بسم الله الرحمن الرحيم
يا أبناء الشعب العراقي الغيارى
يا أبناء الشهيدين الصدرين قدس الله سرهما
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم) صدق الله العلي العظيم
لا يخفى عليكم التنبيه والتحذير الذي قدمه المجاهدون الغيارى من ابناء العراق للأخوة المتصدين في القضية العراقية، من النتائج السلبية التي تتمخض عن الحضور والمشاركة في مؤتمر لندن، الذي حاكته المخابرات الأمريكية والبريطانية، وعدم الجدوى من المشاركة في هذا المؤتمر لأن النتائج كانت معدة سلفاً ولا فائدة من الحضور سوى إعطاء الشرعية للمستعمرين في استعمار العراق.
إن الحضور الفعال لفصائل المعارضة صحيح كان بحسن النية وأن خلاص الشعب العراقي من محنته هي العامل الاساس في الذهاب ولكن كان من الضروري أن تأخذ هذه الفصائل السياسية الضمانات الكافية لما يتمخض عن المؤتمر من نتائج ولكن للأسف نجد ان الجانب الأمريكي قد تنصل من جميع وعوده التي قطعها على نفسه في مساعدة الشعب العراقي في الخلاص من النظام البعثي من دون ممارسة أي ضغط عليه من الفصائل المشاركة في المؤتمر مما يدل على أن هذه الفصائل لا تملك أي ورقة ضغط على الإدارة الأمريكية.
أن الذي يؤسفنا ان أغلب فصائل المعارضة العراقية الإسلامية منها والعلمانية قد انسحبت من هذا المؤتمر سيء الصيت لكن المعارضة الإسلامية لحد هذه الساعة لم تنسحب ولم تعلن أي موقف معارض لامريكا, وكأن الادارة الامريكية ستعطف عليهم وفي نهاية الأمر وستعطيهم ما وعدتهم وما منتهم من أماني في أمريكا من خلال اجتماع الفصائل الستة وفي لندن من خلال ما دون على الورق من نتائج لمؤتمر لندن.
إن الخطط الأمريكية التي أعلن عنها وزيري الخارجية والدفاع لم تكن مفاجئة لأصحاب الوعي السياسي وخصوصاً أصحاب المحنة من أبناء الشعب العراقي بل كانت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وان لم تعلن عنها أمريكا بالتصريح، فان هذه النوايا كانت تضمرها أمريكا في نفسها ولم تعلنها لأقرب مقربيها ولكن المتتبع السياسي لا تخفى ولا تنطلي عليه هذه الألاعيب السياسية خصوصاً اذا عرفنا أن النوايا الأمريكية السيئة لم تكن في يوم من الايام خافية على أحد بل أن أمريكا تعلن عنها دائما وعلى اعلى المستويات السياسية من الرئيس الأمريكي الى وزرائه ومستشاريه السياسيين.
أيها المؤمنون الغيارى: مرة أخرى تعود أمريكا الى طغيانها وجبروتها ولكن هذه المرة في أرض المقدسات، أرض علي والحسين عليهما السلام وبحجة انقاذ الشعب العراقي من جلاده صدام المجرم.
إن أمريكا قد صرحت في إعلان حربها على الإسلام وعلى لسان رئيس جمهوريتها بوش نفسه أكثر من مرة وخصوصاًً بعد الهجمات على برجي التجارة العالمي، ولم تفرق أمريكا بين اسلام واسلام بل أعلنت حربها على كل الاسلام بجميع مذاهبه ودوله، ولإن امريكا غير قادرة على حرب مليار ونصف مسلم مرة واحدة بل في اكثر من خمسة وخمسين دولة اسلامية فكان عليها ان تنفرد بهذه الدول دولة دولة كل على انفراد حتى يتحقق لها النصر على الجميع خصوصا اذا عرفنا بعض الدول الاسلامية لها التأثير على مسار الحركة السياسية للدول الاسلامية مثل العراق وأيران ومصر والسعودية، فاذا ضُربت هذه الدول لاسامح الله فان العالم سيكون في قبضة امريكا لا محالة وهؤلاء الساسة يعرفون هذا الكلام وأكثر منه ولكن اشتركوا في مؤتمر المعارضة العراقية في لندن وكانت أغلب القرارات التي أمضاها المؤتمرون تملى عليهم من السيد خليل زاده زلماي ممثل الرئيس الأمريكي في القضية العراقية وكان هذا الشخص يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ويهدد الحضور بالحاكم العسكري من دون أي رد استنكاري شديد من أي أحد وكأن العراق ولاية أمريكية والمؤتمرين ضيوف أو لاجئون سياسيون يريدون طلب اللجوء السياسي في ولاية العراق.
ان أمريكا قد حققت أكبر أهدافها السياسية من خلال تنصلها عن نتائج مؤتمر لندن وذلك بحرق أوراق جميع السياسيين العراقيين خصوصاً الإسلاميين منهم، الذين حضروا مؤتمر لندن لانها تشعر بالخطر من هؤلاء لانهم اسلاميون والشعب العراقي قد عشق الاسلام، لذلك سعت أمريكا جاهدة لحرق أوراق هؤلاء الساسة حتى لا يكون لهم أي دور في مستقبل العراق وبالفعل قد تحققت خطة أمريكا، لان هؤلاء وللأسف الشديد قد لوّثوا تأريخهم في آخر ساعات الصراع مع النظام البعثي المجرم وتحققت الخطة الأمريكية في إسقاطهم من أعين الشعب العراقي وهم الآن حيارى ماذا يفعلون هل يعترضون على أمريكا وهم بالأمس جالسون ويخططون معها؟ أم يبقون وتعين أمريكا الحاكم العسكري ووزراءه الأمريكان ويكونون هم المستشارين للوزراء الامريكان الذين سيعينهم الحاكم العسكري الامريكي؟ من خلال هذا كله نستنتج بيقين لا شك مع ان الحضور والمشاركة مع امريكا خطأ كبير جدا لا يمكن تبريره ولكن الخطأ الأكبر منه هو عدم الإستنكار لهذا التجاهل الأمريكي لأرادة الشعب العراقي وعدم الأنسحاب من المؤتمر، لان البقاء مع اعلان نوايا أمريكا وأطماعها في العراق سيكون له الضريبة الكبيرة على الشعب العراقي ولهؤلاء المعارضين السياسيين .
وعليه يجب على كل عراقي واعٍ لمحنة شعبه أن يعلن أستنكاره وشجبه لهذا التدخل السافر في حياة الشعب العراقي وكذلك إستنكار وشجب كل محاولة تبرير للسياسة الأمريكية الرامية لأحتلال العراق واستعباد شعبه المسلم وإننا في الوقت الذي نستنكر ونشجب هذا التصرف الأهوج من الساسة الأمريكان نعلن عن وقوفنا مع شعبنا العراقي المغلوب على أمره وان نكون مشاريع استشهادية من أجل نيل وتحقيق أهدافه التي ناضل من أجلها والحفاظ على عزته وكرامته وكذلك نعلن عن دعمنا الكامل لما جاء في بيان مجاهدو الثورة الاسلامية في العراق من كشف وفضح المؤامرة الأمريكية الرامية لاحتلال العراق وكذلك التصريحات اللامسؤلة لوزري الخارجية والدفاع في تهميش دور المعارضة العراقية.
وحتى لا ننشغل في الملامة مع إخواننا في المحنة والجهاد والتضحيات نوجه نداءنا الى كل الحركات السياسية أن تتفق على أطار عمل سياسي يكون بديلاً عن مؤتمر لندن ونحن نرى أن هذه ضرورة من ضرورات الدين الحنيف لان الضروف التي أجبرت الأخوة الاعزاء للحضور الى مؤتمر لندن هي نفسها موجودة بل توجد ضروف أسوء منها اليوم لذا يتحتم التنسيق في المواقف السياسية والجهادية والإعلامية حتى تفوت الفرصة على الأعداء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ أبو سجاد الأسدي