[align=center]رايس: الحكومة العراقية تشرف علي الاتصالات الأمريكية مع بعثيين - عنان يمتدح مؤتمر بروكسل ويحثّ علي مشاركة جميع العراقيين في كتابة الدستور [/align]
السبت 25/6/2005 "الزمان" بروكسل : موفد (الزمان) لندن من خالد الأعيسر- قالت صحيفة (الاندبندنت) البريطانية إن المؤتمر الدولي عن العراق الذي عُقد في العاصمة البلجيكية بروكسل يومي الأربعاء والخميس الماضيين (كان مثقلاً بالخطابات، لكن القليل من النتائج العملية تمخضت عنه)، مشيرة الي (استمرار أعمال العنف في العراق من دون أن يكون لهذا المؤتمر الذي يهدف الي إقرار مخططات الحكومة العراقية من أجل إعادة النظام وإحياء الاقتصاد ووضع مسودة للدستور أي تأثير علي الوضع الأمني).
ورأت الصحيفة أن (النيات الحسنة لا تستطيع إنهاء العنف)، موضحة أن (ما قدمه المؤتمر الدولي بشأن العراق والذي عقد في بروكسل كان رموزاً أكثر منه مضموناً)، وأضافت أن (هذا المؤتمر كان بمثابة دفن لخلافات الماضي وفتح صفحة جديدة بشأن العراق)، في إشارة الي رغبة جميع الدول التي عارضت حرب العراق الي التعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا في برنامج الإعمار.
وكان وزير التخطيط والتعاون الإنمائي برهم صالح قد لخصّ في كلمته أمام المؤتمر رؤية الحكومة العراقية لستراتيجية التنمية الوطنية، موضحاً أن (للحكومة نظرة واضحة لإقامة دولة ووطن يستندان الي التخطيط من خلال تحويل العراق إلي منطقة آمنة واتحادية فدرالية ديمقراطية ملائمة ومزدهرة اقتصاديا في المنطقة ومصدر تأثير وإلهام، وهذا بدوره يؤدي إلي اقتصاد شامل)، وأشار الي أن هناك مؤتمراً للدول المانحة سيعقد في الأردن يومي الثامن عشر والتاسع عشر من شهر تموز (يوليو) المقبل، مضيفاً (يمثل هذا المؤتمر خطوة أخري باتجاه تعزيز دور الدول المانحة في دعم العراق والإيفاء بالالتزاماتها المالية بهدف إعادة تأهيل البني التحتية والنهوض بواقع التنمية الاقتصادية في العراق).
الي ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في رسالة إلي مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، إنه يعتزم تحويل 200 مليون دولار إلي حسابات مخصصة لتنمية العراق و20 مليوناً و256 ألفاً و697 دولاراً لتسديد المتأخرات المستحقة علي العراق في حصته في ميزانية الأمم المتحدة السنوية وفي عمليات حفظ السلام ونشاطات المحكمتين الخاصتين بجرائم الحرب في رواندا وجمهورية يوغوسلافيا السابقة.
وتعهد عنان، في بيان أصدره لمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي بشأن العراق في بروكسل بتقديم الأمم المتحدة دعماً ثابتاً للعراق، وقال إن (الشعب العراقي ما زال يقاسي في عملية انتقال مؤلمة وصعبة وما زال أمامه طريق طويل صعب، وتتمتع الأمم المتحدة بامتياز حق مواكبته في هذه المسيرة وهي مصممة علي القيام بذلك، ونحن لا نخدم بذلك الشعب العراقي فقط وإنما نخدم أيضاً شعوب جميع الدول التي لها مصلحة حيوية مشتركة في بروز عراق مستقر ومسالم وديمقراطي في وسط الشرق الأوسط).
وأضاف عنان أن فاعلية مساعدة الأمم المتحدة ستتوقف إلي حد كبير علي العراقيين أنفسهم وعلي ما إذا كانوا سيتمكنون من وضع دستور منصف يشمل الجميع من دون استثناء مصلحة أية فئة، مشيراً الي أن الأمم المتحدة تعمل، في سياق مساعدتها في تحقيق الانتقال، في داخل العراق وخارجه علي حد سواء لدعم تنسيق (جهود) الجهات المانحة وتعزيز قدرات الوزارات والمنظمات المدنية العراقية وتقديم الخدمات الأساسية وصياغة الدستور ووضع الترتيبات للانتخابات القادمة.
ووصف عنان مؤتمر بروكسل بأنه يمثل نقطة تحول بالنسبة للعراق.
وفي تصريحات نشرت أمس، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس (نحن نحاول قدر الإمكان مساعدة العراقيين لضمان أمنهم بأنفسهم، إن تدريب القوات العراقية يسير في طريقة أفضل بكثير من السابق، لقد استطاع العراقيون إجراء الانتخابات فعلياً من دون مساعدة قوات التحالف، إنهم يواصلوان تجنيد عناصر برغم العنف الذي يستهدف المتطوعين في قوات الأمن والجيش، سيحتاجون قوات متعددة الجنسية حتي يكون في مقدورهم حفظ الأمن بأنفسهم، لا أعرف كم سيحتاج ذلك من وقت، لكن بالطبع فإن مسؤوليات القوات متعددة الجنسية ستتضاءل مع اتساع مسؤوليات القوات العراقية)، مضيفة أن (التمرد هُزم في العراق، ليس عسكرياً بل سياسياً، أعرف أن الزرقاوي وجماعات الغرباء قرروا أن يجعلوا العراق ساحة المواجهة الأخيرة في الحرب ضد الارهاب، أري أن هزيمة الارهاب في العراق ستكون بداية النهاية للإرهاب.
وبشأن أنباء عن اتصالات أمريكية مع البعثيين، قالت رايس (هناك درجات مختلفة من البعثيين،هناك من التحق بحزب البعث لأن ذلك كان الوسيلة الوحيدة للعيش والحصول علي وظيفة وترقية، إن العراقيين يعدّون أن هناك جزءاً من البعث لا يجب استبعاده من العملية السياسية الجارية، أما الحزب كحزب فإنه لم يعد موجوداً، هناك ناس في التمرد أجروا اتصالات مع الحكومة ليعبروا عن رغبتهم في وقف العمليات، العراقيون هم الذين يشرفون علي هذه الاتصالات مع البعثيين، كما كان الرئيس الافغاني حامد قرضاي يشرف علي الاتصالات مع أشخاص ربما كانوا من حركة طالبان في السابق، أما المسؤولون الكبار في حزب البعث الذين كان صدام يعتمد عليهم فلا أحد يريدهم مجدداً، هناك دم علي أيديهم ويجب التعامل مع ذلك).
رداً علي سؤال بشأن التدخلات الإيرانية في العراق، قالت رايس (يحاول الايرانيون ايجاد موطئ قدم لهم في العراق وثمة تقارير بأنهم يسهمون في حال عدم الاستقرار، لكنني أري أن العراقيين يعتقدون أن علاقتهم بالايرانيين تسير في طريقة معقولة، ومهما كان موقفنا من ايران، فإننا نود ان تكون للعراقيين علاقات جيدة من جيرانهم الايرانيين.
وقال الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الفرنسي في بيان تلقته (الزمان) أمس إن هذا المؤتمر (هو ثمرة مسعي مشترك أوروبي - أمريكي تم الإعلان عنه في شهر شباط الماضي من قبل رئيس الاتحاد الأوروبي جنكر والرئيس الأمريكي جورج بوش)، مشيراً الي أن المؤتمر (يتركز علي ثلاثة محاور: العملية السياسية وإعادة الإعمار ودولة القانون)، مضيفاً أنه (فرصة للتذكير بأن علي العراقيين أن يقرروا بشكل تام مصيرهم بأنفسهم: لديهم حكومة منبثقة عن انتخابات عامة، من الطبيعي أن تعمل هذه علي إدارة البلاد، وبالأخص في مجال إعادة الإعمار، كما أنه فرصة لإرسال رسائل سياسية مهمة الي السلطات العراقية الجديدة، وبالذات ضرورة إشراك مجمل المكونات العراقية في العملية الجارية، وستتناول رسالتنا أيضاً التزامنا بالوقوف الي جانب العراق والعراق).