 |
-
تقنية جديدة لرصد العواصف الشمسية
[align=justify]في بعض الأحيان كل ما يتطلبه الأمر لإفساد رحلة ما وإجهاض خططنا هو تلبد السماء واكفهرارها لتنذر بموجة من الطقس السيئ. وحتى لو علمنا أن الرحلة التي ننوي القيام بها تستخدم مركبة فضائية، أو أن وجهتنا هي نحو الفضاء الخارجي كالقمر أو المريخ، فإن الأمر لن يجدي نفعاً. فمعلوم أن الشمس تقذف في الفضاء من حين لآخر جزيئات مشحونة بالطاقة تصل سرعتها الفائقة إلى عدة ملايين من الأميال في الساعة، وبالطبع تشكل تلك الجزيئات العائمة في الفضاء خطرا ماحقا على حياة رجال الفضاء وعلى المعدات الإلكترونية التي يعتمدون عليها لإنجاز مهمتهم. بيد أن هذه المخاطر التي حيرت عقول العلماء لفترة طويلة يبدو أنها في طريقها إلى الزوال بعدما أعلنت مجموعة من العلماء عن توصلهم إلى طريقة جديدة وأكثر دقة للتنبؤ بتوقيت هذه العواصف الشمسية وقوتها، فضلاً عن فهمهم لطبيعة البقع الشمسية التي تعد سبباً رئيساً في تشكيل هذه العواصف. ويشبه البعض الطريقة الجديدة بما يجري على الأرض من عمليات رصد الأعاصير، وإنْ كانت تتم على نحو أكثر دقة.
ويتوقع الباحثون أن يكون لهذه التقنية الجديدة في التنبؤ بالعواصف الشمسية أثر جيد على المدى القريب، حيث من المرجح أن تساعد مشغلي الأقمار الاصطناعية على تجنب المشاكل المرتبطة بانقطاع الاتصال، وتفادي الأعطاب التي تلحق بأجهزة القيادة. ومن شأن تقنية الرصد الجديدة أن تساعد المسؤولين عن الأجهزة الإلكترونية داخل الأقمار الاصطناعية على الاستعداد الجيد لمواجهة العواصف الشمسية التي كانت تؤدي في السابق إلى انقطاع التيار الكهربائي بسبب الاصطدام مع الجزيئات الفضائية وإرسالها لتيار كهربائي قوي يعطل الخطوط الكهربائية. ويتطلع رجال الفضاء إلى أن تمكن هذه المقاربة، القائمة على رصد العواصف والاستعداد الجيد لمواجهتها، مخططي الرحلات الفضائية على اختيار الوقت المناسب لإرسال البعثات إلى الفضاء، والتحكم في توقيت الرحلات بين الكواكب. وحسب جوزيف كونتشز، الذي يرأس شعبة الرصد والتحليل في مركز بيئة الفضاء في بولدر بكولورادو، تعتبر المعلومة الأكثر أهمية بالنسبة لرجال الفضاء هي توقيت العاصفة الشمسية والتفاصيل حول قوتها وفترة استمرارها، فضلاً عن آثارها المحتملة.
بيد أن الراصدين للتغيرات الفضائية والعواصف الشمسية التي يتوجس منها المسؤولون عن الرحلات الفضائية أجابوا بأن عليهم الانتظار قليلاً، خصوصاً في ظل غياب معرفة دقيقة حول أنشطة البقع الشمسية التي تنفث الجزيئات الخطرة في الفضاء، وهي المعرفة التي يتعين توفيرها من قبل العلماء الذين يدرسون تلك الظاهرة. وقد عبر الدكتور كونتشز عن حماسة فريقه للتعاون مع علماء الفضاء للمساعدة في الإجابة على كافة التساؤلات التي يطرحها مستخدمو المركبات الفضائية والخاصة بتوفير المزيد من المعلومات حول العواصف الشمسية وتأمين مهامها الفضائية. وتتميز التقنية الجديدة الراصدة للتغيرات التي تطرأ على الشمس باعتمادها على التحولات الفيزيائية المرتبطة بالكوكب خلافاً لما كان سائدا في السابق عندما كان الرصد قائماً على إحصائيات مستمدة من التغيرات التاريخية للشمس. ويذكر أن فريق البحث الذي يسهر على تطوير هذه التقنية استطاع التنبؤ بأن دورة البقع الشمسية المقبلة ستكون أقوى من سابقتها بحوالى 30 إلى 50%. وستبدأ هذه الدورة نشاطها في أواخر 2007 ومطلع 2008 قبل 12 شهراً من الموعد الذي كان مقررا لها بناء على تقديرات أخرى. ومن المتوقع أيضاً حسب المعلومات أن تصل دورة البقع الشمسية ذروتها سنة 2012. ومن خلال المقارنات التي أجراها العلماء بين الدورة الحالية و12 دورة شمسية سابقة، استطاع الفريق البحثي تحسين دقة توقعاته بنسبة 98%.
ويرجع العلماء حصول العواصف الشمسية إلى الكتل الساخنة من الإلكترونات ذات الشحنات الكهربائية العالية التي تنفثها البقع الشمسية، بحيث تنطلق من الشمس على شكل رياح تقوم بشحنها العواصف الشمسية التي تتحرك ضمن الحقل المغناطيسي للشمس. وفي بعض الأحيان تتحول الحقول المغناطيسية إلى بؤرة تتجمع داخلها العديد من الجزيئات لتنطلق من سطح الشمس وتبقى محبوسة داخل تلك البؤر. وعندما تزدحم الحقول المغناطيسية بالجزيئات وتصل إلى الذروة تنفجر قاذفة ما تجمع في أحشائها إلى الفضاء الخارجي بسرعة هائلة تبلغ ملايين الأميال في الساعة. وفي أحيان أخرى ينفجر اللهب على سطح الشمس ليفرج عن كميات هائلة من الإشعاع. وغالباً مع تقع هذه التغييرات بالقرب من البقع الشمسية حيث الكثافة العالية للحقول المغناطيسية. ومن خلال مراقبتهم الدقيقة لتلك التغيرات اكتشف علماء الفضاء وجود أربعة أنواع من الانفجارات التي يعكف الخبراء على دراستها حالياً ومعرفة آثرها المحتملة على الرحلات الفضائية.
وفي مشروع جديد -أميط اللثام عنه قبل بضعة أيام الأسبوع، على يد موسومي ديكباتي من المعهد الوطني للبحوث الجوية في كولورادو- يعكف العلماء حالياً على دراسة ظاهرة تدفق الغازات الساخنة، أو ما يسمى بالبلازما من الطبقة الخارجية التي تلف نواة الشمس. ويبدو حسب هذه الدراسة أن نشاط بقع الشمس مرتبط بحركة الحقول المغناطيسية التي تعتبر بمثابة العربة الناقلة للغازات الساخنة. وتتحرك هذه الغازات من القطب الشمالي للشمس وصولاً إلى خط الاستواء كما ترتفع إلى سطح الشمس لتعود إليه مجدداً. وقد قام العلماء بإجراء قياسات دقيقة لحركة البلازما على سطح الشمس وتفاعلها من خلال الحقول المغناطيسية التي توفر لها مكانا للارتفاع عن السطح ثم الرجوع إليه في حركة دائمة. وللتأكد من هذه النتائج قام العلماء باختبار نموذجهم عبر مقارنته بدورات البقع الشمسية الثماني السابقة حيث جاءت النتائج مشجعة. وفي هذا الصدد يقول ديفيد هاثواي من وكالة الفضاء الأميركية ناسا بأن النتائج التي تم التوصل إليها تساعد في الإجابة على السؤال القديم:ما الذي يتسبب في دورات البقع الشمسية التي تدوم 11 عاما؟[/align]
يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......
-
كل الشكر على هذه المعلومة محمد من مصر
-
يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......
-
أخى منازار حياك الله وانشاء الله تكون بكل خير و كل العاملين فى شبكة العراق الثقافية اخوك محمد من مصــــــــــــــــــر
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |