 |
-
تحقيق صحيفة الحياة: بؤر تطرف إسلامي في سوريا
دمشق تعلن عن خلايا تكفيرية ودعوات الى جهود تنويرية... سورية العلمانية تزداد اسلامية والسلطة الرسمية ترسم خطوطاً حمراء للعلاقة مع الاخوان
دمشق - ابراهيم حميدي الحياة - 18/06/05//
الاعلان عن تفكيك «خلية ارهابية» تابعة لـ «تنظيم جند الشام للتوحيد والجهاد» الذي يحمل «مشروعاً» عقائدياً وسياسياً وعسكرياً ضد الانظمة السياسية والقوانين الوضعية في «بلاد الشام» بدولها الثلاث: سورية، الاردن، ولبنان، وفي العراق بلاد الرافدين التي يحتلها «الصليبيون»، كان آخر الادلة الملموسة على بدء بؤر متعصبة الخروج من عباءة المجتمع المتأسلم في «سورية العلمانية».
وكانت الاشهر الاخيرة شهدت تعبيرات تكفيرية أخرى بينها قيام امام مسجد في محافظة حمص بقتل رجل شرطة، قبل ان يهرب الى الاردن الذي عاد وسلمه الى دمشق. ويضع النائب الاسلامي محمد حبش اغتيال الشيخ المتنور معشوق الخزنوي في هذا السياق. ويقول حبش لـ «الحياة» انه كان تلقى تهديداً بالقتل عبر هاتفه النقال، قبل ايام من خطف الخزنوي على خلفية «الافكار التنويرية والمناهضة للتعصب» التي يحملها ويدعو اليها سواء في كتاباته أو في منشورات «مركز الدراسات الاسلامية» التابع له أو حتى عبر خطب يوم الجمعة في جامع «الزهراء» في احد احياء المزة، جنوب دمشق. ويوضح ان الكشف عن «جند الشام» واغتيال الخزنوي ورجل الشرطة «تقع في السياق نفسه، أي التعصب الديني».
وحبش الذي أسس «مركز الدراسات الاسلامية»، واحد من الذين يتابعون التحول في المجتمع السوري نحو التأسلم في بلد طالما اعتبر علمانياً وكافح كي يكون «تقدمياً وعلمانياً». ويقول ان 80 في المئة من السوريين محافظون و20 في المئة اصلاحيون وان واحداً في المئة فقط من المتعصبين. لكنه يحذر من ان «الثمانين في المئة ليس لديهم أي مشروع سياسي، وعندما يفكرون بالسياسة يبحثون عن قائد أو شيخ، ربما يكون من الاصلاحيين أو المتشددين».
يعزز هذا الكلام الاعتقاد بأن سورية الدولة العلمانية تزداد اسلامية، أفقياً وعمودياً. ويمكن ملاحظة ذلك بالدلالات الرمزية عبر ارتداء الحجاب وتحول الكثير من المكتبات الى اقتناء الكتب الاسلامية بدلاً من كتب التنظير الشيوعي والروايات «السوفياتية». بل ان المكتبة الكبيرة التي كانت تقوم في مواجهة المركز الثقافي السوفياتي، صارت الآن من اكبر المجمعات المختصة في بيع الكتب الدينية وأحدث وسائل الاتصال لنشر التربية الدينية. ويعززه أيضاً الاقتراب من المجتمع السوري ومن الدوائر الابعد عن المركز. وبينما كلحت الوان الشعار الذي كتب على احد الجدران في مقابل مدينة معرة النعمان على الطريق بين دمشق وحلب «سنسحق عصابة الاخوان المسلمين العميلة للامبريالية والصهونية»، ظهرت شعارات جديدة على الطريق السريع الذي يربط العاصمة بمدينة معرة النعمان التي كانت معقلًا لـ «الاخوان المسلمين» خلال المواجهات المسلحة مع السلطة في بداية الثمانينات. الشعارات الجديدة التي كتبت بألوان زاهية تحمل عبارات اسلامية، وقد كتبت على جدران كان يعيش فيها قبل مئات السنين الفيلسوف المتشكك ابو العلاء المعري، وحلت مكان الشعارات التي تتحدث عن العلمانية والشيوعية والقومية مثل «لا حياة في هذا القطر الا للتقدم والاشتراكية». والى جانب هذه اللافتات الجديدة، تزداد المساجد عدداً في القرى والمدن السورية، بل انها تزداد فخامة وضخامة على جانبي الطريق السريع. والدخول الى احياء القرى والمناطق الريفية يتيح سماع قصص فردية تساعد على فهم ما يحصل. ففي احدى قرى جبال الزاوية الوعرة التي كانت معقلاً لـ «الاخوان» ومسرحاً للمواجهات المسلحة، كان من الممكن للشبان أن يشهروا شيوعيتهم مثلاً، وان يتجرأوا على تحدي العادات والتقاليد. شعائر الصيام مثلاً لم تكن ملزمة، وحجاب الفتيات لم يكن شائعاً. أما الآن، فصار الشاب المتمرد نفسه، شيخاً أو على الاقل رجلاً محافظاً متمسكاً أكثر بالتقاليد، ويعتقد بأن «الاسلام هو الحل – البديل».
في السابق، كانت المنافسة والتصدر الاجتماعي، يقومان على الحفر في الجدار المتين للتقاليد والعادات. اما الآن، فبات التسابق عكسياً، وهو باتجاه تدعيم جدار التقاليد والمزيد من المحافظة الدينية. وبالتالي فلإن الشباب «الفاضل» - بحسب تصنيف المجتمع المحلي - هو ذاك الذي يمضي وقتاً اكثر في الجامع الكبير الذي بني في السنوات الاخيرة قرب الطريق السريع ليراه كل من يعبر بسيارته بين اللاذقية الساحلية وحلب، ليحل بدلاً من مسجد قديم كان موجوداً
في زاوية بعيدة في القرية، وليقول لملايين البشر الذي يعبرون بسياراتهم: انظروا كم نحن مسلمون.
ها هم اطفال «الشيخ» الاربعة لا يغادرون المسجد. الصغار يصومون في رمضان. والفتاتان ارتدتا الحجاب قبل ان تبلغا العاشرة من العمر. وللتذكير فقط، فان هذا الشيخ» كان يخطط في شبابه في ثمانينات القرن الفائت للزواج من»سوفياتية» وانجاب فتيات سافرات أو ليبراليات، تماماً كما حصل مع بضعة آلاف من السوريين درسوا في دول الكتلة الشرقية.
ببساطة فإن مسيرة هذا السوري في العقدين السابقين نموذجية لملاحظة التحول الملحوظ في سورية من دولة علمانية مع مساع فوقية لتحويل المجتمع الى مجتمع علماني ثم أدت الى نتائج معاكسة. ولكن لماذا؟ وكيف؟
أسباب التأسلم
تتداخل مجموعة من الاسباب الداخلية والخارجية وراء هذا التحول الى الاسلامية والفشل في التحول الجذري الى العلمانية بمعناها الجوهري. فبعد القضاء على»الاخوان المسلمين» الذين قاموا بعمليات اغتيال مثقفين ومدنيين، بدأت الحكومة السورية سياسة تشجيع الاسلام المعتدل لخلق قاعدة شعبية واسعة ضمن المجتمع، فشجعت بناء المساجد التي وصل عددها حالياً الى نحو ثمانية آلاف في جميع انحاء البلاد. كما أوجدت ما يسمى «مدارس الأسد لتحفيظ القرآن» التي وصل عددها الى 120 معهداً في جميع المحافظات والمدن، اضافة الى معاهد عالية لتدريس علوم الدين بحيث بلغ عددها اكثر من 22 معهداً لا تستقطب طلاب الدراسات العليا من سورية وحسب، بل من اكثر من ستين دولة عربية وأجنبية.
ويتحدث النائب حبش عن وجود نحو 600 معهد لتحفيظ القرآن موجودة في شكل مستقل أو ملحقة بمساجد. كما ان هناك نحو 40 مدرسة تابعة للشيخة منيرة القبيسي (75 سنة( من أصل نحو 80 مدرسة تنتشر في جميع الاحياء الدمشقية، تدور في فلكها أكثر من 75 الف امرأة ومربية لآلاف الاسر. ويقول حبش: «القبيسيات ينشطن في اطار دعوة البنات الى التزام الشريعة الاسلامية. هن لا يمثلن تياراً، بل عبارة عن مدارس لتعليم الاطفال». يضاف الى ذلك ان كلية الشريعة الاسلامية تضم نحو 7603 طلاب (3337 طالبة) في السنوات الاربع من اصل 48 الف طالب في جامعة دمشق. وتخرج كلية الشريعة سنوياً اكثر من 650 طالباً. ويقول أحد المتابعين: «ان وظيفة التدريس الديني محصورة بالدولة التي لديها نحو مئة شخص «يقومون بدور التدريس الديني من دون اشتراط ان يكونوا بعثيين».
وفي موازاة الكلية الجامعية جرى تشجيع وجود مدارس تشريعية مناطقية ففي الجزيرة السورية شمال شرقي البلاد هناك «مدرسة الخزنوي» شقيق الشيخ معشوق، وفي حلب هناك مدارس الشيخ احمد حسون، وفي دمشق هناك «مجمع ابي النور» وحلقات الشيخ العلامة المنفتح محمد سعيد رمضان البوطي الذي يعطي دروساً اسبوعية في جامع «دينكز» وعلى شاشة التلفزيون الرسمي.
ونما في ظل هذه التجمعات «مجتمع اهلي» فمن اصل 584 جمعية هناك 290 جمعية خيرية. وقال الدكتور جمعة حجازي ان عدد الاسر المستفيدة من الجمعيات يبلغ نحو 72751 أسرة وان قيمة المساعدات المقدمة لها في العام 2003، بلغت اكثر من 842
مليون ليرة سورية (الدولار يساوي نحو 54 ليرة)، ذلك ان هذه الجمعيات تقدم مساعدات عبر تخصيص رواتب شهرية أو مساعدات علاجية أو غذائية الى الفقراء والمحتاجين. كما انها كانت تقدم خدمات عقائدية سواء عبر الدروس اليومية أو عبر خطبة يوم الجمعة.
في المدن والارياف، هناك منبران: المساجد التي يبلغ عددها نحو ثمانية آلاف وتشهد على الاقل نحو 416 الف درس اسبوعي في يوم الجمعة (عدا الدروس الاستثنائية) ويرتادها ملايين المصلين خصوصاً من الشباب، أو المراكز الثقافية البالغ عددها 79 معهداً (بينها 17 في دمشق وريفها و11 في حلب)، واربعة مسارح رسمية قدمت في العام ذاته 27 مسرحية لا يتجاوز عدد مرتاديها بضعة آلاف، ووسائل الاعلام الرسمية التي تشمل بيع نحو 60 الف نسخة من الصحف الرسمية الثلاث وخدمات الاذاعة والتلفزيون المتواضعة مهنياً والتي تقهقرت امام تقدم الفضائيات العربية.
ولان الشبيبة لم تجد الكثير من الخيارات البديلة القائمة، اتجهت بكثافة الى المدارس الدينية للدراسة، والى المساجد اما للتعبد أو كرد فعل على السياسات الرسمية أو للهروب من الواقع بمشاكله الاقتصادية والاجتماعية القائمة وبقضايا الفساد والبيروقراطية والترهل الاداري.
وتشير الارقام الى ان وتائر النمو السكاني انخفضت من نحو 3.4 في المئة الى نحو 2.4 في المئة. لكن الذين ولدوا في طفرة الزيادة السكانية قبل عقدين، باتوا الآن شباباً، بحيث ان 220 الف شخص يدخلون سنوياً الى سوق العمل، لا تستطيع الحكومة توفير فرص العمل لهم. وبحسب الاحصاءات الرسمية فإن نحو مليون شخص هم من العاطلين عن العمل. وهناك نحو نصف مليون شخص تسجلوا في مكاتب التشغيل التي فتحتها الحكومة. علماً ان 80 في المئة من العاطلين عن العمل هم بين سن الـ15 والـ24 سنة.
