إباء . وكالات
قال ديوان الوقف الشيعي إن عائدية أموال الحضرة العسكرية الموجودة في سامراء وهي منطقة سنية تعود للوقف الشيعي باعتبار الإمامين (علي الهادي والحسن العسكري) من ضمن الأئمة الأثني عشر لدى الشيعة، وباعتبارها عتبة يؤمها اغلب زوارها من الشيعة.
وأكد الدكتور (صلاح عبد الرزاق) المدير العام لدائرة العلاقات والإعلام الإسلامي في ديوان الوقف الشيعي عن وجود مخاطبات مستمرة مع ديوان الوقف السني بهذا الصدد مضيفا أن للظروف الأمنية ووقوع الحضرة في منطقة سنية الأثر الأكبر في عدم إدارة الحضرة من قبل الوقف الشيعي، إذ قال: (نعلم إن عائدية الروضة العسكرية هي لديوان الوقف الشيعي باعتبارها عتبة شيعية مقدسة وهذا مثبت في قانون (21 لسنة 1969) أي في زمن النظام الذي أحصى وبالتفصيل العتبات المقدسة. وهي عتبات شيعية من الأئمة وأولادهم وكذلك المراقد والمزارات الإسلامية الموجودة في المحافظات الجنوبية، فعتبة سامراء تعتبر عتبة شيعية ولكن بسبب ظروف المنطقة ووجود كليلدار (أمين الحضرة) سني وهو الآن يدير الروضة العسكرية نيابة عنا وبعلمنا لأننا لا نستطيع الإشراف المباشر عليها بسبب الأوضاع الأمنية ولكن هناك مخاطبات مع ديوان الوقف السني بخصوص أي عمل يريدون إجرائه من تعمير أو تذهيب القبة العسكرية ولدينا الآن فريق عمل يعمل على اعمار العتبة.
ويشرف ديوان الوقف السني حاليا على الروضة لوقوعها في منطقة ذات غالبية سنية ويتعذر أيضا وصول الزوار الشيعة إليها بسبب التهديدات والمخاطر الموجودة على الطريق الذي يؤدي إليها ونأمل أن تستقر الأمور ونعود لإدارتها وكذلك الإشراف عليها مثل بقية العتبات المقدسة في كربلاء والنجف الاشرف.
وبالرغم من كل التصريحات المتبادلة بين ديواني الوقف السني والشيعي فان عائدية المراقد الدينية لا تزال موضع حكم الفصل من قبل لجنة الفصل والنزع بين الديوانين للنظر في هذه المسائل.
وتعتبر مدينة سامراء التي تبعد عن بغداد 120 كم شمالاً وفيها مرقد الإمامين علي الهادي (عليه السَّلام) والحسن العسكري (عليه السَّلام) من المناطق المهمة في العراق.
وتعرضت هذه المدينة إلى تخريب كبير ثم عمرت من جديد ببركة توافد الزوار على قبر الإمامين (عليهم السَّلام) ولعل إليه يشير كلام الإمام الحسن العسكري (عليه السَّلام) بقوله: (قبري أمان لأهل الجانبين).
ويقع المرقد المبارك في دار في محلة العسكر اشتراها الإمام الهادي (عليه السلام) وكان بها حتى استشهد فيها، قال الخطيب البغدادي في ترجمة الإمام الهادي (عليه السَّلام): (إنه اشتراها من دليل بن يعقوب النصراني وتوفي فيها).
فلما استشهد (عليه السَّلام) دفن في وسط داره ثم دفن بجنبه الإمام الحسن العسكري، ثم نرجس زوجة الإمام الحسن العسكري أم الإمام المهدي (عليه السَّلام) المتوفاة 260 هـ، ثم حكيمة (رض) بنت الإمام الجواد عمة الهادي المتوفاة 274 هـ، ثم الجدة أم الإمام الحسن العسكري ثم الحسين بن علي الهادي، ومعهم أبو هاشم الجعفري وجعفر ابنه وهذه القبور كانت مشهداً لأهل الدار ولمن ورد عليهم.