النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow سميرة بنت رجب .. يتيمة بعثية في خدمة التأجيج الطائفي !! ..

    نعم إنهم صفويون.... 1/2


    لم يدر بخلدي يوماً أن تحتضن البحرين صحافة محلية طائفية، ولا تجد غضاضة في الإعلان عن طائفيتها... فإن كنا ندرك أسباب الإساءة للبحرين ممن هم غير بحرينيين وأجانب لا صلة لهم ولا انتماء لهذه الأرض التي احتضنت مختلف الطوائف والأديان والجنسيات على مدار التاريخ، إلا أن ما هو ليس في الحسبان والإدراك أن يسيء إليها أبناؤها... في جانب آخر لم يكن ليخطر في مخيلتي أن يتدنى الإعلام في البحرين إلى مستوى يسمح لأن تحتضن الصحافة البحرينية أناسا يَدّعُون أنهم «صحفيون« و«كتّاب« مقالات وهم يمارسون الكتابة بأسلوب حديث المقاهي والتباهي وأحاديث الملالي والإملاءات الخارجية...

    أناس يعلنون عن تطاولهم على الحقائق ويعاندوها، عندما تكون فاضحة للواقع الطائفي الذي يتبنوه ويدعموه وينفخون في ناره رغم محاولاتهم بإنكاره وإخفائه خلف مظاهر ولبوس الورع والتدين... وخصوصاً عندما لا تتناسب عمق تلك الحقائق مع قدراتهم «الثقافية« والمهنية المزيفة... والأغرب من هذا وذاك أن هؤلاء ليس بقدرتهم، وهم يقومون بالدفاع عن توجهاتهم الطائفية والمذهبية الخيانية التي لم يعد يجدي التنكر منها، لم يعد بقدرتهم تشويه أو إنكار الحقائق ولو قليلاً ، لقصورهم السياسي والمهني والمعرفي في الغوص في قضايا بحاجة لإمكانيات معرفية وثقافية عالية، وملكات حرفية أصيلة، والأهم من كل ذلك امتلاك القدر الكافي من سعة الأفق والإطلاع والمقدرة على التجرد من الولاء الطائفي الحاقد والانتماء المذهبي الأعمى على حساب الولاء للوطن والأمة العربية، وعلى حساب الإسلام الذي أنزلت آياته بلسان عربي، وعمل العرب على نشره والحفاظ على أصوله ومبادئه، فحفظت هذه اللغة للقرآن مكانته وحفظ القرآن للغة مكانتها ... وليس هذا كل شيء، فهم لم يتمكنوا حتى من اختيار الوقت المناسب الذي قد يساعد، أحياناً، مثل هؤلاء على أن يدسوا السم بالعسل، حيث أن الطائفية قد كشفت، في العقد الأخير وبعدما استخدمها الأمريكان كسلاح من أسلحة تدمير النسيج البنيوي لمجتمعاتنا العربية، كشفت عن وجهها القبيح وباتت مفضوحة ومقيتة لكل من له بصر وبصيرة، بحيث إن كتابات هؤلاء تدعو إلى السخرية والاستهزاء إن لم تدعو للقرف. لذلك أعزو ما نشر مؤخراً من مقالات طائفية في تقديس بعض المرجعيات الدينية المساندة لاحتلال عراق العروبة والإسلام ، وخصوصاً ذوي الأصول غير العربية ، ورفعهم إلى مواقع الأنبياء المعصومين ، وصحابة رسول الله، والعشرة المبشرين بالجنة إلى جهل مطبق بطبيعة موضوع الحديث، إضافة إلى جهل بمبادئ الدين الإسلامي السمح، إن لم نعزوه إلى الخيانة الوطنية والمواقف المدفوعة الأجر... وأعزو كذلك ما كتب في مجال التهديد بعدم المساس بهذه المرجعيات أو نقدهم إلى استخدام لغة الإرهاب الفكري والتلاعب على الحقائق التاريخية التي تمارسها السياسة الأمريكية ومن تدربهم إدارتها من الإعلاميين الطائفيين للإنابة عنهم في أداء هذا الدور في المنطقة العربية... ولكنهم أخطأوا العنوان والاتجاه، فهذا الإرهاب لا يرعب إلا ضعاف النفوس من الخائنين لأوطانهم وأديانهم... فمن ينكر ذاته في سبيل رفعة وطنه، ومن يضع مبادءه الوطنية والقومية والإسلامية فوق كل المصالح الذاتية والولاءات الطائفية والمذهبية الخيانية، لن توقفه كل تلك الأبواق البذيئة والتهديدات الإرهابية عن الكتابة والاستمرار في كشف الحقائق التي يراد طمسها خدمة للأطماع الخارجية في القضاء على العروبة والإسلام... إن الجهل بالحقائق وتحريفها يعدان أهم أسلحة العدو، وهذا ما يدعو الشرفاء من أبناء هذه الأمة للتصدي لموجة الإرهاب الفكري والكشف عن دوافعها وأهدافها وما تخفيه وراءها من مؤامرات ودسائس يترفع عنها حتى أصحاب السوابق، وإلى اعتبار هذا السلوك الإرهابي الذي يفصح عن طائفيته عاملا إضافيا يدعو للمزيد من العمل على تعرية المواقف الخيانية والتآمرية على هذا الوطن وهذه الأمة وهذا الدين الذي لن نقبل لهم بديلاً... الأهم من كل ذلك ، إن ما يعزز الإصرار على فضح الطائفية هو أن ما يجري من خلال هذه الصحافة يأتي في وقت تمر به أوطاننا ومنطقتنا العربية لمؤامرات كبرى، يتحالف فيها المستعمر الجديد مع العدو التاريخي للعنصر العربي، ويتفق فيها الصليبي مع الطائفي، وأخضعت لها آليات وأسلحة خطيرة ومستترة، من أهمها آليات الإعلام والعصبية الطائفية للدعوة إلى إعلاء شأن الانتماء الطائفي على الوطني، والتضحية بالوطن وتقسيمه إلى فئات متحاربة من أجل الطائفة، وخلق أسس تفتيتية في كل المجتمعات العربية وتسهيل تفكيك هذه المنطقة وإعادة تركيبها بأشكال تحقق مصالح الصليبي والطائفي العنصري معا، فهم يعملون على تقسيم المُقَسّم وتجزئة المجزأ بالمزيد من الإضعاف والاقتتال الداخلي. والخطير أن هذه الهجمة الطائفية التفتيتية، ليست محصورة في حدود البحرين أو منطقة الخليج العربي، بل هم يمتدون اليوم ويتسعون لبناء الدويلات الطائفية في كل المنطقة ، من الخليج إلى المحيط، وفي هذا الصدد نعلن ظاهرتين لهذه المؤامرة، الأولى هو صعود «الدولة الفاطمية« في شمال أفريقيا كظاهرة أخذت تتضح أبعادها في التغيّر الديموغرافي للمذاهب وزيادة خطيرة في عدد الشيعة الصفوية في تونس التي تعد المحطة الثانية لهذا المشروع في منطقة المغرب العربي... أما الظاهرة الثانية فتتمثل في حركة الحوثي وجماعته التي لاتزال تستعر لهيبها تحت جمر النار في اليمن ، رغم التعتيم الإعلامي حولها... تابعوا في المقال القادم حقيقة التشيّع الصفوي ودوره القديم الجديد في التاريخ العربي...

    اخبار الخليج 6 - 12 - 2004
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    نعم إنهم صفويون.. (2/2)


    ينسب الصفويون إلى الدولة الصفوية وخليفتها الأول (الشاه) إسماعيل الصفوي الذي حوّل بلاد فارس (منطقة وسط إيران حالياً) ذات الأغلبية الغالبة السنية إلى دولة شيعية قزلباشية بهدف التميّز عن الخلافة العثمانية السنية، وبالتالي لدعم توجهاته نحو الامتداد والتوسع في مساحة خلافته، وهذا التشيّع مختلف تماماً عن المذهب الجعفري (نسبة إلى الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه) .

    يعود أصل العائلة الصفوية إلى تركيا، ولقبهم إلى الجد الأكبر (صفي الدين الاردبيلي)... أما القزلباشية (أو ذوي الطاقية الحمراء) فقد بدأت كحركة تفرعت من البكداشية الصوفية التابعة للدولة العثمانية (السنية) ليحولها حميد بن جنيد بن إبراهيم بن صفي الدين، والد الشاه إسماعيل الصفوي ، من حركة صوفية بحيثيا باطنية إلى حركة سياسية متطرفة ومغالية في معتقداتها وفي تأويلها الباطني، متعصبة في الولاء للقائد أو الوالي أو المرجع إلى درجة التقديس والعبادة ، وإلى هذه الحركة ترجع معتقدات التقديس المفرط للمرجعيات الدينية الشيعية، خلافاً للمنظور الجعفري... وهكذا تكونت القزلباشية من جماعة من الأتباع والمريدين المتعصبين والغلاة المشعشعين المنتمين إلى مذهب الرفض . أما الشاه إسماعيل الصفوي فقد حوّل بلاد فارس بأكملها إلى التشيّع الصفوي القزلباشي بقوة القانون والتهديد والقتل، مما دفع أعدادا كبيرة من الفرس للهجرة وترك بيوتهم هرباً لرفضهم المذهب الجديد... وهكذا تمكّن هذا الخليفة الصفوي من الاستفادة من المغالاة والعصبية القزلباشية في العسكرية الفارسية ليخوض حروباً دموية بهدف التوسع والامتداد شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً وضم أراضي شاسعة للخلافة الصفوية. واحتل اسماعيل الصفوي بلاد الرافدين بعد انتصاره على العثمانيين، ليبدأ حينذاك فرض التشيع القزلباشي على العراقيين، ومما يذكر عنهم أنهم دمروا مسجد أبي حنيفة النعمان اثناء صراعهم الدموي في بغداد. إلا إن الشاه إسماعيل الثاني ابن طهمساب اسماعيل الصفوي، رجع إلى المذهب السني وحاول في عهده إرجاع بلاد فارس إلى هذا المذهب لرفضه المغالاة التي يتصف بها التشيع الصفوي القزلباشي، ولكنه تراجع عن فكرته بعد أن علم من مستشاريه أن هذا التحول يعني دخول بلادهم في نفوذ الخلافة العثمانية السنية المهيمنة على المنطقة العربية حينذاك. أما الشاه عباس الصفوي، وهو الخامس في تاريخ الخلافة الصفوية ورجلهم الأكبر، فيُعرف عنه أنه وضع قوائم طويلة بأسماء أهل السنة في العراق وقتل مئات الألوف منهم في مذابح جماعية، حيث كان الشيعة العراقيون يخبئون أعدادا كبيرة من السنة في بيوتهم ويدّعون أنهم شيعة لحمايتهم من القتل. في كتابه «أمير كبير« الذي يتحدث عن رئيس الوزراء الإيراني في فترة الدولة القاجارية والاستعمار الإنجليزي بوصفه «قهرمان مبارز با استعمار« (أي البطل الذي ناضل ضد الاستعمار) يذكر مؤلف الكتاب السيد علي أكبر هاشمي رفسنجاني، وبالتحديد في الصفحة 248 ، حادثة معبّرة عن نذالة وقذارة الدولة الصفوية، ويقول «إن الشاه عباس الصفوي الملقب عند المغفلين بالشاه عباس (جنت مكان) أي مكانه الجنة ، كان في حضور الأخوين شيرلي الإنجليزي (سير أنتوني شيرلي) يشرب كأساً من الخمر ويتحدث للحاضرين وهم جميعاً وفود غربية قائلاً «مَن نَعل كفش يَك عيسوي را بَرْ بزرترين مردان عثماني ترجيح ميدهم« بمعنى (إنني أفضل حذاء مسيحي على أكبر رجالات الدولة العثمانية)...«، مما يشير إلى مدى احتقار السيد رفسنجاني للصفويين عموماً والشاه عباس خصوصاً... إذ أنه كان شخصاً دموياً ومكروهاً لدى الناس. أما الدكتور علي شريعتي، مُنَظّر الثورة الإيرانية، فإنه وصف هذا التشيّع الصفوي الفارسي بـ «التشيّع الأسود«، إذ مارس هؤلاء الصفويون كل أعمال الإرهاب والتدمير والقتل وحرق القرى على مدى مائتي عام لفرض مذهبهم الجديد على المسلمين بهدف توسيع رقعة خلافتهم والتميّز عن المذاهب الإسلامية الأخرى... فهم من حوّل عشائر القرى العراقية (الفلاحين)، مثل عوائل بني فتلة ، والعبادي، وسَكْر ، والبكارة... وغيرهم ، إلى التشيّع الصفوي في القرن التاسع عشر، إذ تم استغلال هؤلاء الأعراب عن طريق النداء بمعتقداتهم التي ترجع أصولها إلى تقاليد بابلية قديمة في مفهوم الشفاعة، بمعنى أن الشفيع يعد جسراً للعبور إلى الجنة، فأقبلوا على التشيّع الصفوي الذي لم يكن له علاقة بالتشيّع العراقي الأصيل الممثل حالياً في عوائل عراقية معينة مثل الخالصي، والعطار، والبغدادي، والصدر.. وغيرهم.. كما يُذكَر عن الشيعة الصفوية القزلباشية أنهم من ابتدع مظاهر إحياءَ ذكرى وفاة ومقتل آل البيت بالممارسات التي نجدها في الوقت الحاضر، إذ لم تكن معروفة قبل ذلك التاريخ ما بين الشيعة الأصليين في العراق أو في جبل عامل في لبنان. وأوضح تلك المظاهر هي مواكب العزاء والبكاء والضرب والممارسات الدموية المختلفة حباً في آل البيت، وآخر تلك البدع هو ما ظهر في شهر محرم الماضي في العراق وسمي بـ «كلاب الحسين«، حيث يزحف الرجال على الأطراف الأربعة والسلاسل في رقابهم وينبحون مثل الكلاب وينادون «يا حسين«... وكل تلك المظاهر تعد حالة دخيلة على المذهب الشيعي الجعفري في العراق، وتعد حالة لا يوجد لها ما يقابلها في التاريخ العراقي.. ويقول المؤرخون أنه منذ ظهور التشيع الصفوي في العراق والمناطق القريبة من بلاد فارس وحتى الوقت الحاضر ، كان تصاعد الصفوية المتطرفة يقابله دائماً صعود ظاهرة الحنبلية المتطرفة (السلفية) كحالة دفاعية، لذلك توالت على العراق عقود من الحروب والمشاحنات تكاتفت فيها كل المذاهب الإسلامية ضد «التشيع الأسود«، الذي قضى على السماحة المذهبية، وأوجد شرائع جديدة كتحريم الزاوج المختلط بين المذاهب الإسلامية، وإلغاء حرية التحوّل من مذهب إلى آخر، والتعارف على شتم الصحابة والإساءة إلى ذكراهم وتاريخهم الذي لم يكن مسموحاً به أو مقبولاً بين الشيعة.. هؤلاء هم الصفويون، ولأسباب سياسية كبرى ألقي الظلال على جوانب خطيرة من تاريخهم، وجيّروا المذهب الجعفري لصالحهم وألصقوا به كل العصبيات الصفوية المتطرفة، ومع الزمن أصبحت تسمية الشيعة تشمل الجماعتين دون تمييز، ليجعلوا التمييز فيما بينهم وبين المذاهب الإسلامية الأخرى بالمغالاة في تعَصُبهم الطائفي والمذهبي في تقديس معتقداتهم ومراجعهم، التي يراد منه تكبيل الإرادة وتكميم العقول والاستسلام للعدو وتحقيق مصالح الأجنبي حتى لو كان الأجنبي صليبياً... نعم هؤلاء هم الصفويون، فاحذروهم.

    اخبار الخليج 8 - 12 - 2004


    http://www.akhbar-alkhaleej.com/arc_...B&IssueID=9756
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  3. #3

    افتراضي

    هذه الكاتبة البحرينية بعثية تتباكى على لبن صدام المسكوب وعهده، وهي ما فتأت تتعدى بكل جراسة وتقدم كل إساءة للشيعة ومراجعهم العظام والحركات الشيعية المختلفة...

    وقد شكل علماء البحرين بعفوية وجرأة حملة واسعة من الخطابات والكتابات المضادة لطائفيتها المقيتة...
    العراق حبّ لا تحده حدود العراق

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    الوسط - قاسم حسين

    من يشتري البطيخ الأخضر؟
    نهاية حقبة "كوبونات النفط العراقي"
    أتيحت لي الفرصة في الاسبوع الماضي لزيارة معرض بيروت العربي الدولي الـ ،48 ولأنه معرض يقام في عاصمة النشر والثقافة العربية الدائمة، فلم يكن هناك ما يثير استغرابك كثيرا وأنت ترى في متناولك الكتب التي لا تجدها في بلادك على ضفاف الخليج.



    على أن هناك دار نشر قديمة، استوقفتني كثيرا أمام ما تعرضه من "تحف" فنية نادرة، كأنها مستمدة من إحدى حفر التاريخ السحيقة. لم تكن بضاعتها من كتب التاريخ أو المدونات الأثرية، ولكنها من مخلفات الحقبة الكاذبة التي سادت المنطقة وسدت الأفق العربي بترهاتها وبطولاتها الفارغة. لتقرأ معي هذه العناوين، ثم امنع نفسك من شم رائحة النفط ان استطعت:
    "عفلق والبعث... نصف قرن من النضال"، الذي قاد الأمة العربية لكل هذا الدمار والدماء. و"عفلق الأديب"، هل أنت بحاجة إلى قراءة سيرة النبي الجديد؟
    عنوان آخر طويل جدا: "قاهر المستحيل... تفاصيل من السيرة الوضاءة لسفر النضال الخالد للقائد الرمز صدام حسين". ولست بحاجة إلى معرفة كاتب هذه السيرة "الوضاءة"، ولكن ليتنا نعرف كم قبض عليها من أموال الشعب العراقي الذي سجن 35 عاما في الأقفاص البعثية الاشتراكية العظيمة. ليتنا نتأكد من ورود اسمه على قائمة "كوبونات النفط"، وكم برميلا نفطيا تسلم لقاء هذه الكتابة "الخالدة"!
    كتاب آخر تطوع لكتابته اللواء الركن المتقاعد محمود أحمد عزت، تحت عنوان بديع: "المخادعة العسكرية في منظور الرئيس القائد صدام حسين"، وربما نشر الكتاب قبل أكثر من عقدين، إذ كانت تغطيه طبقة من الغبار السميك، حتى كنت تجد صعوبة في قراءة عنوانه. وهو كتاب بديع لأنه طرح مفهوم المخادعة العسكرية في منظور الرئيس القائد، الذي أبدع في حرب تحرير الكويت، بسحب قواته المظفرة دون تغطية من مدفعية ولا هم يحزنون، فأعطى الأميركان فرصة على طبق من ذهب لإبادة ثلاثين ألف جندي عراقي خلال يومين! هكذا تكون المخادعة وهكذا تكون المناظير! لكنها "شنشنة أعرفها من أخزم".
    أما عدنان جنابي، فتفنن في عرض إبداعاته هو الآخر في كتاب: "القضية الاقتصادية القومية في فكر الرئيس القائد صدام حسين". ثم تسألون: لماذا حاقت الكارثة بالعراق!
    العراق لم يسقط تحت وطأة الاحتلال إلا بعدما استبيح عقله وفكره وحضارته ورجالاته وشعراؤه، تحت أقدام أشخاص كانوا باعة ثلج وباعة كلام رخيص، إذ راجت طوال خمسة وعشرين عاما سوق نخاسة الضمير واسترخص الشرف وبيعت الأقلام كما يباع البطيخ في سوق الخضار.
    حقبة كاملة، كذب وتدجيل ونفاق من الطراز الرفيع! لا احترام لعقل ولا فكر ولا تاريخ، المهم ان يستمر تحميل براميل النفط من الموانئ الجائعة، التي اشترك في مص خيراتها الرئيس المناضل وعائلته حتى حولوها بستانا خاصا يربون فيه الأسود، ويقيمون فيه القصور أيام الحصار الأميركي الطويل.
    الهراء الذي قرأتم بعض عناوينه أعلاه، يكشف لنا الدور التخريبي للأوطان، الذي يقوم به المطبلون وحاملو المباخر، النسخة الجديدة من وعاظ السلاطين: "وعاظ رؤساء الجمهوريات العربية" الظافرة. فإذا تغيرت الرياح وانزاح أحد أعتى جبابرة العصر عن كرسيه، حمل القوم مباخرهم وأخذوا يعلنون النفير خوفا على "القومية العربية"، يدبجون رسائلهم المفتوحة، إلى قادة مجلس التعاون الخليجي، مرة يدعونهم إلى ضم بلدان أخرى للمجلس، ومرة لمواجهة الهلال المزعوم، الذي اختلقته هواجسهم المرضية، ليصبوا الزيت على النار الخابية. وكأن العراقيين، العرب الأقحاح، يريدون اليوم من يعلمهم دروسا في القومية من وراء الحدود، من منظري عصر الانحطاط وفيلسوفات آخر الزمان التعيس!
    "نصف قرن من النضال"، و"سيرة وضاءة للقائد الخالد"، و"المخادعة العسكرية"، و"القضية الاقتصادية القومية عند صدام"... هل تتحملون بعد اليوم جرعات أخرى من الكذب والنفاق، أم أن الوقت قد حان لوقف هذه الاستهانة الفاضحة بحق الوطن والأجيال؟

    الوسط 21 - 12 - 2004


    http://www.alwasatnews.com/topic.asp...ate=12-21-2004
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    الصفوية... وشهد شاهد من أهلها...


    سميرة رجب

    لقد تم على ما يبدو تحديد يوم 30 يناير 2005 موعداً للانتخابات في العراق، وبدأ العد العكسي نحو ذلك الموعد، رغم كل الموانع القاهرة التي سوف تمنع الملايين من الشعب العراقي من المشاركة فيها جراء الوضع الأمني شديد الخطورة في كل المدن العراقية، والملايين الذين أعلنوا مقاطعتهم لتلك الانتخابات في ظل الاحتلال ولأسباب وطنية وسياسية مختلفة، ورغم اليقين بعدم إمكانية تحقيق انتخابات نزيهة تعكس إرادة الشعب أو مطالبه في ظل الوجود الأمريكي وقواته المحتلة المسيطرة على كامل السيادة والإرادة العراقية، والتي يؤكدها أن جورج بوش (الرئيس الفعلي للعراق) لم يدر بالاً لكل الأصوات العراقية التي ارتفعت مطالبة بتأجيل موعد الانتخابات، سواء صوت رئيس الدولة المعيّن وحكومته، أو كامل القطاعات والهيئات الشعبية والشخصيات المتعاونة مع المحتل.

    مع بدء الحملات الانتخابية بدأ الصراع بين المتعاونين مع الإحتلال والموهومين بالديمقراطية، وارتفعت وتيرة التزلف والعمالة في أوساطهم، للتقرب إلى الأمريكان عسى أن يفوزوا برضا وقبول السفير نجروبونتي ليمنحهم الفوز مقابل خدماتهم للاحتلال، مثلما قدّم بريمر (السفير السابق) عطاياه بتعيين رجالاته في الحكومة المؤقتة، مخالفاً لما جاء في مباحثاته مع الأخضر الإبراهيمي، مبعوث الأمم المتحدة لهذه الحكومة... ولهذا، وعلى الرغم من الصراع الظاهري بين القوائم المرشحة، إلا أن العراقيين مدركين تماماً بأن نتائج هذه الانتخابات قد تم حسمها مسبقاً ، ويتراهنون فيما بينهم على الأسماء القادمة من خلال الانتخابات. إلا أن الأكثر تحمساً لقيام هذه الانتخابات في موعدها هم أصحاب القائمة التابعة للسيستاني، وهي قائمة إئتلافية بين أحزاب وهيئات مثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية (الحكيم)، المؤتمر الوطني العراقي (أحمد الجلبي)، وحزب الدعوة الإسلامي بشقيه (الجعفري)... وآخرون ، ولم ينس مهندسو هذه القائمة أن يتحايلوا لإخفاء حقيقتها الصفوية بتطعيمها ببعض القوى غير الصفوية وبعض المستقلين، إلا أن من الجدير بالذكر أن التيار الصدري (مقتدى الصدر) الذي يشكل الغالبية الشيعية في العراق، ليس طرفاً لا في هذه القائمة ولا في الانتخابات بمجملها ، إلى حد يومنا هذا. ومما يدعو إلى السخرية أن هذه القائمة، ومن شدة تمسكها بهذه الانتخابات وقناعتها التامة بالفوز، قدّم زعيمها ومرشحها الرئيسي والمنتظر لرئاسة الجمهورية، عبدالعزيز الحكيم ، عرضاً بتوفير 100 ألف مسلح من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، لحماية الصناديق الانتخابية ، ولا ندري إن كان هؤلاء سيحمون هذه الصناديق أم سيزوروها... إذ كيف يكون المرشح حامياً لصناديق الانتخابات !! السؤال هنا، لماذا هذه القائمة صفوية؟!... ببساطة شديدة جداً، لأن العراقيين إجمالاً، والشيعة منهم خصوصاً، الرافضين للمحاصصات الطائفية والمتمسكين بوطنهم والرافضين للإحتلال، ليسوا طرفاً في هذه القوائم، فكل مَن في هذه القائمة هم غرباء على المجتمع العراقي في نظرهم، وأتوا مع المحتل وساهموا في استمرار الاحتلال وتدمير العراق كما ساهموا قبل ذلك في فرض الحصار واستمراره على الشعب العراقي لمدة 13 عاماً... والأغرب من ذلك أن المتعاونين علناً مع الاحتلال والذين يشغلون المناصب الكبرى في الحكومة المؤقتة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر رئيس الوزراء، إياد علاوي، ووزير دفاعه، حازم الشعلان، وكلاهما شيعي، ومن أبرز المتعاونين مع المحتل، لم يستطيعوا بلع هذه القائمة أو هضمها، لقوة الرائحة الصفوية التي تفوح منها... وهم من أهلها... ففي مقابلة أجرتها فضاءة الحرة مع الشعلان قبل أيام، شكك في أصل هذه القائمة وقال إنها صفوية وإيرانية ومرفوضة من المجتمع العراقي، معلناً رفضه للتدخل الإيراني بالشئون العراقية وإن هناك الألوف من الإيرانيين دخلوا العراق للتلاعب في الانتخابات لصالح هذه القائمة. بل إن الشعلان يذهب أبعد من ذلك ليؤكد أن الذي يأتي على رأس هذه القائمة الصفوية هو أحد رموز العمالة والخيانة، والذي سرّب معلومات البرنامج النووي العراقي إلى إيران، ثم سربها إلى الأمريكان وبالتالي وصلت إلى إسرائيل، ولم يتردد الشعلان في ذكر إسمه، وهو عالم الذرة حسين الشهرستاني. وهنا نتساءل، ألا تعني كل هذه الحقائق ما حذرنا منه مراراً ببدء الامتداد الصفوي في منطقتنا، أم أننا نتخيّل ذلك ؟!!... وما مدى التعاون الأمريكي معه؟!! والسؤال الأعم هو، بصرف النظر عن صفوية هذه القائمة أو غيرها من المرشحين، هل تنسجم الديمقراطية مع المحاصصات الطائفية التي ستجري على أساسها الانتخابات، أم تتناقض معها ؟!!

    اخبار الخليج 23 - 12 -2004


    http://www.akhbar-alkhaleej.com/arc_...B&IssueID=9771
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    الصفوية : تكشف أهدافها كل يوم ... تابعوا معنا


    سميرة رجب

    يوم أمس، 24 ديسمبر 2004، تم الإعلان عن إسقاط التهم الموجهة للقيادة العراقية ورئيسها حول استعمال الأسلحة الكيماوية في (حلبجة) كما أسقطت تهمة المقابر الجماعية في الجنوب، وجاء في إعلان لجنة إسناد الدفاع عن القيادة العراقية الأسباب القانونية والسياسية على إنه زمن الثابت وبموجب تقارير الإدارة الأمريكية، وهي لا تستطيع أن تنكر ذلك، بأن التحاليل للجثث في الشمال العراقي تُبَيّن بأن المواد الكيماوية المستعملة لم يكن يملكها الجيش العراقي...

    وبهذه المناسبة عندما اتصل السفير الإيراني في باريس بعضو هيئة الدفاع حاتم شاهين وطلب منه اعتبار أن مجاهدي خلق هم الذين استعملوا المواد الكيماوية، من أجل توريط منظمة مجاهدي خلق، مقابل مبلغ من المال، تم رفض ذلك جملة وتفصيلاً لأنه يُضعِف القضية والإقرار بأن منظمة مجاهدي خلق هي التي استعملت ذلك فيه توريط للقيادة العراقية، ويخالف التقارير الصادرة عن الإدارة الأمريكية... أما بالنسبة للمقابر الجماعية، وهي أيضاً مسؤولية إيرانية عندما دخل الجنوب العراقي أكثر من مليون إيراني وعاثوا في الأرض فساداً بقتل المدنيين والحزبيين وبشكل طائفي أيضاً فكان القتل على الهوية، إلا أنه وبعد تحرير الجنوب دفن رفاقنا وأبناء أمتنا بالمقابر الجماعية ولكن لدينا البينة على من قام بهذه المجازر. ولمن لا يعرفون الكثير عما حدث في الجنوب العراقي في عام 1991، قبل انتهاء العدوان الأمريكي على العراق... ولمن تمكنت الطائفية أن تتغلب على عواطفهم الوطنية والقومية، نذكر هنا تفاصيل ما تم التعتيم عليه بواسطة الإعلام الغربي والعربي لإنجاح الاستراتيجية الإعلامية الأمريكية في شيطنة القيادة والسياسة العراقية تمهيداً للقضاء عليها واحتلال العراق ... فاسمعوا هذه الحقائق: ذلك الغوغاء الذي يسميه الصفويون (الانتفاضة المباركة) في جنوب العراق، قامت به الآلاف المؤلفة من الذين تسللوا إلى جنوب العراق من إيران أثناء الغارات والحرب الأمريكية على العراق وقصفه بالقنابل والصواريخ الأمريكية من البر والبحر والجو، وتلك الغارات التي كانت تدك العراق من الشمال إلى الجنوب لمدة اثنين وأربعين يوما وليلة... وفي تلك الليالي المظلمة قتلوا الآلاف من أبناء العراق، في عملية شبيهة بما قام به الشاه عباس الصفوي (خامس الخلفاء الصفويين)، إذ كان القتل على الهوية وحسب قوائم الأسماء التي جاءوا بها معهم «وعاثوا في الأرض فساداً بقتل المدنيين والحزبيين وبشكل طائفي ...«. أما الهدف من هذه العملية، حسب اعترافات ضباطهم في الأسر فيما بعد، كان السيطرة على العراق وإقامة الجمهورية الإسلامية العراقية التابعة لولاية الفقيه في إيران... وانكشفت تلك الحركة لأبناء الجنوب، فلجأ الشيعة منهم إلى القيادة العراقية طلباً للنجدة، لهول ما رأوا... حرقوا المدارس ودمروا كل مؤسسات الدولة، وقضوا على جميع صوامع الحبوب ومستودعات الأغذية ومخازن الأدوية التي كانت مخزّنة لسد حاجة أبناء المنطقة في تلك الفترة السوداء من تاريخ العراق الحديث، مع بدء الحصار الاقتصادي الجائر والعدوان الأمريكي الوحشي... بل حولوا مرقد الإمام الحسين رضي الله عنه إلى مركز لإعدام الألوف من الوطنيين العراقيين من أبناء السنة ولم يستثنوا منهم رجال الدين الشيعة القوميين والوطنيين، فالقتل كان على الهوية السياسية... وفي البصرة ومناطق أخرى كان يتم إعدام الرجال أمام أبنائهم وذبح الأزواج أمام زوجاتهم على عتبات دورهم وفي أحيائهم. في تلك المعارك الغادرة، ألقت القيادة العراقية القبض على 76 من قيادات الغوغاء، وثبت فيما بعد إنهم كانوا شخصيات إيرانية من رجال الدين والحرس الثوري، والاستخبارات الإيرانية... وفي منتصف التسعينيات، وفي اتفاق سري، عرضت القيادة الإيرانية إطلاق سراح كل الأسرى العراقيين لديها (منذ حرب الخليج الأولى) مقابل إفراج القيادة العراقية عن الأسرى الإيرانيين الـ 76، الذين كانت مهمتهم الأساسية السيطرة على العراق وإعلان إقامة الجمهورية الإسلامية العراقية... ولأن ما يدعى بالانتفاضة ما هي إلا كذبة كبيرة حصلت نتيجة الفتنة الطائفية والأهداف التوسعية، نرى ان العالم، خارج دائرة النفوذ الأمريكي، لم يبال أو يهتم بكذبة المقابر الجماعية في العراق مثل ما كان الاهتمام بالمقابر الجماعية في يوغسلافيا التي كانت نتيجة التطهير العرقي هناك . وفي الجانب الآخر، إن المراقب السياسي قادر اليوم أن يكشف إشارات الغزل المتبادلة في اتجاه تلطيف حدة التوتر بين طهران وواشنطن، إذ إن المصالح الوطنية الإيرانية في إطار دورها الإقليمي تتطلب التحسين في العلاقات مع القطب الدولي الأوحد في هذا النظام العالمي الأحادي القطبية، انطلاقا من عدم قدرتها على فرض إيقاعها في المنطقة وتوسيع نفوذها في جوارها من دون موافقة واشنطن. كما يمكن قراءة الاتفاق غير المقدس بين القيادة الدينية التابعة لإيران في العراق مع الشيطان الأكبر لإجراء انتخابات شكلية تأمل أن يكون لها ثمن مجزٍ فيها مقابل عدم مقاومة الاحتلال... في الوقت الذي أصبحت أوراق المقابر الجماعية وحلبجة والمفاعل النووي ورقة بيد واشنطن لابتزاز هذه القيادة الدينية، عند انحرافها عن الخط المرسوم لها بواسطة البنتاجون. فتابعوا معنا المزيد من هذه الحقائق...



    اخبار الخليج 25 - 12 -2004


    http://www.akhbar-alkhaleej.com/arc_...B&IssueID=9773
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    «اجتثاث البرامكة« يبدأ في العراق


    تتفاعل على أرض العراق اليوم مشاريع بناء ثلاث امبراطوريات... امبراطورية أمريكا الاستعمارية (مشروع أوراسيا، من حدود الصين شرقاً إلى البرتغال وموريتانيا غرباً، ويعد العراق عمود الإرتكاز الاستراتيجي للمشروع)، ودولة إسرائيل في كردستان العراق (امبراطورية اسرائيل من النيل إلى الفرات)، وجمهورية العراق الإسلامية التابعة لإيران بنظام ولاية الفقيه (الامبراطورية الساسانية). ورغم تضارب هذه المشاريع الاستعمارية التوسعية الثلاثة،