وما عزز البحث عن «البديل الاسلامي» وجود عوامل خارجية اقليمية ودولية. فكل عقد من العقود الثلاثة الماضية شهد حدثاً عزز تثبيت دعائم التأسلم في الشرق الاوسط والعالم. وتزامن القضاء على «الاخوان المسلمين» مع اندلاع «الثورة الاسلامية» في ايران في نهاية السبعينات ومع تحالف الحكومة السورية معها ضد النظام العراقي الذي يفترض نظرياً أن يكون شريك سورية في بعثيته.
وفي نهاية عقد الثمانينات، جاء انهيار الاتحاد السوفياتي والكتلة الشرقية التي كانت تمثل عقيدتها حليفاً للحكومة السورية، الا ان هذا الانهيار لم يضعف التحالفات الاستراتيجية للحكومة فحسب، بل طرح شكوكاً كبيرة حول العقيدة الاشتراكية وانجازاتها المجتمعية، انعكست في النسيج الاجتماعي لسورية، بحيث ان آلاف الشباب حرموا من فرصة السفر الى اوروبا الشرقية ليذهب عدد كبير منهم الى الخيار الاخر» وهو البحث عن فرص عمل في مجتمعات الخليج المحافظة.
وفي مقابل الفشل المريع لهذه الانظمة وسقوط الأنظمة الاشتراكية وعدم تقديم الاحزاب اليسارية حلولاً للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية في مجتمعاتها واصابة الاحزاب الحاكمة بالترهل بفعل البقاء في الحكم فترة طويلة وعدم تحقيق انجازات واسعة القاعدة داخلياً، فان الاحزاب الاسلامية كانت تحقق الانتصارات وتصلّب عود قاعدتها الاجتماعية.
وكان الرأي العام السوري والشبيبة الناشئة يراقب الانتصارات التي باتت تحققها المنظمات الاسلامية ضد اسرائيل العدو الاساسي شعبياً. اذ ترك دور»حركة المقاومة الاسلامية» (حماس) و»الجهاد الاسلامي» في تفجير الانتفاضة الاولى في نهاية الثمانينات ثم الانتفاضة الثانية، اثراً ايجابياً في رفع همة الممارسة الاسلامية وقبول العمليات الفدائية في سبيل الجهاد. كما ان الدور الذي لعبه «حزب الله» بدعم رسمي ورعاية من الحكومة السورية، في اندحار اسرائيل من جنوب لبنان للمرة الأولى امام طرف عربي، كان عاملاً حاسماً في تعزيز القناعة التي كانت تترسخ: الاسلام هو الحل.
«الاخوان» خط احمر
تفجيرات 11 ايلول (سبتمبر) كانت ارهابية بكل المقاييس بالمعنى السياسي والاخلاقي والانساني. لكن هل هذا هو رأي المواطن العادي؟ كثير من الشباب اعتبر هذه الانفجارات دليلاً على ان «الاسلام هو الحل». ويعتقد كثيرون بأن منظمة صغيرة بامكانات فقيرة واجهت القوة العظمى لانها تبنت العقيدة الاسلامية،
بينما عجزت أنظمة عربية من المحيط الى الخليج عن تقديم الكثير من الانتصارات.
ويوضح حبش: «هذا جزء من دورة الحياة. تجربة العلمانية منذ 50 سنة لم تتمكن من حل المشاكل. غير ان الاسباب الاساسية (للمد الاسلامي) كانت السياسات الاميركية في الشرق الاوسط. أميركا تسمى الشيطان الاكبر، وشيء طبيعي ان تستخدم خطاباً مختلفاً،
أي ان اميركا وحدت الخطابين القومي والاسلامي».
واستطراداً، ان ما حصل في العراق في السنتين الاخيرتين عزز هذا الاتجاه. فالرئيس المخلوع صدام حسين، عندما أفلس من «الحزب القائد» لجأ الى الاسلام كعقيدة بديلة وتحالف مع الاسلاميين في نهاية التسعينات لتعزيز قاعدته الشعبية.
كما تحالف «البعث» مع القوى الاسلامية كي يقاتل الاميركيين. قدم «البعث» الخبرة القتالية - العسكرية، والاسلاميون قدموا الدعم العقائدي والبشري. لكن المدهش كان مستوى الانتشار الافقي للجذور الاسلامية في العراق، في حين ان النظام العراقي طالما اعتقد بأنه يملك الشارع وان هذا الشارع غير اسلامي. كما ان آلاف المتطوعين الاسلاميين الشباب، اتجهوا الى العراق لـ «الجهاد». أي انه بمجرد فتح الزجاجة خرج «القمقم الاسلامي» الى العلن. وربما كان هذا احد الاسباب في قيام السلطات السورية برسم «خط احمر» كبير يمنع أي علاقة بين «الاخوان المسلمين» في الخارج والشارع السوري المحافظ.
في الأسابيع الأخيرة تلاقت ثلاثة عوامل جديدة: اولاً، جهّز «الاخوان المسلمون» أنفسهم لتعديل خطابهم السياسي بـقبول «اللعبة الديموقراطية» لدى صياغتهم ما سموه «المشروع الحضاري الاسلامي لسورية المستقبل» تزامناً مع الضغوطات الاميركية.
وبعدما كانوا محاصرين بعد احداث 11 ايلول (سبتمبر) بحكم اعتبار
«الحاضنة» لجميع التظيمات المتطرفة، انتقلوا الى الهجوم بفعل الحديث الاميركي والاوروبي عن قبول الحركات الاسلامية في أي مشروع ديموقراطي لفرز القوى الاسلامية وتقوية الاعتدال.
ثانياً، حديث مسؤولين اميركيين من ان «لا مانع من التعامل مع الحركات الاسلامية» في سياق الحديث عن «تغيير النظام».
ثالثاً، تجاوب بعض «المعارضين» في الداخل سواء باصدار بيانات تعلق ايجابا على وثيقة «الاخوان» وعبر قراءة كلمة للمراقب العام صدر الدين البيانوني في «منتدى جمال الاتاسي للحوار الديموقراطي». هذا «التزامن الثلاثي»، ادى الى استنفار السلطات السورية لتوجيه رسالة واحدة الى الداخل والخارج فحواها: «الاخوان خط احمر». أي، ممنوع بتاتاً، أي علاقة بين الاخوان» كتنظيم سياسي محظور بموجب القانون 49 للعام 1980 والشارع الاسلامي والمحافظ الذي يبحث عن حاضنة سياسية، وأيضاً بين «الاخوان» وشخصيات «المعارضة» التي تكاد شعبيتها تنحصر في كوادرها الناصرية والشيوعية والقومية المعمرة في السن والقليلة العدد.
الا ان رسم «الخط الاحمر»، الذي عززته توجيهات المؤتمر العاشر لحزب «البعث» بضرورة «فضح «تنظيم «الاخوان» الذي يتعامل مع الخارج، لا ينفي زيادة اتجاه السوريين نحو المحافظة ولا يلغي الواقع، بل ان ما يحصل في العراق يزيد هذا التعقيد، اذ ان نزعات طائفية وعرقية ومناطقية ودينية بدأت بالظهور على خلفية اعادة تشكيل النظام السياسي في العراق، لا شك في انها كانت احد اسباب التعبيرات العنفية التي ظهرت في أوساط أكراد واسلاميي سورية في السنتين الاخيرتين. لذلك فإن معالجة «الظاهرة الاسلامية» معقدة ومتشابكة، ويمكن ان تكون وفق النموذج الذي اقترحه الرئيس الاسد في محاضرة في موسكو، ويتضمن ست خطوات: «حل بؤر التوتر في العالم وفي مقدمها قضية الصراع العربي - الاسرائيلي، تحسين الاداء السياسي، الحوار، مكافحة الجهل والتنمية وتحسين الوضع الاقتصادي، العمل الامني الذي يجب ان يتوازى مع المحاور الاخرى».
"أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام" كونفوشيوس (ع)
-
موضوع ذي صلة من الواشنطن بوست عدد 8/6/2005 يتحدث عن عمليات التجنيد والقتل التي ينفذها سوريون في العراق !
Outside Iraq but Deep in the Fight
A Smuggler of Insurgents Reveals Syria's Influential, Changing Role
By Ghaith Abdul-Ahad
Special to The Washington Post
Wednesday, June 8, 2005; A01
ALEPPO, Syria -- When the Americans led the invasion of Iraq, the men of Abu Ibrahim's family gathered in the courtyard of their shared home in the far north of Syria. Ten slips of paper were folded into a plastic bag, and they drew lots. The five who opened a paper marked with ink would go to Iraq and fight. The other five would stay behind.
Abu Ibrahim drew a blank. But remaining in Syria did not mean staying clear of the war. For more than two years, by his own detailed account, the slightly built, shabbily dressed 32-year-old father of four has worked diligently to shuttle other young Arab men into Iraq, stocking the insurgency that has killed hundreds of U.S. troops and thousands of Iraqis.
The stream of fighters -- most of them Syrians, but lately many of them Saudis, favored for the cash they bring -- has sustained and replenished the hardest core of the Iraq insurgency, and supplied many of its suicide bombers. Drawn from a number of Arab countries and nurtured by a militant interpretation of Islam, they insist they are fighting for their vision of their faith. This may put them beyond the reach of political efforts to make Iraq's Sunni Arabs stakeholders in the country's nascent government.
Abu Ibrahim recalled: "Our brothers in Iraq worked in small groups. In each area, men would come together, organized by religious leaders or tribal sheiks, and would attack the Americans. It was often us who brought them all together, when we met them in Syria or Iraq. We would tell them, 'But there is another brother who is doing the same thing. Why don't you coordinate together?' Syria became the hub."
Syria's role in sustaining and organizing the insurgency has shifted over time. In the first days of the war, fighters swarmed into Iraq aboard buses that Syrian border guards waved through open gates, witnesses recalled. But late in 2004, after intense pressure on Damascus from the Bush administration, Syrian domestic intelligence services swept up scores of insurgent facilitators. Many, including Abu Ibrahim, were quietly released a few days later.
In the months since, the smugglers have worked in the shadows. In a series of interviews carried out in alleyways, a courtyard, a public square and a mosque, Abu Ibrahim was being visibly followed by plainclothes agents of the security service, Amn Dawla. In December, the service confiscated his passport and national identity card. His new ID was a bit of cardboard he presented each month to his minders; the entries for April and May were checked.
Few other details of Abu Ibrahim's account could be verified independently. But the structure of the human smuggling organization he described was consistent with the assessments of U.S. and Iraqi officials who closely study Syria's role in the insurgency. Other specifics jibed with personal histories provided by foreign fighters interviewed in the Iraqi city of Fallujah on the eve of a U.S. offensive in November.
Those interviews also echoed earlier accounts of Iraqi insurgents, including descriptions of the role of a Syrian cleric known as Abu Qaqaa in promoting a holy war, or jihad, against the West. Since the U.S.-led invasion in March 2003, the notion of jihad has "had a galvanizing impact on the imagination and reflexes" of many young Muslim men, especially those with the means and resources to travel, according to a recent report by the International Crisis Group, based in Brussels.
"They think jihad will stop if they kill hundreds of us in Iraq," Abu Ibrahim said with a note of defiance. "They don't know what they are facing. Every day, more and more young men from around the Muslim world are awaking and coming to the jihad principle.
"Now the Americans are facing thousands, but one day soon they will have to face whole nations."
Roots
His father was a Sufi Muslim, devoted to a tolerant, mystical tradition of Islam. But Abu Ibrahim said he was born a rebel, gravitating early in life to the other end of the spectrum of Islamic belief.
Salafism, or "following the pious forefathers," is a fundamentalist, sometimes militant strain of the faith grounded in turning back the clock to the time of the prophet Muhammad.
In the Syrian countryside north of Aleppo where Abu Ibrahim grew up and married, his fundamentalist impulses took their present shape when he met "a group of young men through my wife's family who spoke to me the true words of Islam. They told me Sufism was forbidden and the Shiites are infidels."
A year later, he went to Saudi Arabia, a kingdom founded on Wahhabism, a puritanical form of Islam in the Salafi wing.
For seven years he worked in Riyadh, the capital, trading textiles. In his spare time, he studied the Koran and gathered at people's homes with young men so militant in their beliefs they were barred from preaching in public.
At a private Saudi production company that specialized in radical Islamic propaganda, he said, he learned video editing and digital photography. The work channeled the rage of young Arab men incensed by the situation in the Israeli-occupied Palestinian territories, angered by U.S. foreign policy and chafing under the repression of secular Arab rulers.
Their goal, he said, is restoration of the Islamic caliphate, the system that governed Muslims before the rise of nation states. Abu Ibrahim said he regarded Afghanistan during the Taliban rule as one of the few true Islamic governments since the time of Muhammad.
"The Koran is a constitution, a law to govern the world," he said.
Such views were unwelcome back in Syria, governed by the Baathist Party as a secular nation. But in 1999, after Abu Ibrahim returned to Aleppo, he heard a sermon delivered by a Syrian cleric who was widely known in the region. Abu Qaqaa, a lanky, charismatic sheik born Mahmoud Quul Aghassi, preached the same radical message that Abu Ibrahim had taken to heart in Riyadh.
"Abu Qaqaa was preaching what we believed in. He was saying these things: 'People with beards come together.' I was so impressed."
Abu Ibrahim said he became Abu Qaqaa's right-hand man. He helped tape his sermons, transfer them to CDs and distribute them clandestinely. They traveled together to Damascus, the Syrian capital, and Saudi Arabia. By 2001, Abu Qaqaa had attracted a determined following of about 1,000 young men.
"No one knew about us," Abu Ibrahim said. "But September 11 gave us the media coverage. It was a great day. America was defeated. We knew they would target either Syria or Iraq, and we took a vow that if something happened to either country, we would fight."
Impetus
Two weeks after the attacks in New York and at the Pentagon, the group felt bold enough to celebrate in public in Aleppo with a "festival," as it was called, featuring video of hand-to-hand combat and training montages of guerrillas leaping from high walls.
Afterward, Abu Qaqaa was arrested by the Syrian authorities, but he was released within hours. By 2002 the anti-American festivals were running twice weekly, often wrapped around weddings or other social gatherings. Organizers called themselves The Strangers of Sham, using the ancient name for the eastern Mediterranean region known as the Levant, and began freely distributing the CDs of the cleric's sermons.
Jihad was being allowed into the open. Abu Ibrahim said Syrian security officials and presidential advisers attended festivals, one of which was called "The People of Sham Will Now Defeat the Jews and Kill Them All." Money poured in from Saudi Arabia and other Arab countries.
"We even had a Web site," Abu Ibrahim said.
The young men around the cleric found themselves wielding a surprising amount of power. They were allowed to enforce their strict vision of sharia , or Islamic law, entering houses in the middle of the night to confront people accused of bad behavior.
Abu Ibrahim said their authority rivaled that of the Amn Dawla, or state security. "Everyone knew us," he said. "We all had big beards. We became thugs."
In a dictatorship infamous for its intolerance of political Islam, such freedom made some of the cleric's lieutenants suspicious.
"We asked the sheik why we weren't being arrested," said Abu Ibrahim. "He would tell us it was because we weren't saying anything against the government, that we were focusing on the common enemy, America and Israel, that beards and epaulets were in one trench together."
The answer seemed inadequate, Abu Ibrahim said. But then the United States led troops into Iraq, and everything went up a notch.
War
Worried that it would be Washington's next target, Syria opposed the military coalition invading its neighbor. State media issued impassioned calls for "resistance." The nation's senior Sunni cleric, Grand Mufti Ahmad Kaftaro, undid his reputation for moderation by issuing a fatwa endorsing suicide attacks.
In Aleppo, Abu Ibrahim went door to door encouraging young men to cross the border. Volunteers boarded buses that Syrian border guards waved through wide-open gates, witnesses recalled.
Saddam Hussein's government embraced the volunteers, handing them weapons and calling them Arab Saddam Fedayeen. But ordinary Iraqis were often less welcoming, pleading with them to go home; some Syrians were shot or handed over to the invading Americans.
At the request of his Iraqi counterparts, Abu Ibrahim stopped ferrying fighters for a time. "They said there were Shiites everywhere, Americans, and they couldn't do anything."
By the summer of 2003, however, the insurgency began to organize itself, and the call went out for volunteers.
Safe houses were established. Weapons were positioned. In the vast desert that forms the border with Iraq, passages through the dunes long used to smuggle goods now were employed to funnel fighters.
"We had specific meeting places for Iraqi smugglers," Abu Ibrahim said. "They wouldn't do the trip if we had fewer than 15 fighters. We would drive across the border and then into villages on the Iraqi side. And from there the Iraqi contacts would take the mujaheddin to training camps."
Because Syrian men already had served two years of compulsory military service, most of them skipped the training. "It's mostly the Saudis who need the training," Abu Ibrahim said.
Afterward, the fighters were sent to join small cells usually led by Iraqis. They planted booby traps for U.S. convoys and laid ambushes.
"Once the Americans bombed a bus crossing to Syria. We made a big fuss and said it was full of merchants," Abu Ibrahim said. "But actually, they were fighters."
In the summer of 2004, Abu Ibrahim got to go to Iraq. He crossed the dunes with 50 other volunteers, dodging U.S. patrols on the Iraqi side.
In Iraqi society he moved without drawing attention. He would not discuss much of what transpired during the subsequent months. But when he returned to Syria after the massive U.S. offensive in Fallujah, only three people were alive from the original 50, he said. One was a suicide bomber.
"Young men are fighting with zeal and passion," Abu Ibrahim said. "There are Saudi officers, Syrians, Iraqis. But not those who fought for Saddam. The man who is leading it for the most part is Zarqawi."
Abu Ibrahim was interviewed before reports surfaced that Abu Musab Zarqawi, the Jordanian who leads an organization called al Qaeda in Iraq, had been seriously wounded -- a report later disputed in an Internet message purportedly recorded by Zarqawi. Abu Ibrahim credited Zarqawi with revitalizing the insurgency, especially since October, when he pledged fealty to Osama bin Laden, the al Qaeda leader. Abu Ibrahim said that union helped cement an alliance among several resistance groups in Iraq that formed a joint treasury.
"Six months ago, Zarqawi and Osama bin Laden were different," he said. "Osama did not consider the killing of Shiites as legitimate. Zarqawi did that. Anyone -- Christian, Jew, Sunni, Shiites -- whoever cooperates with the Americans can be killed. It's a holy war."
Change
In January, shortly after Abu Ibrahim returned to Syria, he was summoned to Amn Dawla headquarters along with scores of fellow jihadi cell leaders. The security agents said the smuggling of fighters had to stop. The jihadis' passports were taken. Some were jailed for a few days. Abu Ibrahim's jailers shaved his beard.
Also in January, Richard L. Armitage, then the U.S. deputy secretary of state, visited Damascus. After long lambasting Syria for supporting the insurgency, Armitage brought praise. "We have seen a lot of improvement regarding foreign fighters who were using Syria to enter Iraq," he said. "And this is a good thing."
The timing was fortuitous, Abu Ibrahim said. Recently, he said, his contacts in Iraq have said they were not in need of fighters, but money. He said he personally carried cash, provided by sympathetic Saudis, between Saudi Arabia and Syria. But lately, a more efficient system has emerged.
"Our brothers in Iraq are asking for Saudis," he said last month. "The Saudis go with enough money to support themselves and their Iraqi brothers. A week ago, we sent a Saudi to the jihad. He went with 100,000 Saudi riyals," or about $27,000. "There was celebration amongst his brothers there!"
At the same time, Abu Qaqaa reemerged as the public face of jihad. Abu Ibrahim said he now views the cleric with suspicion, suggesting that he is helping Syrian authorities track jihadi "rat lines," as U.S. commanders refer to the smuggling chains. The same suspicion was voiced last autumn by a Yemeni fighter interviewed in Fallujah.
"The Syrians are in an awkward position," Abu Ibrahim said. "On one side they want to do whatever the Americans want them to. And on the other side they want to fight the Americans."
© 2005 The Washington Post Company
http://www.washingtonpost.com/wp-dyn...702026_pf.html
"أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام" كونفوشيوس (ع)
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |