زلماى خليل زاد والعراق، وتهديد الأمم المتحدة



تقرير واشنطن-توماس جورجيسيان

عقدت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى جلسة إستماع يوم الثلاثاء الماضي ـ7 يونيو (حزيران) 2005 ـ لاعتماد زلماى خليل زاد المرشح كسفير للولايات المتحدة لدى العراق. ورأس الجلسة السيناتور ريتشارد لوغار (جمهورى من ولاية انديانا). ولعل من أبرز ما قاله زاد المرشح لشغل هذا الموقع الحيوي والخطير إنه لا ينوى أن يكون سجينا في المنطقة الخضراء Green Zone. تلك المساحة الحصينة والمعزولة التى تشغلها القيادات الأمريكية ـ السياسية والعسكرية ـ المعنية بشئون العراق. وقال خليل زاد أيضا "سوف أكون فى الخارج ـ خارج المنطقة الخضراءـ أتحاور مع العراقيين".
وعلى الرغم من أن زاد الذى أمضى نحو 18 شهرا فى أفغانستان منذ نهاية عام 2003 كسفير لبلاده هناك لم يزر العراق منذ فترة، فانه اصبح "الخيار المفضل" لدى ادارة بوش بعد أن ترك جون نيغروبونتى السفير السابق لدى العراق منصبه. خليل زاد معروف بأنه "رجل المهام الصعبة" وأنه يعرف جيدا القيادات العراقية حيث تعامل معهم من قبل. كما أن لديه إدراكا شاملا وفهما تاما لإحتياجات ومتطلبات العراق فى المرحلة الحالية. وحرص خليل زاد على أن يوضح للجنة بأنه حدد خطة تتألف من 7 نقاط تهدف الي مساعدة العراق على تخطى الصعوبات الحالية و"تحقيق مستقبل أكثر أمنا ورخاء" حسب وصفه. وإذا كان خليل زاد قد أبدى تفاؤلا فى الجلسة تجاه إتمام كتابة دستور جديد للعراق وايضا إنتخاب حكومة جديدة مع نهاية العام الحالى. فإن السيناتور جوزيف بايدن (ديموقراطي من ولاية ديلاور) الذى كان عائدا للتو من زيارة العراق ذكر أن حدوث ذلك الأمل ـ كتابة الدستورـ قد يعد "معجزة". وقال بايدن لخليل زاد " اذا تمكنت من الذهاب الى العراق وتحقيق الجدول الزمنى (المحدد) فانا سوف أرشحك لنيل جائزة نوبل للسلام".

وذكر بايدن عن حصيلة زيارته للعراق إن المسئولين العسكريين الأمريكين هناك إشتكوا له من قلة عدد الافراد في القوات الامريكية المتواجدة في العراق ومن بطء تدريب قوات أمن عراقية قادرة على تسلم المهمة الامنية من الأمريكيين.
وقال خليل زاد خلال الجلسة إن المساندة الأقليمية لأمن العراق وإعادة الإعمار فيه أمر حيوى وإن عدم قيام بعض الدول العربية بإرسال سفراء لها إلى بغداد أو العفو عن ديون العراق خلال فترة الرئيس السابق صدام حسين هو أمر "يثير الإزعاج". وقال : "فيما يتعلق بالدول التى تعد من إصدقائنا فإنهم فى رأيى يستطيعون أن يقوموا بفعل المزيد لدعم المرحلة الإنتقالية في العراق عن طريق تمثيلهم السياسى.. وانا احثهم على ارسال سفرائهم."
خليل زاد ذكر أيضا أنه يدرك تماما أن منصبه فى العراق سيكون أكثر صعوبة من منصبه فى أفغانستان. وحرص السفير الأمريكي المتجه الى العراق على تأكيد أن الولايات المتحدة ليست لديها خطط لاقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق. وقد كانت الجلسة بشكل عام تذكيرا بالأوضاع غير المستقرة فى العراق والتحديات التى سيواجهها خليل زاد بكونه سفيرا للولايات المتحدة هناك. و سوف تتم عملية اعتمادهب سلاسة دون اعتراض يذكر من جانب الديموقراطيين أو غيرهم.
وأشار السيناتور لوغار رئيس اللجنة فى معرض وصفه لإهمال قضية إعادة الإعمار وإعطاء أغلب الإهتمام للأمن الى صرف 7.5 مليار دولار من مجموع 21 مليار دولار ـ هو حجم المعونة الأمريكية للعراق ـ أغلبها في مشروعات الأمن لا مشروعات الأعمار أو التنمية.


تقرير واشنطن