    إلا أن تقاطع مصالح أصحابها، يجعلهم يعملون معاً على مستوى التعاون، والشراكة، وتبادل المواقع والمسئوليات فيما بينهم، علناً تارة، ووراء الكواليس تارة أخرى... بالقتال والانتخابات والإدارة على أرض الواقع العملي في العراق تارة، وبالمواقف والأصوات الداعمة في المحافل الإقليمية والدولية تارة أخرى. إلا ان حرب الشوارع المستعرة منذ أكثر من عامين، بين الشعب العراقي ممثلاً في المقاومة الوطنية في العراق في مواجهتها لجميع قوى الظلام والاستعمار والاحتلال، والظروف الدولية والإقليمية المتلاطمة والمتصارعة، خلقا عجزاً غير متوقع في مسيرة المشروع الامبراطوري الأمريكي برمته، وأديا إلى الفشل في حسم ذلك المشروع والمشاريع الملحقة به، والإحجام عن الاعلان الرسمي عما تم وضعه من مخططات للمنطقة سواء تلك السايكس بيكو الثانية للمنطقة بأسرها، أو وعد بلفور الجديد للعراق المحتل، على أمل أن تنجلي الغيوم وتتحدد المواقع والأوضاع بين الأطراف المتحاربة على أرض العراق. إلا أن إعلان مشروع «الامبراطورية الساسانية« في العراق عن نفسه مؤخراً كملحق من ملاحق المشروع الأمريكي المعلن منذ البداية، قابَلَهُ إعلان المقاومة الوطنية في العراق بتوسيع جبهاتها في اتجاهات نوعية جديدة لإفشال ذلك المشروع الذي يقومون بدق أسفينه في المجتمع العراقي بعد أن عملوا على استباحة سيادة العراق، بدءاً بالتعاون الكامل لتسهيل عملية الغزو والاحتلال الامريكي وانتهاء بالمشاركة الكاملة في التصدي لكل من يرفض الاحتلال ويطالب بالتحرير ورحيل المحتل... ولنتابع معاً بعض ما فعلت الجارة المسلمة لتسهيل مهمة الصليبيين والشيطان الأكبر في أرض الإسلام والمسلمين في العراق: - سلمت الحكومة الايرانية كل معلوماتها الاستخبارية عن العراق للجيش الامريكي؛ - فتحوا الاجواء للمقاتلات الامريكية لتقصف العراق ليلا ونهارا؛ - سلحوا البيشمركة وعصابات الطالباني والبرزاني مجانا؛ - اتفقوا على حماية الجيش البريطاني وانابيب النفط والآبار مقابل الهيمنة على ادارة جنوب العراق دينيا وسياسيا؛ - جميع مقرات المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في بغداد والمدن العراقية الأخرى تضم عناصر الإطلاعات الإيرانية (المخابرات) بداخلها؛ - أصدروا الأوامر باستخدام اللغة الفارسية في دوائر المحافظات العراقية، وأرسلت إيران مجموعات من المعلمين والمدرسين الإيرانيين لهذا الغرض، وتم تعيين بعضهم في مديريات النجف والقادسية وكربلاء؛ - أكبر عدد من عناصر الحرس الثوري والشرطة العراقية هم من حرس الثورة الإيرانية؛ - الاستخبارات الإيرانية (اطلاعات) تملك وتدير صحفا عراقية، ومن خلالها يعملون على تفكيك ما يسمونه بالحزام السني في العراق؛ - استحوذ المجلس الأعلى للثورة الإسلامية على أراضي وبنايات الدولة في النجف وسجلت باسم عائلة الحكيم لتكون مقراً رئيسياً للاطلاعات الإيرانية، بذريعة إنشاء مكتبة عامة لآية الله الخامنئي؛ - تم تأسيس «مكتب تحرير العراق« برئاسة عبدالعزيز الحكيم لجمع «شيعة« العراق وإيران وإنشاء الدولة الإسلامية الشيعية (الدولة الإسلامية الإيرانية والعراقية تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله والأئمة الاثنى عشر حجج الله)، ويتبع هذا المكتب إلى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحزب الدعوة الإسلامية وحركة ثأر الله التابعة لقوات بدر، في العراق، ويدير المكتب عمليات التصفيات وكسب أعداد كبيرة من المتطوعين ضمن كوبونات انتحارية، بتقديم المساعدات والأموال؛ - جهزوا ومولوا عصابات الشرطة والجيش وارسلوهم بعد غسل الأدمغة واسكات القلوب لقتال العراقيين في الفلوجة والنجف الأشرف والمدائن وغيرها؛ - استولوا على المرجعية الشيعية في العراق التي ابتكروها وأورثوها لهم في حين أن هناك من رجال الدين العرب العراقيين الأفضل منهم لغة، وفقها، ووطنية؛ - قسّموا العراق طائفيا وسياسيا ومارسوا القتل على الدين ويحولون المساجد لطائفة واحدة وينفذون مخطط المحتل كالانتخابات والدستور والحكومة المؤقتة وما هو قادم؛ - اتفقوا مع دولة جارة لتأسيس دولة مستقلة لمحافظات الجنوب؛ - يغتالون، بالاتفاق مع استخبارات العدو، العلماء والاساتذة وضباط الجيش، ولديهم جداول بـ (3500) عراقي منهم بهدف قتلهم... وقتلوا لغاية اليوم (38) طيارا من جدول يضم (158) إسما، لأنهم حاربوا ايران دفاعا عن عراقهم؛ - جهزوا ميليشيات بدر والحكيم التي تتكلم العربية لتحمي القوات الامريكية باسم الاسلام في معركة المدائن (المدينة التي بها آثار الامبراطورية الساسانية)، ارسلوا قواتهم لقتل اهلها واحتلالها وتوطين مئات العوائل الإيرانية بها، ولكن الله اوقعهم في مصيدة خسروا فيها (558) من جنودهم؛ - يطالبون بتعويض (300) مليار دولار ثمنا لحرب الثمان سنوات؛ - وتقول قياداتهم السياسية (لولا ايران لما استطاعت امريكا احتلال العراق)؛ - وأمرت قياداتهم الدينية بـ (عدم مقاومة الاحتلال الأمريكي)؛ - وقال رئيسهم القادم في حملته الانتخابية (إنه إذا فاز بالانتخابات سيرجع العلاقات مع الولايات المتحدة لأنها أهم قوة في العالم، وإيران أهم قوة في المنطقة)؛ - وكما احتل البرامكة القدماء على مفاصل الدولة العباسية للعمل على هدمها من الداخل، احتل البرامكة الجدد وزارتي الداخلية والدفاع في العراق، ويحاصرون مناطق في بغداد ويغتالون رجال الدين ويخطفون ابناء العراق نهارا جهارا لإعدامهم في الصحراء؛ وأخيراً، بلغنا أن المقاومة الوطنية في العراق قد أعلنت عن بدء عملياتها لـ «اجتثاث البرامكة« في العراق، وأعلنوا عن نزول «هارون الرشيد« إلى شارع الرشيد في بغداد رافعاً سيف الإسلام ومعلناً مواجهته لكل الغادرين الذين لم يتوقفوا عن غدرهم للعراق وأمة العرب والإسلام على مدار التاريخ... وإن «يوم المظلوم على الظالم، أشد من يوم الظالم على المظلوم« (علي بن أبي طالب)


    sameera@binrajab.com


    اخبار الخليج 25 - 6 - 2005
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    الخليج في مهب الريح ... إلى متى؟


    لم تخل علاقات دول الخليج العربي بإيران يوماً من التوجس والقلق من أطماع الدولة الجارة وسياساتها التوسعية نحو المنطقة العربية عموماً والخليج العربي خصوصاً... وبالرجوع ــ فقط ــ إلى التاريخ الإيراني (المذهبي) نجده حافلا بالعديد من المحاولات والتجارب التي تدعم هذا التوجس والقلق... فتاريخ إيران منذ الدولة الصفوية، وحتى إيران الإمبراطورية الشاهنشاهية (امبراطورية ملك الملوك)، وإيران الجمهورية الإسلامية (المذهبية)، يحمل من الوقائع والأحداث ما يكفي لاستمرار وتصاعد هذا القلق إلى يومنا هذا، وحتى عهود قادمة في ظل أي نظام إيراني آخر.

    على مدار التاريخ لم تكن علاقة العقيدة والإسلام مانعاً لامتداد إيران نحو الممالك والأراضي العربية، أو التعاون مع أية قوة أجنبية استعمارية (غير مسلمة) لاحتلال أجزاء من تلك الأراضي، وأحدثه ما تم مع بدايات القرن العشرين باحتلال مملكة بلوشستان (شرق وجنوب الخليج)، واحتلال منطقة عربستان (الأحواز، شمال الخليج)، وأراضي حدودية عراقية مثل قصر شيرين وغيرها التي تحولت إلى مدن إيرانية، وأخيراً، وليس آخراً، احتلال الجزر الإماراتية الثلاث عند مدخل الخليج العربي، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، في النصف الثاني من القرن الماضي. وبذلك نؤكد ان مقالات الصحافة الإيرانية في ديسمبر الماضي (2004) رداً على مطالبات القمة الخليجية بالجزر الإماراتية الثلاث، لم تكن آراء كتّابها فقط، وإنما كانت مقالات تعبّر عن رأي القيادة السياسية الإيرانية الرسمية، بكل ما جاء فيها من تهديد ووعيد واستعراض للقوة بالتلويح «بحق إيران التاريخي« في بعض الجزر والاراضي الخليجية، من البحرين إلى الإمارات العربية المتحدة، وبرفض إيران لعروبة الخليج... أما ما سيُسَطّرَهُ التاريخ عن الدور الإيراني في الاحتلال الأنجلوأمريكي للعراق، فإنه سيُدعَم أولاً باعترافات رجال الدين، القادة الإيرانيون حول تعاون جمهورية إيران الإسلامية مع المحتل الأجنبي (غير المسلم) لتسهيل مهمة الاحتلال وانتهاك أراضي وأعراض المسلمين في العراق وأفغانستان. وسيذكر التاريخ المذابح العرقية التي شهدها الشعب العراقي في ظل الاحتلال، بدءاً من البصرة وصعوداً باتجاه الكوفة والنجف وبغداد والمدائن ومنطقة الشمال، حيث يُمَارَس، منذ بدء الاحتلال، القتل المباشر والغادر على الهوية، مستهدفين كل العرب، الشيعة والسنة، فكانت عملية «اجتثاث البعث« غطاءاً لـ«اجتثاث العرب« في العراق. ولأننا نعيش هذه الأحداث يوماً بيوم، بل لحظة بلحظة، في أوج عصر ثورة الاتصالات والمواصلات، فلن يجدي أي تعتيم إعلامي لإخفاء الحقائق، كما لن تجدي الأكاذيب التي تروج لبراءة إيران من تلك الأحداث، ولم يعد خافيا ان المنظمات «الصفوية« المسلحة في العراق، مثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، ومنظمة بدر، وغيرها، هي عراقية الاسم، إلا انها إيرانية المنشأ والأهداف والتمويل والتخطيط، وتضم الآلاف المؤلفة من الجيش والحرس الثوري الإيراني المجندين للعمل في العراق. هذه هي حقيقة سياسة جمهورية إيران الإسلامية في العراق، تحت مظلة الاحتلال الأنجلوأمريكي، رغم كل ما يروجه الدعاة الإيرانيون، من أمثال محمد صادق الحسيني، عن صفاء الحكم «الإسلامي المذهبي« في إيران، ونقاء الرابطة الإسلامية الإيرانية في علاقاتها مع الدول العربية. ويمكن القول الآن، بعد أن انقشع الغبار واتضحت الرؤية، إنه لابد وان اتفاقاً مسبقاً كان قد عُقِدَ، في الكواليس المظلمة، بين الطرفين الأمريكي والإيراني على غزو العراق واحتلاله، وان الأدوار كانت معدّة وموزعة بينهم مسبقاً، وان دخول عشرات الآلاف من الإيرانيين (تحت راية قوات بدر) بأسلحتهم وعتادهم إلى البصرة عبر الحدود الإيرانية، برفقة موكب آل الحكيم، تحت حراسة وحماية القوات الارضية والجوية البريطانية في الشهر الأول بعد الغزو، كان جزءاً من عملية الغزو والاحتلال برمتها... وها هم يؤدون دورهم على تغيير ديمغرافية العراق ومحو هويته العربية، كما يعمل الأمريكان والصهاينة على مسح تاريخ العراق بعد أن هدموا ودمروا كل مؤسساته وألغوا سيادته في المجتمع الدولي. وضمن هذه القراءة للأحداث من حولنا، وللسياسات الإيرانية التي كانت باستمرار على علاقة وثيقة بالأجنبي والمستعمر ضد بلدان المنطقة وشعبها، يمكننا أن نقرأ فوز المتشدد الإيراني محمود أحمدي نجاد برئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أنه لم يأت كصدفة تاريخية في ظل هذه الظروف السياسية والأمنية الأكثر تعقيداً وخطورة في تاريخ المنطقة منذ أكثر من قرن. ولأن كل حدث جديد يزيدنا وضوحاً في تفسير الصورة الضبابية للصراع الدولي في منطقتنا، ويزيدنا معرفة وتحديداً لهذه الأطراف المتصارعة وأهدافها، لذلك تعد هذه الانتخابات إحدى المؤشرات الواضحة على ان صراع القطبين الأوروبي والأمريكي في المنطقة قد بلغ مرحلة متقدمة في المواجهة. ورجوعاً للسنوات الماضية، نتذكر هنا، كم كان الموقف الأوروبي من الحرب والاحتلال الأمريكي للعراق مدعاة للتعجب والدهشة. فبعد أن لعبت الأقطاب الأوروبية (روسيا، المانيا، فرنسا، بريطانيا) لعبتها في تصعيد الموقف ضد العراق بمواقفها غير المحددة والمجحفة من أدوار وتقارير لجان التفتيش، طوال سنوات الحصار الجائر على العراق، ومشاركة هذه الدول في تصعيد الموقف الدولي ضد العراق والقيادة العراقية، والتي كلها كانت تصب في توجهات اليمين الأمريكي نحو الحرب، بعد كل ذلك، بدأ الموقف الأوروبي يأخذ مجرى أكثر تحديداً. في الجانب الأول، بدا واضحاً مدى الخداع الذي مارسته بريطانيا، على مدى الأشهر القليلة التي سبقت الغزو مباشرة، من خلال تقاريرها الاستخباراتية الملفقة، للدفع باتجاه قيام تلك الحرب... وفي الجانب الآخر، كان الخداع محبكاً في الموقف الفرنسي والألماني والروسي الشديد التماهي من تلك الحرب قبل وبعد وقوعها. كان موقفاً متماهيا ما بين الرفض القاطع للحرب، وليس المنع، بالشكل والأسلوب الذي كان يزيد من التحدي الأمريكي للإسراع بالغزو والاحتلال، وبين تصويت فرنسا وروسيا في مجلس الأمن لكل القرارات الداعمة للاحتلال بعد الغزو، وبين توفير فرنسا وألمانيا المساعدات اللوجستية والتدريبية وغيرها لاستمرار الاحتلال وبقائه في العراق أكبر فترة ممكنة، وكل ما تخلل ذلك من قرارات صدرت ضد سوريا لإحكام إغلاق المنافذ السورية في وجه المقاومة الوطنية العراقية من جهة، وفتح جبهة جديدة لنزف القدرات الأمريكية في لبنان من جهة أخرى. كل تلك المواقف الأوروبية لعبت دوراً كبيراً في إيصال الثور الأمريكي الأرعن إلى المستنقع العراقي وتورطه في صراع طويل الأمد ضد المقاومة الوطنية هناك، بحرب المدن والشوارع التي لا يمكن أن تُهزم أمام أي جيش نظامي. وما السكوت والهدوء الإعلامي والدبلوماسي في الجانب الأوروبي فيما يخص تلك الحرب والجرائم والانتهاكات التي مارستها وتمارسها قوات الاحتلال الأمريكي في الفلوجة وسامراء والنجف والكوفة والرمادي والأنبار، وفي سجون أبوغريب وباقي السجون والمعتقلات الأمريكية في العراق، والتي تعد جرائم حرب واضحة المعالم، وانتهاكات صارخة لجميع المواثيق والمعاهدات الدولية، والتجاهل الأوروبي لمعاناة الشعب العراقي، وعدم استقرار المنطقة، والارتفاع غير المسبوق في أسعار النفط، إلا فترة انتظار وترقب... انتظار ساعة الصفر التي سيتحدد عندها فشل المشروع الأمريكي في العراق وكسر هيبة القطب الأوحد وانزوائه خلف المحيط، بينما تعد أوروبا عدتها لتحويل القارة بأكملها، بما فيها المملكة المتحدة، لإعلان نفسها قوة موحدة لها اليد الطولى في السياسة الدولية والعودة الى دورها الاستعماري القديم بأسلوب العصر الحديث. ولكن السكوت والانتظار لا يعنيان ترك الأمور تسير كما تشاء، بل يعرف الأوروبيون، وهم الأطول باعاً وخبرة في السياسات الاستعمارية، كيف يحركوا خيوط الأحداث من داخل غرف نومهم، وكيف ومتى يفككوا تلك الخيوط للوصول الى النتائج التي ترضيهم... فهناك اليوم خيوط سياسية عديدة في المنطقة تتحكم بها الاصابع الأوروبية، وأهمها هي قضية الملف النووي الإيراني الذي لا يشكّل تهديداً لأي منطقة في العالم كتهديده للعراق ودول الخليج العربي، وخيوط العلاقات البريطانية الإيرانية في جنوب العراق، وأحداث جبهة عربستان، بينما أصابعهم تلعب في الخيوط الطائفية المتشابكة فيما بين العراق والكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية من جهة وبين إيران من جهة أخرى، وأخيراً وليس آخراً خيوط لعبة الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جاءت نتائجها حسب الطلب والقياس. ومع نتائج تلك الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران بدا واضحاً تماماً حجم الصراع الأوروبي الأمريكي في المنطقة، والذي يلعبه الجانب الأوروبي بذكاء وحنكة لا يجيدهما الأمريكي الأهوج في سياساته وقراراته... فوصول الفريق المتشدد الموالي لخامنئي، المحسوب على الجناح الأوروبي، إلى الرئاسة الإيرانية سيكون له دور كبير في دفع المشروع الصفوي في العراق إلى الأمام لمضاعفة المأزق الأمريكي هناك، وارتفاع وتيرة الاحتقان الطائفي في الخليج ضمن ذات المشروع الصفوي، رجوعاً لسياسات تصدير الثورة الإيرانية التي جلبت الكوارث إلى المنطقة مع بداية العقد الثمانيني الماضي، والتي يمثل الرئيس الجديد أحد عناصرها البارزين، وهي السياسات التي تصدى لها آنذاك النظام والجيش العراقي بقيادة صدام حسين في حرب استمرت ثمانية أعوام دفاعاً عن عروبة وسيادة الخليج. وفي ظل غياب العراق وقيادته العربية القوية اليوم، وغياب السياسات العربية القومية، وإمعان الأنظمة العربية في الحالة القطرية، ستدخل منطقتنا العربية، في المرحلة القادمة، في أشكال مختلفة من المواجهات مع إيران كواجهة لأطراف الصراع في المنطقة، مما سينشأ حالة من عدم الاستقرار والفوضى لتضع الخليج في مهب الريح، وتتحول دولنا إلى لقمة سهلة للطامعين المتحفزين لانتهاز الفرص التاريخية للانقضاض على أهدافهم بالتعاون حتى مع الشيطان... ولن تجدي كل أنظمة الخليج علاقاتها التحالفية الفرادية مع أية دولة كبرى، أو اتفاقياتها الدفاعية مع تلك القوى التي تلعب في مواجهة بعضها البعض في منطقتنا للحفاظ على مصالحها التي سترسمها عوامل القوة والضعف أولاً وأخيراً... وهذا ما تؤكده مفاجأة اعتراف رامسفيلد بالمقاومة العراقية بتصريحاته حول المفاوضات الأمريكية معها، والتي اضطر الى إعلانها مباشرة في اليوم الثاني من إعلان نتائج الانتخابات الإيرانية، رغم إنكاره العلني لوجود المقاومة وقوتها قبل يوم واحد من ذلك التصريح. ومع الأخذ بالاعتبار أن نجاح المشروع الصفوي في العراق يعني امتداده ونجاحه في البحرين والخليج عموماً، وإن الدفاع عن عروبة وسيادة هذه المنطقة بحاجة لقيادات وطنية تعقد تحالفاتها مع شعوبها ومع امتدادها القومي، والقضاء على كل البؤر الطائفية في بلداننا وقطع جذور روابطها وعلاقاتها وولاءاتها المشبوهة بالخارج، وحل الخلافات العربية العربية، الظاهرة منها والخافية، مع أخذ كل ذلك بالاعتبار، يجب تأكيد أننا كدول مستهدفة بشكل مباشر في زخم كل تلك الوقائع، وإن قياداتنا بحاجة أولاً: لمعرفة دقيقة بخريطة تفاعل الأحداث في المنطقة لتحديد مواقعنا ومصالحنا بأنفسنا دون الاعتماد على استشارات أجنبية هي طرف في تلك الصراعات... وثانياً: حان الوقت كي تكون المقاومة الوطنية في العراق على قمة قائمة أولويات الأنظمة العربية عموماً والخليجية خصوصاً، بعد أن أصبحت المنطقة مكشوفة لأعدائها من دون اية دفاعات حقيقية، وبعد أن أصبحت هذه المقاومة قوة ضاربة تتسابق لها أطراف الصراع، لما سيكون لها من دور رئيسي في سياسات وصراعات الأقطاب في هذه المنطقة في المرحلة القريبة القادمة...


    اخبار الخليج 2 - 7 - 2005
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني