علي لفتة / المرافق الصحفي للوفد:
بعد ان تطرقنا في القسم الاول الى الرحلة الطويلة والشاقة نتطرق اليوم الى المنافسات الرسمية للبطولة فبعد اجراء عملية الوزن بنجاح لثلاثة من مصارعي الرومانية في اليوم الاول وهم جاسم بريسم وامجد نجاح وابراهيم حسن.. وخدمت القرعة مصارعينا الثلاثة للانتقال الى الدور الثاني لكن التعديلات المفاجئة التي اقر الاتحاد الاسيوي ادخالها في هذه البطولة كانت مفاجئة لمصارعينا ورغم الاعداد البسيط والتوجيه من حكامنا المشاركين في البطولة.


والقت هذه التعديلات بظلالها على مصارعينا وعلى ادائهم في المنافسات في اليوم الاول فتعرض أمجد نجاح في وزن 55كغم الى خسارتين متتاليتين الاولى امام الكوري الشمالي شان كوين الذي حصل على ذهبية الوزن والهندي مكاسيو كاتري الذي احرز المدالية البرونزية ليحصل أمجد على المركز الخامس وقد أظهر هذا المصارع الشاب امكانية جيدة ويتوقع له مستقبل باهر وتحقيق نتائج مميزة في بطولات آسيا للشباب.
وتعرض مصارعنا ابراهيم حسن في وزن 66 كغم الى خسارتين متتاليتين ايضا امام الكوري الشمالي في الدور شبه النهائي جونك تي الذي حصد ذهبية السباق وحل مصارعنا بالمركز الخامس بعد خسارته امام الصيني يونك تاي الذي حل ثالثا .كان اداء ابراهيم هو الآخر اداء جيدا لكن الوضع العام في التعديلات كان له دور على النتائج التي خرج بها هذا المصارع.
اما ثالث المشاركين في منافسات اليوم الاول هو المصارع جاسم بريسم الذي كان افضل المشاركين فرغم خسارته امام بطل العالم وحامل فضية أثينا الكازخستاني تساوتسامبا في بداية مشواره منحه استمرار هذا المصارع بفوزه على خصومه والتأهل للنزال النهائي العودة من جديد للمنافسة على الوسام النحاسي في وزن 120كغم بعد فوزه المميز على خصمه الكوري الجنوبي كيم كوانيك بجولتين وتقديمه عرضا نال اعجاب وتقدير الحاضرين معوضا تلك الخسارة امام المصارع الكازخستاني وليكرر انجازه من جديد الذي سبق وان حققه من قبل 16 عاما عندما احرز فضية وزن 82كغم عام 1989 كانت فرصة هذا المصارع لا توصف فراح مسرعا يقبل مدربه جمال ناصر من رأسه ويحتضن رئيس الاتحاد الذي قابله بالتكريم الفوري لتسيل دموع الفرح من عيني مصارعنا ليرتقي الى منصة التتويج ويرتفع علم العراق الى جانب اعلام كازخستان والصين وكوريا عاليا وليتوج بريسم بالوسام النحاسي.
ويذكر ان المدرب جمال ناصر مدرب المنتخب العراقي بالمصارعة الرومانية الذي اشرف على تدريب المصارع جاسم بريسم سبق وان حصل العراق باشرافه عام 2002 في بطولة آسيا للشباب على وسامين نحاسيين احرزهما المصارعان بشار محمد وجعفر عبدالستار.
كان لهذا الوسام دافع كبير لجميع اعضاء الوفد وكان بشارة خير وامل لتحقيق انجاز اخر عيوننا كلها كانت تتطلع الى المصارع علي ناظم في وزن 96 كغم فرغم مرض هذا المصارع الا اننا كنا متفائلين بامكان اضافة وسام آخر للعراق في هذه البطولة التي عدت واحدة من اهم البطولات من حيث المشاركة التي وصلت الى 20 دولة وهو رقم قياسي بعد دخول الدول الخارجة من الاتحاد السوفييتي وانضمامها الى الاتحاد الآسيوي ورغم معرفة اتحادنا ومدربينا بقدرات وامكانات مصارعي تلك الدول والوسائل المتاحة لاعدادهم الا ان الامل كان يحدوهم بالظفر بمراكز متميزة رغم شحة وسائل التدريب وقصر فترة الاعداد.
فدخل علي ناظم نزاله الاول امام الفيتنامي ميكان فان دو وقدم عرضا جيدا مكنه من الفوز بسهولة ثم عاد ليفوز على المصارع الهندي أمين كومار هنا بدأ الامل يكبر لدى الجميع بقرب تحقيق انجاز آخر لعب علي النزالين خلال نصف ساعة حيث التعليمات نصت على ان يخوض المصارع نزالا كل خمس عشرة دقيقة فقرر المنظمون دخوله نزال الدور نصف النهائي الثالث امام الصيني المستريح شن بي الذي لم يخض سوى نزال واحد كان هذا اول الظلم وبعد جولة قوية ورغم معاناة علي الشديدة من مرضه القاسي الذي اثر كليا في حالته البدنية الا انه كان قويا وعازما على انتزاع الجولة الاولى من خصمه لكنه تعرض في اخر سبع ثوان الى ظلم آخر فبعدما كانت النتيجة تشير الى التعادل احتسب الحكام انذارا ونقطتين ضده على اساس ان يده مست قدم المصارع الصيني مما اثار غضبه وغضب مدربه الذي نال هو الآخر انذار الحكم نتيجة احتجاجه على القرار ورغم المطالبة بالاعادة الا ان الحكام رفضوا الاعادة ليسهم كيم في مجاملة المصارع الصيني العلنية وكيم هذا هو كوري الجنسية ويتولى منصب رئاسة لجنة الحكام خرج مصارعنا بوضع سيء لم يكن له مسوغ وكان عليه ان يلعب الجولة الثانية بقوة وبلا يأس واستسلام لكنه خاض الجولة الثانية بلا معنويات ليفقد فرصة انتزاع فوز وليخسر النزال ليعود بعد خمس عشرة دقيقة اخرى لملاقاة القيرغستاني يقيني تازاد ليضيع من جديد فرصة التتويج بوسام نحاسي ليحصد المركز الخامس وسط دهشة جميع اعضاء الوفد.. كانت الفرصة متاحة امام هذا المصارع لكنه كان مزاجيا في بعض الاحيان ومتألما في احيان آخرى نتيجة مرضه المؤلم ليحصد العراق في نهاية المنافسات المركز الثامن فرقيا..
نزالات المصارعة الحرة
في منافسات المصارعة الحرة كان الجميع يطمح ان يعوض مصارعونا ما فات مصارعي الرومانية وكنا نطمح ان تمنح القرعة مصارعينا فرصة التأهل مباشرة الى الدور الثاني عن طريق الانتظار لكن محمد جبر خسر بسهولة في وزن 120كغم امام الكازخستاني ماراد فوتانيوف الذي احرز ذهبية السباق بجولتين لم يظهر فيهما بمستواه المعهود كما خسر المصارع على محمد جاسم امام الاوزبكي آراز موبشوف في وزن 60 كغم وبصعوبة بجولتين وبنتيجة 1-0 و1-1 وكان الحال الافضل لمصارعنا حســن
فاضل الذي نال اعجاب الحضور وثناء رئيس الاتحاد الآسيوي فقد تمكن في اولى نزالاته من الفوز على الكوري الجنوبي بارك مين لكنه خسر نزاله الثاني امام الايراني القوي سعيد ابراهيمي بصعوبة ليضيع فرصة التأهل للنزال النهائي ثم عاد ليفقد فرصة الفوز بوسام برونزي بعد خسارته امام القيرغستاني ارسلان بجولتين وبنتيجة 2-0 و1-0 ليحرز المركز الخامس.
اما آخر المصارعين فكان وسام بسام عبدالرزاق في وزن 74كغم فقد خسر اول نزالاته امام المنغولي باي ارسي بجولتين لواحدة وبنتيجة 3-4 و4-2 و6-0 وقدم بسام جولتين مميزتين لكنه خسر الجولة الثالثة بعد ان اشتد الالم عليه لتعرضه لاصابة كسر في الضلع خلال المعسكر الذي اقيم في القاهرة ابعدته عن المران لمدة اسبوع وبالتالي احرز منتخبنا المركز الحادي عشر فرقيا في المصارعة الحرة.
مشاركة تبشر بخير
ورغم النتائج غير المرضية على مستوى أهل اللعبة الا ان وضع مصارعينا في تلك البطولة ودخولهم المنافسة مع اقوى ابطال القارة رغم صعوبة الظروف وشحة لوازم التدريب ووجود قاعة نظامية لتدريبهم فان ما تحقق خلال المنافسات يجعلنا نستبشر خيرا لمستقبل مصارعتنا اذا ما تم توفير ابسط لوازم الاعداد لها وبامكان مصارعينا مقارعة افضل مصارعي آسيا. لقد ضاعت اكثر من فرصة للتأهل للذهب او الفضة وهذا دليل قاطع على علو كعب مصارعينا في الوقت الحاضر وهم ينافسون خيرة مصارعي آسيا والمركز الثامن فرقيا بالقياس للمشاركة بأربعة اوزان خير دليل على امكان تحقيق الافضل لو تمت المشاركة بالاوزان السبعة جميعها وهنا تتطلب الحاجة وقفة من القائمين على اللعبة بضرورة الالحاح على المسؤولين في وزارة الشباب واللجنة الاولمبية بالاسراع بتوفير جميع مستلزمات اللعبة من اجل خلق قاعدة مميزة وابطال معدين للدخول في المنافسات القارية من اجل الحصول على مراكز متقدمة.
جهود مميزة
كانت الجهود التي بذلها رئيس الوفد ورئيس الاتحاد عبدالكريم زعيم في متابعة ادق تفاصيل الرحلة وتوفير الطعام رغم الاقامة في فندق البطولة من قبل مصارعينا الا ان عدم جودة الطعام وصعوبة تقبله اضطر رئاسة الوفد الى الايعاز بتوفير كل متطلبات المصارعين والوفد من السوق المحلية ولعب الاداري المميز ونائب رئيس الاتحاد محمد عبدالستار جبوري دورا كبيرا في ذلك وقام بتوفير جميع الامور الادارية وكان مثالا للعضو المميز في الوفد كما كانت متابعة رئيس الوفد للمصارعين وحرصه على تكريم الفائزين والاتصال المباشر بمكتب الامين العام للجنة الاولمبية الدكتور عامر جبار ونقل تحيات رئيس اللجنة والامين العام لاعضاء الوفد.
كما قام باجراء لقاءات ودية مع رؤساء الوفود ورئيس الاتحاد الآسيوي وتم تلقي دعوة لحضور اجتماعات الاتحاد الآسيوي في اليابان كما ناقش امورا عديدة تهم اللعبة وقدم عددا من الهدايا بين رؤساء الوفود.
تميز واضح لحكامنا
وخلال مشاركتهما في الدورة التحكيمية وقيادة عدد من النزالات نجح الحكمان العراقيان لبيب جمال ورعد مصطفى في قيادة الكثير من النزالات واوكلت لهم قيادة عدد من النزالات النهائية نتيجة المستوى المتميز الذي ظهرا عليه.