النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1

    افتراضي مقتدى الصدر ..حُلْمٌ فَزّزته القنّاصة ....راسم المرواني

    مقتدى الصدر ..حُلْمٌ فَزّزته القنّاصة
    راسم المرواني


    كان من حق إفلاطون أن يحلم بــ ( المدينة الفاضلة ) ، ومن حقه أن يبني جمهوريته على أكوام من الأمنيات ، وكان من الطبيعي أن يدفع فاتورة هذا الحلم .

    مقتدى ليس إفلاطون ، وإفلاطون – نفسه – ليس مقتدى ، رجلان يفصل بينهما شاسع من ( الزمكان ) ، ولكنهما يلتقيان في حلم ، كل منهما يراه من زاوية إبصار تحددها المعطيات والثقافة والموروث .

    قلنا في يوم ما ، وهتفنا ، وتعالت أصواتنا في لحظات من التوجس في الظل والحرور ، عندما كان الأفق يصلي صلاة الخلاص ، وكنا نصلي صلاة الجمعة ، وعندما كانت الريح تيمم وجهها جهة بلاد الثلج ، بينما كان النخيل ميمماً وجهه جهة الكوفة ، هتفنا بصوت كادت العمالة أن تخنقه (( عاش عاش عاش الصدر ..أمريكا والمجلس كفر )) وكنا نعني به مجلس الحكم .

    فضحك من هتافنا الذين لا يبصرون ، وتهافت علينا الذين يراهنون على السراب ، وسن علينا سيف العداوة من شبعت عقولهم بمقولة (( إشبعني اليوم ، واقتلني غداً )

    ومرت الأيام ، وانبلج فجر الحقيقة من بين براثن ليل الخديعة ، وأطلع الديك عرفه من بين أصابع الهزيع الأخير من ليل الفشل الذي كان يكتنف مهزلة ( المجلس الأضحوكة ) ، صاح الديك بصوت عال ، ولكن ، لات سماع ، ولات مناص .

    والآن ، ثمة أصوات خجولة نادمة على صمتها حين كنا نهتف ، وثمة عيون تغض أبصارها حياءً من لحظة كانت فيها من أشد الناقدين الناقمين علينا ، فقد كشف الزمن مستور القطيفة ، وأسدل النسيان ستائره على فشل أشرنا اليه ، ولم يلتفت له الآخرون إلاّ بعد فوات الأوان .

    قال مقتدى ( إن قانون إدارة الدولة ، هو وعد بلفور الجديد ) ، فثارت ثائرة الديمقراطيين ، ونصب الليبراليون رايات الحرب ضد هذا الفتى الهاشمي العلوي ، وشحذ الـ ( مستسلمون ) والـ ( مستشيعون ) حرابهم وخناجرهم ، كما شحذ المرتزقة أقلامهم ، وبدأت المطارق ، واحترق وجه الأفق بنيران الضغينة ، وهيأ القناصة بنادقهم ، ومدوا فوهاتها علينا من فوق البنايات ، ينتظرون إذناً ببدء كرنفالات قتل الوطن ، وجاءهم الإذن ..وفعلوها .

    واليوم ، وبعد أن شربنا كأس غدر ذوي القربى ، وبعد أن عزلنا مقبرة شهدائنا عن قبور الناس ، لنقول للناس ( هاؤم إقرأوا كتابيه ) ، وبعد أن رضخنا لرفع المصاحف ، ثمة أصوات خجولة أخرى ، تنبعث من بين صمت المسافة ، وفي عقر دار من اتفقوا على قتل الفضيلة ، أصوات بدأت بهمس ، ثم همهمة ، ثم تعالت في جمعيتهم الوطنية لتقول ( إن قانون إدارة الدولة عائق أمام صياغة الدستور ) ، فسبحان الله .

    كم قلنا وقالوا ، ولكن الفرق بين قولنا وقولهم ، أن قولنا يمتد من أصلب جذع ، يخترق أرض الحقيقة ، فهو ثابت كالطود ، لا تزعزعه المصالح والمسارح ، أما قولهم ، فوليد آن ، وصنيعة أضغان ، وجناية من جنايات المجاملة على حساب الوطن ، لذا ، ليس غريباً على قولهم أن تذروه الرياح ، حين يصبح هشيماً بفعل نار الحقيقة التي تأكل ما عملوا (( وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا )) وصدق الله العلي العظيم .

    وهناك ، في النجف ، في الحنّانة ، في بيت صغير كان يلم عائلة قرابين الحق من آل الصدر، حيث يجلس مقتدى ، معتمراً عمامته التي أراد لها أعداء الحق أن تتهاوى ، هناك يجلس مقتدى ، مشتملاً عباءته الـ ( مخرومة ) ، وبوجهه الملألئ ، ليستقبل أصدقاء الأمس ، وأعداء الأمس ، يقول للأولين إثبتوا ، ويقول للآخرين ( لا تثريب عليكم ) ، تعالوا لنبدأ من جديد ، متمثلاً بأبيات شعر قالها جده أمير المؤمنين :

    دنيا ، تجدد كل يوم غدرها

    والناس فيها في عظيم صراع ِ

    يتنافسون على حقير متاعها

    وغداً ، يفض الموت كل نزاع ِ

    الوفود تتوالى نحو هذا المسكن البيت المأوى الذي طوقته دروع المحنة ، وسكت عن تطويقه الدنيويون ، كما سكتوا عن تطويق بيت الصدر الأول ، الوفود تتوالى على هذا البيت الذي صوب المحتلون وأشياعهم البنادق نحوه ، فأغمض ( المتدينون الجدد ) أعينهم عنه ، الساسة والسفراء والمفكرون والساتحون والتابعون والتائبون والمتلصصون يتوالون – الآن – على هذا البيت الصغير ، بعد أن كان هدمه أمنية من الأماني ، وبعد أن كان البعض يتطلع لحرق هذه الدار على أهلها ، كما تطلع البعض لحرق بيت ( الزهراء ) ، رغبة في بناء بيت الإسلام بشكل جديد يتلائم ودين البعض من أهل الجاهلية .

    هذه الدار ، كانت – على بساطتها – تحمل شجون العراق منذ الإنقلاب العسكري الأول في الإسلام ، هي – أعني هذه الدار – تحمل معاناة ألف ونصف الألف من السنين .

    هذه الدار ، مكتوب على جدرانها بلون أحمر قان من دماء الشهداء الأزكياء ( هيهلت منّا الذلة ) ، ولكن حزني للبعض من الذين يشكون من ( عمى الألوان ) أنهم لا يرون هذه الكتابات على الجدران ، فكل الألوان لديهم ( بيضاء ) حتى سواد العمامة ، وسواد الليل ، وسواد مستقبل العراق .

    كان حلماً عظيماً ، لم تستوعبه أحداق البعض ، فهربت منه نحو بداية موهومة ، وجلست على أعتاب الخلاص الكاذب ، وأغمضت بقوة كي تعتصر مخيلتها نحو حلم آخر ، قد يكون ثمنه أقل تكلفة ، ولو على حساب الغد ، أو على حساب الأمس .

    تواريخ ضاعت ، ومواقف تغيرت ، وستائر من الحرير الجديد أسدلت على بقايا رفات شهداء عانقوا الموت في لحظات عشق مع الخلاص ، شهداء ، لو بُعثوا اليوم ، ورأوا ما نرى ، لفرحوا بمفارقتنا قبل فرحهم بالشهادة .

    كان حلماً كبيراً ،

    يحتاج الى عيون كبيرة كي تراه ...

    فتعالوا كي نستعيد شريط الحلم الذي كان يداعب أجفان مقتدى ، تعالوا لنعرف كيف كان يحلم مقتدى ، وكيف فزّزت حلمه القناصة :-

    تفاصيل الحلم

    ((( عام من الإحتلال يمر ، المحتل يستهتر ، مقتدى يشكل جيش المهدي ، المراجع كلهم يباركون هذا الجيش ، العراقيون كلهم ينضوون تحت لواء هذا الجيش ، نخبة من المنضوين تحت لواء الجيش تفاوض المحتل ، تفاوضه بقوة ، تفاوض بأسلوب الرجل للرجل ، تنطلق الشرارة الأولى ، لا فضاء يلجأ له المحتلون ، العراق كله كتلة من نار ، أين ما يذهب المحتلون يقطع الموت عليهم الطريق ، وتمتلئ شوارع وأزقة ( واشنطن ) بالمآتم ، ويصيح في ثكناتهم غراب الوت ، لا مفر من الرضوخ لرغبة الشعب ، ( ممنوع – بتاتاً - خروج المحتلين من العراق قبل إعادة بناء ما خربوه ) ، ( ممنوع بتاتاً خروج جندي واحد من العراق ، قبل أن تعوض أمريكا العراقيين عن ما عانوه من سطوة كلبها (صدام)الذي زرعته في العراق ) ، ممنوع مغادرة الأمريكان قبل أن يعوضوا الشعب العراقي عن سنين الحصار والجوع ، لا شركات وهمية ، لا مناقصات سرية ، لا سرقات ، الشعب يعرف كل ما يدور ، الشعب يترقب ، والموت محيط بالكافرين ، والآحزاب كلها تتطوع لحماية الوطن ، لحماية الأمن ، والقوى الوطنية تدخر أموال الدعايات لتعين بها الفقراء ، وتستأصل بها شأفة الجريمة .................................................. ......)))

    كانت هذه بعض تفاصيل الجزء الأول من الحلم .....

    ولكن صوت رصاصة من قناص عراقي ، تنبعث من بناية عالية من بنايات الكوفة ، لتوقض هذا الحلم ، وتقطع الطريق على المؤذن المتوجه نحو المسجد ليرفع صوت الآذان ، ورصاصة من قناص عراقي تسارع خطوها نحو ( ظهر ) مقاتل يريد أن يجبر المحتل على أن يحترم العراق ، ورصاصة من قناص عراقي تنبعث لتثقب – من الخلف - رأس عراقي ترك أهله وجاء ليدافع عن شرف العراق ، ورصاصة من قناص يدعي انتماءه للعراق ، تحدث فجوة في صدر شاب يريد أن يحمي العراق من اللصوص .

    وهكذا ، يعود مقتدى ، وأتباعه ، ليدوروا في فضاء الله ، يحتفرون بئراً هنا ، وبئراً هناك ، ليحضروا ماءً نقياً للوضوء ، وليشدوا على عضد المؤذن كي يعتلي منارة الفجرمن جديد ، رافعاً صوته بنداء ( حي على الصلاة ) ، وليلعنوا ( عمر بن العاص ) و ( أبو موسى الأشعري ) خمس مرات كل يوم .

    marwanyauthor@yahoo.com

    marwanypoet@hotmail.com


    http://www.mumehhidon.net/almerwani/rasim-m15-7.htm
    albasry

  2. #2

    افتراضي

    أحسنت أخي ..
    بارك الله فيك ..
    كلام رائع ..
    ولكن اخالفك بهذه النقطة
    (مقتدى يشكل جيش المهدي ، المراجع كلهم يباركون هذا الجيش)
    فلم اسمع بمباركة مرجع للجيش

    وشكرا مرة اخرى
    [align=center]
    فـفـضلُ الله فـي قمـم المعالـي *** سما لـلعالمـين بـكـلِّ فـخـر
    سلام الـله والامـلاك طُــــرّاًَ *** لخير معلـمٍ فـي خـير عصـر
    * * * *
    ولاعـجبـا اذا الحسـاد ابـدوا *** عـداوتهـم وابـدوا كـلَّ شـر
    لانّـك قـد بلـغـت الـــى مكـانٍ *** عـظيــمٍ لا أوصّـفـه بـشـعـر [/align]

  3. #3
    الصورة الرمزية دجلة الخير
    دجلة الخير غير متواجد حالياً مشرفة واحة التجارة والاقتصاد
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    المشاركات
    2,033

    افتراضي

    سلام
    المرواني حسب علمي لايعترف بالمراجع اما لكونهم غير عراقيين ويدعو الى تسفيرهم ،
    والمراجع العراقيون ( حسب المرواني والبصري ) فتسقط عدالتهم حسب سي دي مزوّر بثته اللجنة الثقافية والاعلامية للتيار الصدري .
    ولا ادري من هم المراجع الذين يقصدهم المرواني ؟!!
    وبما ان المرجعية الحالية في العراق صامتة ( كما يدعون ) فاسأله - المرواني - اين هذا الاعتراف ؟!!
    الدليل لااعتقد بأنه يصعب على المرواني لأنه خبير بتزوير السيديات ويستطيع ان يوقظ اي مرجع من قبره ويجعله يعترف بجيش المهدي على نسخة سي دي (من إيّاهم ;) ).
    الا اذا كان يقصد بالمراجع هم حارث الضاري او الكبيسي او الكرسي الهزاز (على قولة الاخ نصير المهدي ) .
    *·~-.¸¸,.-~*وبَشــــــــِّـــــــــــــــــر الصـــــــــــــــابرين*·~-.¸¸,.-~*

    [align=center][/align]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    1

    افتراضي

    [B]هل العلاقو مع شيوخ الارهاب اصبحت هي جهادكم بااتباع الخط الكارثي ....
    بارك الله في الايدي التي ضريتكم وقائكم بالعصى لتصحيح مسيرتكم.
    ولولا السيد السيستاني ادام الله ظله لضرب الامريكان قائدكم على ::::::::::::.
    وكافي من الكذب والخيانة... لعن الله كل من يتامر على الشيعة.

  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن العمارة
    [B]هل العلاقو مع شيوخ الارهاب اصبحت هي جهادكم بااتباع الخط الكارثي ....
    بارك الله في الايدي التي ضريتكم وقائكم بالعصى لتصحيح مسيرتكم.
    ولولا السيد السيستاني ادام الله ظله لضرب الامريكان قائدكم على كؤخرته الكبيرة وجعلوه عبرة لمن يهتير.
    وكافي من الكذب والخيانة... لعن الله كل من يتامر على الشيعة.
    اطلب من الاخوة المراقبين تحرير هذه المشاركة لما فيها عبارات غير لائقة.
    واقول لـ "ابن العمارة" بأن لديه الحق في انتقاد اي شخصية فالحرية متاحة في الشبكة وهذه ميزة تميزها عن غيرها من الشبكات ولكن من ناحية اخرى عليه الالتزام بالآداب العامة وعدم استخدام كلمات بذيئة.
    [align=center][/align]

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني