوجل يقول في كتابه ((ولاتلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون)) آيه42 البقرة وقد يكون كتمان الحق خشية من الطغاة او رغبة في رضا الاثرياء وهو من اسباب الضلالة عند الشر وهو ما حصل عند اغلب هذا الزمان ,سبحان الله لو كان العلماء كلهم على حق لما اختلفوا فيما بينهم وما اختلف اثنان الا وكان احدهم حق والاخر باطل وبطبيعة الحال يعني لو كان الانبياء موجودين الآن هل يختلفون في ما بينهم لا والف لا لماذا الانهم يدعون الى الله و هو الجهة العليا و لا يعلو عليه شيء نحن ننظر الى جهة الاختلاف بغض النظر عن الاختلاف في أستنباط الحكم الشرعي او بما يسمى بالرسائل العلمية لكن الطامة الكبرى حصل الاختلاف في ضروريات الدين فبدأ بعض منهم يلغي الجهاد مثلاً و يستبدل عنه آراءه الشخصية و الى غير ذلك من الامور. و قد أخذ الله ميثاق العلماء بأن لا يداهنوا أحداً في نشر الحق و أن لا يكتموه و لا يشتروا به ثمناً قليلاً حييث قال تعالى (( و أذ أخذ الله ميثاق الذين اتوا الكتاب لِتُبَيَنَنَه للناس و لاتكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم و أشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون )) آل عمران 187 ومن هذا النور القرآني نستدل على ان يكون منطق العلماء مشكاة نور الحق و لو سكت العالم عما يحتاج اليه الناس و عن دلائل صدق الرسالة و الولاية و عن فضح البدع و أهلها و عن حكم الله بالفتن و من يدعو اليها فأن قوام الدين يتزلزل و ما اكثر البدع و الفتن التي طالت بلدنا و مجتمعنا المسلم حيث نقول لو صح التعبير عن واقعنا حالياً ( العراق من الطاغية عدي و قصي و صدام لعنهم الله جميعاً الى شارون و بلير و بوش الثالوث المشؤوم و الظلم و الاضطهاد و الانحراف و الفتن و الفساد ينهض من جديد ) و كأن العراق لا يحتوي في مجتمعه على علماء الا تلك الجهة الحقة و المنيرة بالحق و اقولها بعيداً عن العاطفة الا و هي جهة الحق المتمثلة بآل الصدر الكرام المجاهدين و الذين ضحوا و بذلوا الغالي و النفيس من اجل الاسلام كافة لا من اجل العراق فقط . حيث كان السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس) يدعو الى المرجعية حيث قال ( لماذا تعيش الحوزة العلمية في هذا البلد مئات السنين ثم بعد هذا يظهر افلاسها في نفس البلد الذي تعيش فيه واذ بابناء هذا البلد يضهرون بمظهر العداء والحاقدين على المرجعية ، تفكرون أن هذه جريمتنا قبل أن تكون جريمتهم ؟ وأهذه مسؤليتنا قبل أن تكون مسؤليتهم ؟. ومن كلام للسيد الشهيد الثاني محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره ) في لقاء الحنانة .( في الحقيقة من النقاط المؤسفة التي يصعب جداً تلافيها بل الآن عملياً لايمكن تلافيها ان المرجعية تقوم بواحد إذا مات هنا الواحد أندثر هو وآرائه (يعني شنو هوراح ) ولكن أفكاره العامة أيضاً إجمالاً ونشاطه ونفعه للناس ، أي ليس له بديل مماثل ، في حين أنا كررت أيضاً أني أريد أن أربي بديل مماثل لوصح التعبير ولربما أحسن مني بكثير (أنا شنو قيمتي فالعمدة هو نفع التشيع والمجتمع والحوزة ) وما صرح به السيد الخميني (قد) في بعض خطبه مندداً بالحوزة الساكتة قائلاً (هيهات أن يجلس الخميني ساكتاً وهو يرى تجاوزات اتباع الشيطان و المشاركين على اتباع الاسلام المحمدي الاصيل,الويل لنا ،الويل للعلماء الساكتين،الويل للنجف الساكتة ،الويل لنا هل يكفي ان نتردد على قبر امير المؤمنين (ع)ونكتفي بالتضرع والدعاء).لذا فعلى المجتمع المسلم عامة والمجتمع العراقي خاصة النظر في امر العلماء نظر تمحيص وكذلك النظر الى قياداته وموجهية من الخطباء والكتاب ،فلا يسترسل في اتباعهم او التاثر بهم ،بليمحص بعقله وبموازين دينه افعالهم واقوالهم ويقيم مواقفهم بدقة والا فانهقد يظل الطريق ولا يقدر في ذلك عند ربه ,وواقعنا خير شاهد على ذلك ودليل لكل انسان متتبع وباحث عن الحقيقة هذا واتمنى للجميع الموفقية في اتباع الحق الذي هو خير سبيل وطريق يُوصل بالانسان الى سفينة النجاة سفينة اهل البيت (ع)والتي يقودها اليوم امامنا وسيدنا وقائدنا وحبيبنا الامام المهدي (عج) ورزق الجميع نصرته واتباعه ومشايعته والعيش الكريم لمن يتمنى العيش تحت رايته وظل دولته الالهية العادله العالمية والشهادة لمن يرغب بالشهادة تحت لوائه الشريف بين يديه واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
التعديل الأخير تم بواسطة ياسرالعراقي ; 09-05-2005 الساعة 21:49
سبب آخر: تنسيق المقالة
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |